shopify site analytics
رئيس وزراء إيرلندا يفاجئ بايدن بدعم صريح للقضية الفلسطينية - يأمر بالبدء بالزحف الى الاقصى رسالة صوتية لقائد هيئة أركان الكتائب في غزة - 4 أسئلة عن اسرائيل يجب على اللاجئ العربي إلى ألمانيا الإجابة عنها - دخول سفينتين حربيتين روسيتين البحر الأحمر - نظرة على الدورة الخامسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان - القدوة يكتب: حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية - أياد راضي وعقدة جلد الذات - دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك" - منيغ يكتب: ليبيا شَظَايَا نَوَايَا (1من5) - العفو الدولية تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن لمنع “الإبادة” في غزة -
ابحث عن:



الثلاثاء, 08-فبراير-2011
صنعاء نيوز د. مصطفى يوسف اللداوي -





ميدان التحرير بوابة الاتفاق الوطني الفلسطيني

عيوننا جميعاً تتطلع إلى ميدان التحرير في القاهرة، وأعناقنا تشرئب إلى مئات آلاف المصريين المجتمعين في ميدان التحرير، وكل ميادين مصر، وقلوبنا تدعو للجماهير المصرية المحتشدة وهي تهتف بعالي صوتها ضد النظام الذي كبل مصر، وعطل طاقاتها، وهدر مقدراتها، وبدد جهودها، وأضاع مستقبل أبناءها، وقامر بحياة مواطنيها، ورهن تاريخ مصر العظيم إلى أعداءها، تطالبه بالرحيل مع أركان نظامه الأمني والسياسي والاقتصادي، فكلهم شركاء فيما أصاب مصر من خرابٍ وضياعٍ وفساد، فهم بين مستفيدٍ أو متآمر، بعضهم يعمل لحسابه ومصلحته، وبعضهم يعمل أجيراً لدى غيره، ينفذ سياسته، ويطبق منهجه، ويحقق أهدافه، ولا يبالي بمصالح مصر، وتاريخ ودور مصر، ولكن سيدهم الذي ارتضى لهم العبودية والتبعية واحد، وإن تعددت الأزلام وتنوعت الوجوه، فإن كبيرهم الذي علمهم السحر واحد، وهو الذي يجب عليه أن يجمع سحرته وأعوانه ويرحل عن مصر، التي جثم على صدرها -وهي الحرة- عقوداً طويلة من الزمن، ولكنه مهما عاند وكابر واستعصى، وبدا أنه غير آيلٍ للسقوط، فإنه سيخضع وستخور قواه وسيركع، أمام إرادة رجالٍ عيونهم في الشمس، وأصواتهم كهدير البحر، وغاية آمالهم صفحة السماء الزرقاء.

آمال العرب كما آمال كل المصريين منوطةٌ بالثائرين المصريين في مصر، أن يحققوا أهدافهم، ويسقطوا نظامهم الذي سامهم سوء العذاب، ويجبروا رئيس النظام على الرحيل، ولكن آمال الفلسطينيين لا تقل عن آمال المصريين بل قد تضاهيهم، فالفلسطينيون يتطلعون إلى سقوط نظام حسني مبارك، ونهاية عهد أجهزته الأمنية، وخاصةً جهاز أمن الدولة الذي ضيق الخناق على الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة، ومنعهم من دخول مصر، أو العبور فيها من القطاع وإليه، فلم يكن أمن الدولة المصري وبالاً على المصريين فحسب، بل كان أشد وبالاً على أبناء قطاع غزة، وكان يتفنن في تعذيبهم خلال فترات الاعتقال، التي كانت تطول لأشهرٍ عدة، وكان يحاول أن يملي شروطه على الفلسطينيين، وأن يضغط عليهم، ويمارس معهم سياسة العصا والجزرة، مستخدماً بوابة رفح الحدودية وسيلةً في الضغط والتأثير على سكان قطاع غزة، الذين كانوا وما زالوا في حاجةٍ ماسة إلى معبر رفح، الذي يشكل شريان الحياة بالنسبة لهم.

عندما يسقط النظام المصري ويرحل رئيسه محمد حسني مبارك، تسقط الورقة المصرية، التي كانت دوماً الشرط المعطل لأي إتفاقٍ فلسطيني، وتسقط كل الاشتراطات الأمريكية والإسرائيلية المعطلة، ولا يعود هناك فيتو أو شروطٌ خارجية، ويصبح الفلسطينيون أحراراً في مناقشة قضاياهم، وبحث مشاكلهم، ووضع الحلول المناسبة لكل المشاكل التي يواجهونها، وتتوقف الضغوط التي تمارسها الأجهزة الأمنية المصرية على الأطراف الفلسطينية، وتتوقف المحاولات الأمنية المصرية لاستمالة طرفٍ فلسطيني على حساب آخر، ويصبح من المتعذر على الإسرائيليين استخدام مصر كساعي بريد بينهم وبين الفلسطينيين، وتتوقف الإدارة المصرية عن نقل الرسائل الإسرائيلية إلى قطاع غزة، وتفقد إسرائيل لسانها المهدد بالحرب والثبور وعظائم الأمور، إذ كانت تسخر مصر دوماً للقيام بتحذير الفلسطينيين وتخويفهم، من مغبة جر إسرائيل إلى حربٍ جديدة ضد قطاع غزة، وكانت القيادة المصرية حريصة على بث الرعب في صفوف المقاومة الفلسطينية وإخافتها من مغبة الاستمرار في منهج المقاومة، التي قد تدفع إسرائيل إلى إعلان الحرب عليها من جديد.

بسقوط النظام المصري ورئيسه حسني مبارك وأركان أجهزته الأمنية، أمن الدولة والمخابرات العامة، تتداخل الأوراق، وتتغير الاستراتيجيات، وتكمم الأفواه المنافقة، وتصفد الشياطين المفسدة لأي إتفاق، وتصفو النفوس من ضغائنها، وتسمو على خلافاتها، وتصبح مصر الجديدة راعيةً أمينة للحوار الوطني الفلسطيني، وتصبح وسيطاً نزيهاً حريصاً على مصلحة الشعب الفلسطيني، وتتحرر من الضغوط الأمريكية، ومن شروط الرباعية الدولية، وتنأى بنفسها عن القيام بالأدوار الإسرائيلية، وتبدأ في توجيه النصح الأخوي العربي إلى الفرقاء الفلسطينيين، فتستضيفهم على أرضها، وترعى حوارهم في عاصمتها، وتقدم لهم النصح والتوجيه، ويلقى منها كل الأطراف ذات الرعاية والاهتمام، وتتيح على أرضها وجود كل القوى الفلسطينية، بما لا يتهمها بمحاباة طرفٍ واستعداء آخر، وتصبح معاييرها واحدة، ومقاييسها منصفة، ورؤيتها للأمور تقوم على أساسٍ من المصالح الوطنية والقومية، وتتوقف مصر بقيادتها الجديدة عن عرقلة أي جهود عربيةٍ أو إقليمية لتسهيل المصالحة الوطنية الفلسطينية، بل قد ترى في هذه الجهود استكمالاً لجهودها، واستمراراً لرعايتها، ولا يصبح المكان شرطاً للاتفاق، ولا الورقة المقترحة أساساً للحوار دون غيرها.

الانتفاضة المصرية، والثائرون المعتصمون في ميدان التحرير من الرجال والنساء والولدان، من كل أطياف الشعب المصري، هم الذين يرسمون للشعب الفلسطيني خارطة طريقٍ جديدة، خارطةَ طريقٍ وطنية صادقة، نابعة من مصالح الفلسطينيين، وقائمة على حقوق الشعب الفلسطيني، وهي خارطةٌ مستقلة، لا شروطَ لأحدٍ عليها، ولا ضغوط تمارس على أطرافها، ولن يستطيع أحدٌ مهما بلغت قوته أن يعترض عليها، أو أن يفسد مخططاتها، أو أن يملي شروطه من جديدٍ على الفلسطينيين، ولعل المخابرات العامة ورئيسها السابق، يدرك أن العودة إلى لعبة الشروط السابقة قد انتهت، وأن ميدان التحرير الذي أسقط ربان مركبهم، لن يسمح لهم بالعودة من جديد إلى الملف الفلسطيني، للعب نفس الدور، وأداء نفس السياسة، التي أفضت إلى مزيدٍ من الفرقة والانقسام والتشرذم بين أبناء الشعب الفلسطيني، وهي التي باعدت كثيراً بينهم وبين فرص الاتفاق والتفاهم واللقاء.

في اليوم الذي تنتصر فيه ثورة شباب مصر، ويعتلي الوطنيون فيها سدة الحكم، ويرسون قواعد وطنية مصرية جديدة، تعود بمصر إلى أصالتها، لتعلب أدوارها القومية التاريخية في تحقيق الحرية لشعوب الدول العربية، كما كانت مع الجزائر وتونس وليبيا وسوريا ولبنان، عندها تصبح الطريق إلى الوحدة الفلسطينية معبدة، ويصبح الاتفاق الفلسطيني ميسراً وسهلاً، وتتلاشى العقبات، وتذوب الصعاب، وتختفي الخلافات، ويعود البريق إلى القضية الفلسطينية، بعد أن تتحد قواها، وتتفق فصائلها، وتتآلف جهودها، فيكون ميدان التحرير بصدقٍ هو بوابة الاتفاق الوطني الفلسطيني المنشود.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)