shopify site analytics
مصادر إسرائيلية تؤكد عدم وجود السنوار في رفح وتكشف مكانه المحتمل - إبعاد الناشطة المناخية غريتا بالقوة من مظاهرة لدعم فلسطين - محتجون يضرمون النار بالإطارات التالفة في عدن - القدوة يكتب: اكتشاف المقابر الجماعية وارتكاب الإبادة الجماعية - انطلاق المهرجان الوطني الأول للمانجو اليمني - اطلاق سراح 49 صيادا يمنيا من سجن ترمة الإرتيري - قيادات جامعة ذمار تشارك في مسيرة - جامعة ذمار تقيم وقفة تضامنيه مؤيدة لطلبة الجامعات الغربية - رئيس جامعة ذمار يدشن الامتحانات النهائية بكلية الحاسبات - منيغ يكتب: ليست بالرَّكيكة عن الحكومة الضاحكة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بقلم د. غسان شحرور

الإثنين, 14-أكتوبر-2019
صنعاء نيوز/ بقلم د. غسان شحرور -
الخامس عشر من تشرين الأول/أكتوبر هو اليوم العالمي للعصا البيضاء الذي كثيرا ما يغيب عن وسائل إعلامنا العربية. في هذا اليوم السنوي، تقيم الجمعيات والمؤسسات والمراكز التي تعني بالأشخاص كفيفي وضعيفي البصر الندوات والفعاليات الإعلامية الحقوقية للتعريف بالإنجازات التي أمكن تحقيقها، كما تلقي الأضواء على الصعاب والتحديات التي تواجه الأشخاص المكفوفين وضعيفي البصر في حياتهم وذلك من أجل كسب دعم المجتمع لتخفيفها والتغلب عليها، وفي الوقت نفسه يذكرنا هذا اليوم بقدراتهم، وحقوقهم في الحصول على فرص متكافئة أسوة بباقي المواطنين، ومع مرور الوقت أصبح هذا اليوم كما العصا البيضاء يرمز ويعني كل ما يساعد الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر على تعزيز الاستقلالية والاعتماد على الذات، وبشكل خاص برامج (التعرف والتنقل) Mobility & Orientation، ودورها في اكتساب الأشخاص المكفوفين أكبر قدر ممكن من الاستقلالية والنمو الذاتي والمعرفي والاجتماعي والسلامة الشخصية في بيئتهم وأثناء تجوالهم وتنقلهم الأمر الذي يمكنّهم دون شك من التمتع بالمزيد من فرص المشاركة المجتمعية والمساواة.

نعم لقد تحققت الكثير من الإنجازات في ميادين حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة المكفوفين في مجتمعاتنا العربية، بفضل الجهود الحكومية والأهلية ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة لا سيما خلال (عقد الأمم المتحدة للمعوقين 1983 - 1992)، وبرنامج العمل المرافق له، وبعد اعتماد (القواعد الموحدة بشأن تحقيق تكافؤ الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة عام 1993)، وبعد المصادقة على (اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة) التي دخلت حیز التنفیذ في 3 مايو / أيار 2008، ورغم ذلك لا تزال الحاجة كبيرة لتعزيز الاستقلالية والاعتماد على الذات من خلال اعتماد برامج (التعرف والتنقل) للأشخاص المكفوفين، لا سيما المرأة الكفيفة لأنها الأكثر تهميشاً، والأقل فرصاً في التعليم والتأهيل والتشغيل، كما أنها الأقل وصولاً للخدمات الصحية والاجتماعية، والأكثر تعرضاً للعنف والاستغلال والإهمال.

رغم تأكيد (اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة) التي صادقت عليها الدول العربية في المادة 20 المتعلقة بالتنقل الشخصي، والمادة 24 المتعلقة بالتعليم، فإن برامج (التعرف والتنقل) للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر، تكاد تغيب عن معاهدنا ومراكزنا، كما تفتقر مجتمعاتنا إلى برامج إعداد المدربين والمختصين بالتعرف والتنقل، وإلى الوسائل التعليمية والمطبوعات اللازمة الملائمة لبيئتنا، والبرامج التدريبية الموجهة إلى الأهل من أجل تمكينهم للقيام بمساعدة ذويهم.

قد يواجه الأشخاص المكفوفون مجتمعاً ينظر إليهم بعين العطف والشفقة والتمييز، لذلك نادراً ما يتلقون الخدمات التي تكفلها حقوقهم الأساسية في تشريعاتنا الوطنية واتفاقياتنا الدولية، الأمر الذي يضعف من استقلاليتهم، ومن فرص التحاقهم بالمعاهد التعليمية والتأهيلية والاجتماعية ومن ثم فرص العمل والمشاركة المجتمعية الفاعلة بشكل عام.

كما نعلم جميعاً، لم يحول فقد حاسة البصر لدى العديد من الأشخاص المكفوفين دون التفوق والإبداع، ولم يكن ذلك ممكنا لولا إرادتهم القوية ومساندة أُسرهم ومجتمعاتهم. هذا ولا يقتصر النجاح على المبدعين والموهوبين منهم، وإنما يمتد إلى سائر المجتهدين والمثابرين منهم، كبعض المعلمين والمربين، والحرفيين المهرة، ورجال الدين وغيرهم، و لايغيب عن ذاكرتي أكثر من معلمة، وربة منزل، وطالبة من المكفوفات المتفوقات في الحياة والمجتمع.

نعم، رغم الأعباء الثقيلة التي تقع على كاهل مؤسساتنا الصحية والتعليمية والاجتماعية والإعلامية، لاسيما في الدول التي تشهد نزاعات مسلحة وأعدادا هائلة من النازحين واللاجئين فإننا نتطلع إلى عدم إغفال حاجات وحقوق هذه الفئة من المجتمع، لاسيما في التربية والتعليم والاحتواء، كذلك نتطلع إلى دور أكبر لوسائل الإعلام المختلفة في تذكير كافة فئات المجتمع بحقوق هذه الفئة من ذوينا، وأهمية دور الأسرة والمجتمع في تعزيز حقوقها وتلبية احتياجاتها.

في هذه العجالة، لا أنسى ما قالته لي إحدى السیدات الكفیفات، في مناسبة كنت أتحدث فيها: "إن إصابتي الحقیقیة، لیست في بصري الذي فقدته مذ خرجت إلى الحیاة، إنها في المجتمع الذي یأبى أن یتقبلني كما أنا مواطنةً عادیةً“. لقد تركت هذه الكلمات في نفسي أثراً كبیراً.. نعم، لقد فقدَت البصر، لكن بصیرتها یفتقدها كثیرون.

د. غسان شحرور، طبيب وكاتب، منسق "اليرموك للإعلام الخاص"..



#اليوم_العالمي_للعصا_البيضاء

#الاستقلالية

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)