shopify site analytics
رئيس وزراء إيرلندا يفاجئ بايدن بدعم صريح للقضية الفلسطينية - يأمر بالبدء بالزحف الى الاقصى رسالة صوتية لقائد هيئة أركان الكتائب في غزة - 4 أسئلة عن اسرائيل يجب على اللاجئ العربي إلى ألمانيا الإجابة عنها - دخول سفينتين حربيتين روسيتين البحر الأحمر - نظرة على الدورة الخامسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان - القدوة يكتب: حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية - أياد راضي وعقدة جلد الذات - دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك" - منيغ يكتب: ليبيا شَظَايَا نَوَايَا (1من5) - العفو الدولية تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن لمنع “الإبادة” في غزة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - مع أصدق الدعوات بالشفاء للوالد العزيز ورجل الأعمال الحاج عبد الواسع هائل سعيد  الذي يتضرع محبوه في كل أنحاء اليمن وخارجها..

الأحد, 05-أبريل-2020
صنعاء نيوز -
مع أصدق الدعوات بالشفاء للوالد العزيز ورجل الأعمال الحاج عبد الواسع هائل سعيد الذي يتضرع محبوه في كل أنحاء اليمن وخارجها إلى الله العلي القدير بأن ينجيه ويتم عليه العافية وأن يجزيه خير الجزاء على كرمه وسخائه مع الفقراء والمحتاجين .. يسرني أن أعيد هنا نشر موضوع عن مجموعة هائل سعيد أنعم ومؤسسها الراحل العظيم الحاج هائل سعيد في مجلة " الأهرام العربي " عام 2004 .

حائك الملابس الذي أسس أكبر إمبراطورية إقتصادية في اليمن هائل سعيد أنعم "رجل إستثنائي"

هو رجل إستثنائي جدا جاء في مرحلة إستثنائية .. صنع ما يشبه الأسطورة ، ليس في عالم المال والأعمال فحسب ، وإنما على الصعيد الخيري والروحي والإنساني .. في اليمن وحينما يذكر إسمه فإنه ليس إلا مرادفات طبيعية للكفاح والتفوق والبساطة والخير . لا توجد محافظة أو مدينة يمنية لا تضم مدرسة أو مستوصفا أو مسجدا أو مشروعا خدميا لا يحمل بصمات هائل سعيد أنعم . ومع أن الرجل توفاه الله قبل أكثر من 14 عاما وبالتحديد في 23 أبريل عام 1990 إلا أن حضوره المعنوي والإنساني والمادي لا يزال حاضرا وطاغيا ..

صنعاء : إبراهيم العشماوي

يطلقون عليه " طلعت حرب اليمن" بإعتباره مؤسس الصناعة اليمنية الحديثة ورائد القطاع الخاص ، وحيثما تتجه يتحدث اليمنيون عن أفعال " بيت هائل " الخيرية بقصص وحكايات مؤثرة . هائل سعيد أنعم .. حائك المعاوز " الملابس " الفقير والبسيط الذي كون أهم وأكبر مجموعة إقتصادية في اليمن .. دخل التاريخ من أوسع أبوابه عصاميا مثابرا مكافحا ومؤسسا لمدرسة عريقة ممتدة في التنمية الإقتصادية ورعاية المجتمع .
بشغف وفضول كبير حاولت " الأهرام العربي " البحث عن أسرار هذه التجربة الكبيرة إنسانيا وإقتصاديا . بدأت الرحلة إلى مسقط رأسه وفي الطريق إلى قرض حيث ولد الحاج هائل سعيد وهي قرية معلقة في سفح جبل الأعروق الشهير في محافظة تعز ، كان صعود السيارة من بطن الوادي السحيق إلى أطراف الجبال الشاهقة يختصر رحلة حياته في كيفية الوصول إلى القمة . ويلفت الإنتباه مدرجات زراعية ملتوية في شكل منظم يجسد عبقرية المزارع اليمني في ترويض الطبيعة والتكيف مع بيئة صعبة وقاسية ، وهناك فهمنا بسهولة لماذا إتخذت مجموعة هائل سعيد أنعم من هذه المدرجات المتعرجة شعارا لها . في القرية تلاحظ للوهلة الأولى خزانا كبيرا أبيض الشكل خصص لسقاية المارة ، ولما وصلنا إلى منزله القديم كان من السهل أن نلاحظ البساطة والتواضع في رحلة الألف ميل التي كان خطوتها الأولى من هنا .
في المنزل المتواضع المبنى بالأحجار والأخشاب ولد هائل سعيد وعمل في الحياكة مع أبيه وإخوانه وتزوج أيضا . البيت الذي سيتحول قريبا إلى متحف للأسرة عبارة عن دورين وغرف صغيرة مصممة وفقا للطرق القديمة في البناء ، وبجانبه أسس غالبية أبنائه وبعض أحفاده بيوتا حديثة لا يقصدونها على مدار العام إلا قليلا في شكل رمزي للترابط مع الجذور . بجانب المنزل يقع مسجد صغير شاهد حي على إنسجام دنيا الرجل مع دينه وبالقرب منه يرقد جثمانه في بساطة مدهشة مع بقية عائلته حيث لا يرتفع القبر عن الأرض . وفي أحد المنازل القريبة إلتقينا العم محمد صالح علي وعمره 85 عاما وكان صديق ورفيق طفولة للحاج هائل سعيد أنعم . يقول عنه : لم أر مثله في حياتي وكان شخصا خيِّرا حتى وهو فقير ولم يجرح أحدا بكلمة ولم يكن متكبرا . ويضيف العم محمد صالح : قام هائل سعيد بإصلاح الطرق المؤدية إلى القرية ورصفها وأنشأ خزانات المياه ودواوين الضيافة للمارة والمسافرين ، وكان يفسح في منزله البسيط أكبر غرفة لإستقبال الضيوف والفقراء والمساكين . ومن بين ما يذكره العم محمد عن الحاج هائل سعيد أنه كان يقطع مسافة 10 كم على الأقدام إلى القرى الأخرى حتى يصلح بين المتخاصمين أو يحل نزاعا قبليا أو يفض مشكلة بين رجلين مع ما يكلفه ذلك من السخاء بماله .
مناخ متدين
وتشير السيرة الذاتية للحاج هائل سعيد أنعم أنه ولد عام 1902 وعاش في قريته قرض حتى بلغ السادسة عشرة وتعلم القراءة والكتابة وختم القرآن الكريم .ويقول الحاج عبد الواسع هائل سعيد نجل المرحوم هائل سعيد وهو عضو في مجلس النواب ويرأس جمعية الصناعيين اليمنيين بالإضافة إلى عمله كمدير تنفيذي لمجموعة هائل سعيد وأمين عام جمعية مكافحة أضرار القات : النقطة الأساسية في الوالد هو المحيط الذي نشأ فيه في القرية متأثرا بمناخ متدين وكان رأس ماله دائما الإيمان بالله والتوكل على الله والصدق والأمانة ، ولهذا عندما هاجر إلى عدن لأول مرة نزل مع قافلة سيرا على الأقدام لمدة ثلاثة أيام ، كان مقتنعا بدعوة الوالدين إلى حد اليقين معتبرا أنها سر نجاحه المستقبلي .
ويضيف الحاج عبد الواسع هائل : كنت أسمع والدي يردد دائما الآية الكريمة " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " ، وكان يقوم قبل الفجر ليصلي ما شاء الله له أن يصلي قبل خروجه إلى المسجد ثم يتلو وردا يوميا من السور والأدعية .
ولما صار الحاج هائل سعيد فتى يافعا عمل في حياكة الملابس . وإكتسب أولى معارفه التجارية حين كان والده يصحبه معه إلى سوق الراهدة وسوق خدير حيث يبيع ما أنتج ويشتري حاجيات الأسرة .
وبسبب موجة الجفاف هاجر إلى عدن ومنها إلى ميناء مارسيليا بفرنسا ، وهناك كان اللقاء الأول بين الفتى القادم من اليمن بثقافته العربية والإسلامية وبين محيط مجتمعي أوربي مختلف في العادات والتقاليد والسلوك. وفي فرنسا إرتبط هائل سعيد بالصوفية ونهل من معينها على يد أصدقاء من المغرب العربي . ويروي أبناؤه أنه كان شديدا معهم في الصلاة والإلتزام بها في أوقاتها ، وكان يحرص أن يكون بجانب مركز عمله مسجد ، كما أن في كل شركات المجموعة وإدارتها مساجد صغيرة ويتوقف العمل وقت الصلاة بإستمرار.
وقضى هائل سعيد في المهجر نحو 10 سنوات في ورشة لأحد مصانع الزيت ، ومنها إنتقل ليكون مشرفا في مصنع فرنسي آخر . كانت أولى تجاربه التجارية مع تنقله على البواخر من ميناء إلى آخر ، فمارس البيع والشراء بقيمة مالية بسيطة ومحدودة كانت في كثير من الأحيان تثير إشفاق أصدقائه وزملائه. وبسبب إنتقال ملكية المصنع الذي كان يعمل فيه إلى شركة أخرى ، إستحسن هائل سعيد فكرة الإنتقال للعمل بمدينة بربرة بالصومال كوكيل لتاجر فرنسي في الجلود مقيم في عدن. ولم يقنط بسبب فشل تصدير أول شحنة بل حاول مرة أخرى وانتبه إلى أهمية العنصر البشري ، وهنا برزت سمة جديدة تمثلت في إستقطاب ابن أخيه علي محمد سعيد " رئيس مجلس الإدارة حاليا " لمساعدته حيث بدأ مفهوم الشركة العائلية يبرز لديه بوضوح . وتطور نشاط هائل سعيد أنعم بهجرته إلى الصومال وتحسنت موارده المالية ليكون ذلك حافزا قويا لديه لدخول مغامرة التجارة عبر استيراد المواد الغذائية والملابس من عدن وتسويقها في الصومال . وهنا تأسست النواة الأولى للمجموعة في شركة هائل سعيد أنعم وإخوانه عام 1938 وكانت متخصصة في الإستيراد والتصدير والتوكيلات . وإنطلقت مرحلة التأسيس والنمو بصفقة فاشلة في تجارة الماشية إستثمر فيها ما في حوزته من مدخرات ولم يبق إلا النزر اليسير الذي أعاد به هائل سعيد فتح دكان للبيع بالتجزئة في منطقة غير مأهولة بالسكان في المعلا بعدن . وواجه هائل سعيد نوائب أخرى في نفس الفترة منها غرق الباخرة المقلة لبضاعته الأولى إلى الصومال وسرقة ودائعه وأماناته من دكانه في عدن . ومع كل المشاكل واصل هائل سعيد نشاطه عبر معاملات مع شركة تابعة لتاجر فرنسي تحتكر استيراد المواد الغذائية والملابس إلى عدن وإعادة تصديرها .

وينقل الحاج علي محمد سعيد رئيس مجلس الإدارة عن عمه أنه في مقتبل حياته التجارية كان يشتري كميات بسيطة من شركة " البس" الفرنسية ليسوقها في منطقة عدن ، وأن مسؤولا في الشركة طلب منه أن يشتري كميات أكبر نظرا لأمانته وإلتزامه فأخبره الحاج هائل أنه ليس معه نقود ، فدخل هذا المسؤول إلى مديره وعاد ليخبر الحاج هائل أن الشركة وافقت على أن يأخذ أي كمية يريد ثم يدفع بعد تصريف البضاعة قائلا له أنت في صورة تمام ، يقصد أن وجهه سمح وهم مرتاحون للتعامل معه . وتم تدعيم النشاط التجاري لهائل سعيد بانضمام أكبر أبنائه أحمد إلى الشركة التي وفقت في توسعة عملها ليشمل مخازن بضائع وطاحونة دقيق ثم تأسيس شركة للتصدير .
فكر إقتصادي
قام الفكر الإقتصادي لهائل سعيد على مبدأ تجاري في الأساس يعتمد على التصدير والإستيراد ، ونجح في إمتصاص كل الضربات الموجعة في مسيرته دون يأس أو قنوط ، فعلى الرغم من تأميم كل ممتلكاته في عدن في عهد الحزب الإشتراكي ضمن قرارات التأميم لم يتخل عن تعهداته للشركات الأجنبية التي كانت تعطيه تسهيلات فسدد ديونه لها خلال ستة أشهر في الوقت الذي تنصل بقية التجار اليمنيين من الدفع بحجة التأميم الأمر الذي أكسبه سمعة جيدة في أوساط الشركات الأجنبية .
ويرى شوقي أحمد هائل سعيد نائب المدير العام للإدارة الصناعية بالمجموعة وعضو مجلس الإدارة وأحد أكبر أحفاد هائل سعيد أن جده كان يهتم جدا بتوظيف أكبر عدد من القوى العاملة ، وكان يؤلمه منظر الطلاب في المدارس والجامعات الذين يتحولون إلى بطالة بعد تخرجهم ، ولهذا ركز على التوسع الصناعي لاستقطاب آلاف من العمال والعاملات .
وحول تحوله نحو الصناعة بعد التجارة يروي الحاج عبد الواسع هائل هذه الرواية : في يوم من الأيام عام 1970 كان والدي مع الأخ علي محمد سعيد يسيران في الشارع فلاحظا مظاهرة لطلاب المدارس ، فسأل الوالد عن أسبابها فقيل له بسبب نقص الجبن والمربي في أغذية الطلاب ، فقال إذا كانوا يتظاهرون اليوم لنقص الجبن فماذا سيفعلون بعد أن يتخرجوا من المدارس . وهنا قرر فعليا الدخول في مشروعات لتصنيع المواد الغذائية ، وتأسس أول مصنع للمواد الغذائية في اليمن " الشركة اليمنية للصناعة والتجارة " إفتتحها القاضي عبد الرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري آنذاك. غير أن هناك بعدا مهما في مسيرة مجموعة هائل سعيد وهو تماسكها حتى بعد وفاة قائدها ومؤسسها بسنوات طويلة في الوقت الذي تميل الشركات العائلية إلى التفكك غالبا بعد حين .
ويفسر الحاج عبد الواسع هائل هذه النقطة بقوله: على عكس الأسر التجارية التي تفككت كبرت أسرتنا وإزداد تماسكها بسبب دستورها الذي تسير عليه والذي يقضي بإختصار بأن يعطف الكبير على الصغير والصغير يوقر الكبير ، الأمر الآخر الشفافية في التعامل وتنظيم العمل وتحديد دور كل شخص بدقة والإعتماد على شركاء وموظفين أكفاء من خارج الأسرة حتى أن بعض الموظفين بلغ عمرهم الثمانين ونستعين بهم كمستشارين متى كانوا قادرين على العطاء مما جعل العاملين يشعرون وكأنهم المالكون للمجموعة .
مواقف
ويقول رشاد هائل سعيد عضو مجلس الإدارة وأحد أبناء هائل سعيد الذين رافقوه في السنوات الأخيرة من عمره : كان الوالد شخصا متميزا ومختلفا عن الجميع ، ومهما حاولنا نحن أبناءه أن نفعل مثله فلن نستطيع ، فقد كان سخيا وهو فقير ويكدح ويعمل ، وكان لديه بصيرة نافذة وشفافية محيرة في أوقات كثيرة . ويضيف رشاد هائل : في أواخر أيامه كتب لي رسالة أخبرني فيها أنها آخر رسالة يكتبها وطلب مني أن أسلم على إخواني ، وقبل وفاته بأيام طلب ورقة وقلما وكتب شارحا مجمل حياته وكيف بدأ وكيف كان ثم ماذا أصبح ووصاياه لأبنائه والخطوط الحمراء التي يجب ألا يتجاوزوها في حياتهم ثم سجل ما كتبه على شريط كاسيت .
ويفسر رشاد سر نجاح والده بأنه يعود إلى أنه كان شخصا متميزا وقنوعا في الوقت ذاته يرضى بالقليل ، ورزقه الله محبة غيره من البشر وكان أمينا ولم يغتر مطلقا بما وهبه الله ، بل كان شكر النعمة لديه هو المزيد من الإنفاق ، ولم يكن يهمه ماذا تبقى معه بقدر ما يهمه أنه خفف ألما على مريض أو ساعد محتاجا أو أدخل الإبتسامة على أسرة محرومة.
ويركز البعد الخيري في شخصية هائل سعيد أنعم على الزكاة والصدقات ومساعدة المحتاجين كلما كان ذلك ممكنا .
ويقول شوقي أحمد هائل أنه كان يرافق جده الذي يعتبره أبا روحيا له في توزيع الزكاة والصدقات ، وفي أحد المرات لاحظ أن الممرضات في المستشفيات يوهمونه بأنهم مرضى حتى يحصلوا على الأموال ، فلما أخبره بذلك قال له : معليهش ندفع لهم إنهم لا يغالطوننا وإنما يغالطون الله والمشكلة مشكلتهم . وفي إحدى المرات كان شوقي هائل يوزع الزكاة في مناطق الفئات المهمشة في تعز بناء على تعليمات جده فوقعت مشاكل وتزاحم منهم فعاد ولم يوزع الزكاة ، وعرف جده بذلك فأجبره على العودة مرة أخرى لتوزيع الزكاة وتحدث معه عن التسامح مع الناس وسعة الصدر. وكان هائل سعيد أنعم قريبا من العمال إلى حد يمكن وصفه بأنه رئيس نقابة العمال في شركاته وليس رب العمل ، حيث كان يستمع يوميا إلى شكاوي العمال والموظفين ويساعدهم في حل مشاكلهم ويعود المريض منهم ويلغى العقوبات المفروضة عليهم أو يخففها على الأقل . وخلال العشرين سنة الأخيرة من عمره كرس هائل سعيد حياته للأعمال الخيرية والإصلاح الإجتماعي بين الناس وتفقد أوضاع المناطق المحتاجة مع نصائحه المستمرة لأبنائه بعدم إغفال الخير أو نسيان الفقراء .
الآن
وفي الوقت الحاضر فإن مجموعة هائل سعيد التي تقود القطاع الخاص اليمني تمكنت من أن تقود العمل في مجال الإنتاج عبر نقاط تحول هامة حققت للصناعة اليمنية هيكلاً متوازياً ومتكاملاً يتميز بالقوة والتطور المستمر وقد ساهمت هذه الصناعات في خلق فرص العمل للآلاف ، كما ساهمت في خلق وعي صناعي متنام وقاعدة راسخة لإنطلاق الصناعة ، وكان من الطبيعي أن يصاحب تلك التوسعات في النشاط التجاري والصناعي توسعاً مماثلاً في نشاط الأعمال الخدمية مثل التأمين والملاحة والبنوك وغيرها من الأنشطة اللازمة لتقديم الدعم والخدمات الضرورية للتجارة والصناعة. ومن نفس منطلق المساهمة بفعالية في تحقيق الأهداف النبيلة رأت المجموعة ضرورة الدخول في مجال التنمية الزراعية والحيوانية والسمكية ، باعتبار الأمن الغذائي من أهم الأولويات لبلادنا فأنشأت مزارع لإنتاج المحاصيل الزراعية المختلفة والثروة الحيوانية باستخدام الأساليب الحديثة .
ومن أجل توفير الإدارة القادرة على إدارة تلك الأنشطة المتعددة والمتنامية قامت المجموعة بإجراء دراسات علمية شارك فيها الخبراء من المجموعة وأكبر بيوت الخبرة المتخصصة في مجال التنظيم والإدارة وتم وضع نظم مالية وإدارية متطورة وهيكل تنظيمي فعال ، كما تم إنشاء إدارة صناعية تتولى الإشراف على الشركات الصناعية وتقديم الدعم الفني والإداري لها وكذلك إدارة للشركات التجارية والخدمية تؤدي نفس الدور بهدف وجود جهاز قوي يتولى رسم الإستراتيجيات والإشراف والرقابة والتوجيه والمتابعة والتقييم لشركات المجموعة. وفي أوائل السبعينات قامت المجموعة بتوسيع أعمالها خارج اليمن من خلال العديد من الأنشطة والمكاتب في الشرق الأوسط والأقصى وأوروبا.
وقد بلغ عدد العاملين في المجموعة حوالي 17 ألف موظف في اليمن فقط ، وتتميز العمالة في المجموعة بالكفاءة العالية والأداء المتميز ، حيث أن المجموعة تنظر إلى الإنسان باعتباره ركناً أساسياً في التنمية وهدفاً من أهدافها وتولي العاملين بها اهتماماً كبيراً وجعلت تطويرهم ورفع كفاءتهم من أهم أهدافها .
ومعظم شركات هائل سعيد هي الرائدة في اليمن في مجالات تخصصها , وذلك أتاح لها الإنتشار الخارجي في كل من أوروبا وشرق آسيا والشرق الاوسط .
وتعمل المجموعة في العديد من الأنشطة التجارية والصناعية والخدمية وتنمية الثروة الزراعية والحيوانية وشركاتها تنتج وتسوق منتجات وسلع وخدمات عديدة ومتنوعة . وتؤمن مجموعة هائل سعيد بأن العنصر البشري هو الأهم , وأنه مفتاح النجاح والتفوق , وتولي العناصر البشرية كل الرعاية والاهتمام , وتبذل كل العناية والدقة في اختيارهم وتنميتهم وتحفيزهم بهدف المحافظة على قوة عمل راضية ومنتجة .
ولأن المجموعة ضاربة بجذورها في المجتمع اليمني , فهي مواطن صالح تؤمن بأن عليها التزام تجاه الوطن والمواطنين ، وتعمل بفعالية على دعم المجتمع ثقافياً ودينياً واجتماعياً وتعمل بكل ما تستطيع من أجل خير ورفاهية الإنسان اليمني ، وتشدد في مبادئها على أن القوة المادية مهما عظمت فإنها تظل قاصرة ما لم تتحلى بمبادئ الأخلاق والاستقامة ومراقبة الله في السر والعلن وفي القول والعمل ..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)