shopify site analytics
بلاغ صحافي صادر عن نقابة الصحفيين - بعد ٣٠ عاما من المماطلة والتسويف القضاء يفشل في انصاف اعضاء الجمعية السكنية للاعلاميي - البرلمان المصري يحمل حكومة إسرائيل مسؤولية التصعيد الخطير في غزة - "كتائب القسام": اخترتم اقتحام رفح.. لن تمروا - الرئاسة الفلسطينية ترحب بقرار جزر البهاما الاعتراف رسميا بدولة فلسطين - الدبابات الإسرائيلية تتوغل في رفح - تم إبلاغ إسرائيل بخطورة التصعيد وجاهزية مصر للتعامل مع السيناريوهات - وصفها بالجريمة الآثمة والإعتداء الجبان - الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا - السيول تجرف المواطنين في اب -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - الدكتورة حسناء نصر الحسين
من الآن نقولها إن الولايات المتحدة الامريكية مسؤولة مسؤولية كاملة عن ما قد يحصده وباء كورونا في بلدي سوريا، وبجانبها هذا المجتمع الدولي

الثلاثاء, 07-أبريل-2020
صنعاء نيوز/ الدكتورة حسناء نصر الحسين -
من الآن نقولها إن الولايات المتحدة الامريكية مسؤولة مسؤولية كاملة عن ما قد يحصده وباء كورونا في بلدي سوريا، وبجانبها هذا المجتمع الدولي الصامت والقابل بكل هذا الانتهاك الصارخ لأبسط القيم والمبادئ الانسانية.
تسع سنوات من عدوان وحرب أتت على الاخضر واليابس في هذا البلد، وكله تحت العين الامريكية إدارة واشرافا تخطيطا ودعما وتنفيذا في أحيان منها، لتأتي لحظات النصر السوري ملبدة بجملة من التحديات أبرزها الاحتلالين التركي والامريكي، وما ترتكبه أمريكا في الشمال السوري من نهب وسرقة لثروات سوريا، والأخطر هو المسعى الامريكي الحثيث للإبقاء على حالة الارهاب في سوريا .
وفي الوقت الذي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية تفشي فايروس كورونا وهذه الدول تعتبر رائدة في عدة مجالات إلا أن هذا الفايروس ساهم في تعرية ضعف هذه الدول من ناحية العلاقات التي تحكمها ومن ناحية ضعف مؤسساتها الصحية ومن ناحية ممارستها للقرصنة للمعدات الطبية المرسلة لدول أخرى والسيطرة عليها .
يظهر مشهد الاستبداد الأمريكي الغربي جليا في سورية حيث أن الدول التي احتضنت الارهاب ورعته وجندته لتحقيق أهدافها بالنيل من الدولة السورية هي نفسها التي فرضت عقوبات على الدولة السورية التي تحارب قوى الارهاب العالمي على مدى تسع سنوات وغير خاف على أحد كم تضرر القطاع الصحي في سورية خلال هذه الحرب الكونية وكم استهدفت الجماعات الإرهابية للقطاع الصحي ومعامل الادوية السورية وكيف أثرت هذه العقوبات بشكل سلبي على تأمين المواد الطبية والأجهزة التي كانت الدولة السورية تستوردها من الخارج.
تكمل الولايات المتحدة الامريكية مشهدية التوحش والاجرام بحق الشعب السوري رافضة الدعوة السورية الرسمية للمجتمع الدولي لرفع الاجراءات القسرية الامريكية الاحادية عن سوريا بشكل فوري وغير مشروط في ظل ظروف انتشار فايروس كورونا، ليقابل هذا الطلب السوري بمزيد من العقوبات الاقتصادية، لتكاشف امريكا العالم بوحشيتها ومدى الاجرام الذي قد تصل إليه، ففي اللحظة التي تستوجب فيها توحيد الجهود العالمية لإنقاذ البشرية من وباء كورونا المستجد، تجد واشنطن في الأمر فرصة لتوسيع حالتها الاجرامية تجاه العديد من الدول والشعوب في العالم، وتضرب عرض الحائط بكل القيم والمبادئ الانسانية، وهي حالة مرضية تكشف مدى الانحطاط والتفسخ القيمي والانساني لدى من يتبجحون بحماية حقوق الانسان، وهم يمنعون الاخرين حتى من فرص مواجهة كورونا القاتل الصامت والذي يفتك بالبشرية ولا ليس في قاموسه استثناءات، لتقف واشنطن مانعا حقيقيا بين مواجهة الفايروس وبين الحصول على الامكانات الطبية والمستلزمات الصحية المساعدة لمواجهة هذا الوباء في سوريا .
واليوم ومع انتشار وباء كورونا المستجد ووجود بضع حالات في سورية تقف العقوبات الأمريكية عائقا أمام الدولة السورية في تعزيز قطاعها الصحي ويعطل مساعيها للتحضيرات لمواجهة هذا الوباء بالرغم من تعالي الأصوات الصادرة عن الامم المتحدة وعدة دول التي طالبت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات القسرية عن الدولة السورية لتمكينها من مواجهة انتشار هذا الوباء إلا أن دول العدوان على سورية رأت في هذا الوباء الذي ارهق أعتى دول العالم ونال من هيبتها المزعومة أداة إرهابية أخرى لاستمرار حربها على الدولة السورية وشعبها من خلال استمرار هذا العدوان بوجه جديد يندرج تحت الحرب البيولوجية التي تعتبر أشد خطرا ورعبا من إرهاب القاعدة واخواتها وعدم رفع العقوبات الاقتصادية والإصرار عليها بل واضافة أعداد من الأشخاص المؤثرين في الاقتصاد السوري للائحة العقوبات الأمريكية الاوروبية يعطي الضوء الأخضر لفايروس كورونا بالانتشار والنيل من الأمن الصحي للشعب السوري بما يشكل خرقا فاضحا وواضحا للقانون الدولي الإنساني.
إلا أن الدولة السورية بالرغم من سنوات الحرب التسع والتي تعتبر سنوات عجاف على الدولة السورية ومن حلب مرة أخرى استطاع خبراء وفي وقت ضئيل من صناعة أجهزة طبية تنفسية لدعم دولتهم في مواجهة هذا الوباء الكوني كما أتقنت الدولة السورية التعامل مع هذا الوباء وفرضت حظر التجول والحجر الصحي المنزلي وقيامها بعدة خطوات بناءة لمواجهة وباء كورونا والوباء الاشد خطرا على شعوب العالم هو حكومات امتهنت سرقة حقوق الشعوب ومقدراتهم ونصبت نفسها حاكما عليها .
والحقيقة المتجلية في العالم اليوم أن الشعب السوري وغيره من شعوب ودول العالم الذي تسلط واشنطن عليهم سياط عقوباتها الاقتصادية إنما يواجهون وبائين في وقت واحد، وباء كورونا المستجد ووباء التوحش والاجرام الامريكي غير المستجد، وهذا يضع سوريا أمام تحد أكبر ويفرض عليها مضاعفة الجهود كونها في البدايات من انتشار هذا الوباء، وسوريا بلد لا يبحث عن هبات ولا مساعدات وما يريده ويطلبه من هذا المجتمع الدولي هو حصولها على أموالها المنهوبة ورفع العقوبات الاقتصادية الامريكية والتي ستعيقها من المواجهة الحقيقية والقوية لهذا الوباء العالمي .
ما لا يدركه هؤلاء المتوحشون هو أن سوريا بلد يصنف بأنه من البلدان القوية من ناحية التنمية وطبيعة البنية الاقتصادية فيها، وهي أقرب ما تكون الى الصين من حيث تسخيرها للتنمية واستثمارها في التنمية الاجتماعية والانسان، وهذا يمنح سوريا الاقتدار على مواجهة هذا الفايروس بجدارة كدولة قوية وقادرة .
يظل الرهان في مواجهة هذا الوباء على الوعي الكبير والعالي للشعب السوري الذي خاض اشرس عدوان وحرب لقرابة العقد من الزمن، وصحيح انها استنزفت مقدرات فطاعات كثيرة لهذا البلد وعلى رأسها القطاع الصحي، لكنها لم ولن تستنزف إرادة وقوة السوري الذي أسقط بصموده كل مشاريع قوى العدوان والتآمر على سوريا، وكما رسمت سوريا لوحات النصر الميداني في العديد من الجبهات الاستراتيجية، سترسم لوحة النصر على كورونا بعزيمة وصمود شعبه وحكمة قيادته .
وإذا كانت واشنطن بعقوباتها الاحادية على دمشق منحت الضوء الأخضر لكورونا ليمارس فكته وقتله في هذا الشعب تماما كما فعلت أمريكا خلال الاعوام الماضية، فإن الشعب السوري الذي أدرك مبكرا طبيعة المؤامرة العدوانية الكونية عليه، هو يدرك اليوم طبيعة المؤامرة الامريكية، فكما وظفت واشنطن الارهاب في الحرب على سوريا، هي اليوم توظف كورونا في حربها على بلدي ، وهذه المرة مشغلة سلاح العقوبات الاقتصادية، لكن وكما كل مرة لم تعد سوريا تصدر للعالم إلا انتصاراتها ولن تتراجع في هذا، وستلعن قريبا انتصارها ليس على وباء كورونا وحسب وإنما ايضا على وباء الوحشية والاجرام الامريكي بحق الجمهورية العربية السورية .
سلم الله سوريا وحفظ الله الجميع من كل مكروه.
باحثة في العلاقات الدولية-دمشق
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)