shopify site analytics
ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح - عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح - إلى الداخلية وبرلمان العراق الابطال، لاشُلت أياديكم… - هل أصبح الرجال يرفضون فكرة الزواج - عمومية الحاضرين توافق على تزكية القاضي خالد هويدي - حكومة الاحتلال تنقل تكتيك حرب غزة للضفة الغربية - صداقات العالم الافتراضي وتأثيرها على الواقع..! - الدكتور قاسم لبوزة ومحافظي المحافظات الجنوبية يتفقدون المراكز الصيفية بمديرية ثلا - وقفتان بجامعة ذمار دعماً لفلسطين وتضامناً مع طلاب الجامعات الغربية - رئيس جامعة ذمار.. يدشن الامتحانات النهائية بكلية العلوم التطبيقية -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - الدكتور عادل عامر
 الحمد لله رب العالمين الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا

الثلاثاء, 21-أبريل-2020
صنعاء نيوز/ الدكتور عادل عامر -


مقدمة: -

الحمد لله رب العالمين الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، والصلاة والسلام على من أدبه ربه فأحسن تأديبه فكان على خلق عظيم وكان خلقه القراّن وكان الأسوة الحسنة لمن أراد طريق الهداية.

فقد خلق الله الإنسان مختلفاً عن سائر المخلوقات العلوية والسفلية فمنحه العقل والإرادة وأناط بها التكليف وجعله خليفة في الأرض وزوده بطاقات هائلة من الإمكانيات الإبداعية ونزعات الخير والشر ولكل فرد عالمه الخاص

ولهذا كانت التربية مهمة شاقة حتى قال أبو حيان التوحيدي (القتل أخف من التربية) وقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب ليبين للناس طريق الخير وطريق الشر ويهديهم ويصلح نفوسهم ويربيهم على التقوى.

والله تعالى لا يأمرنا إلا بما هو ممكن ولكن عندما تحدث عن النفس قال: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها).


(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) وعلى الرغم مما توصل إليه الإنسان في علم الذرة والفضاء إلا أنه عجز أن يدخل أعماق النفس الإنسانية بالقدر الكافي ليعرف محتوياتها قال تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)

القضية التي شغلت أذهان المشتغلين بعلم الإنسان منذ أقدم العصور وهي قضية الثواب والعقاب في التربية ويأتي الحديث في هذه القضية في الوقت الذي تجد فيه رأيين متعارضين، رأي يؤيد العقاب في التربية وأخر يعارضه.

إن مشكلة العقوبة في المدارس وضرب الأبناء محل نزاع هل يسمح بضرب الطلاب في المدارس أم يمنع ونهتدي في ذلك بقوله تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) فلم تكف هذه المنافع لإباحتهما بل حرما بسبب الإثم الكبير الذي فيهما.

ويرى المعارضون أن العقاب في التربية مرفوض مستندين في ذلك بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ((ولن يضرب خياركم)) هذا الحديث الشريف خير دليل على أن الثواب خير من العقاب، ويستدل بعضهم بتوجيهه صلى الله عليه وسلم: للآباء أن يأمروا أولادهم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ويضربوهم عليها إذا بلغوا العاشرة على إقرار الضرب في المدارس.

ولكن هذا لا يكفي كدليل لان الصلاة ركن أساسي من أركان الإسلام فلو ضرب الوالد ولده بعد أمره بالصلاة ثلاث سنين ولم يستجيب فإنه يستحق الضرب أما إذا تكلم الطالب في الصف مع زميله فهل يستحق الضرب ؟؟؟؟.

ولكن أصحاب الرأي الذي ينادي بالعقاب يقولون: إن منع الضرب يزيل الهيبة من نفوس التلاميذ ولكن من قال إننا نريد التلاميذ أن يهابوا المعلم؟ هل هم في سجن أم معتقل ؟؟؟؟ نحن نريد الاحترام القائم على المحبة لا الخوف من العصا.

أن ضرب الطفل سياسة انهزامية لأنه يجعل من الطفل يخاف من ضاربه ويكرهه ويعلم الطفل الطاعة العمياء بدلاً من المناقشة والفهم والإقناع وقد وجد أن الضرب في بعض الأحيان يزيد الطفل عناداً وبذلك يثبت السلوك الذي نسعى إلى تغيره.

كما أن الجو المشحون بالانفعال والتوتر يؤدي إلى الاضطراب النفسي مما يكون سبباً لمعانات فردية في المستقبل يقول ابن خلدون: (إن الشدة على المتعلمين مضرة بهم)

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه).

من هنا كان من الضروري الرفق بالطالب الذي نظن لديه تقصيراً في الفهم والتحصيل وخاصة نحن في عصر كثرت فيه المغريات وتنوعت أسباب الترفيه والتسلية وأصبحت الدعاية والإعلان فناً من فنون الإقناع والتوجيه النفسي والاجتماعي

كل ذلك أدى إلى انصراف الطلاب عن الكد ولا تخلو المدارس من وجود نماذج من المعلمين المربين الأفاضل الذين يغلبّون الترغيب على الترهيب فيحققون بثناء جميل صادق ما لا يحققه سواهم بالعصا والعبوس.

ونلاحظ من أقوال علماء التربية المسلمين قد اهتموا بمسألة الثواب في التعليم وأنه ذو أثر في التعليم والمتعلم وأن الشكر والمدح والثناء تدفع التلاميذ إلى مزيد من الاستجابات المطلوبة وإلى تحقيق التحصيل والنجاح

وأن الرفق وحسن المعاملة والمحبة المتبادلة بين الأستاذ وتلميذه والتسامح مراعاة حق الصحبة في ضوء الحديث الشريف: (لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه)

ويرى ابن جماعة الشافعي (أن العلاقة المتبادلة بين المعلم وتلاميذه القائمة على الاحترام والمحبة فإذا أحب التلميذ معلمه يسلك في السمت والهدى مسلكه ويراعي في العلم والدين عادته ولا يدع الاقتداء به)

وعلى المعلم كذلك أن يحب تلميذه ويفرح بتعليمه ويدلل ابن جماعة على أن أنجح المعلمين هم أشدهم حباً لتلاميذهم وأكثرهم رعاية لهم ويتحدث عن الرفق بالتلاميذ واللين في معاملتهم والرحمة بهم والشفقة عليهم كما أولى ابن جماعة الإثابة اهتماماً كبيراً فطلب من المعلمين أن يثيبوا طلابهم إذا كانوا يستحقون الإثابة أو المكافأة

فإن الإثابة تبعث الطلاب على الاجتهاد والرغبة في التحصيل سعياً للحصول على تقدير المعلم ورضائه.

ولا يكفي أن يوجد المدرس المتمكن من المادة المتقن لطرائق التدريس بل لا بد من أن يكون قادراً على التعامل مع التلاميذ والدخول إلى نفسيا تهم وأن يبعث في دروسه الحيوية والعطاء وأن يكون حب العمل وحب المجتمع وحب التلاميذ وحب الخير موجهاً لعمل المدرس

ويرى ما سلو (أن الذين لا يحصلون على الحب لن يكون بمقدورهم إعطاء الحب للآخرين عندما يصبحون أشخاصاً بالغين)

ذلك لأن الحب ضروري للحياة مثله مثل الطعام والشراب قال جان جاك روسو (ليس في وسعنا أن نعلم إنساناً المحبة كما نعلمه القراءة والكتابة نعلمه إياها بالمعاملة الطيبة والقدوة الحسنة)

وما المشكلات التي تعترض الطلاب في المدرسة إلا نوعاً من فقدان العلاقات الإنسانية وتحول البيئة المدرسية إلى بيئة صراع وعداء وكراهية.

وفي الختام علينا نحن المعلمون والمربون أن نكون قادرين على حمل هذه الأمانة التي أردنا أن نحملها بصبر وأناة وعلينا أن نوصل هذه الرسالة بحب وإخلاص وأن نحسن لمن نعلم، لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها وأحسن الشاعر حين قال: وأحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم لطالما استعبد الإحسان إنسان

وأرى أن كلٍ من الفريقين كان على حق في بعض ما يقول وأخالفه في بعضها الأخر لأن طلب العلم فريضة كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة)

من هنا ينبغي ألا نقصر في طلبه فلو كان عند المتعلم إهمال أو تقصير علينا أن نعالج هذا التقصير ونقوم سلوك الأبناء بالطرق المحببة والمشجعة للمتعلم وأن يكون العلاج بالرفق واللين اقتداءً بأمر الله تعالى: (وأدع على سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)

ولكن عند ما تعجز كل الوسائل التي اتبعها المعلم في تقويم سلوك المتعلم يلجأ إلى العقاب كنوع من التأديب وتقويم السلوك لا غاية في حد ذاته ولا انتقاماً لشخص المعلم

كما قال معاوية رضي الله عنه: (لا أستعمل سوطي ما دام ينفعني صوتي ولا أستعمل صوتي ما دام ينفعني صمتي).

ولا أعني بالعقاب الضرب لأن العقاب أشكال عديدة قد يكون أخرها الضرب غير المؤلم أو كما قيل أخر العلاج الكي طاقات الشباب كنوز مدفونة تحتاج إلى من يفتش عنها ومن ثم يستخرجها وينميها.

. بل ويدفعها إلى الأمام أو يفجرها. وعندما أقول (يدفعها إلى الأمام) فإني أعني أنه قد تكون بعض طاقات الشاب عالية مما قد تفوق قدرات المربي في نفس الجوانب.

وهذا يعني أن المربي لا يقف أمام طاقات المتربي مثبطا إياها، بل يدفعها ويبحث عن الوسائل لتنميتها ويمكن أن تكون قدوة عملية في ذلك الجانب في الوسط التربوي. وهذا لا يعني إلغاء دور المربي.

بل ينبغي أن يكون المربي مطورا لنفسه في جميع الجوانب وإذا تفوق فرد من المتربين عليه في جانب كانت الجوانب الأخرى لدى المربي كفيلة بتطوير ذلك المميز.

عشر وسائل لاستكشاف طاقات الشباب والمتربين:

1-الحرص الذاتي من المربي. وإذا لم يكن هناك حرص ذاتي من قبل المربي فإنه لا مجال لاستكشاف طاقات المتربين من خلال البيئة التربوية.

2-حسن الرقابة. فالمربي يلاحظ تصرفات المتربي خلال الأحداث ثم يحلل شخصية ذلك المتربي وطاقاته.

وهذه الملاحظة لا تصل إلى حالة من الرقابة والتصنت ما يجعل هناك ردود فعل شخصية من المتربي.

3-استثمار التغير في البيئة والأحداث. فالتعرف على تصرفات وردود أفعال المتربي خلال بعض المتغيرات في البيئة وبعض الأحداث الطارئة يمكِّن للمربي التعرف على قدراته.

4-توفير البيئة الملائمة فمن أراد أن يستكشف خلق المتربي يضعه مع بعض زملائه وأقرانه في بيئة تربوية

وإلا فلا يمكن التعرف على أخلاقه فردا، ومن أراد أن يستكشف قدراته على القيادة فليدع المجال في بعض الأعمال الجماعية لبعض المتربين للقيام بها ومن أراد استكشاف القدرات الخطابية فينبغي أن يوفر بيئة خطابية في الوسط من مسابقة خطابية أو فسح مجال لتقديم كلمات مختصرة بعد الصلاة ... وهكذا ينبغي توفير البيئة الملائمة لاستكشاف الطاقات.

5-الاستفادة من قدرات الآخرين في الاستكشاف. فلا شك أن الوسط الاجتماعي يحتاج إلى الاحتكاك بالآخرين من المربين وبعض طلبة العلم وبعض أئمة المساجد وأولياء الأمور وغيرهم في داخل النشاط أو خارجه.

ومن خلال هذه الفئات يمكن التعرف على بعض طاقات المتربين، خاصة إذا كان من هؤلاء من يتميز بالفراسة ودقة الملاحظة.

6-إثارة المنافسة. والمنافسة وسيلة من وسائل تفجير الطاقات واكتشاف المواهب وظهور القدرات.

7-السفر. وقالوا (ما سمي سفرا إلا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال) وكلما زادت صعوبات السفر وتكاليفه العملية والفكرية كان ذلك أدعى للتعرف على سلوك المتربين وأخلاقهم.

8-التكليف بالمهام. ومن الوسائل لاستكشاف الطاقات التكليف بمهمات مناسبة لقدرات المتربي، فمن خلال النظر في نتائج هذه التكاليف ترى منهم المبدع ومنهم الذي يقوم بالمهمة بكمالها ومنهم المقصر ومنهم المراوغ. وهكذا.

فيمكن النظر في النتائج والأساليب التي استخدمها المتربي لإنجاز المهمات.

9-النظر في واقع المتربي ومجتمعه. فبالنظر والتعرف على حياته الاجتماعية في منزله وفي مدرسته (أو في عمله) يمكن التعرف على بعض الجانب الشخصية لطاقات المتربي.

10-الاستفادة من نظرة الأقران. فبعض الأقران قد يرى ويروي من الأحداث أو ينقل من أمور زملائهم المتربين (مما لا نقد فيه) وبعض هذا لا يمكن استكشافه من قبل المربي أما لبعده أو لانزواء المتربي في حضرة المربي.

ومما ينبغي الحذر منه قضايا الغيرة والحسد بين الأقران وأنه ينبغي الحذر من نقد بعضهم لبعض (وهذا ما يسمى بالتعليم عن طريق الاقران)

أسرار البكاء العاطفي وأنواع الدموع

حالة يتميز بها البشر دون سائر المخلوقات وهو لا يرتبط بالأتراح فقط واما بالأفراح أيضا، ولكن ما هي حقيقة تأثير البكاء على الصحة؟ وهل هو ضار أم نافع؟

تشير الدراسات الأخيرة أن البكاء يزيد الأمر سوءاً لأنه يسبب الصداع، أن الدموع التي تنهمر من العين تقود إلى الإصابة بالشقيقة (الصداع النصفي) ذلك لأن الدماغ يتفاعل مع الخلل في توازنات الجسم، أنه من المحتمل أن يكون هناك علاقة بين آلام الشقيقة والشعور بالحزن. أن البكاء مفيد.

فقد تبين أن 85% من النساء و73% من الرجال الذين شملتهم الدراسة شعروا بالارتياح بعد البكاء. "على ما يبدو فإن البكاء يخفف من حدة الضغط النفسي وهذا مفيد للصحة سيما أننا نطلق على العديد من الأمراض تسمية "الاضطرابات النفسية".

أن الدموع تخلص الجسم من المواد الكيماوية المتعلقة بالضغط النفسي، ولدى دراسة التركيب الكيمائي للدمع العاطفي والدمع التحسسي (الذي تثيره الغبار مثلاً) أن الدمع العاطفي يحتوي على كمية كبيرة من هرموني "البرولاكين" و "آي سي تي أتشن" اللذين يتواجدان في الدم في حال التعرض للضغط،

وعليه فإن البكاء يخلص الجسم من تلك المواد. وأوضح هذا الاكتشاف سبب بكاء النساء بنسبة تفوق بكاء الرجال بخمسة أضعاف، فالبرولاكين يتواجد لدى النساء بكميات أكبر مقارنة بالكمية لدى الرجال لأنه الهرمون المسئول عن إفراز الحليب.

أن الحزن المسئول عن أكثر من نصف كمية الدمع التي يذرفها البشر في حين أن الفرح مسئول عن 20% من الدمع،

أما الغضب فيأتي في المرتبة الثالثة.

أن البكاء مفيد، وخلص روت خلال التجارب والحالات التي صادفها خلال الخمسة عشر عاماً الماضية إلى أن عدم القدرة على البكاء كان السبب وراء العديد من الأمراض التي كان يحاول علاجها خصوصاً أن تقاليد التنشئة تحث الرجال على كبح الرغبة في البكاء.

"لسبب ما قرر المجتمع التعبير عن المشاعر بهذه الطريقة عير الصحية في حين أن التعبير عن العواطف أفضل بكثير من كبتها".

ومن أبرز أنواع الدموع التي تسيل من العين: -

الدموع المطرية، وهي تحافظ على رطوبة العين وصحتها، فهي تساعد العين على التحرك بسهولة في التجويف، ككمنا أنها تحتوي على أملاح وأنزيمات تقتل الكائنات الدقيقة. - الدموع التحسسية: تحتوي على مواد الدموع المطرية ذاتها،

وهنا تزيد الغدد الدمعية من إفراز الدموع لحماية العينين من الأوساخ والملوثات وأشياء مثل أبخرة البصل.

- جموع العواطف:

وهي تنهمر مرد فعل على أحداث عاطفية، وتحتوي هذه الدموع على هرمونات وبروتينات والأندروفين وهي عبارة عن مسكن ألم طبيعي، وتساعد هذه المواد على طرد المواد السامة من الجسم لتخفيف حدة الضغط النفسي.

أثناء البكاء تزداد كمية الدمع المنهمر بمقدار يفوق المعدل الطبيعي بخمسين إلى مائة ضعف في الدقيقة وتسكب العين وسطياً 5 ملليمترات من الدمع يومياً،

وجدير بالذكر أن فتح وإغماض العين بشكل لاإرادي بمعدل 20 مرة في الدقيقة هي الحركة التي تحافظ على مرونة العينين.

ومن جانب آخر عندما قام العلماء بتحليل الدموع وجدوا أنها تحتوي على 25% من البروتين وجزء من المعادن خاصة المغنيسيوم

وهي مواد سامة يتخلص منها الإنسان عند البكاء كما تبين في أحد البحوث للدكتور وليم فراى بإنجلترا عن الدموع أن المرأة تبكي 65 مرة في العام بينما يبكي الرجل 15 مرة

ولكنهما أي الرجل والمرأة يبكيان في وقت واحد عند الخروج من رحم الأم ويربت عليهما الطبيب ليدفعهما إلى البكاء سواء أرادا أو لا،

فما سر البكاء والدموع؟

قبل الحديث عن الدموع يجب أن نصف العين وهي من نعم الله سبحانه وتعالى علينا لكي نبصر ونرى عجائب الخالق وهي إحدى الحواس الخمس للإنسان

وقد حفظت العين في تجويف عظمى داخل جمجمة الرأس لتحيط بها وسادة دهنية تحميها وتحافظ عليها من الصدمات الخارجية

ويحافظ على العين من الخارج جفنان كل منهما مزود بمجموعة من الأهداب"الرموش"وتتحرك العين في كل الزوايا بواسطة ست عضلات،

والظاهر لنا في العين هو القزحية وهو ما يميز لون العين وتوجد في وسطها الحدقة وهي التي تساعد على ضبط كمية الضوء الداخل إلى العين

ومصدر الشبكية والخلايا تساعد على ضبط كمية الضوء الداخل إلى العين ومصدر الشبكية والخلايا العصبية التي ترسل الصور إلى المخ فنراها صورا وأشكالا مختلفة ويحيط بالقزحية منطقة بيضاء يطلق عليها الصلبة مغطاة بطبقة رقيقة شفافة من الملتحمة

وتقع خلف الجفون العلوية الغدة الدمعية ومجموعة من الغدد الثانوية لإفراز الدموع والسائل الدمعي.

فوائد الدموع عديدة فهي تساعد على مرونة حركة الجفون العلوية والسفلية كما تساعد أيضا على حمايتها كأداة لتطهيرها بصورة مستمرة وحمايتها من الإصابة بالجفاف، كما تساعد على طرد أي مواد مهيجة للعين مثل الفلفل والشطة والدخان أو مواد صلبه كالأتربة

وتقوم عن طريق الغدة الدمعية بإدرار الدموع وطرد هذه الأجسام الغريبة لتعود إلى شفافيتها وتنظيفها كما تقوم الدموع على شفافية القرنية وحمايتها عن الجفاف وهي من العوامل التي تساعد على وضوح الرؤية وقوة ودقة الأبصار

أن الجهاز الدمعي يتشكل من غدة أساسية ومجموعة أخرى من الغدد الثانوية لإفراز الدموع المبللة لسطح العين وكيس دمعي لتصريف الدموع الزائدة وتتكامل وظيفة الجهاز الدمعي بفرز طبقة دمعية مع الملتحمة أعلى التجويف العظمى للعين

ويتم التخلص من الدموع الزائدة عن طريق فتحة تصريف القنوات الدمعية الموجودة على جانبي الجفن العلوي والسفلي.

وإذا كان البكاء هو أحد الوسائل للتعبير عن الانفعالات والضغوط النفسية والعصبية. فهل يعد بديلا عن العقاقير المهدئة للتخفيف والترويح عن الإنسان؟

نحن لا يمكننا التسليم المطلق بأن البكاء يعتبر نوعا من أنواع العقاقير أو بديلا عنها وذلك لأن تعاطي العقاقير النفسية يكون عادة له شروطه المرضية الخاصة بكل نوع من أنواع تلك العقاقير

وقد تكون للبكاء فوائد كثيرة على سبيل المثال قد يحمى من الإصابة بالأمراض النفسية فالشخصية التي تفرغ شحنات الانفعال أولا بأول قد لا تصاب بمرض مثل الشخصية الأخرى التي تكبت انفعالاتها ولا تعبر عنها بالبكاء،

أما بكاء الفرح الذي يعبر عن انفعالات السرور والبهجة وهو ظاهرة صحية تساعد على الراحة النفسية كذلك فالبكاء عند بعض حالات الأمراض النفسية

أو في -مراحل معينة-من علاج تلك الأمراض قد تكون له دلالة علاجية جيدة لدى هؤلاء المرضى ومنها الحالات النفسية المصاحبة بأعراض تحويلية مثل الإصابة بعدم القدرة على الكلام أو المشي بعد التعرض لضغوط نفسية شديدة

أو إنسان يبكي دون أسباب ظاهرة وهي في حالات الاكتئاب النفسي أو حالات الحزن الشديد وبدون أن يكون لفقدان هذه القدرة تفسير عضوي وغالبا عن علاج تلك الحالات

ويبدأ المريض استرداد قدرته على المشي أو الكلام عادة ما تظهر آلامه الداخلية في صورة أكثر صراحة ويبكي وتعتبر هذه الدموع التي يذرفها المريض دموعاً مرضية.

من جانب آخر قد يكون البكاء غير مرغوب فيه علاجيا عند بعض الحالات حيث يمكن أن يكون وسيلة يتخذها المريض ليقضى بها على أي محاولة لتخطى المرحلة المرضية أو الوصول إلى الاستشفاء أو قد يكون المريض رافضا -لا شعوريا-لها.

ظلم الاطفال

من أخطر الازمات التي تعصف بواقعنا هذه الايام، هو بروز ظاهرة عمل الاطفال وتدني المستوى المعاشي للأسرة

، وكلا الامرين ينعطف بصورة سلبية على مستوى السلوك الاجتماعي لا طفالنا الاعزاء، وكذلك يولد حالة من الاحتقان او الاضطراب الفكري لديهم وعدم الاستقرار في تبني قراءة او ثقافة معينة، ضمن أجواء تلك الثقافات المتداخلة فيما بينها.

ومما يوفر فرصة أكيدة امام انهزام السلوك المنضبط والطبيعي الى بوابة الفوضى الاخلاقية والكسب الغير مشروع.

لذا فان نمو ظاهرة عمل الاطفال دون السن القانوني مؤشر خطر وملفت للنظر من خلال ما يتعرضون له في أماكن لا يصدق تواجدهم فيها كمحال تصليح السيارات او في محال تبديل الدهون او العمل في صباغة الاحذية

وكذلك حالة العبث في تلال النفايات لعلهم يجدون ضالتهم من علب البيبسي الفارغة لبيعها. انها بالتأكيد عناوين صارخة أو كوارث لا يمكن تجاهلها حيث انها تنبأ بجيل جديد يؤمن بأفة القتل والارهاب كعنوان ثابت او سمة مميزة في أثبات الذات أو امتلاك ناصية الما. ولتسليط الضوء على هذا الجانب وسبر أغوار الحقيقة

يجب ان ندرك بأننا كمن يدخل حقل الغام عليه ان يتوخى الحيطة والحذر اين يضع قدمه. لان هذه الازمة ليست ككل الازمات لأنها تصب في شريان هذه الامة وجيلها الجديد؟

لذا ارتأت (شبكة النبأ المعلوماتية) ان تلتقي بعدد من العوائل للبحث عن العوامل والاسباب التي تساهم في تقويض هذه الظاهرة او منعها من الانتشار.

في حي الغدير وامام محل لتبديل الدهون يعمل الطفل حسن بسنواته التي لم تصل الى الثامنة من العمر

وقد تلطخت اثوابه بالزيت ورائحة البانزين المحترق، سألته منذ متى وانت تعمل هنا؟ حيث أجاب اعمل منذ فترة هنا مع أبي كي اتعلم مهنه،

والمدرسة قلت له، أجابني المدرسة لا تعطي خبزا، اما والده فقد أجاب عن عمل طفله الصغير،

أعلمه مهنه وهو صغير حتى يصبح اسطه عندما يكبر. وفي أثناء تجوالنا في مدينة كربلاء شدنا منظر أخر الا وهو مشهد اطفال النفايات،

اولئك الاطفال الذين يحملون على ظهورهم أكياس مختلفة الاحجام كي يتسنى لهم حمل أكثر كمية ممكنة من الازبال والنفايات، ولا أعنى بعبارة الازبال الاوراق وما شاكل بل هي تتضمن عملية البحث عن المواد البلاستيكية المستعملة وكذلك البحث عن قناني البيبسي الفارغة، وهكذا دولايك يستمر العمل منذ الصباح الباكر الى ساعة متأخرة من النهار،

وفي هذه الاثناء سألت أحدهم فقال: اجمع العلب الفارغة لبيعها بالكيلو اما بالنسبة للمواد البلاستكية فهي الاخرى تباع بالكيلو على معامل البلاستيك، ومن خلال هذا العمل يتحقق شيئان والكلام لحد الان لاحد الصبية الاول ان أعيل عائلتي

والثاني التعلم على العمل وعدم الاتكال على الاخرين، اما ما يخص الدراسة فبالتأكيد هي امنيت كل أنسان ولكن هناك ثمة ضرورة هي التي دفعتني الى ترك المدرسة.

ولم ينتهي بنا الامر عند هذا الحد بل طالعتنا صور أخرى لأطفال صغار وهم يعاضدون عربات الدفع حيث يهمون بنقل بضائع المتبضعين من الاسواق رغم غضاضة اجسادهم النحيلة وهم يتسابقون من اجل الفوز بالأجرة.

ومن ثم انتقلنا الى الحي الصناعي في كربلاء لنشاهد منظر اخر يشجي القلوب والعيون واولئك الصبية الذين تسمره بشرتهم من حر الشمس وهم يعملون في محال الغسل والتشحيم وليس بعيدا عن هذا المكان طالعنا اطفال اخرين وهم يعملون في محال لتبديل الاطارات.

ومن ثم اتجهنا صوب منطقة ما بين الحرمين الشريفين لنرى أحد الاطفال وهو يبيع بدلات للأطفال

حيث بادرناه بالسؤال منذ متى وانت تعمل، فأجاب إني اعمل منذ ساعات الصباح الباكرة الى ساعة متأخرة من الليل كي يتسنى لي بيع أكبر عدد ممكن من البدلات

وذلك لعائلتي المكونة من ثلاث بنات ووالدتي علما بان ابي قد استشهد في احدى العملية الإرهابية وانا مهجر من منطقة الدورة، لذا يجب على الرجل ويعني نفسه ان يتحمل الصعاب من اجل الحفاظ على عائلته وشرفه،

ولا أخفيك فأني قد أختنقة بعبرتي من هذا الكلام الذي لا تطيق تحمله الجبال فكيف بتلك الاجساد الخاوية وقد ودعت احمد وقد تسمره فوق حدقات العيون قطرات كالجمر لما يتسنى لي الاحتفاظ بها الا من فرط خجلي امام هذا الجبل العنيد الا وهو احمد.

وليس بعيدا عن هذا المكان شاهدنا أحد الاطفال وهو يهم بعرض بضاعته على الزوار الايرانيين ملتمسا اياهم بأن يشتروا منه من خلال تذرعه بصغر سنه وحفظ بعض الكلمات الايرانية،

حيث سألناه، لماذا تعمل وانت في هذا العمر،

واين ابوك، فأجابنا أنا اعمل مع والدي وهو رجل طاعن في السن ولا يتسنى له الجري او التدافع مع الباعة المتجولين هذا مما اضطرني الى ان اقوم بهذا العمل كي اساعد والدي على أعالة عائلتي المؤلفة من عشرة اشخاص،

وفي هذا الاثناء جاء والد الصبي ليقول لنا، بانه يحس بمرارة شديدة وهو يرى ولده يعمل بهذا العمل المضنى رغم صغر سنه ولكن للضرورة أحكام، فهو حين يرى والكلام لوالد الصبي الاطفال يذهبون الى المدرسة في كل صباح ويحملون حقائبهم المدرسية ينتابه شعور بالحزن والأسى على مستقبل ولده،

ولكن أنّا لله وانّا اليه راجعون هذا هو حال الدنيا ناس أغنياء وناس فقراء يرافقهم العوز والفاقة منذ البداية الى النهاية.

يمكن معالجة الاسباب الاساسية التي يمكن أن تحد من ظاهرة تشغيل الاطفال مثل معالجة الاوضاع الاقتصادية لكافة فئات الشعب وخصوصا العوائل الفقيرة ومحدودة الدخل. وتنشيط دور المدرسة في استيعاب وقت الطفل لأطول فترة ممكنة مثل أقامه الدورات العلمية والانشطة غير المدرسية والفنية لغرض تعليق فترة تواجده خارج المدرسة.

ومعالجة ظاهرة التسرب من المدرسة بالوسائل المشجعة وترغيبه في التعليم. وتفعيل دور الجمعيات الانسانية الخاصة بالطفولة والاحداث للحد من ظاهرة التشرد كإنشاء النوادي الرياضية والتجمعات الكشفية والجمعيات الانتاجية والخدمية.

وكذلك الاهتمام بمراكز التدريب لاجتذاب الاطفال وتدريبهم على المهن التي يحصل فيها الحدث على مردود مالي واقتصادي ومهني.

اما وقفتنا التالية كانت مع الدكتور (ماجد الموسوي) اخصائي أطفال، نحن نعلم علم اليقين ان الاطفال جزء لا يتجزأ من منظومة المجتمع وهم كذلك كالورقة البيضاء

نحن من نملي عليهم نتاج ثقافتهم. فقد نشأ اطفالنا في جو ملبد بالكثير من الإفرازات والاعراض غير الصحيحة كحالة الحرب والحصار والعوز المادي وفقد الاب، وكل تلك المسببات هي بمثابة علامات بارزة تسهم بتحديد شخصية الطفل ولها انعكاسات مباشرة على سلوك وتصرفات هؤلاء الصبية، وبالتالي يصبح هؤلاء الصبية عرضة لأمراض متعددة منها جسدي

كالتعرض للوان المهن الشاقة ومنها نفسي أثر التعرض لحالات السلوك الشاذ في المجتمع، ناهيك عن الاثار الاخر التي تشكل الحصة الاكبر من خلال زرع روح الانكسار وعدم الاطمئنان والحقد على المجتمع أنها تنطق بان نتسلح جميعا بأسباب الحكمة وان نطلق العنان للرحمة فيما بيننا.

فهو واجب ديني واخلاقي يحتم علينا ان نحرص جميعا من الحكومة الى مؤسسات المجتمع المدني الى الناس أنفسهم وذلك لاحتواء تلك الظاهرة او الازمة والتي تمثل وصمة عار في جبين كل شيء يمت الى الحياة او الانسانية بصلة. ومن ثم انتهى بنا المطاف عند الشيخ (علي عبد الحسين الشبلي)

ليحدثنا هو الاخر عن ابعاد تلك الازمة وانعكاساتها الاجتماعية الان وفي المستقبل، حيث قال: لا شك بأن ظاهرة أطفال الشوارع تحمل بين طياتها انعكاسات خطرة على المجتمع قوامها ان تنتج جيل جديد يمتلك سلاح التمرد على نواميس الطيف الاجتماعي،

وهذا السلوك بطبيعة الحال لن يكون من وحي الخيال بل هو نتاج أكيد لتلك الظروف الصعبة التي يعيشها الطفل في مقتبل عمره،

وهذا الامر لزاما يدفع بالأطفال الى حالة اليائس والتحلل من كل مقومات الواقع الاجتماعي تحت ضغط الظروف الغير المناسبة التي رافقته،

لذا ينبغي على الجميع بما فيهم رجال الدين على وجه الخصوص ان يضطلعوا بدورهم المهم حيال هذه الظاهرة عن طريق محاولة ردء الصداء بطرق مختلفة،

والا يتحول ذلك الفتى في المستقبل الى شخص ناقم على المجتمع جميعا حيث يستفهم بان المجتمع برمته جزء من مشكلته، ومن خلال هذا الفهم الخاطئ

يكمن سر الحل، لذا يجب على الجميع ان يعي حجم المسؤولية الملاقاة على عاتقه من خلال دمج هؤلاء الشباب في قوام المجتمع من دون التذكير او التعرض للحالة السابقة او محاولة ايجاد سبل كفيلة بالارتقاء بالواقع المعاشي

من خلال الانقضاض على افة الفقر ورفد الاطفال والشباب بدورات مختلفة كأن تكون في مجال الرياضة او مساعدتهم على العودة الى صفوف الدراسة

او تعليمهم حرف مختلفة تساعدهم في امتهان اعمال تتناسب مع اعمارهم. ومن ثم حملنا هموم هؤلاء الاطفال الى إحدى المؤسسات الخيرية التي تعنى بشؤون المرأة والطفل،

حيث قال الشخص المعني:

يقينا بان ظاهرة عمل الاطفال في المهن الصعبة ليست وليدة الوقت الراهن، وانما جاءت على أثر الحصار الاقتصادي أبان الحكم السابق،

هذا مما دفع الكثير من العوائل الى استخدام الاطفال في العمل من اجل توفير لقمة العيش، ومنذ تلك اللحظة استمرت تلك الظاهرة بالاستشراء ولحد الان،

ولكن ثمة اليات ممكنة للقضاء على هذا الظاهرة من خلال تضافر جهود كل المؤسسات الخيرية والمدنية والحكومية من اجل الارتقاء بالواقع المعاشي والثقافي ووضع برامج للتوعية بمخاطر هذا التصرف وسن عدد من القوانيين التي تحرم عمل الاطفال في هكذا مهن.

وبمقتضى تلك التصورات ندرك بأن ظاهرة عمل الاطفال ظاهرة

لا يمكن السكوت عليها لما تحمل من أثار جانبية من شأنها أن تهدد مكونات الواقع الاجتماعي وربما يصل الامر الى حد يمكن ان تهدد أمن المجتمع،

لذا يجب على الجميع ان يحرص على ايجاد الحلول المناسبة من خلال رفد هؤلاء الاطفال والشباب في نسيج المجتمع

من خلال وضع ضوابط محددة او قوانين تدعم تلك الشريحة لأنها تعد من الركائز الاساسية لبناء الوطن.

الاعتداء النفسي على الأطفال

من يفكر في الاعتداء على طفل برئ؟ الذين يقومون بهذه الجريمة ليسوا كائنات غريبة وليسوا بالضرورة أشخاص مجانين، بل قد يوجد مثل هؤلاء الأشخاص في أي مكان. قد يكونون أغنياء أو فقراء،

قد يكونون متعلمين، قد يكونون مدرسين، بوابين، أطباء، خادمين، أو يمتهنون أي نوع آخر من المهن. لكن غالباً ما تكون مشاعر هؤلاء الأشخاص سلبية تجاه أنفسهم ولديهم مشاعر غضب تجاه العالم كله، وقد يكونون قد تعرضوا هم أنفسهم للاعتداء وهم أطفال ويعبرون عن تلك العُقَد من خلال اعتدائهم على الأطفال.

الاعتداء النفسي يتضمن الاعتداء اللفظي، العاطفي، والأخلاقي. هذا النوع من الاعتداء هو عبارة عن تصرف أو سلوك أحد الأبوين أو الشخص الذي يرعى الطفل بشكل يؤثر تأثيراً سلبياً على سلامة الطفل وتكوينه كإنسان سوى فيما بعد.

قد يكون هذا الاعتداء هو العقاب الشديد (مثل التهديد بمنع الطفل نهائياً من شيء معين)، أو اللوم المستمر للطفل، المقارنة المستمرة بين الطفل وأخيه،

الذي يعتبره الأبوان أفضل منه، توجيه تعليقات للطفل مثل "أنت لست جيداً" أو "أنت لا تستطيع عمل شيء صح" مما قد يجعل الطفل يشعر بأنه عديم القيمة وأنه لا يستحق الحب أو الرعاية، أو حتى عندما يقول الأب شيء مثل التدخين ضار ثم يقوم بالتدخين أمام الطفل،

فهذا يعد شكل من أشكال الاعتداء الأخلاقي لأن الأب بهذا الشكل يضع الطفل في صراع أخلاقي لا يستطيع استيعابه في هذا السن الصغير. علامات وأعراض هذا النوع من الاعتداء تتضمن -ولكن ليست قاصرة على إصابة الطفل بال اكتئاب والانطواء-

ضعف تقديره لذاته، صعوبة في تكوينه وحفاظه على علاقات إيجابية مع أفراد أسرته أو أصدقائه، مشاكل في التخاطب، قلق وخوف، اضطرا بات في الأكل، الانكماش على نفسه، سلوك عنيف أو دفاعي، عدم القدرة على الثقة بأحد، الشعور بالرفض من قبل الآخرين، عدم المبالاة، وتأخر في النمو.

عندما يتعرض الطفل بشكل دائم إلى الإهانة والتعليقات السلبية، سيؤثر ذلك حتماً بشكل سلبي على نظرته تجاه ذاته.

على سبيل المثال، إذا قلت للطفل أنه غير مرغوب فيه، أو أنه كان غلطة، أو أنه لا يستطيع عمل شئ صح، سيصبح خجولاً، انطوائنا، ويفقد ثقته بنفسه، وإذا حاول أحد التقرب منه، قد يتصرف بعصبية أو بعنف ليحمى حقوقه.

على الجانب الآخر، إذا شعر الطفل بالأمان والرعاية، سيكتشف إمكانياته، يختبر قدراته، ويصل إلى أقصى مهاراته، وسينمو باطمئنان في جو الحب والرعاية اللذين يحيطان به.

إن الآثار السلبية التي تنتج عن الاعتداء على الأطفال غالباً ما تستمر معهم طوال حياتهم. بدلاً من أن ينمو الطفل ويتطور ويتعلم أن يعيش ويحب الآخرين وينعم باهتمامهم، يستمر معه إلى الأبد التأثير السلبي الناتج عن الاعتداء الذي قد تعرض له.

قد ينتج أيضاً عن الاعتداء على الطفل مشاكل عاطفية واجتماعية وانحراف في الشخصية مما يؤدى إلى سلوك عنيف في البيت والمدرسة.

قد يتحاشى الطفل أيضاً وجوده مع الناس، وقد يرفض المشاركة في أي شكل من أشكال الحياة الاجتماعية سواء مع أسرته أو مع أصدقائه.

قد تظهر عليه علامات خوف شديد بشكل عام،

وقد لا يثق بالمحيطين به من الكبار أو قد ينتابه شعور بالذنب. كنتيجة للاعتداء، قد يفقد الطفل ثقته بنفسه والشعور بقيمته وقد لا يكون قادراً على القيام بالأمور العادية مثل اتخاذ القرارات البسيطة اليومية، الاعتماد على النفس، اكتساب المهارات المدرسية الأساسية، أو التحلي بالصفة القيادية.

بالنسبة للطفل الصغير، قد تكمن بداخله ذكريات الاعتداء الذي حدث له ثم تظهر فقط بعد أن يكبر سواء عن طريق إيذاء نفسه أو إيذاء المحيطين به.

من كسر النافذة

أحد الأطفال كان يلعب في داخل المنزل وأثناء اللعب كسر زجاج النافذة. جاء أبوه إليه بعد أن سمع صوت تكسر الزجاج وسأل: من كسر النافذة؟

قيل له: ولدك. فلم يتمالك الوالد أعصابه فتناول عصا غليظة من الأرض وأقبل على ولده يشبعه ضرباً على يديه وسائر جسمه أخذ الطفل يبكي ويصرخ وبعد أن توقف الأب عن الضرب جرّ الولد قدميه إلى فراشه وهو يشكو الإعياء والألم فأمضى ليله فزعاً

أصبح الصباح وجاءت الأم لتوقظ ولدها، فرأت يداه مخضرّتان فصاحت في الحال وهبّ الأب إلى حيث الصوت وعلى ملامحه أكثر من دهشة.

. وقد رأى ما رأته الأم. فقام بنقله إلى المستشفى وبعد الفحص قرر الطبيب أن اليدين متسممتان وتبين أن العصا التي ضرب بها الطفل كانت فيها مسامير قديمة أصابها الصدأ،

لم يكن الأب ليلتفت إليها لشدة ما كان فيه من فورة الغضب،

مما أدى ذلك إلى أن تغرز المسامير في يدي الولد وتسرّب السمّ إلى جسمه فقرر الطبيب أن لا بدّ من قطع يدي الطفل حتى لا يسري السم إلى سائر جسمه فوقف الأب حائرا لا يدري ما يصنع وماذا يقول؟

قال الطبيب: لا بدّ من ذلك والأمر لا يحتمل التأخير فاليوم قد تقطع الكف وغداً ربما تقطع الذراع وإذا تأخّرنا ربما اضطررنا أن نقطع اليد إلى المرفق ثم من الكتف، وكلما تأخّرنا أكثر تسرب السم إلى جسمه وربما مات لم يجد الأب حيلة

إلا أن يوقّع على إجراء العملية فقطعت كفي الطفل وبعد أن أفاق من أثر التخدير نظر وإذا يداه مقطوعتان فتطلّع إلى أبيه بنظرة متوسلة وصار يحلف أنه لن يكسر أو يتلف شيئا بعد اليوم شرط أن يعيد إليه يديه لم يتحمل الأب الصدمة وضاقت به السُبُل فلم يجد وسيلة للخلاص والهروب إلا أن ينتحر، فرمى بنفسه من أعلى المستشفى وكان في ذلك نهايته

تربية الأطفال في رحاب الإسلام

التربية. قواعد وأصول

التربية. قواعد وأصول أجمع المربون على أهمية التربية، فهي الضمان الوحيد للتصدي للتيارات المناهضة لما تؤمن به الأمة من مبادئ وقيم، في عصرٍ تقاربت فيه المسافات وتعددت فيه وسائل الاتصالات.

إن إدراك المربي للهدف من التربية يساعده في تحديد الوسائل والطرق والأساليب التي يسير عليها في تربيته للناشئين ولنفسه وللآخرين، والهدف الأسمى من التربية هو: تنمية قدرات الفرد وإطلاق إمكانياته، وتقوية شخصيته إلى أقصى حد تسمح به استعداداته. وفي ضوء هذا الهدف تنبثق الأهداف الفرعية الموصلة إليه:

1) تعريف الفرد بخالقه، وبناء العلاقة بينهما على أساس: ربانية الخالق وعبودية المخلوق، وإعداد الفرد للحياة الآخرة، وذلك من واقع الكتاب والسنة والسيرة النبوية وسير السلف الصالح.

2) تطوير وتهذيب سلوك الفرد، وتنمية أفكاره،

وتغيير اتجاهاته؛ بحيث تنسجم مع الاتجاهات الإسلامية، والسعي لتحقيق السمو النفسي، لكي نقيم مجتمعاً قوياً ومترابطاً.

3) تدريب الفرد على مواجهة متطلبات الحياة المادية، وكسب الرزق الحلال والتأكيد على ذلك. 4) توجيه المسلمين لحمل الرسالة الإسلامية إلى العالم.

5) غرس الإيمان بوحدة الإنسانية، والمساواة بين البشر، والتفاضل إنما هو بالتقوى، بالإضافة إلى تقوية روح الجماعة.

6) تحقيق النمو المتكامل المتوازن لجميع جوانب شخصية الفرد؛ فالإنسان: جسم وروح وقلب وعقل وعواطف وجوارح.

الأسرة في الإسلام ودورها التربوي

الأسرة هي اللبنة الأولى في تكون المجتمع البشري؛ بصلاحها واستقامتها وتراحمها يصلح المجتمع ويستقيم ويتراحم، وبفسادها يفسد المجتمع وتتهاوى أواصره، فمن خلال الأسرة يستلهم الطفل انفعالاته الأولى في:

الحب والكره والغضب والحلم والتعاون والأنانية. فهي جسر العبور بالطفل إلى العالم الأوسع، حيث إنها تعلمه الاحترام والتقدير وتحمل المسؤولية، وتعده للتكامل وتُشبع عنده الحاجة إلى الاستقرار العقلي والعاطفي.

ومعظم مشاعر الطفل تتمركز حول الأم والأب؛ بحيث تميل إلى أن تصبح اتجاهاته وتوقعاته الاجتماعية نسخةً من اتجاهاتهما وتوقعاتهما، ويحدث هذا التعلم قبل أن يكون للطفل إدراكٌ واعٍ بنفسه وبالآخرين.

إن علاقة الطفل بوالديه ترسم مستقبلاً طبيعة تكوينه النفسي، وسمات شخصيته، وطبيعة علاقته بالآخرين، فقد بينت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يرون أنه بالإمكان العيش مع الناس، والتعاون معهم، والتضحية من أجلهم، كانت علاقاتهم إيجابية مع والديهم، في حين أولئك الأطفال الذين يعتقدون أن العلاقات الاجتماعية عبارة عن قانون الغاب،

كانت علاقاتهم سيئة مع والديهم،

كما وُجِدَ أن السلوك
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)