shopify site analytics
المؤتمر السنوي للحشد يؤيد ضرب الكيان الغاصب وتنفيذ دعم ومساندة الشعب الفلسطيني - رئيس اللجنة المركزية العليا وعدد من قيادات الدولة يتفقدون أحوال المرابطين في الجبهات - رئيس اللجنة المركزية العليا وعدد من القيادات يزورون ضريح الشهيد حسين بدر الدين الحوثي - في إنجاز غير مسبوق.. محفظة جوالي الإلكترونية تحتفي بأكثر من مليون مشترك - مهيب الشراحي احتفل بزفافه الميمون امس بصنعاء - بايدن: إيران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودية.. سندخل الحرب - الحرب في غزة لن تتوقف في فلسطين المحتلة - تيك توك تطلق تطبيقاً جديداً ينافس إنستغرام - هطول أمطار رعدية واضطراب البحر خلال الساعات القادمة. - وفاء رواح" فنانة تشكيلية تحكي مواضيع صادقة من خلال لوحاتها .. -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - لم يأتي كورونا والعالم في وضع مثالي ولا حتى في وضع هدوء بل جاء في فترة زمنيه تشهد منافسات حادة و صراع محتدم

الأربعاء, 15-أبريل-2020
صنعاء نيوز/عبدالوهاب الشرفي -

لم يأتي كورونا والعالم في وضع مثالي ولا حتى في وضع هدوء بل جاء في فترة زمنيه تشهد منافسات حادة و صراع محتدم ، كانت الولايات المتحدة تشتبك مع غير دولة في حروب باردة في غير ملف وكانت تحاصر منافسيها بفرض ضرائب على منتجاتها و فرض عقوبات كذلك ، وكانت روسيا تعمل حثيثا لايجاد وتدعيم تكتلات اقتصادية وسياسية قادرة على المنافسة وكسر القطبية في العالم ، وكانت الصين تعزز هيكل بنيتها الاقتصادية و تمتد تجاريا على مستوى العالم وترد على مايستهدف اقتصادها باجراءات مماثلة ، وكان الاتحاد الاوربي يرتب لتعزيز حضوره و تعزيز تكتله كي لا يفقد مواقعه نتيجة تنامي التكتلات الدولية الناشئة .

ضرب كورونا العالم وهو مضطرب بعنف وجعل العالم في حالة ذهول شاخص الابصار باتجاه مواجهته كاول حسابات تتم قبل تحديد التصرفات التي تقوم بها كل دولة ، و بقدر تفشيه في الدول تتفشى معه اسئلة سيكون على الدول الاجابة عنها والتصرف في ضوء تلك الاجابات بعد ان يتجاوز العالم جائحة كورونا .

تتركز انظار العالم والحكومات حاليا على عداد كورونا كم عدد الاصابات وكم عدد الوفيات وكم عدد التشافي و مايربط بذلك من معدلات ، لكن هذا العداد يكلف الدول الكثير فهذه الارقام التي تتغير كل لحظة تتغير معها ارقام الاقتصاد بذات الوتيره ، والواضح ان الدول خُيرت بين حياة مواطنيها او اقتصادها واغلبها اختارت مواطنيها وهذا الخيار هو الطبيعي في ظل ماتفعله جائحة كورونا بحياه البشر دون التفريق بينهم بناء على اي عوامل اقتصادية او دينية او سياسية او غيره ، لكن الاقتصاد سيكون هو الخيار لاحقا وسيكون هو الخيار المقدم على كل الخيارات الباقية بعد كورونا .

اضطراب العالم قبل كورونا كان الاقتصاد هو محركه الاول و كان يضع العالم على شفى حريق كبير لاح في الافق لاكثر من مرة ، و ما يفعله كورونا بالاقتصادات هو دفع المعادلات السابقة لتفشيه باتجاه مزيد من الحرج والحساسية و سيكون لذلك انعكاسه السريع و الكبير على التصرفات التي ستتم بعد مجاوزة الوباء وباتجاه مزيد من التنافس و الصراع والاحتدام .

فرض كورونا على جميع الدول ان تخرج عن كل خططها المالية التي اعدتها للعام 2020 م و موازناتها التقديرية ضربت جوهريا و فرض مصروف هائل لم يكن في الحسبان وفرض نفسه على غيره من المصارف المخططه والمعتمدة ، وما فُرض ورصد بشكل مفاجئ للمواجهة هي ارقام كبيرة للغاية وتمثل في اغلبها خسائر ستعاني الدول تبعا لها لعقود حتى تستقر موازناتها وفقا للايرادات والمصروفات المقدرة لاوضاع طبيعية ، وهذا الامر سيكون له اثره المباشر على التنمية و الخدمات و الضمان الاجتماعي وغيره من الجوانب ذات العلاقة بموازنات دول العالم وانعكاسات ذلك ستكون اضطرابات محليه - مبدئيا - اجتماعيا وسياسيا و اقتصاديا التي هي بدورها متعلقة باستقرار الدول ، اي ان " الاستقرار الوطني " للدول بعد كورونا سيكون ادنى مما كان عليه قبله .

سيطرح كورونا اسئلة عديدة كذلك عن اسلوب المواجهه و مدى سرعة الاستجابة و مدى فاعلية ادارة الازمة واجابات هذه الاسئلة سيكون لها اثارها على الحكومات فقد تسقط حكومات وتنشئ اخرى او قد تُعدل حكومات ، ليس ذلك وحسب بل سيعاد النظر في ادارة الموارد و تخصيصها وهيكلتها وما يترتب على كل ذلك من تفاعلات سياسية واقتصادية وقانونية وادارية مختلفه ، وكل ذلك له اثره المباشر ايضا على " الاستقرار الوطني " للدول وسيزيد من الاحتدام السياسي فيها عما كان قبل كورونا .

لم يجد العالم من وسيله له لمواجهة كورونا غير التباعد الاجتماعي و الحد الجوهري من الاتصال وهذا لا اقصد بعده الشخصي وانما بعده الدولي والعالمي ، وبالتالي لم يوجه كورونا ضربة موجعة للدول في موازناتها و مايتصل بالموارد و المصارف وحسب وانما وجه ضربة موجعة ايضا في النشاط الاقتصادي ، فقد اوقف صناعات و اغلق مصانع وحد من انشطة تجارية وتمويليه و بشكل سيكون له انعكاسه المباشر على مواقع البلدان في الميزان التجاري و في ترتيب الناتج القومي وهو امر سيزيد من العصف بالاستقرار العالمي و يرفع حدة التنافس و الصراع لمستويات حرجه للغاية وغير مسبوقه قبل كورونا .

يختلف اثر الجائحة على الدول من دولة لاخرى ، كما تختلف تبعات انعكاس اثر كورونا على الدول وذلك على العالم ككل ، و لحد الان تأتي الولايات المتحدة في مقدمة الدول التي ضربها كورونا ضربة موجعة ودولة بحجم الولايات المتحدة هي الدولة الاكثر تاثيرا في العالم ، وتلك الاسئلة ذات الاثر على الاستقرار الوطني للعديد من الدول تكون اوسع بالنسبة لدول اخرى وتكون ذات اثر على الاستقرار الاقليمي ، لكنها في حق الولايات المتحدة ستكون ذات اثر على الاستقرار العالمي .

سؤال مثل لماذا نجحت المانيا في ايقاف معدل الوفيات عند مستوى منخفض عن غيرها يمكنه ان يفعل الكثير في الولايات المتحدة وفي العالم كذلك ، فالامر متعلق بالنظام الصحي و بالبنية التحتية وستكون الولايات المتحدة امام فرض اعادة هيكلة موازنتها و ما تخصصه للتنمية و ماتخصصه لغير ذلك وفي المقدمة الانفاق العسكري الكبير وحجمه بالنسبة لموازتها وهذا يعني ان الانتشار والتواجد العسكري للولايات المتحدة في العالم هو الذي سيكون محل التقييم وهو امر مرتبط بالهيمنة الامريكية و القطبية الواحدة و بحماية المصالح الامريكية و كذلك بالسياسات التي ترعاها الولايات المتحدة في العالم وماهو متعلق بالامن القومي الامريكي وماهو متعلق بالامن القومي للحلفاء ، وستجد الولايات المتحدة نفسها امام خيارات صعبة للغاية وبطبيعة الادارة الامريكية الحالية و نفوذ اللوبيات في الولايات المتحدة لن تختار الانكفاء و اعادة ترتيب اوضاعها من منطلق الامن القومي الامريكي وحسب وانما ستعمل على ان تظل في ذات مواقعها التي كانت قبل كورونا اقتصاديا وسياسيا و هذا يعني المزيد من المشاغبات و الحرائق التي تنخرط فيها الولايات المتحدة حاليا او التي ستفتحها ضمن سعيها للحفاظ على مواقعها التي كانت قبل كورونا على الاقل .

لم يكن تحذير " ترامب " للصين من ان تستغل جائحة كورونا لتعزيز حضورها في بحر الصين الجنوبي عاديا ، كما ان اطلاقه التهم بان الصين تكتمت بشأن الوباء ولم تقديم المعلومات الحقيقية ليس امرا عاديا كذلك ، فكلاهما امثله للمسارات التي ستتفتح بعد كورونا للصراع بين الولايات المتحدة وبين الصين ، وهي مسارات اضافية للمسارات المفتوحه قبل كورونا اساسا .

في الوقت الذي ضرب كورونا الولايات المتحدة ضربته الموجعة هذه التي كلفت الولايات المتحدة مايصل لثلاثة تريليون دولار للمواجهة فضلا عن ما الحقه بها الحجر من توقف او تباطئ للانشطة الاقتصادية ومن خسائر لم يفعل كورونا ذلك بذات القدر بالصين ، فالصين تمكنت من المجاوزة بتكلفه معقوله و ما حققته الصين من ايرادات بعد المجاوزة نتيجة كونها المصدر الاول لمختلف دول العالم لمطلوبات المواجهة لكورونا وقيمة ما باعته منها للعالم يمكن ان تقضي على الضريبة التي تكلفتها الصين في مواجهة كورونا ، وهذا يعني ان المعادلة الاقتصادية قبل كورونا بين الولايات المتحدة و الصين والتي تحت وقعها كان العالم يشهد كل ذلك الصراع الاقتصادي والسياسي قد اختلت بشكل غير قليل لصالح الصين ما سيجعل الولايات المتحدة اكثر استنفارا من قبل كورونا بكثير حتى لو ذهبت الامور لاحتكاكات مباشرة مع الصين .

يبدو ان الصين تعي ذلك جيدا وتعرف ان الصراع مع الولايات المتحدة بعد كورونا لن تكون هي ذاتها قبله وهي تعمل جاهدة لاحداث تغييرات في العلاقات الدولية بما يجعل الواقع العالمي بعد كورونا غيره قبل كورونا ما امكنها ذلك . ففي الوقت الذي لم تفعل دول الاتحاد الاوربي ماهو مؤمل منها تجاه الويلات التي ذاقتها ايطاليا واسبانيا من كورونا كانت الصين و روسيا بعدها من الدول التي هبت لنجدة ايطاليا و كذا فعلت الصين مع اسبانيا و تبادر الصين للوقوف مع غير دوله في الاتحاد الاوربي ولو بتوفير المستلزمات في وقت انعدم من يقدمها غيرها .

تلك الصور التي شاهدناها بانزال علم الاتحاد الاوربي ورفع علم الصين و طمس عدد من نجوم علم الاتحاد الاوربي المطبوعة في ارقام السيارات الايطالية و تلك التذمرات التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي من دور الاتحاد الاوربي و بمقابل الاشادة بالصين ونجدتها ، لايجب النضر اليها كمواقف فردية وغير رسمية وحسب بل سيكون هناك اثر بالغ لما فعله الاتحاد الاوربي او ماقصر فيه بمعنى اصح و لما بادرت به الصين للنجدة في ظروف لا يُحسد عليها .

لم تنجح دول الاتحاد الاوربي في التوصل لحل فيما يتعلق بالديون وممانعة عدد منها لاسقاط تلك الديون مساعدة للدول المتضررة من كورونا في " عودة الوقوف على حيلها " ، وهاهي الصين تحاول ان تشتري تلك الديون وستقدم مساعدة غير عادية للعديد من دول الاتحاد الاوروبي و بذلك ستدخل الصين على الواقع الاوروبي بشكل غير قليل لن يقف عند لحظة الكورونا وانما سيمتد للمستقبل و سيكون دخول ليس انقاذي وحسب وانما سيكون اخلاقي ايضا سيفرض ما سيفرضه على دول اوربية في سياساتها تجاه الصين و تجاه غيرها من الدول والملفات ذات العلاقة وتجاه اي خطوات تقدم عليها الولايات المتحدة في مواجهة الصين كذلك .

تجتهد الصين في تغيير واقع العلاقات الدولية فيما يتعلق بها ومعها روسيا ذات الشي و كذلك تركيا ، وهذا الامر يعني ان الصراع القادم للولايات المتحدة مع الصين سيكون في ظل ظروف وعلاقات دولية مختلفة اقل مافيها ان دول اوروبية لن تكون سلبية تجاه ما قد تفعله الولايات المتحدة ضد الصين ، كما قد يضعف الموقف الاوربي تجاه الازمة والتفاعلات مع روسيا في دول شرق اوروبا ، كما قد تجد تركيا حظا اوسع في التاثير في سياسات العديد من دول اوربا ، وكل ذلك على حساب الدور الذي تعول عليه الولايات المتحدة من الاسناد الاوربي لها في سياساتها المتبعة لمواجهة الصين وروسيا كذلك .

اذا ستكون الولايات المتحدة اكثر استنفارا في صراعها مع الصين وكذلك مع روسيا بعد كورونا لان جميع مواقعها قبل كورونا قد تاثرت سلبا بسببه ، وفي ذات الوقت ستكون في واقع عالمي مختلف عما كان قبله وستفقد العديد من ميادين مناوراتها التي تستفيد منها في صراعها ضدهما ، و سيكون على الولايات المتحدة رفع مستوى افعالها المباشرة للمواجهة وزيادة مستوى الاحتكاك المباشر مع الصين و مع روسيا الناهضتان والمنافستان في النفوذ الدولي لها اقتصاديا وسياسيا و حتى عسكريا بقدر غير قليل وهذا بدوره قد يدفع روؤس الاموال الامريكية للضغط على الادارة الامريكية للذهاب لحرب كبيرة في محاولة للحفاظ على هيمنتها التي هي العمود الفقري لهيمنة روؤس الاموال تلك اساسا .

مما لاشك فيه ان الجميع سيكون امام تحديات غير مسبوقه بعد مجاوزة جائحة كورونا فالاستقرار الوطني للجميع بلا استثناء قد تاثر وان بمستويات مختلفة و الاستقرار العالمي كذلك قد تاثر وبخطورة اكبر وبات الامن العالمي اقل بكثير عما كان عليه قبل كورونا ، و هذا ما فعله كورونا الذي لايمكن مشاهدته بالعين المجردة بالامن الوطني للدول و الامن العالمي ووضعهما على صفيح ساخن سيتقلبان عليه لعقود قادمة كما لم يفعلا من قبل .

عبدالوهاب الشرفي
رئيس مركز الرصد الديمقراطي - اليمن
[email protected]
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)