shopify site analytics
رئيس وزراء إيرلندا يفاجئ بايدن بدعم صريح للقضية الفلسطينية - يأمر بالبدء بالزحف الى الاقصى رسالة صوتية لقائد هيئة أركان الكتائب في غزة - 4 أسئلة عن اسرائيل يجب على اللاجئ العربي إلى ألمانيا الإجابة عنها - دخول سفينتين حربيتين روسيتين البحر الأحمر - نظرة على الدورة الخامسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان - القدوة يكتب: حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية - أياد راضي وعقدة جلد الذات - دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك" - منيغ يكتب: ليبيا شَظَايَا نَوَايَا (1من5) - العفو الدولية تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن لمنع “الإبادة” في غزة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
إن الزلزال الذي بدأ في تونس، وامتد إلى مصر حتماً سيواصل الارتداد كما نرى في مناطق واسعة في الوطن العربي، وبالتأكيد سيكون لفلسطين نصيب وافر في هذا المجال، ويمكن القول أن الزلزال بدأ في فلسطين منذ وضوح هدف

الثلاثاء, 22-فبراير-2011
صنعاء نيوزد. نهاد الشيخ خليل -




إن الزلزال الذي بدأ في تونس، وامتد إلى مصر حتماً سيواصل الارتداد كما نرى في مناطق واسعة في الوطن العربي، وبالتأكيد سيكون لفلسطين نصيب وافر في هذا المجال، ويمكن القول أن الزلزال بدأ في فلسطين منذ وضوح هدف سلطات الاحتلال وانكشاف نواياها الحقيقية في مفاوضات كامب ديفيد، وتم التعبير حينذاك عن الرغبة في التغيير من خلال تفجير انتفاضة الأقصى التي شاركت فيها قطاعات واسعة من أبناء وقيادات حركة فتح إلى جانب فصائل المنظمة والقوى الإسلامية، لكن البلطجية -وأُصِرّ على استخدام هذا التعبير هنا- انقلبوا على التوجه المقاوم داخل حركة فتح بمساعدة أمريكا وإسرائيل، وانتهى الأمر باغتيال أبو عمار بالسُّم داخل المقاطعة، ولا داعي للكثير من التفصيل في هذا المقام.

ثم حاول البلطجية احتواء فصائل وإرادة المقاومة من خلال انتخابات 2006، لكن الشعب الفلسطيني كان أكثر ذكاءً ووعياً فمنح أغلبية الأصوات لحركة حماس، لم يستسلم البلطجية لإرادة الشعب، وبدؤوا عملية انقلاب على الشرعية الشعبية، واستخدموا خلال عملية الانقلاب هذه وسائل عديدة، استخدموا القانون، ومؤسسات منظمة التحرير، والأجهزة الأمنية، والزعران وفرق الموت، والحوار الوطني، والإضرابات والاستنكاف عن العمل ...إلخ.

وقد نجح هؤلاء البلطجية في حرف البوصلة، وتمكنوا من السطو على أجندة النقاش بشأن القضية الوطنية، فبدلاً من أن يطرح الفلسطينيون القضايا الجادة للنقاش، وبدلاً من إعادة النظر في مسائل مثل التنسيق الأمني، وفشل خيار التسوية، وبحث أفضل السُبُل لبدء مرحلة جديدة من المقاومة ضد الاحتلال، بدلاً من ذلك دفع البلطجية النقاش إلى موضوعات أخرى ضارة للقضية الفلسطينية مثل الاقتتال الداخلي والانقسام، وتقسيم كعكة السلطة، وأدخلوا الشعب الفلسطيني في حالة من التوهان؛ امتدت منذ انتخابات 2006 وحتى الثورة التونسية والمصرية.

يدرك البلطجية الفلسطينيون في هذه الأثناء أن ارتدادات الزلزال الثوري العربي حتماً ستصيبهم، وقد تكون الإصابة في مقتل خاصة بعد الكشف عن فضائح ملفات التفاوض، وقد بدأ هؤلاء يتحفزون في محاولة شيطانية لتضليل الرأي العام، وحرف الغضب الشعبي بعيداً عنهم، وبدأ عملهم على أربعة محاور: المحور الأول تقديم استقالة عريقات من دائرة المفاوضات للإيحاء أمام الناس بأن هذه قيادة تحاسب نفسها، مع أن الأمر واضح بأن الاستقالة ليس لأن عريقات تنازل في المفاوضات، وإنما لأنه لم يستطيع التكتم على تنازلاته هو والفريق الذي يمثله ويعمل معه.

والمحور الثاني يتمثل في الإيحاء إلى بعض أصحاب النوايا الطيبة ومساعدتهم على التحرك شعبياً أو الكترونياً للمطالبة بإنهاء الانقسام، وكأن "الانقسام" هو سبب ما نحن فيه، وليس نتيجة لسياسات وخطايا انتهجها فريق السلطة منذ فترة طويلة من الزمن. والمحور الثالث يتمثل في الدعوة لإجراء انتخابات فلسطينية خلال هذا العام، وهنا أود الإشارة إلى أن هؤلاء هم أكثر من يخشى صندوق الاقتراع، لكنهم يستخدمون موضوع الانتخابات لأنهم يعرفون أن حركة حماس سترفض، وبالتالي ستعود إلى السطح صورة الخلافات الفلسطينية، أو (الطوشة بين حماس وفتح)، وهم يتوقعون أن هذا الأمر سيخيف شرائح واسعة من أبناء فتح، ومن فصائل منظمة التحرير وسيجعلهم يترددون في اتخاذ مواقف صارمة ضد عملية التفريط بالحقوق الوطنية، والتفرُّد في الحكم، والفساد المستشري في مؤسسات السلطة والمنظمة؛ على اعتبار أن هذا يمثل نصرة لحركة حماس، ويساعد على استمرار الانقسام!

أما المحور الرابع فيتمثل في استقالة حكومة فياض، ثم تكليف (فياض الأسطورة) بتشكيل حكومة جديدة، والهدف هو إشغال الساحة السياسية بنقاشات عقيمة، وإبعاد الناس عن النقاشات الجادة والحقيقية؛ والتي من شأنها أن تساعد الشعب الفلسطيني على بناء إجماع وطني جديد يؤهله للتقدم على طريق التحرير.

إذا كان البلطجية الفلسطينيون قد نجحوا أكثر من مرة في حرف البوصلة، وإشغال الناس بقضايا هامشية، وتشويه سمعة الشعب الفلسطيني، وتصوير حركة النضال الفلسطيني كما لو أنها عملية صراع على سلطة وهمية، إذا كان البلطجية قد نجحوا في مرحلة سابقة، فمن المحظور أن ينجحوا هذه المرة، ونستحضر هنا التجربة المصرية في فضح عملية البلطجة، سواء الزعران في الشارع، أو البلطجة السياسية التي تدار من المكاتب والشقق الفاخرة.

وحتى نمنع البلطجية من حرف البوصلة؛ لا بد أن نسارع –وأقصد هنا تيار المقاومة وكل المثقفين الوطنيين- للعمل على صعيدين: الصعيد الأول يتمثل في ضبط السلوك الميداني والإعلامي والإداري والسياسي لتيار المقاومة بحيث يكون مقبولاً، ولا يترك أي مجال إلا لرسم صورة ناصعة لهذا التيار. والصعيد الثاني يتمثل في قيادة النقاش الوطني وطرح الأسئلة الجادة التي يجب أن يقف أمامها الجميع بكامل المسئولية، والتي تتمثل في تكوين إجابات واضحة على الأسئلة التالية:

1- أين أخطأت الحركة الوطنية الفلسطينية بكل أطيافها؟

2- ما هو مستقبل عملية التسوية السياسية؟ هل من مصلحة الشعب الفلسطيني أن تتواصل؟ أم أنها أصبحت من ورائنا ويجب البحث عن بدائل أخرى؟

3- ما هي مكتسبات الحركة الوطنية الفلسطينية التي يجب الحفاظ عليها؟

4- هل لا زال النظام السياسي الفلسطيني القائم قادراً على قيادة الشعب الفلسطيني نحو تحقيق أهدافه؟ أم أنه بحاجة إلى تعديل؟ أو استبدال؟ وكيف؟

5- ما هو مستقبل المقاومة؟ وما هي الأشكال التي يمكن استخدامها في السنوات المقبلة؟

6- ما هو مستقبل الوحدة الوطنية؟ هل سيبقى مفهوم الوحدة الوطنية يعني وحدة الفصائل المعروفة؟ أم ستتبلور مفاهيم وأشكال جديدة للوحدة الوطنية الفلسطينية؟

7- كيف يمكن بناء إجماع وطني فلسطيني جديد؟ وما هي محاورة الرئيسية؟

8- هل ستبقى الحالة الفلسطينية مبنية على أساس وجود سلطة إضافة إلى حركة مقاومة؟ أم سيجري إعادة بناء حركة التحرر الوطني الفلسطيني بشكل ومضمون جديدين؟

إذا فعلنا هذا فإننا سنساعد على بلورة المطالب السياسية للشعب الفلسطيني بطريقة جماعية؛ هذه المطالب التي ستحملها أي ثورة أو حركة تغيير ربما تعصف بالساحة الفلسطينية قريباً، وهكذا لن يفلت البلطجية من مصيرهم هذه المرة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)