shopify site analytics
حشود مليونية بالعاصمة صنعاء في مسيرة "مع غزة جهاد مقدس ولا خطوط حمراء" - صلح قبلي ينجح في إنهاء قضية قتل بين آل ناجي وآل القضايا من بني حشيش في صنعاء - مدير عام مديرية المنار يتفقد البيت الذي هدمته الامطار بذمار - أحرق مستوطنون إسرائيليون، الخميس، شاحنة فلسطينية - انفلاتٌ إسرائيليٌّ بالتحريض على الفلسطينيين.. - البرازيل تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم النسائية في 2027 - اضرار الماء المثلج... - جيش الاحتلال من قتل واغتيال أكثر من 100 عالم وأكاديمي - ناطق انصار : توسعت اهداف قواتنا البحرية بتوسع العدان - الجيل الصاعد وخطر الغزو الثقافي -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - ذرية علي - رضي الله عنه- لاعلاقة لهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لا ذرية له..

الخميس, 05-مارس-2020
صنعاء نيوز/ د. بشير المساري. -
ذرية علي - رضي الله عنه- لاعلاقة لهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لا ذرية له..

د. بشير المساري.

توصل الأخ محمد البخيتي في منشوره إلى حق الاصطفاء بنتائج خاطئة بنيت على مقدمات خاطئة وتلك هي المصيبة التي وقع فيها أصحاب الاصطفاء وجروا علينا وعلى أنفسهم والمسلمين الويلات والفرقة والانقسام..

يقول في مقدمة منشوره ما ملخصه من يستكبر عن تفضيل أهل البيت كإبليس الذي استكبر عن السجود لآدم..

الجواب:
أولا الاستدلال بسجود إبليس لآدم أوردها مقلوبة فلستم يابخيتي آدم وليس غيركم إبليس، فإبليس لم يستنكف عن السجود لآدم لأن آدم جعله الله أفضل منه بأصل التركيب، بل لأنه أعتقد أن عنصر خلقه أسمى من آدم، وأنه لايليق أن يسجد الأرفع للأوضع فهو من نار وآدم من طين ..فمنزعه كان عنصريا استعلائيا لذلك لعنه الله وطرده من رحمته، كما لعن بني إسرائيل بسبب هذا المنزع الذاتي الاستعلائي حينما قالوا (نحن أبناء الله وأحباؤه) فقال الله لهم (بل أنتم بشر ممن خلق).

وإنما أمر الله الملائكة وابليس أن تسجد لآدم لسبب ليس فيه العنصر، فأصل آدم من تراب وبقية الحيوانات من تراب لو كان العنصر هو السر بل ذكر الله السر في كتابه وحاور الملائكة على أساسه، ألا وهو التكريم بالعلم قال الله: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
[سورة البقرة 31 - 34]

فالسبب هو مكانة العلم الكسبي الذي ميز الله به آدم أما الملائكة فقالت (لا علم لنا إلا ما علمتنا) وبهذا العلم رفع الله مقام الإنسان فقال؛ (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) قال (منكم) لجميع المخاطبين وقال (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقال في أحد علماء بني إسرائيل الذي استخدم العلم في غير محله (ولو شئنا لرفعناه بها (أي بالعلم) ولكنه أخلد إلى الأرض فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ... )..وآيات أخرى كثيرة.

2-: لقد أثبت محمد البخيتي مع ذلك أن بني آدم جميعا أصحاب تكريم، وليس فقط سلالة معينة، فالسجود لأبي البشر جميعا قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)..

3- لقد كان أبونا آدم عليه السلام نبيا إذن الجميع تجري فيه النطفة الطاهرةةةة لو كانت المسألة أصل خلق الجد الأول فما الفرق ؟؟؟؟


ثانيا- تحدث الله في كتابه عن أصناف من عباده فضلهم ليس فيهم ذرية علي ولا بنو هاشم فقال عن بني إسرائيل أنه فضلهم على العالمين لأنهم كانوا أهل رسالة.. وأنه فضل مريم بنت عمران: (على نساء العالمين)..وقال في المهاجرين والأنصار أنهم (أعظم الدرجة) وأنهم (السابقون الأولون) وأن أمة محمد؛ (خير أمة أخرجت للناس) وقال فيها: (هو اجتباكم) وقال في كل من آمن وعمل صالحا: (أولئك هم خير البرية).ومرد كل هذا الفضل لصلاحهم وتقواهم في الدين لا أقل ولا أكثر. .
ولم نجد آية واحدة تتحدث عن أن ذرية علي هم أفضل الناس ولا أنهم خير الناس ولا أنهم أعظم درجة..ولا أنهم متميزون عن غيرهم في شيء البتة...

بل إن الرسول صلى عليه وسلم قد فضل الأنصار من الأوس والخزرج على قريش كلها بما في ذلك الهاشميين..حيث قال :

والله لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار اللهم بارك في الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار إلى يوم الدين.
فلم يدع رسول الله أو يثق بأحد من غير اليمنيين.
ولو كان يثق في قبيلته (قريش) أو قومه من بني هاشم لكان اختار مكة المكرمة عاصمة لدولة الإسلام باعتبارها موطئ بيت الله الحرام ومسقط رأسه عليه الصلاة والسلام
ولكنه آثر المقام يثرب لدى اليمانيين من الأوس والخزرج الذي لقبهم بالأنصار
وقال لهم : المقام مقامكم والمحيا محياكم والممات مماتكم .. لمعرفته أن الأعراب من قريش وغيرهم لم يدخلوا الإسلام يوم فتح مكة بقناعه ولذا لقبهم ب : الطلقاء..

يرد محمد البخيتي على ذلك باستدلالات فاسدة بأن الله قد ذكر أنه اصطفى آل إبراهيم وآل عمران على العالمين فكيف لا يصطفي آل محمد ومحمد أفضل الأنبياء ؟؟؟؟؟؟

والرد على ذلك مايلي:

أولا- آل إبراهيم وآل عمران المذكورين في الآية الذين اصطفاهم الله هم أنبياء يا بخيتي هم إسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى فهل ذرية علي رضي الله عنه أنبياء ؟؟؟؟ ولذلك لم يقل الله في أول الآية إن الله اصطفى آل آدم وآل نوح لأن ذريتهم الأدنيين لم يكونوا أنبياء كآل إبراهيم وآل عمران.

ثانيا- آل الرجل هم قومه وأتباعه، ولايضاف الآل إلى الجماد كالبيت فلا يقال آل البيت ولا آل الجيران ولا آل اليمن بل أهل البيت وأهل اليمن وإنما يقال في كلمة ال(آل) آل إبراهيم وآل عبد الله وآل مكتوم وآل ثاني نسبة إلى الرجال فهم قومهم وأتباعهم وإلا لكنا نصلي على نتنياهو وإسحاق رابين في كل صلاة لأنهم آل إبراهيم إنما المراد اتباعه ومن سار على سيرته..

ثالثا- ليس ذرية علي بن أبي طالب ذرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم نهائيا لا شرعا ولا لغة ولا عرفا قال الله (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ).

قال الشاعر :

بنونا بنو أبنائنا وبناتنا
بنوهن أبناء الرجال الأباعد

وإذا قيل إنهم ذريته من فاطمة رضي الله عنها فالجواب أنه لايكون ذرية الرجل من بناته على الإطلاق، بل من أبنائه قال الله: (وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) فالحفدة يكونون من البنين وليس من البنات، والبنات غير البنين دليله الآية (وخرقوا له بنين وبنات) ولو كانت البنين شاملة لم يذكر معها البنات.

وعند النسب ينسب الرجل لأبيه قال الله (ادعوهم لآبائهم) فلا يقال فلان بن فلانة بن فلانة.. بل فلان ابن فلان الشجرة تكون للآباء فيقال علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب بن عبد المطلب وليس علي بن الحسين بن فاطمة بن محمد. أين ذهبتم بالأب؟؟؟؟

وإذا قيل فالله يقول: (فقل تعالوا ندعو أبناءنا وأبناءكم) وقد أراد ب(أبنائنا) الحسن والحسين فهم من أهل الكساء والخمسة الذين برز معهم رسول الله للمباهلة ..

والجواب: أن البنوة هنا علي سبيل المجاز وليس على الحقيقة، كما تقول لابن الجيران يا ابني، وعندنا أخوة في الدين (إنما المؤمنون إخوة) وليس كالنسب .. وأمهات في الدين وليس النسب قال الله (وأزواجه أمهاتهم) وأبناء في المجاز وليس كالنسب، ومن قال أن الحسنين أبناء رسول الله على الحقيقة فقد أتى ببهتان عظيم فهو ليس أبيهم ولا أبو أبيهم لا يرث منهم ولا يرثون منه.

رابعا - حتى لو كان أصلهم أبناء رسول الله (وهذا محض هراء) فلا يمكن بعد اختلاط الأنساب أن يستمروا يمثلون الثلاثين جدا وإلا لكان بنو إسرائيل أبناء أنبياء وهي نفس الإشكالية التي يعاني العالم منها اليوم وهي ادعاء طهورية وارتقاء سلالتهم وقالوا بسبب هذا الوهم (ليس علينا في الأميين سبيل) لأنهم فوق البشر..

وتعد أحاديث المهدي التي تذكر بعضها (يخرج رجل من أهل بيتي) والتي هي أصلا ضعيفة ومضطربة متعارضة مع العقل والنقل، فعن أي أهل بيت تتحدث بعد مئات السنين هل يصح أن نكون نحن من أهل بيت آدم وأهل بيت نوح (مالكم كيف تحكمون)؟؟؟

ولقد أيد القاضي العلامة الهاشمي محمد بن الوزير الوقشي عدم استمرار أهل البيت إلى ما لا نهاية..

على أنه لا علاقة للجينات الوراثية بهذا الوهم العريض وهم التميز، وقد ضرب الله لنا أمثلة في القرآن الكريم، فلو كان للعنصر أي تأثير لما كان ابن نوح في النار، وأبو إبراهيم في النار، وعم محمد في النار.. ولما ذُكر أبو لهب في معرض القدح وذُكر زيد بن حارثة وهو مولى في معرض المدح ولما كان بلال الحبشي وصهيب الرومي أفضل من عمه القرشي.

ويستدل البخيتي على الاصطفاء المزعوم بقوله تعالى (قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربي)..

الجواب:

أولا- ما علاقة المودة بالاصطفاء ؟؟
فالمودة تقوم بين إنسان وآخر وبين الرجل وزوجته (وجعل بينكم مودة ورحمة) بل حتى بين مؤمنين وكافرين محتمل إيمانهم كما قال الله (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ [مَوَدَّةً] ۚ..)[سورة الممتحنة 7].

وقال (ولتجدن أقربهم [مودة] للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى) فالمودة هي البر والميل النفسي قد تكون من كافر لمؤمن ومن مؤمن لكافر إذا كان في ودهم تأليف لهم..
ألم يقل المولى (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ [تَبَرُّوهُمْ ]وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
[سورة الممتحنة 8]

فالمودة يا بخيتي ليست تأليها ولا استعبادا ولا سطوا للحقوق، ضخمتم بالأوهام أدلة موهومة، وجعلتمونها أساس الدين وتركتم عشرات الآيات المحكمة لوجود هوى في النفس وهو جعل الدين مطية لأطماع الدنيا.

ثانيا- الجهل هو الذي أحل بنا المصائب، وإلا فإن الراجح في التفسير هو قل لا أسالكم عليه أجرا إلا أنني أودكم لقرابتكم مني ومودتي لكم، وليس إلا أن تودوا قرابتي، فلايمكن أن رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام يسأل الناس أجرا على التبليغ، لا مودة ولا غير مودة، دليل ذلك آيات عدة على لسان الأنبياء نحو عشر آيات تقول (قل ما أسالكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين)..فكيف يطلب رسول الله أجرا على التبليغ ؟؟؟؟.. وكيف يصبح ذلك بمثابة المن والأذى إلى يوم القيامة؟؟؟؟؟

ولقد بنى البخيتي على المودة قياسا عجيبا فاسدا فيقول (وكما اختبر الله اهل السماء بالسجود لأدم اختبرنا بمودة اهل البيت ) وما علاقة مودة أهل البيت بالسجود يا رجل؟؟؟

ثم أقام على القياس الفاسد المتعسف قياسا خطيرا يذهب بإيمان المؤمنين أدراج الرياح حيث قال: (وكما لم تشفع لإبليس عبادة ستة الف سنة امام جحوده بولاية آدم فإن عبادتنا مهما بلغت لن تنفعنا امام جحودنا بمودة اهل البيت) ثم يتناول طرد ابليس من الجنة وغضب الله عليه وووالخ ليقول إن مصير من لم يودهم (بعد أن صار معنى المودة هي الولاية والحكم وميراث الكتاب والاصطفاء) سيكون مصيره مصير إبليس. .أرأيتم كيف يتم استدراج العقول بالوهم الخادع والتوصيف الفاقع ؟؟؟ رغم عدم وجود دليل من أساسه على كذبة كبيرة اسمها الاصطفاء، ولا وجه شبه بين موضوع سجود ابليس لآدم وما يريد البخيتي أن يثبته، فأسقط الواقعة القرآنية المفصلية العظيمة على ذرية علي الذين أقامهم مقام آدم ومن لا يسجد لهم مقام ابليس؟؟


ثم يورد الآية للاستدلال على اصطفاء صناعي متوهم لذرية علي أو ذرية أبناء عم النبي رضي الله عنهم جميعا وهي: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا) النساء 54.

الجواب:
وهكذا يتوقف حسد العرب والعجم على ذرية بني هاشم أن آتاهم الله الحكم والسلطة .. ولم يكن في طول القرآن وعرضه مفاصلة بين الإسلام وأهل الكتاب إلا على الإيمان بالله واتباع الدين الجديد فالحسد هو على الرسالة قال تعالى(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ) [سورة المائدة 59] وليس هل تنقمون منا على سلطة آل محمد؟؟

وقال (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [سورة البقرة 105].

هذا هو سر الحسد، وأما الملك المذكور في قوله (وآتيناهم ملكا عظيما) فالله يقول إذا كان حسدكم على تحويل الرسالة هو محبة استئثاركم بها لجعلها بوابة للتسلط فقد أعطاكم الله من قبل النبوة والملك وأخذتم ما تتمنون من الدنيا والدين.

وأنا أسأل البخيتي، هل هناك آية واحدة أوضح من آيات الشورى في الحكم؟؟؟ وأسأله ثانية إذا كانت كل الآيات التي تستدل بها على الحكم غير قطعية ومتشابهة لاتصلح للاستدلال على كليات الدين التي أدلتها من المحكمات وإنما يتبعها الذين في قلوبهم زيغ ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، أسألك سؤالا لماذا طلب ملأ من بني إسرائيل من نبي لهم أن يجعل لهم ملكا فبعث الله لهم من يحكمهم رجلا عاديا دباغا وقيل أكارا هو (طالوت) من عامة الناس، لم يكن من الأسباط ولا من أشرافهم، لماذا إذا كان الحكم مرتبطا بالرسالة وأبناء الرسل لماذا لا يكون هذا النبي نفسه هو الحاكم عليهم؟؟؟ .. كيف صار طالوت هو أولى من النبي بشئون الحكم وهو من عامة الناس وقد احتج بنو إسرائيل عليه كما يحتج اليوم أصحاب عقيدة الحق الإلهي ؟؟؟

ثم أسأله ثالثا. هل تذكر آية واحدة على لسان نبي واحد تقول ابتعثنا الله لإعادة الحكم المغتصب إلى أهله أم كله (اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) كيف صار الحكم عندكم (الولاية) هو الركن الأعظم الذي لاتقبل صلاة ولا صيام حتى لو عبد الله المؤمن ربه بين الركن والمقام لأكبه الله على منخرية في نار جهنم حتى يؤمن بالولاية والوصاية. .من أين جئتم بهذا الكلام؟؟ ..

يستدل البخيتي بقول الله لأبينا إبراهيم: (إني جاعلك للناس إماما) ويريد البخيتي جاعلك حاكما وليس إماما هاديا كما قال الله (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا)، فإذا لم تكن إمامة الدين فأنا أسألك يا بخيتي هل وفى الله بجعله إبراهيم حاكما وهو الذي لا يخلف وعده فقال: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض..) وأين كان ذلك الحكم لو كان معنى الإمامة الحكم؟؟ وهو الذي عاش متنقلا بين المهاجر يطارده الحكام من قطر إلى آخر..أين الحكم الذيىحكم حتى يقال ورث هذا الحكم ذريته الصالحين؟
لقد تحقق الاستخلاف لأمة محمد لأن الله وعدهم بآية واضحة وقصر الله الوعد (بالذين آمنوا منكم) أي من المسلمين بعامة..


ثم يقول الأخ محمد البخيتيى: قد يجادل البعض بالقول أن هناك اشخاصا منحرفين وظالمين في ذرية محمد صلوات الله عليه وسلم نقول لهم ألم تقرؤوا قول الله سبحانه وتعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) فاطر 32

ويشرح ويقول : أي ان الاصطفاء لا يرفع التكليف عن الذرية، ووجود ظالمين ومقتصدين في ذريته لا يتعارض مع الإصطفاء ) ويريد أنهم هم فقط ورثوا الكتاب بعد ميراث الحكم معززا ذلك بقول الله .: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) الاحزاب 33

والجواب:
ما نقول لورثة الكتاب من عموم بني إسرائيل الذين وصفهم الله بأوصاف الإنحراف جميعا وليس بعضهم الظالم لنفسه قال الله (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا ۖ مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ [وَرِثُوا الْكِتَابَ] يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ۚ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ۗ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
[سورة اﻷعراف 168 - 169].

فالله يتحدث عن ورثة منحرفين وإنما القصد الأمة كلها والجيل كله، فالحديث عن كل بني إسرائيل ومنهم يهود المدينة فأين المصطفين منهم السابقون بالخيرات إذا كانت مسألة الوراثة والتوريث فقط للمصطفين؟ ؟؟.

أما آية التطهير فهي ككل الأدلة التي ضخموها وجعلوها دالة على السمو فوق البشرية واستلوها من بين آيات تمدح أمهات المؤمنين؛ لأنها كما قالوا قالت (إنما يريد الله ليذهب عنكم) ولم تقل (عنكن) مع أنه قد ورد في خطاب الله لسارة زوجة إبراهيم بقوله (رحمة الله وبركاته عليكم) ولم يقل (عليك) لكن دعنا نسلم بأنها جزء من الحقوق المحفوظة..وعليه نسأل المطهرين ما تقولون في قول الله (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [سورة التوبة 103]

هذه الآية نزلت في عموم المسلمين فأيهما أوضح وأجلى وأولى بالقول بالتطهير ففيها زيادة (وصل عليهم) معززة بأخرى وهي قوله (هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور) فالله طهرهم وصلى عليهم هو ورسوله وملائكته فأين هذه يا أمة محمد من تلك..هل نقول فقط أنكم أطهار لأن معكم آية طهارة فما نقول للآيات الأخرى التي نزلت في جميع من يزكي؟؟؟؟


أخيرا يستدل بأن الله ميزهم بأن حرم عليهم الزكاة ..

والجواب :
هاهم من يدعون اليوم أنهم من آل البيت قد أحلوا لأنفسهم الزكوات والصدقات والمساعدات والجمارك والضرائب...الخ بل وتجاوزوا إلى التبرير لأنفسهم باستحلال أموال وممتلكات الآخرين بمسميات ومبررات شتى..

دونما إحساس بحاجات ومشاعر الآخرين ودون اكتراث للأحكام الإسلامية الحقة.

ونسوا أو تناسوا أن المبدأ العظيم من مبادئ الدين العادل هو إبعاد الدعوة من أي شبهة أسرية أو سلالية أو الإستئثار بالمال من دون الناس، أو الحكم والتسلط بل كان يقدم أرحامه وأحبابه للاستشهاد فيقول اقدم يا علي للمبارزة.. اقدم يا حمزة .. ويا حارث ويقدم زيد بن حارثة (الذي ترعرع في حجر النبي) ثم عمه جعفر أحب الناس إليه في غزوة مؤتة وهو يعلم أنهما سيصابان في المعركة وعندما جاء علي رضي الله عنه يطلب مفاتيح الكعبة أبى عليه ذلك وقال (معاذ الله أن أعطيكم إلا ما ترزؤون بضم التاء لا ما ترزؤون بفتح التاء"

فيا أهلنا .. الدين ليس استكبارا ولا علوا ولا فسادا في الأرض، ولا استئثارا ولكنه هدي وتواضع وإيثار ولين جانب ومحبة بين الناس . .وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه...
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)