shopify site analytics
200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل - المملكة المغربية..أفول مغرب القرن التاسع عشر وبزوغ فجر عهد جديد!! - الأردن قلعة شامخة في الدفاع عن الأمة وفلسطين؛ ودوره لا يقبل المزايدة - كان طريق تحرير فلسطين مرورا بكربلاء شعارا - رسالة الله إلى العالم أن الثورة الايرانية جاءت لتبقى - بعد إشرافه على إيصال المساعدات إلى غزة - ترشيح مسؤول جديد للأمم المتحدة في صنعا - وصول 19 ضابطا إماراتيا وإسرائيليا إلى جزيرة عبدالكوري - اليمن تحتل المرتبة 6 بقائمة أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي - نقابة المحامين اليمنيين تدين تهديد المحامية نسيم حسين ملقاط -
ابحث عن:



الأحد, 16-فبراير-2020
صنعاء نيوز -  الدكتور عادل عامر

الملخص: تصاعد الاهتمام بتحسين وترسيخ واقع التسامح، بغض النظر عن الدين والجنس والتراث والثقافة، في الدول العربية، صنعاء نيوز/ الدكتور عادل عامر -

الملخص: تصاعد الاهتمام بتحسين وترسيخ واقع التسامح، بغض النظر عن الدين والجنس والتراث والثقافة، في الدول العربية، خلال الآونة الأخيرة، من جانب وزارات الأوقاف والمؤسسات الدينية والهيئات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني ومراكز الحوار، فضلاً عن منظمات إقليمية ومؤسسات دولية،

في صورة برامج ومبادرات ومؤتمرات وملتقيات ومجالس، على نحو يقود في نهاية المطاف إلى بناء وتأهيل قيادات وكوادر عربية شابة تؤمن بقيم التسامح والانفتاح والحوار بين الأديان والثقافات ونبذ الكراهية،

وتعمل على إيجاد حلول مستدامة للسلام والتعايش السلمي، لا سيما في ظل دواعٍ ملحة تتعامل مع اتساع رقعة الصراعات المسلحة، وتزايد الاحتقانات الداخلية، وتعزيز قدرة التصدي لنزعات التطرف العاكسة لموجة الحقد والكراهية التي تسود المنطقة، وتأسيس جسور بين الجنسيات المقيمة على أراضي الدولة، وتكوين قنوات مؤسسية للتواصل مع العالم الخارجي.

وعليه نجد ان قيم ثقافة التسامح تعمل على تحقيق التآزر والمحبة والتعاون والألفة والانسجام، كما تعمل على مساعد الفرد في التحمل للمسؤولية من اجل الوقوف بوجه مشاكل الحياة الاجتماعية اذ انها تنمي مشاعر الإحساس الاجتماعي بالمجتمع.

وإن حصول خلل في طبيعة قيم المسامحة لدى الافراد سيؤدي إلى تكوين الشخصية المضطربة، وبالتالي فإن الشخصية المضطربة تصبح بنيتها أكثر تفككا واستعدادا لتشرب القيم الأجنبية الوافدة والسلبية، وذلك بدوره يؤدي إلى حالة من التذبذب على مستوى الانتماء الثقافي وهذا الوضع ربما يقود صاحبه إلى الانعزال عن مجتمعه وبالتالي يصبح مغترباً عن واقعه الاجتماعي والديني والثقافي.

وعلية رأي الباحث أهمية تناول هذا الموضوع اتساع رقعة الصراعات المسلحة: والتي برزت جليًا في المنطقة العربية بعد التحولات الثورية في عام 2011، ومع اشتعال النزاعات حدث تجاهل للحياة البشرية، الأمر الذي تطلب جهودًا لتعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات والشعوب.

تزايد هذه الاحتقانات نتيجة تعثر إدارة التعددية المذهبية والدينية في الدول العربية ذات الانقسامات المجتمعية. فما تمر به المنطقة من أزمات، تستدعي إبراز أهمية السلام ضد الحرب، والتسامح في مواجهة التطرف، والتفاهم في مواجهة التنازع.

ولعل موجة الصراعات الراهنة تعبر عن حاجز الكراهية بين فئات وطوائف مختلفة داخل الدولة العربية الواحدة. تعزيز قدرة التصدي على نزعات التطرف: التي تنميها تنظيمات إرهابية وجماعات مسلحة تستخدم عباءة الدين لترويج أفكارها المدمرة.

إذا تم تسليط الأضواء على التسامح مصطلح أصيل في اللغة العربية وإن كان استعماله المعاصر ترجمة موفّقة لمصطلح أوروبي مستحدث، فالتسامح في العربية هو الجود والكرم والسخاء ومن معانيه أيضا المساهلة والسعة.

وقد وُصفت الشريعة بأنها حنيفية سمحة، كما قال عليه الصلاة والسلام " بعثت بالحنيفية السمحة"، أي السهلة الميسّرة، حنيفية في التوحيد، سمحة في العمل، مما يدل على رفع الإصر والحرج فيها والبعد عن التشدُّد.

وقد يعبّر عن التسامح في القرآن الكريم بأربعة مصطلحات: العفو والصفح والغفران والإحسان. فالتسامح معنى فوق العدل، الذي هو إعطاء كل ذي حق حقه، أما التسامح فهو بذل الخير لا في مقابل، فهو من قبيل الإحسان الذي يمثل قمة البر وذروة سنام الفضائل. إن التسامح هو التسامي عن السفاسف، إنه عفة اللسان عن الأعراض، وسكون اليد عن الأذى. إنه التجاوز عن الزلات والتجافي عن الهفوات.

التسامح هو (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). التسامح هو أن تعطي من منعك وتصل من قطعك.

وعلية فقد بينت نتائج الدراسة ان هذا التصور الإيجابي، لم يكن دعاة التسامح أنفسُهم يعتبرون الحق في التسامح حقا مطلقا، وإنما ربطوه -على غرار ما فعل جون لوك وفولتير-بمقصِد السلم من خلال مفهوم النظام العام للمجتمع، فإن حدود التسامح تقف حيث يصبح الفعل أو الفكر يُقْلِق راحة المجتمع ويهدد سِلمَه الأهلي.

وهكذا نشأ مفهوم التسامح بوصفه مفهوما وظيفيا يقصد تحييد التأثير السلبي للاختلاف في المعتقد والاختلاف الجِبِليِّ أيضا في الآراء والرؤى. ولذلك يرى بعض الفلاسفة أن مفهوم التسامح في بعده الإجرائي لا يمكن أن يقصر على عناصره الأخلاقيِّة بل لن يؤتي أُكله مكتملا إلا حينما ينظر إليه بوصفه مفهوما سياسيا قانونيا.

واظهرت الدراسة ان تعامل المسلمين مع غيرهم قائمٌ على العديد من الضوابط التي تحكمه، ومن الضوابط الخاصة بالتعامل مع الدين الإسلامي فيما يخصّ العقيدة الإسلامية، عدم القبول من أيّ شخصٍ ينتمي إلى الإسلام، أو إلى دولة الإسلام، الانتقاص من قيمتها، أو التشكيك فيها، وذلك يشمل الذات الإلهية، والرسول صلّى الله عليه وسلّم، ودين الإسلام، والأحكام والأوامر التي نصّ عليها،

كما أنّ هناك العديد من الضوابط المتعلقة بالتعامل مع الشريعة الإسلامية، فإنّ أهل الذمة ملزمون بالمعاملات المدنية المستمدة من الشريعة الإسلامية مع غيرهم من المسلمين، وكذلك الأمر ذاته بالنسبة للمعاملات الجنائية في الدولة، فالكل محكومٌ بالأحكام الجنائية الواردة في الإسلام؛ وذلك تحقيقاً للأمن والاستقرار في دولة الإسلام، أمّا الضوابط المتعلقة بالتعامل مع المسلمين، فلا يجوز مجاهرتهم بالمنكر القائمين به، فالتسامح والعفو لا يجوز أن يكون مؤثراً على دعوة الإسلام.

وخلصت الدراسة ان للموضوع أهمية كبرى لحاجة المسلمين إلى العمل بهذا الخُلق الذي له أكبر الأثر على وحدتهم وتماسُكهم، وقلة النزاع بينهم، وكذلك الحاجة إلى تصحيح موقف فئة من المسلمين في هذا الموضوع؛ إما إفراطًا في جانب العلاقات مع غير المسلمين، حتى يرى المقاطعة التامة لهم، وإما تفريطًا؛ حتى يرى البعض مساواتهم بالمسلمين، وأيضًا الحاجة إلى تصحيح ما لدى غير المسلمين من فَهم خاطئ في تعامل الإسلام مع غير المسلمين، ومعرفة ضوابط ذلك.

في ضوء ذلك يري الباحث ان الأسلوب السلمي ومبدأ العفو والتسامح، يؤصلان المحبة والمودة والتواصل الدائم بين المجتمع، بعكس القسوة والغلظة، فإنها تزيد من بث الشحناء والنفرة في المجتمع، وتقتل التواصل والألفة والمحبَّة، هذا المبدأ مهم جدًّا في مسألة صلة الرحم "نتجاوز قليلاً الأسرة الضيقة ونحن نتكلم عن التسامح، وهو مبدأ كبير جدًّا، والمستفيد الأكبر هو المتسامح، وكثير من الناس يفضلون ألاّ يتسامحوا بسرعة، وأن يأخذ التسامح وقتًا، بل بعض الناس لا يتسامح إلا بعدما يشعر بقرب الأجل،

فكان بعض الناس بينهم خصومة وصلت إلى حد ضجة إعلامية، وعندما مرض هذا الإنسان وشعر بقرب الأجل، أوصى أن يأتي فلان، واعتذر له قبل أن يموت بثلاثة أيام!! لماذا لا نقدم التسامح في وقت مبكر؟! أحيانًا كثير من الحالات من التسامح أن تتكيف معها، لا أن تصنع معها مشكلة"

لهذا كان الهدف من الدراسة: اثبات ان العفوِ والتسامحِ عبارةٌ محببَّةٌ، لفظُ يبعثُ الدفءَ، وهيَ صفةٌ جميلةٌ، وخلةٌ حميدةٌ، هيَ أفضلُ الصفاتِ، وأجملُ السماتِ، هيَ رائدةُ الأخلاقِ، وسيدةُ الآدابِ؛ تعني الصفحُ عمنْ أخطأَ عليكَ أوْ تجاوزَ حدهُ معكَ، وهيَ -كذلكَ -تعني العفوُ عندَ المقدرةِ والتجاوزُ عنْ أخطاءِ الآخرينَ واحتمالها ووضعِ الأعذارِ لهمْ، والنظرِ إلى مزاياهمْ وحسناتهمْ بدلًا منَ التركيزِ على عيوبهمْ وأخطائهمْ.

المقدمة. إن من الثمرات الطيبة التي يَجنيها صاحبُ هذه الأخلاق الكريمة في الدنيا حبَّ الناس له، وثَناءَهم عليه، وابتعادهم عن إلحاق الأذى به، وتعاونهم في قضاء مصالحه، وتيسير أموره، وتحقيق رغائبه، أما الثمرة التي يجنيها في الآخرة فجنةُ نعيمٍ، وقربٌ من رب العالمين.

ويمكن القول ان ثقافة التسامح تعمل على إزالة الحقد والكراهية الموجودة في ضمائر البشر والابتعاد عن مفهوم العنف والجريمة، وتعمل أيضا على تنمية روح المواطنة والديمقراطية بين الافراد من اجل خلق وعي سالم بعيد عن مظاهر التخلف الاجتماعي الذي يرتكز على ترسخ مبادئ الحقد والكراهية.

ان ثقافة التسامح تضمن القدرة على تنمية الثقافة الدينية والاجتماعية وتقوية العلاقة الاجتماعية بين الافراد، وكذلك القدرة على نبذ التعصب والتشدد في القرار والإجراءات الاجتماعية وتعزز الشعور بالتعاطف والرحمة والحنان في قلوب وضمائر البشر.

ان ثقافة التسامح تجعل الافراد يودون ويحبون بعضهم البعض في علاقاتهم الاجتماعية مما يساهم في نشر الاحترام والتعاون والتبادل في حل كافة المشاكل التي تؤدي الى زعزعت علاقاتهم الاجتماعية. اذ انها تجعل من الافراد يعشون حياة متفائلة وبعيده عن التشاؤم والاكتئاب والحقد لأنه يتجسد في داخلهم مفاهيم العفو والحب.

ان ثقافة التسامح هي الطريق الى الشعور بالسلام الداخلي والسعادة والشعور بهذا الإسلام متاح دائما لنا. اذ انه خروج من الظلمة الى النور. وكذلك تؤدي الى ابراز السلام الاجتماعي بين الدول وبين الافراد من اجل العيش حياة اجتماعية خالية من مشاكل الحروب والنزاعات والصراعات التي تحدث بين الأفراد.

إذا يواجه الوطن العربي الان أزمات ان ما تعرض له مجتمعنا من هزات وحروب وكوارث طبيعة وبشرية، كالاحتلال الأجنبي وشيوع الجريمة والفساد والقتل والنزاعات العشائرية، تركت بصمة خطيرة على حياة المواطن العربي

فإثارة في نفس الفرد العراقي نار الحقد والعنف والتطرف الذي زاد من المعاناة الإنسانية غير أخلاقية واجتماعية، فضلا عن اهدارها لكافة الحقوق الإنسانية والدينية وعلى راسها الحق في الحياة والتسامح بين الأفراد. وبرغم هذا المشاكل بقي مجتمعنا محافظاً على قيمه الثقافية والدينية وعلى راسها قيم التآزر والمحبة والتعاون والتفاعل والتسامح بين فئاته الاخرى.

فثقافة التسامح هذه يمكن ترسيخها في نفوس الافراد من خلال التنشئة الاسرية والمدرسية والتي يقع عليهما مسؤولية تربية وتوجيه وإرشاده وترسيخ المحبة والتفاعل بين الافراد فمن جهة التنشئة الاسرية التي تعد اول خلية اجتماعية ثقافية نفسية تعمل على تنمية وتربية الفرد منذ النشأ الى سن المراهقة، فضلا عن تعرضها لتلك الكوارث الا انها كان لها دور مهما في ترسيخ وتنمية القيم المحبة والتسامح بين افردها،

وذلك لان الطفل يتكسب قيم التسامح من المحيط الذي يعيش منه بمعنى على الوالدين ان يكونا في علاقاتهما الاجتماعية والثقافية مبنية على التشاور والاحترام والتعاون فيما بينهم وبين أقاربهم او أصدقائهم بدلا من اثارة الحقد والكراهية في علاقاتهم الاجتماعية.

اما التنشئة المدرسية والتي تعد ثاني وسط ثقافي واجتماعي فمهمتها تنمية مفاهيم الديمقراطية وحرية التعبير داخل الصفوف الدراسية وأيضا بث التعاون والتبادل الأفكار بين التلاميذ من جانب وبين التلاميذ والمربيين التربويين من جانب اخر وان تعزيز هذه المحبة والتسامح لا يأتي الا من خلال المناهج الدراسية وأساليب تعامل المربيين التربويين مع التلاميذ داخل الصفوف الدراسية أضف الى ذلك تخليها عن مظاهر التطرف الثقافي والفوارق الطبقية والثقافية والاقتصادية التي يمتلكها البعض والبعض الاخر لا يمتلكها.

وزيادة على ذلك فالدين الإسلامي جعل من التسامح قيمة دينية لان دين الإسلام ، دين المحبة والتسامح بين الناس والبشرية جمعاء، رغم ان ذوات الانسان جزء منها وسائل القسوة والعنف والعدوان الان ان الدين الإسلامي دين محبة وتسامح بين البشرية جمعاء، وعليه تعد القيمة الدينية للتسامح عنصر رئيساً في تكوين ثقافة أي مجتمع من اجل أدارك افراده على التفاعل والتعاون وترسيخ الاحترام وتكوين علاقات اجتماعية قوية فيما بينهم،

لذلك فان ثقافة التسامح توفر للفرد صيغة سلوكية ثقافية اجتماعية تعمل على تكوين العلاقات الاجتماعية الإيجابية وتنظم المجتمع والحفاظ على استقراره وفقاً لمصالح ومتطلبات افراده اذ أن التسامح يعد جوهر عملية الضبط الاجتماعي الممارس على الافراد عند قيامهم بسلوك مخالف لسياقات الفرد فالتسامح يستقر في ضمير الفرد ويشعره بالارتياح عند التخلي من المخالفات التي تصدر من خلاله.

ومن هذا المنطلق فثقافة التسامح تعمل على خلق وعي ثقافي اجتماعي للعلاقات الاجتماعية المبنية على التعاون والتبادل بين الافراد، اذ ان العلاقة الاجتماعية التي تحدث بين الافراد تختلف حسب نمط المكانة والمركز والشهادة والثقافة المعرفية وكذلك حسب نمط الدين، فالثقافة كما تصورها الانتروبولوجيين بانها كل القيم والمعاني والمعتقدات والعادات والقوانين يكتسبها الفرد من الجماعة التي تحيط به

والمجتمع الذي يعيش فيه، ومن هنا نجد ان التسامح هو سلوك شخصي اجتماعي يصدر من قبل الفرد دون وقوع أي هجوم على حقوق الفرد الاخر بمعنى استعداد الفرد ان يترك الاخر بالتعبير عن حرية أفكاره وثقافة ولا يمكن مخالفته والتصدي له.

وإن من الثمرات الطيبة التي يَجنيها صاحبُ هذه الأخلاق الكريمة في الدنيا حبَّ الناس له، وثَناءَهم عليه، وابتعادهم عن إلحاق الأذى به، وتعاونهم في قضاء مصالحه، وتيسير أموره، وتحقيق رغائبه، أما الثمرة التي يجنيها في الآخرة فجنةُ نعيمٍ، وقربٌ من رب العالمين.

لذلك فان إشكالية الدراسة: فقد عاش في ديار المسلمين اليهود والنصارى وغيرهم من أتباع الملل الأخرى، في ظلٍّ من الأمن والعدل والتسامح قلما يتوافر مثله، وما التصفيات العرقية والدينية التي تشهدها بعض البلاد إلا دليل على قيمة ما قدَّمه الإسلام للرعايا من غير أتباعه، وعلى العكس من ذلك؛ فقد عانى المسلمون الويلات من جراء حروب التصفية الدينية والعرقية، أشهرها: ما حدث في الأندلس على يد محاكم التفتيش، التي لم توفِّر حتى المخالف لها من أتباع الديانة النصرانية، ناهيك عن اليهود وغيرهم، الذين وجدوا بعد ذلك الملاذ الآمن في البلاد الإسلامية الأخرى.

كيفية تحقيق واحترام حقوق غير المسلمين، سواء كانوا رعايا للدولة الإسلامية، أو كانوا خارج الدولة الإسلامية ولم يعلنوا الحرب على الإسلام والمسلمين؛ فهؤلاء كلهم لهم حقوق في ذمة كل مسلم؛ حيث يأمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم، لا يجوز لمسلم أن يعتدي عليهم في شيء من ذلك.

وتأتي أهمية دراسة للانة توجد الكثير من مفاهيم التسامح المختلفة، والتي تصبّ جميعها في فكرة واحدة، وهو القدرة على تجاوز جميع الخلافات الموجودة عند الفرد مع الآخرين، وتخطيها كليًّا، ومن الجدير بالذكر ورود الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبويَّة التي دعت إلى مفهوم التسامح والعفو عن الناس عند المقدرة، والإنسان القادر على التسامح يتصف بالكرم و التخلص من العداوة والكراهية والمشاعر السلبية التي تسبب الكثير من الشحناء والبغضاء والتنافر بين الأفراد والمجتمعات، وغرس التسامح والمحبة في النفوس ليسود الاستقرار والسكينة في المجتمعات.

نهضة المجتمعات وتقدمها وعمارتها، والقضاء على جزء كبير من المشاكل الداخلية. خلق روح من التعاون والتعايش بين الفرد والمجتمع، في وقت تقاربت فيه حضارات الشعوب واختلطت وتشاركت فيما بينها في عصر التقدم التكنولوجي الكبير، فبات لا بد من تحقيق خلق التسامح بين الشعوب والأفراد ليتسنى لهم العيش بسلام وطمأنينة.

يصبح الفرد شخصًا إيجابيًا وعنصرًا فعالًا في بيئته ومجتمعه، فينشغل بعمله ومستقبله وطموحاته، ويخلصه من الأفكار السلبية والتصرفات السيئة التي قد تشغله عن تحقيق أهدافه في الحياة. نيل رضا الله ومحبته والفوز بمغفرته وعفوه سبحانه، وفيه أيضًا أسوة حسنة بالنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ينال الإنسان المتسامح الأمن والعز يوم القيامة بفضل هذا الخلق الكريم. يخلق التسامح أجواء طيبة من الرحمة والعفو والإحسان، ويزيد من قدرة الفرد على ضبط نفسه، والتحكم بنزعاتها، والبعد عن الحقد والضغينة والانتقام، فالتسامح صفة الأقوياء

وليس الضعفاء كما يعتقد البعض فالقوي من ملك نفسه وقت الغضب. الفوز بثقة الآخرين ومحبتهم ونيل احترامهم والقرب منهم، وزيادة الانتفاع من معارف الآخرين وعلومهم وثقافاتهم.

مشكلة الدراسة خطورة عدم التسامح والعفو أنه أول ما يضر ويحرق هو الإنسان الذي وقع عليه الظلم: إن زادت هذه المشاعر فالمظلوم يسلم نفسه وعقله ومشاعره للشيطان أولا ثم لزن النفس ثانيا فيعرض الشيطان فكرة الانتقام ولكن المشكلة تظل في أكثر من بعد:

*أن تكون قد ظلمت فعلا

*ألا تكون أخطأت في البداية أو ظلمت غيرها وكان هذا عدالة السماء فيها

*أن الانتقام يكون ليس بهذه النية، بل العين بالعين، فإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به.

*اتخاذ الأساليب الشرعية*سؤال بكل أمانة وصدق أهل الذكر فيما ينوي فعله

*معرفة أن العفو أفضل، وأسلم، وأن عدالة السماء أفضل، وأوفر في الوقت(سيكون هناك من الوقت وسعة التفكير لإنجاز ما هو أفضل في الطاعات وتحسين من شخصية المرء)

*معرفة أن رد الظلم قد يكون فيه جور علي الأخر.

مثلا: الصفعة يجب أن تكون مثل تلك وفي نفس المكان وبنفس القوة وعادتا المنتقم يكون كل همه إيلام الأخر كألم الظالم له، فقد يجور في رد الصفعة).

يدخل في دوامة الانتقام لأن الأخر لن يسكت وسيرد له الصاع صاعين وسيكون قلبهما مليء بالأمراض والكراهية وستضيع فكرة القصاص وستبدل بالانتقام والشر وسيؤثر في مفهوم الشخص، وإيمانياته وسيخرج منه شعارات ومبادئ ما أنزل الله بها من سلطان وستكون جميعها خطأ. خسران الدنيا بالجري وراء أوهام وشر وانتقام وضياع الطاعات خسران الأخرة- هذا ليس بالضرورة أن يحدث كل مرة وبنفس الخطوات قد يحدث بعضها وقد يحدث بعد عدة مرات ولكن مشاعر الحنق والكره والحسد والغل والانتقام تدمر صاحبها أولا ثم المجتمع وقد تؤدي لما وصفته عالية.

ان تناول مسألة الأسباب التي تؤدي الى عدم التسامح مع الاخر المختلف، هنالك الكثير من الاسباب التي تدفع الشخص الذي وقع عليه الظلم او الخطأ او حتى الاضطهاد الى عد التسامح، فبالرغم من ان التسامح من شيم الكبار ولكن تتواجد اسباب تؤدي الى عدم التسامح مع الاخر المختلف، ولهذا سنتعرف الان وسويا على اهم اسباب تؤدي الى عدم التسامح مع الاخر المختلف والبتي تم البحث عنها اليوم بشكل كبير من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وكما سنقوم بطرح مفهوم التسامح والذي يعد من المفاهيم التي يتوجب علينا بان نعرفها جيدا.

وتتمحور مشكلة الدراسة: كون المجتمع، أي مجتمع لا يعلي من قيمة الحرية باعتبارها القيمة الإنسانية تتيح آفاقا اوسع للتعبير الحر عما يختلج في نفس الإنسان من افكار دون أن يتوقع حدوث أذى له من اي نوع.

لذلك اقترن غياب التسامح بوجود فكر مُسيطر على الناس بحيث يسوقهم قهرا إلى فِكرته المسيطرة التي تعتبر باقي الأفكار المختلفة دخيلة على المُجتمع.

اليقين بالاحتكار للحقيقة: وهذه افة معاصرة يمارسها بعض المنتسبين لأهل العلم، كما يمارسها العوام الذّين تعلموها منهم. ويكفي للتدليل على نخر هذه الافة في جسد فضيلة التسامح، ان أشير إلى ما يحدث الآن من تحريض مستمر عبر وسائل التواصل الاجّتماعي على بعض المذاهب والتَيارات،

وقد وصل هذا التحريض، كما حدث من بعض السُعوديين مؤخرا، ذروته حين طالب اشخاص محسوبون على بعض المُؤسسات الدينية والأكاديمية بإيقاع أقصى العقوبات بالمختلفين معهم. شيوع الجهل المضاد للمعرفة:

فالتسامح كقيمة مقرون بمستوى التعلم والمَعرفة التي تمكن الفرد من الاطّلاع والقدرة على المقارنة بين الآراء المختلفة واتِخاذ الموقف العقلاني تجاه هذه المسالة أو تلك.

ويمكن صياغة تساؤلات البحث في التالي:

مفهوم التسامح
أهمية التسامح والعفو
التسامح وأثره على الفرد والمجتمع.
كيفية تعلم التسامح.
ما هو السبيل إلى بناء وترسيخ ثقافة التسامح وتحويلها إلى حالة اجتماعية عامة؟
كيف يمكم الاستفادة من حق الاختلاف كفاعل لتغيير مجتمعاتنا من كونه معيقا لهذا التغيير؟
أهمية البحث: للان أعمال العنف والعنف المضاد التي تنتشر في شتى مناطق العالم، تنطوي في عمقها على نوازع أنانية، وحالات التعصب والانغلاق، ودوافع الهيمنة التي تفسد مناخ التعايش والتساكن بين تيارات فكرية مختلفة، وقوى سياسية متعارضة، ومصالح اقتصادية متناقضة التسامح

إن أعمال العنف والعنف المضاد التي تنتشر في شتى مناطق العالم، تنطوي في عمقها على نوازع أنانية، وحالات التعصب والانغلاق، ودوافع الهيمنة التي تفسد مناخ التعايش والتساكن بين تيارات فكرية مختلفة، وقوى سياسية متعارضة،

ومصالح اقتصادية متناقضة، فيحرص الطرف الذي يمتلك قوة السلطة أو الهيمنة أو النفوذ، في أي مجال من المجالات، إلى إلغاء الآخر عن طريق تدميره، أو إقصائه، أو تحجيمه، وتهميشه، مما يولد ردود أفعال قد تتخذ أشكال ووسائل أكثر عنفا، وتؤدي إلى نتائج مأساوية. وأمام تفاقم حالات التعصب والتطرف، وما تؤدي إليه من تقتيل وتخريب، وإهدار للطاقات، ودوس على القيم الإنسانية، فقد أصبح شعار التسامح يطرح في إطار العمل على إطفاء البؤر المشتعلة هنا وهناك، وإزالة بذور الأحقاد وفتائل المواجهات العنيفة، التي تخلف الكثير من الضحايا والدمار والمآسي، ولا يستفيد منها أي أحد من الأطراف المتصارعة،

مما يدعو لتلافي كل ذلك عن طريق مد جسور التحاور، وإيجاد سبل التفاهم والتواصل الإيجابي، كبدائل لأعمال العنف، على أساس إقرار كل طرف مهما كانت سلطته ونفوذه، بوجود الطرف أو الأطراف الأخرى، وضمان حق الاختلاف، وحرية التعبير، واحترام الرأي أو الاتجاه المغاير، وحماية الحقوق المشروعة والحريات الأساسية للجميع.

وفي سياق هذا الرأي المتشبع بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، يدخل في مفهوم التسامح الابتعاد عن كل أشكال التعصب والتطرف والغلو والتشدد والتزمت والانغلاق، والتغلب على كل نزعة أنانية ضيقة، والإقرار بنسبية الحقيقة،

وبحق الجميع في الاجتهاد، وأخذ كل طرف بعين الاعتبار حقوق الآخرين وحرياتهم وطموحاتهم وآرائهم وتوجهاتهم، وبعبارة أخرى فإن التسامح يعني تهذيب السلوك وترويضه على احترام الغير.

ومن ثم فأن أهمية الدراسة الراهنة تكمن في انها تسلط الضوء على موضوع يعد من اهم المواضيع التي تغيب عن الباحثين في الأقطار العربية

لان إقامة مجتمع تعددي يقر الحريات الأساسية لسائر الأفراد والجماعات، ويضمن حق الجميع في المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يقتضي أساسا ترسيخ قيم التسامح في العلاقات التي تربط بين مكونات المجتمع، وخلق الأجواء الملائمة لتكريس السلوك التصالحي، أو ما يعبر عنه بالتوافق والتراضي، لجعل كل الطاقات تسير في اتجاه إيجابي، يحول دون ضياع الجهد، وإهدار الزمن في التنافر والمصادمات والمعاكسات التي لا طائل من ورائها، ولا تستفيد منها أي جهة، بل تؤدي إلى الجمود، وإعاقة النمو والتطور.

وإذا كانت الديمقراطية هي النظام الذي يقوم على الإدارة العادلة للتعدد داخل المجتمع، عن طريق مؤسسات تمثيلية يتم التوافق على قواعد تعاملها، فإن التسامح يكون بمثابة ركن أساسي في تحقيق الهدف المتوخى من التوافق، وهو الوصول إلى الحدود الدنيا لضمان رضى كل الأطراف، الأمر الذي يتعذر تحقيقه في حالة تمسك كل طرف بموقف جامد تجاه الآخرين.

ومن ثم فأن الدراسة الراهنة تثبت إن اتساع الدعوة للتسامح عن طريق التنظير الفكري، وتعدد المبادرات على الصعيد الدولي منذ نهاية الحرب العظمى الثانية سنة 1945 لإقرار مبادئ التسامح في العلاقات الدولية، وفي التعامل داخل كل دولة وكل مجتمع،

فإن ظاهرة عدم التسامح كالتعصب والتطرف والتمييز والإقصاء والهيمنة والعنف، مازالت تنتشر وتتفاقم في شتى مناطق العالم، مما يؤدي إلى تزايد المواجهات العنيفة، والتي لا تجني منها المجتمعات والبشرية عموما سوى المآسي والدمار. وإذا كانت البلدان المتخلفة هي الأكثر تعرضا للنزاعات العنيفة والصراعات الدموية بسبب الاحتلال الأجنبي، والتصدي لنزعة الهيمنة لدى القوى العظمى، والتشدد ، وغياب أو زيف الآليات الديمقراطية، فإن الدول المتقدمة صناعيا، والتي تحظى بأنظمة ديمقراطية منذ تاريخ بعيد لا تخلو من حالات التمييز العنصري في مواجهة الأقليات الدينية والعرقية، ومن ممارسات حاقدة ومتطرفة ضد الأجانب، وخاصة منهم المهاجرون الباحثون عن العمل، وعن الحياة الكريمة، مما يحول دون تحقيق تواصل إيجابي بين الشعوب، ويولد الأحقاد، ويفجر أعمال العنف.

وعلى الصعيد الدولي، فإن ما يطبع علاقات الدول من عدم التكافؤ، وترجيح مصالح التكتلات الدولية الكبرى، ونزعة الهيمنة واستعمال القوة، ينعكس بكيفية سلبية على دول العالم الثالث، وخاصة منها التي لا تزال تائهة غي البحث عن طريق النمو، أو لا تحسن استعمال مواردها، أو تفتقر لمقومات النهوض الذاتي، مما يجعلها عرضة للهيمنة والاستغلال من طرف الدول العظمى، ليس بحكم ما لهذه الأخيرة من قوة اقتصادية فحسب، وإنما كذلك بسبب نفوذها السياسي داخل المحافل الدولية،

فتأتي ممارساتها في كثير من الأحيان مناقضة لقيم التسامح، ومبادئ حقوق الإنسان التي يتحدث عنها المنتظم الدولي وهيئاته المختصة، وتنعقد بشأنها العديد من المؤتمرات، وتدرج قواعدها ضمن صكوك ومواثيق دولية تبقى سجينة الإطار النظري، أو تستعمل سلاحا من طرف الدول العظمى، والمؤسسات الدولية الخاضعة لهيمنتها، في مواجهة بعض الأنظمة السياسية في دول العالم الثالث، بقصد ابتزازها، أو عزلها داخل المجتمع الدولي.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)