shopify site analytics
رئيس وزراء إيرلندا يفاجئ بايدن بدعم صريح للقضية الفلسطينية - يأمر بالبدء بالزحف الى الاقصى رسالة صوتية لقائد هيئة أركان الكتائب في غزة - 4 أسئلة عن اسرائيل يجب على اللاجئ العربي إلى ألمانيا الإجابة عنها - دخول سفينتين حربيتين روسيتين البحر الأحمر - نظرة على الدورة الخامسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان - القدوة يكتب: حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية - أياد راضي وعقدة جلد الذات - دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك" - منيغ يكتب: ليبيا شَظَايَا نَوَايَا (1من5) - العفو الدولية تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن لمنع “الإبادة” في غزة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - لو بحثنا عن حدث تاريخي لنقارن به ما يجري في ليبيا منذ انطلاق الثورة يوم 17 فبراير 2011، لوجدنا المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين قبل وخلال وبعد عام 1948 أقرب مثيل لها، ولم نبالغ إذا ادّعينا أن الذي يجري في ليبيا هذه الأيام أبشع وأشد إيلامًا.

الخميس, 24-فبراير-2011
صنعاء نيوز محمود صالح عودة -
الكلب الضال والتهديد الإسلامي







لو بحثنا عن حدث تاريخي لنقارن به ما يجري في ليبيا منذ انطلاق الثورة يوم 17 فبراير 2011، لوجدنا المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين قبل وخلال وبعد عام 1948 أقرب مثيل لها، ولم نبالغ إذا ادّعينا أن الذي يجري في ليبيا هذه الأيام أبشع وأشد إيلامًا.



ذلك بأنّ المجازر التي قامت بها الحركة الصهيونية اقترفها غرباء على المستويين القيادي والتنفيذي، أما الجرائم في ليبيا، فهي تنفّذ تحت أوامر شخص ليبي يدّعي الثورية والوطنية - والقائمة تطول - وإن نفّذها مرتزقة.



لم تبدأ جرائم القذافي منذ انتفاضة الشعب الليبي فحسب، إنما سبقتها جرائم لا تحصى من قبل في ظلّ حكمه، الذي لم نحصل على مصطلح محدّد للتعبير عنه حتى الآن؛ فهو دكتاتوري - إستبدادي - عائلي على مستوى الحكم، إرهابي - قمعي - عصابي على المستوى السياسي، فاسد لا مثيل له على المستوى العام. وقد تكون سياسة إخفاء الناس الذين لا يعجبون النظام أسوأ ما كان يجري في ظل حكم القذافي، فلا تخلو مدينة ليبية إلا ويفقد أهلها قريبًا لهم، دون أن يحصلوا على أية معلومة من أي جهة مسؤولة حول فقيدهم، ممّا وضع الناس في حالة خوف ورعب شديدَين، وتكتّم عن كل ما يتعلق بنظام القذافي خشية الاختطاف أو الإعدام، ناهيك عن جرائم لا تُحصى نظرًا للتعتيم المظلم الذي كان يجري في الدولة.



وبما أنّ التعتيم في ليبيا اشتدّ إزاء المجزرة التي قام بها القذافي مؤخرًا، فمن الصعب إحصاء عدد القتلى والجرحى، إنما هناك إحصائية طبية تتحدّث عن مقتل أكثر من 2000 شخص وجرح الآلاف في مدينة بنغازي فقط، وهو ما يعطي لمحة عن المجازر التي تجري في سائر البلاد، باستخدام الطائرات والقذائف والسفن الحربية، مع الذكر بأنّ كثير من أتباع نظام القذافي سابقًا تبرّؤوا منه ومن نظامه ووقفوا إلى جانب شعب الثورة، كما فعلت معظم القبائل الليبية متوحّدة.



ما ضاعف المصيبة الليبية كانت خطابات القذافي وابنه سيف "الإسلام"؛ فلا دبلوماسية، ولا حسّ وطني، أو إنساني، ناهيك عن الديني، ولا أي مراعاة لمشاعر الشعب الليبي ألبتة، بل شملت خطب الاثنين تهديدات مباشرة للشعب، واستهبال لا نظير له، وإهانة غير مسبوقة؛ فالتاريخ لم يشهد أي قائد وصف شعبه بالجراذين وأصحاب اللحى المقمّلة والكلاب الضالّة، ومتعاطي حبوب الهلوَسة، وما أدراك ما حبوب الهلوَسة، التي ذكرها الأب والإبن عدّة مرات في خطبهم، ممّا أثار الشكوك بأن الجماعة أنفسهم هم الذين يديرون تجارة تلك الحبوب وما شابهها ليغرقوا الشعب الليبي في عالم الضلال، ولم نستغرب إذا "بلع" القذافي نفسه حصّة لا بأس بها من تلك الحبوب، نظرًا لتصرّفاته الجنونية، والكلاب الضالة الذي تحدّث عنها ربّما وجدها بالمرآة في بيته. ناهيك عن محاولات القذافي وابنه البائسة لإثارة النعرات القبلية وإثارة الفتنة، التي رفضها بالتالي الشعب الليبيّ الأبيّ، رافعًا شعارات الوحدة.



إنّ أخطر ما تعرّض له القذافي الأب والإبن في خطبهما الأخيرة، هو تهديد القاعدة أو التهديد الإسلامي المزعوم لليبيا، إذ ذكر سيف أن الغرب لن يقبل بـ"إمارات إسلامية" في ليبيا وهدّد باستعمار غربي جديد في حالة حدوث ذلك.



خطورة ذلك لم تكن في اقتناع الشعب بتهديداتهما، فالشعب الليبي شعب واعٍ، وهو شعب عربي مسلم - بالأغلب - بطبيعته كباقي شعوب المنطقة، إنما تقع الخطورة في التجاوب الغربي مع تلك التهديدات؛ فقد أعرب وزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني عن خوفه من نشوء "إمارة عربية إسلامية" على حدود أوروبا، مدّعيًا بأن ذلك سيكون تهديدًا خطيرًا.



إنّ الشعوب العربية تثور من أجل حريّتها وكرامتها، وحريّتها تقتضي حريّة اختيارها لأي نظام ترضى به بدون أيّ وصاية أو تهديد أو ضغط خارجي، ولو ارتضت الشعوب العربية حكمًا مدنيًا حرًا مرجعيته إسلامية فهذا حقّها الطبيعي، بل هذا ما تنصّ عليه دساتير الدول العربية الآن. وإنّ أي تخويف من الإسلام لن ينفع الحكّام العرب ولن ينفع الغرب، فالعنف الذي تمّ في التاريخ المعاصر من المسلمين لم يكن إلاّ نتيجة الإرهاب الفكري والمعنوي والجسدي الذي مورس بحقّ أبناء الأمّة العربية والإسلامية، ونتيجة حملات التضليل الإعلامي والغزو الثقافي الغربي، وإسكات الصوت الإسلامي المعتدل الذي أعلى بالتالي الصوت الإسلامي المتشدّد.



وبين الكلب الضال والتهديد الإسلامي بون شاسع، فالكلاب الضالة لا تميّز بين الخبيث والطيب، لأنها ترى الأمور بطريقة مشوّهة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)