صنعاء نيوز/ من مدريد الى صحيفة صنعاء نويز , كتب/ عبدالله ناصر بجنف -
في جو بارد وتحت رياح شديدة وأمطار غزيرة في 33 محافظة إسبانية من بين 50 محافظة , البعض منها هبطت فيها درجات الحرارة الى 10 تحت الصفر , في يوم الأحد 10 نوفمبر 2019 أدليت بصوتي في الانتخابات العامة في إسبانيا من ضمن 37 مليون شخص يحق لهم التصويت من اجمالي عدد سكانها البالغ 46,66 مليون نسمة , وللمرة الرابعة خلال أريع سنوات , أي منذ عام 2015 وهي حالة نادرة تحدث في هذا البلد أول انتخابات برلمانية في 15يونيو عام 1977 . شهدت إسبانيا مراحل صعبة من تاريخها , بعد عودة الديمقراطية في عام 1977 , مع مرور الزمن توطد هذا النهج وخاصة بعد انضمامها الى تجمع الاتحاد الأوروبي في الأول من يناير عام 1986 والتي اعطت دفعة قوية لتجديد بنيتها التحتية وفتحت آفاق جديدة لتطورها في كافة المجالات . لاتوجد ديمقراطية مثالية في العالم ولكن إسبانيا اليوم تغيرت صورتها بشكل جذري بالرغم من الصعوبات التي واجهتا ومازالت تواجهها , أبرزها النتائج السلبية التي خلفتها الأزمة الإقتصادية في عام 2008 من حالة غضب واسع وغيرت نظرة المواطنين تجاه الأحزاب التقليدية وقياداتها وخاصة الحزبين الاشتراكي اليساري والشعبي اليميني والذين تداولوا الحكم منذ عودة الديمقراطية في إسبانيا . الانتخابات العامة في 20 ديسمبر عام 2015 انهت هيمنة الحزبين للحكم من خلال ظهور أحزاب جديدة والتي فرضت وجودهاعلى الساحة السياسية , في الوقت الراهن من الصعب ان ينفرد أي حزب بالسلطة , لقد انتهت مرحلة الفوز بالأغلبية الساحقة. في 10 نوفمبر 2019 توجه الإسبان إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس النواب الجديد والذي يتكون من 350 عضو وكذلك لاختيار أعضاء مجلس الشيوخ المكون من 265 عضو وهي الانتخابات الرابعة منذ عام 2015 , الحزب الاشتراكي العمالي فاز في هذه الانتخابات بنسبة 28% من الأصوات ( 120 مقعد في البرلمان ) يليه الحزب الشعبي ( يمين الوسط) بنسبة 20,8 % من الأصوات ( 88 مقعد في البرلمان ) اما المفاجأة الكبرى في نتائج هذه الانتخابات هو حصول حزب فوكس (يمين متطرف ) على المركز الثالث بنسبة 15,1 % من الأصوات ( 52 مقعد في البرلمان ), في ظل هذه النتيجة على في الخارطة السياسية فقد اصبح الوضع أكثر تعقيدا في قدرة الحزب الاشتراكي الاسباني على تشكيل حكومة بصورة منفردة , خاصة وان بين الاحزاب اليسارية توجد خلافات عميقة وهذا ايضا ينطبق على الاحزاب اليمينية. أمام الحكومة الإسبانية الجديدة جملة من التحديات الاقتصادية منها نسبة بطالة كبيرة والمخاوف من عودة شبح أزمة اقتصادية جديدة اما التحدي السياسي الأهم يتمثل في سعي الأحزاب القومية في مقاطعة كاتالونيا الانفصال عن إسبانيا , لهذا تحاول السطات الإسبانية ايجاد حل لهذه القضية الداخلية عبرالحوار وفقا للقوانين والدستور .
الصورة , مجلس النواب الإسباني , المصدر صحيفة الباييس الاسبانية
|