صنعاء نيوز/ بقلم/ جميل مفرِّح - -
شرعية يتباهي الكبير والصغير فيها بتدجين غول الفساد وسرعة الإثراء والتملك.. ويتسابقون فيها إلى إثارة النعرات المناطقية والسياسية ويتنافسون في الانتقامات والانقلابات.. هي بالطبع شرعية فاشلة، مهنة كل من فيها الخذلان وأكبر إنجازاتها حاصل الهزائم أمام نفسها أولاً ثم أمام شعب عريض راهنت وتراهن عليه مثلما هو راهن وما يزال قسم منه يراهن عليها.
شرعية محبطة تشعر بالرأفة ليس عليها ولكن على من راهن ويراهن عليها، لأنها من حدث لحدث ومن وقت لآخر تثبت أنه لا يمكنها أن تنتصر لشيء حتى لنفسها، لا يمكنها أن تنتصر حتى على مجموعة من الفتية الذين يحملون سيوفاً من خشب، ولو امتلكت ما لم يمتلكه قبلها أحد من القوة والعتاد والمال والرجال..
شرعية لا يمكن أن توصف منذ لحظات تكونها وولادتها بأكثر من كائن ولد مشوهاً وميتاً.. وما يزال الخارج يتحفظ عليه في العناية الفائقة لتحقيق أهدافه هو، وهي أهداف بعيدة عن أية مصلحة تعني اليمن وسيادته وأمنه ومجده، وما يزال ينجح في خداع ومواعدة اليمنيين بأن هذه الشرعية هي الحلم وأن لا منجاة في سواها.
خمس سنوات طوال أثبتت بأحداثها ومتغيراتها أن هذه المسماة شرعية لا تكاد تمت باليمنيين وما يحدث في اليمن بأية صلة عدا ما تحققه هي من مكاسب لنفسها ككيان افتراضي أو مفروض ولمن انخرطوا فيها واستدرجوا إليها..
واسمحوا لي أن أقول أن من لا يزال يؤمن بهذه الشرعية المهانة والمهينة والفقيرة إلا من الخذلان، هو إما جزء من مظاهر ذلك الخذلان أو هو من الغباء في مستوى يجعله يستحق مثل هذه الشرعية اللاشرعية وأسوأ وأقذر وأخون منها أيضاً.
|