shopify site analytics
رئيس الوزراء الإسباني يعلن اعتراف بلاده رسميا بدولة فلسطين الرئيسية - الحضراني يكتب: الوحدة اليمنية جبل شاهق في وجه الاعصار - أسماء الأسد؟ وما إمكانية التعافي منه؟ - بلينكن: لسنا حزينين لوفاة رئيسي - المدمرة "يو إس إس كارني" الأمريكية تعود إلى امريكا - القدوة يكتب: مجلس الأمن الدولي وحماية الشعب الفلسطيني - إيران.. ضربة استراتيجية لنظام ولاية الفقيه! - هانم داود تكتب : قلق الامتحانات - مجلس جامعة إب يعقد إجتماعه الرابع للعام الجامعي ١٤٤٥هجري - الوحدة اليمنية وحدة الشعب،،!! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - حسن الوريث

الثلاثاء, 03-مارس-2020
صنعاء نيوز/ حسن الوريث -


.. المستشفيات دهاليز وأسواق وسجون ورهائن ..

في هذه المرة لم تصبر العصفورة إلى أن أعود إلى البيت لتخبرني بما رأته وشاهدته فقد فاجأتني وانا خارج من العمل وطارت بجوار السيارة لتخبرني بأن لديها موضوع هام تريد نقله إلى من يهمه الأمر وان هذا الموضوع هو سبب تأخيرها خلال الأيام الماضية والتي جعلتني اقلق عليها .

قالت لي العصفورة ارجو ان تسمعني جيدا فهذا الأمر يتعلق بحياة الناس .. قلت لها أقلقتيني كثيرا بسبب غيابك كل هذه المدة والان زاد القلق بكلامك هذا .. فقالت فعلا انا تأخرت عنك لكن عندما تسمع مبرراتي سوف تعذرني كثيرا فقد شاهدت خلال الأيام الماضية أمور لا يقوى قلبي الصغير على احتمالها ولم أصدق أن الأمور مازالت تسير عندكم هكذا.. والآن سأخبرك بما شاهدته .. فقد كنت في الجولة الروتينية اليومية وشاهدت امرأة تكاد تسقط ولم تعد تقوى على الحركة والمشي وحين اقتربت منها سألتها عن حالتها .. قالت لي أن لديها إصابة في العمود الفقري وجاءت اليوم للعلاج في مستشفى الكويت الجامعي وبعد تعب وجهد جهيد وبحث عن مكان قطع الاوراق حصلت على تذكرة معاينة وذهبت إلى العيادة التي كانت تمتلئ بالمرضى من النساء والرجال والكل ينتظر مجيء الطبيب الاستشاري وطال الانتظار ولم يحضر وتم ابلاغنا ان الدوام انتهى وان علينا العودة غدا وخرجت الان وانا لا أدري ماذا أفعل وإلى أين أذهب وكيف أتصرف خاصة وان المرض يتفاقم .. فقلت لها عجيبة ان يغيب الطبيب ولا يتم تكليف آخر بدلا عنه .. وعموما ما رأيك ان تذهبي إلى مستشفى خاص للمعاينة وبعد اخذ ورد منها بسبب أن تكاليف المستشفيات الخاصة ليست بمقدورها أن تدفعها وتحت ضغط المرض وافقت وخرجنا من المستشفى الذي كان يعج بالمرضى الذين يأتون إلى المستشفيات الحكومية للبحث عن علاج رخيص ولكنهم يقعون فريسة بين كماشة الإهمال وعدم وجود خدمات حقيقية وتعامل سيء من العاملين الذين يعتبرون أنفسهم فوق مستوى الناس ومن يكذب عليه أن يجرب .

واصلت العصفورة كلامها قائلة عندما خرجنا أنا والمرأة كانت المعاناة شديدة في البحث عن سيارة توصلنا إلى أي مستشفى خاص فقد كانت بوابة المستشفى عبارة عن سوق وفوضى وازدحام وعشوائية والسيارات تتقاطع فيما بينها والدراجات النارية تأخذ نصف المساحة المتبقية وبعد جهد وتعب اتجهنا إلى أحد المستشفيات الخاصة وواجهتنا نفس المشكلة حيث أن هذا المستشفى يقع على الشارع الرئيسي ولم نجد موقف للسيارة فقد كان الشارع مزدحم والفوضى على اشدها وكأننا أمام سوق تجاري وليس مستشفى وهكذا الكثير من مستشفياتنا الخاصة التي يتم الترخيص لها دون النظر في أي معايير اطلاقاً المهم الرسوم التي يدفعونها لوزارة الصحة مقابل الحصول على شهادة الافتتاح وكلما زاد المبلغ كلما كانت الرعاية لهذا المستشفى من القيادات العليا للوزارة أكبر المهم حاولنا في أكثر من مستشفى ولم نجد فيها أي طبيب مختص فكلهم يقولون أن العيادات تفتح بعد العصر وليس هنا سوى الطوارئ التي ليس لها سوى الإسم واللوحة أما العمل والامكانيات فهي بعيدة .

قاطعت العصفورة وقلت لها هذا الكلام ليس جديد فالجميع يعرفونه فالمستشفيات الخاصة والعامة خدماتها في اسوأ حالاتها وأنا أعرف أمور ربما اسوأ من الذي تحدثتي عنها .. قالت لي اسمع المفاجأة التي سأخبرك بها .. عندما دخلنا أحد المستشفيات الخاصة وبينما كانت المرأة تنتظر في العيادة للطبيب وأنا أتجول سمعت أشخاص يتحدثون أن المستشفى فيه بعض المرضى الذين تم احتجازهم في بعض الغرف لأنهم لم يتمكنوا من دفع تكاليف العمليات والعلاج فتم احتجازهم حتى يدفعوا ما عليهم والكارثة أن المبالغ تتضاعف عليهم كلما زادت الفترة التي يبقوا فيها في المستشفى .. قلت لها هذا أمر سمعت عنه أيضاً لكن هناك كارثة أكبر وهي أن الأطباء في الكثير من المستشفيات الخاصة يرفضون إجراء أي عملية لأي شخص إلا بعد دفع تكاليفها حتى لو مات المريض وهو بانتظار إنقاذه من ملائكة الرحمة الذين لديهم توجيهات من إدارات المستشفيات الذين معظمهم أطباء بعدم إجراء أي عملية لأي مريض إلا بعد دفع تكاليفها ولا يهم أن يموت المريض أو تتضاعف حالته المهم المال كما سمعت أن هناك الكثير من المستشفيات تأخذ سيارات رهونات من المرضى مقابل استمرار تقديم الخدمات لهم حينها قالت لي تصدق وأنا أطير في الجو وفي أحد المستشفيات شاهدت عشرات السيارات فيه واستغربت من هذا العدد الهائل من السيارات لكن الان زال العجب وقد قالوا " إذا عرف السبب بطل العجب " وتابعت العصفورة حديثها الذي كان يمتزج الحرقة والألم متسائلة .. هل يمكن أن يكون وضع المستشفيات في بلدكم بهذا السوء ؟ واين دور وزارة الصحة التي نسمع عن جعجعة وزيرها ومسئوليها والخطب والكلمات الرنانة التي شغلونا بها ليلاً ونهاراً ؟ واين المعايير التي أطلقتها وزارة الصحة أم أنها لمجرد الجباية وليس من اجل معالجة أوضاع المستشفيات ؟ وهل يمكن أن يتم تطبيق المعايير على المستشفيات الحكومية التي تحولت إلى أسواق في داخلها وغياب للخدمات والأطباء واسواق في بواباتها ؟ وهل يمكن أن تتحول المستشفيات الخاصة من مجرد مسميات رنانة واعلانات كاذبة وجبايات وخدمات مفقودة لا يحصل عليها إلا من يمتلك المال أما المساكين والفقراء فليسوا في أجندة أحد فليموتوا وليتعذبوا وليقهروا ؟ وإلى متى ستظل هذه الوزارة ووزيرها ومسئوليها يضحكون على الناس بمعايير كاذبة وخادعة وعناوين براقة في وسائل الإعلام ؟ قلت لها كلامك مهم فعلاً لكن ماهي نهاية قصة المرأة المريضة ؟ قالت لي بعد أن انتظرنا انا وهي إلى الرابعة عصراً في المستشفى الخاص حتى جاء الطبيب ودفعنا تكاليف المعاينة التي كانت كبيرة وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل والأشعة التي كلفت مبلغ كبير خرجنا أنا وهي لشراء العلاج الذي فعلاً عجزت المرأة عن شرائه لأنها استنزفت كل ما لديها حتى أنه لم يعد بحوزتها أجرة مواصلات لتعود إلى بيتها .

في ختام هذا الحديث مع العصفورة وقبل أن تطير إلى عائدة إلى عشها قالت لي أرجو أن توصل رسالتي إلى من يهمه الأمر حول هذه الأوضاع البائسة للمستشفيات الحكومية والخاصة والتي تحولت إلى دهاليز وأسواق وسجون ورهائن والمواطن يعاني ويتعذب ثم يموت وأنتم في بروجكم العاجية خلف شاشات التلفزيون للتنظير فقط وعلى الوزير الهمام الخطيب الجهبذ العلامة الذي خلع جلباب الخطابة وارتدى البنطلون وترك منبر الخطابة في الجامع إلى منبر اخر لكنه ليس منبره وليس مكانه وربما أن لوبي الفساد والإفساد أغلق على الوزير في مكان غير المكان الذي يفترض أن يكون فيه ثم طارت العصفورة وهي حزينة مرتين مرة على تلك المرأة التي عانت الأمرين وهي تحاول الحصول على العلاج ومرة على بقية الناس والمواطنين الذين بدأوا يفقدون الأمل في أن أوضاع المستشفيات يمكن أن تتحسن فكل المؤشرات تؤكد أنها ستبقى كما هي إن لم تتدهور أكثر .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)