صنعاء نيوزالهادي حامد/تونس -
في الشارع تندمل الجروح






طواقم اسعاف نظام مبارك، قوى حزبية ، قادة راي ، رجالات النظام ، عملاء السي.اي.اي..احدثوا حالة من الاختراق الافتراضية وغير الواضحة في صفوف الثوار ، وحالة من الفزع والانهيار في صفوف انصار الثورة في العالم العربي خصوصا. ماكان ممكنا ان نتنبآ بهرولة الاخوان ، بالنسبة لي على الاقل ، بحكم موقعي الوفاقي ضمن الخارطة الايديولوجية في وطننا الكبير ، نحو الحوار مع العميل عمر سليمان ، وان كنا نتوقع هرولة شخص حربائي ووصولي مثل البرادعي وعمرو موسى وان كان مبارك لايراهن على قدرتهما في تمرير خطة بقائه. واني ارى في سلوك الاخوان ، هذه القوة الثورية الشعبية والتي نعتمد عليها كثيرا في الحفاظ على ضمير الامة واتجاه تطلعاتها ، في القبول بالجلوس على مائدة مبارك ، خيارا غير حكيم ولا اقول اكثر، كأن المائدة وماتمثله من اعتراف بهم هي غاية الثورة الشبابية والشعبية. أقرا الامر في ضوء الاحتمالات التالية :


1/ القبول بمسار الحل الامريكي ، وهذا له دلالتين على غاية من الاخطورة : الدلالة الاولى ان مايحدث هو ازمة ، وهي ازمة حكم. وليس ثورة يجب ان تشق طريقها نحو اهدافها مهما كانت الاثمان. والدلالة الثانية ان الاخوان قوة شعبية لكن سلوكها السياسي يتحدد في مخابر المخابرات المركزية الامريكية ، ليس آنيّا فحسب ، بل وماضيا ايضا. وقد كنا نقرأ عنهم ، في بيان لتاريخهم ، ولم نكن نأخذ الامر على محمل الجد. واننا ابناء هذه المرحلة ومن واجبنا التعامل مع الاختلاف الايديولوجي وفق قيم جديدة بلا تخوين ولا تآمر ولا تشويه..خصوصا ازاء قوى ليست بعيدة عن القوى القومية بشكل عام.


2/ ان الاخوان متخوّفون من مرحلة مابعد مبارك تخوفا غير معلن. فباعتبارهم قوة رئيسية سيجدون امامهم ملفات ملغمة وخطيرة مثل اتفاقيات السلام مع العدو ، وملف المقاومة في العراق ، وملف حصار غزة وغيرها..بحيث يجدون انفسهم بين مطرقة مطالب الشعب الوطنية وسنديان المطالبات الدولية والامريكية خصوصا...اصبحت اشك ، بناءا على هذا الاحتمال الافتراضي طبعا ، في ان الاخوان يريدون العودة الى الصفوف الخلفية ، ويريدون الابقاء على النظام في انتظار حدوث تحولات مطمئنة في مواقف القوى الدولية تحت تأثير الزخم الثوري في الوطن العربي تجاه الملفات المشار اليها آنفا. واشير الى ان اخوان تونس لم ينزلوا الى الشارع بشكل واضح وحاسم الا يوم الهروب في الجو، يوم 14جانفي، اي اليوم الاخير، واستمر حراكهم مع شعبنا في الايام اللاحقة ضمن مابات يعرف بحماية الثورة. فهم يخططون الى القطاف بابخس الاثمان. واخشى ان يكون سلوكا مبدئيا او تكتيكا اخوانيا ثابتا وليس مجرد غياب الثقة في قدرة الشعب على المضى بالثورة الى النصر وتخطي عقبة قوى الدفاع عن الامبراطور المجنون.

استغرب واتأسف عميقا لتصريح احد قادة الاخوان المسلمون ، في تبريره للهرولة نحو مائدة مبارك ، {باننا اردنا معرفة من يدير الازمة..}!!!!..واقول له: اولا ، الحاكم عنده ازمة ونحن عندنا ثورة. ثانيا : مالك ومعرفة من يدير..؟؟!!..فليكن الشيطان يااخي..ماذا يهمنا في الامر..؟!!..نحن ثوار ، ونحن نحرك ثورة ونتحرك بالثورة ومن خلالها وبين صفوفها ، مهمتنا هي : الاطاحة بالنظام راسا وكرشا وركبا و ذيولا..لاحاجة لنا باي حوار وليس لدينا مانحاور عليه..اللهم الحوار بيننا كقوى ثورية في تجديد الاشكال الثورية وفي ضبط المسار على الارض وفي جغرافيا الحشد وخطته وووو..في كل مايحقق اهدافنا الثورية..الذي اراد ان يعرفه هذا القيادي الاخواني هو ماتريد معرفته الاجهزة المخابراتية والبعثات الديبلوماسية كي لاتسبقها الاحداث ، وليس مايريد معرفته الثوار. كنا ننتظر من الجميع خطوات اكثر جراة ثوريا ، محاصرة مجلس الشعب المزيف او الداخلية او غيرهما من المؤسسات السيادية وفي وقت متزامن..كنا ننتظر طرد الاخوان لموظفي بريد مبارك والذين ارتدوا فجأة جلباب الثوار زيفا وبهتانا.. وليس ان يتبعوا بانفسهم هذا النهج ويسابقون الطماعين على فتات هوائي وليس حتى حقيقيا!.


اجدد الدعوة ، للشباب الثائر في مصر، ان لاينظر لمن هرول ولمن يستعد للهرولة او يسوق لمشاريعهم..انتم من سيسقط مبارك..ثقوا انكم ستسقطوه...وستدخلوا شعب مصر التاريخ وترفعوا راس امتكم عاليا.النظام يحاول ارتشاؤكم..وليس مستبعدا ان مصدر الرشوة هو بيت مال العائلة الحاكمة في السعودية او بيت مال المخابرات الامريكية ..ثورة مصر لاتهمها الاجور ، ولا الخبز ، ولا الشقق التي وعد بها البلطجية ..انما يهمها دماء شهدائها..والدم بالدم..او الحرية. انتم شباب لايقل شهامة وجراة عن شباب تالة والقصرين ومنزل بوزيان في ثورة الكرامة 14جانفي التونسية..اخوانكم في هذه المناطق التونسية واجهوا الرصاص وجها لوجه ، ولم ينجح الجنرال في ثنيهم او تحريف اتجاههم.. وهي المرة الاولى التي ارى فيها شباب يطيحون بنظام عسكري لايرحم ، وهو الذي بنى نفسه على امتداد ثلاثة وعشرين عاما ليوم لقائهم..ويوم تلاقى الجمعان نبتت زهرة على قبر شهيد وامتدت اشعة الشمس الدافئة لارجاء طال ليلها... ان المؤامرات ومحاولات الاختراق مهما عملت وشككت ونفثت سموم لاتستطيع ان تثني عزمكم اذا ما رابطتم في الشارع.. ان وحدتكم في الشارع سلاح ضد البلطجية المختلفة الالوان والعناوين..ففي كل يوم جديد من عمر ميدان التحرير نصر جديد للثورة وامل جديد ويقين يتجدد.

[email protected]