shopify site analytics
التحديات والفرص في ندوة علمية بجامعة ذمار - النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي النصر للرئيس السيسي - الهجوم الصاروخي لكتائب القسام “المدمر” - السيول تغلق مدارس في محافظة شبوة وسط مطالبات بالحماية - مقتل المقاتل اليمني في صفوف الجيش الروسي في معارك الشرف ضد العصابات الأوكرانية - افتتاح سوق الخمسين المركزي - جامعة سباء تحصل على شهادة الاعتماد الأكاديمي البرامجي الكامل - ثورات طلابية ضد حكومات دولهم بوقف الحرب في غزة،، - محافظ إب يكرم قيادة الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي - الموقع بين الواقع والمُتوَقِّع -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
                    د. عبد الوهاب الروحاني*
    
انا على قناعة تامة أن اليمنيين بكل مناطقهم واطيافهم واتجاهاتهم وحدويون حتى العظم ..

الأحد, 10-مايو-2020
صنعاء نيوز/ الدكتور عبد الوهاب الروحاني - من صفحته على الفيس -

د. عبد الوهاب الروحاني*

انا على قناعة تامة أن اليمنيين بكل مناطقهم واطيافهم واتجاهاتهم وحدويون حتى العظم ..
ولا يمكن لأحد أن يزايد بانتمائه للوحدة وتمسكه بها أكثر من الآخر .

إخواننا في الجنوب حكاما ومحكومين مروا بتجربة مرة في ظل الانفصال ودفعوا الثمن غاليا جراء مغامرات كادت أن تجردهم من الذات والوطن .. فكانت الوحدة في 1990 هي الوطن, وهي الهوية والانتماء .. وكانت بالتالي هي المخرج.

خاضوا في التجربة .. أعني تجربة الوحدة, وشعر الجيل الجديد (جيل الوحدة) بالغبن والظلم الذي طاله خلال عقدين من عمرها .. فعبر عن رفضه للتجربة .. وذهب يحاكي منطق قيادات عتيقة تطالب بالانفصال.

والواقع أن ذلك الغبن والرفض, الذي يشعر به ابناء المحافظات الجنوبية ويعبرون عنه لم يكن بسبب الوحده, ولم يكن لذات الوحدة .. وإنما كان لثلاثة اسباب رئيسية هامة هي:

الأول: كان بسبب خلل في إدارة دولة الوحدة, وهو ما لا ينكره شركاء الوحدة .. ولن أخوض في التفاصيل .

الثاني: سيطرة واستحواذ الجيل القديم (جيل الستينات) من القيادات الجنوبية على تمثيل الجنوب في دولة الوحدة.

هذه القيادات العتيقة .. احتكرت المناصب العسكرية والسياسية والادارية لها وللمحسوبين عليها, واستولت على الامتيازات, ثم اثرت ثراء فاحشا.. وظهر ذلك من خلال حجم ممتلكاتها من العقارات, والارصدة, والفلل والقصور, والمزارع التي توزعت بين الشمال و الجنوب, والخارج ايضا.

الثالث: انشداد وتأثر جيل الشباب في الجنوب بفكرة استعادة الدولة, املا في أن يصبح الجنوب ضمن الحاضرة الخليجية .. بالاعتقاد خطأ أن الجنوب يمتلك ثروة نفطية وغازية كبيرة, وبالتالي سينعم بالتنمية والرفاه بعيدا عن الشمال " الفقير, و " المتخلف" و "المشغول بقتال بعضه"..!!

وهذا المنطق الذي روج له كثيرا في أوساط الشباب من ابناء المحافظات الجنوبية, هو مجرد كلام هلامي مغلوط تنقصه المعلومه الدقيقة والأرقام الصحيحة خاصة إذا ما أدركنا -وفقا للمختصين- أن نسبة المنتج من النفط في الجنوب والشمال لا يغطي الاحتياج المحلي نسبة إلى عدد سكان كل منهما , الذي يمثل نسبة (5-1) .. بمعنى أن الترويج لثروة ونفط الجنوب هو اكذوبة سياسية - اعلامية عزفت على وترها أحزاب المشترك (الميت) تبعا لمماحكات سياسية معروفة, تماما كما فعلت مع الحركة الحوثية وروجت لمظلوميتها.. فانقلب السحر على الساحر .

بعد سبع سنوات:
والآن, ماذا حدث ويحدث للجنوب بعد سبع سنوات من سيطرة أبناء الجنوب أنفسهم على قرار دولة الوحدة وعلى الوضع في الجنوب بصورة خاصة ؟!

للأسف, لم يحدث شيئا جديدا, فالمتابع والباحث في الشأن الثقافي والسياسي اليمني العام سيجد أن ثقافة اليمنيين شمالا وجنوبا, شرقا وغربا هي ثقافة منسجمة ومتجانسة على كل المستويات .. والفوارق الثقافية التي يتحدث عنها البعض هي قديمة وقد رحلت مع رحيل قانون المستعمر البريطاني عن الجنوب - رحمة الله تغشاه - ومع رحيل جيل ذلك الزمن.

وثقافة وتفكير المتورطين في القتال (شماليين وجنوبيين, شرقيين وغربيين) هي امتداد لثقافة وتفكير بعضهم, وإذا ما وجد فارق عند البعض فهو فقط في تجنب "العيب" وفقا للعادة والتقليد .. أما ما عداه فكلهم يتقاتلون بمشاريع صغيرة, وبعقليات جهوية ومناطقية , مذهبية وطائفية جاهلة ومتخلفة .. وكلهم بذلك يدمرون الوطن ويساهمون في تمزيقه, ويجلبون للمجتمع - بوعي أو بدون وعي - المعاناه والفقر, و التشتت ثم الموت ..!!

اما قضية المطالبة بانفصال الجنوب, فالجنوب عمليا منذ 2011م يعتبر خارج إطار دولة الوحدة .. ومن راهنوا على الانفصال - سرا أو علنا - في معالجة مشاكله هم من ضاعف ويضاعف اليوم من مشاكله ومعاناة أبنائه .. وهم من قاده إلى هذا التفتت والضياع, الذي تبرز بعض مظاهره في النقاط التالية:

1) فصائل الحراك الجنوبي لم تتوحد بل تشظت وتوزعت إلى عصابات سياسية وعسكرية وامنية جديدة بولاءات غير وطنية .. تتجلى صور مشاريعها الصغيرة في حارات واحياء ومداخل عدن.

2) قيادة دولة الوحدة التي هي جنوبية بنسبة 95 % منذ 2012 فشلت في ادارة الدولة حتى اليوم, وبسبب ذلك الفشل قادت البلاد إلى حرب مدمرة, علاوة على أنها لم تتوحد هي الاخرى بل زاد شتاتها واتسعت رقعة خلافاتها وانقساماتها.

3) رغم سيطرة القيادات الجنوبية على القرار السياسي اليمني ومقدرات الدولة المالية والإدارية لكنها عجزت حتى عن معالجة معاناة المواطنين في عدن فضلا عن معالجة المشاكل الحقوقية والسياسية التي تمثل جوهر القضية الجنوبية.

4) أثبتت السنوات الماضية أن القيادات الجنوبية " لا تقاتل من أجل ما يسمونه "استعادة الدولة" وحماية حقوق المواطن الجنوبي - الذي زادوه معاناة وفقرا وتشريدا - وإنما من اجل النفوذ والسلطة والمال والارتهان, التي تجلت صورها في ما سمي ب"إعلان عدن التاريخي- 4 مايو 2017", الذي ايد تمرد وانقلاب محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي على الرئيس هادي وفوضه لإدارة الجنوب بدعم وتمويل سعودي_اماراتي بين وواضح أيضا.

5) تشترك القيادات الجنوبية "شرعية" و "حراكية" في توزع الولاءات الخارجية على حساب الولاء الوطني, وتشترك في تسليم السيادة والقرار السيادي المباشر لاحزاء واسعة من الوطن كعدن, وحضرموت, وجزر سوقطرة, وميون لقيادات وقوات غير وطنية.

6) صراع النفوذ والمصالح عند القيادات الجنوبية هو المحرك الاساس لمؤتمر "حضرموت الجامع في 20 أبريل الماضي 2017", الذي أعلن توجهه نحو فصل حضرموت ليس عن الجسد اليمني الموحد وإنما عن الجنوب أيضا.

7) الشيء الوحيد الذي حققه قادة الجنوب ذوي النزعات الانفصالية خارج التهيئة لتمزيق الجنوب وتناحر ابنائها فيما بينهم هو محاولة سلخ عدن وكل مدن الجنوب عن أخلاقياتها وقيمها المدنية النبيلة التي عرفت بها كل مدن ومناطق اليمن, والجري وراء ممارسات وأعمال صبيانية جاهلة ومتخلفة تمثلت في ملاحقة وطرد المواطنين من العمال, والباعة, البسطاء من ابناء المحافظات الشماليه وترحيلهم ومداهمة بيوتهم ودكاكينهم ومصادرة ممتلكاتهم واشاعة روح الحقد والكراهية ضدهم .

ولذلك كله نقول لإخواننا وأهلنا من أبناء المحافظات الجنوبية الذين يهتفون للانفصال وللقيادات التي تمارس الانفصال سرا وعلانية أن الوحدة هي طوق النجاة ولا مخرج لكم ولكل اليمنيين إلا بالحفاظ عليها.

الوحدة .. الاهمية والاسباب:
والخلاصة, إن أبرز ما يدفعنا للقول باهمية الحفاظ على الوحدة هو :

¤ الوحدة اليمنية ليست فقط عامل آمن واستقرار لليمن وحده بل هي عامل آمن واستقرار للمنطقة وللملاحة الدولية عموما.

¤ الانفصال سيجعل من اليمن ارضية خصبة للمؤمرات الاقليمية والدولية, وسيفقد اليمنيين سيطرتهم على سيادتهم وقرارهم السياسي.

¤ أن واقع الجنوب اليوم ليس بأحسن حال مما هو عليه في بقية محافظات الجمهورية, غير أن المؤكد أن الجنوب في ظل السير باتجاه التقسيم والانفصال سيصبح مهيئا أكثر من غيره للعودة إلى زمن التمزق والمنازعات بين مشيخات و سلطنات, وكيانات صغيرة ستكون -بالتأكيد- خاضعة لغزاة وطامعين جدد .. وسيسهل لمشائخ وامراء الخليج ضمها إلى مزارعهم وممتلكلاتهم الخاصة.

¤ الوحدة اليمنية هي حصن اليمنيين ومنعتهم, وهي غناؤهم وفقرهم, والاعتداد بها هو اعتداد بيمن آمن ومستقر وبتمنية مستدامة اذا ما نفض اليمنيون عن أنفسهم غبار العمالة والجهالة وعبادة الاصنام التي تسعى لاحياء الخرافات وتكريس الجهل والفقر والمرض.

¤ وجود كيانات بمنية مجزأة سيعمق شرخ اليمنيين وسيذكي بينهم نار الفتنة والحروب التي لا تنهتي .. وسيوجه اليمنيون إمكانياتهم للتمترس ومواجهة بعضهم البعض.

ومن هنا فالحفاظ على الوحدة والتمسك بها هو الطريق الوحيد والآمن الذي سيحفظ لليمنيين كرامتهم, وسيمكنهم من ازالة ومحو هذة النتوءآت المتخلفة والمشاريع الطائفية والعنصرية والجهوية الطارئة.

- فالتمزق والاختلاف والفرز العنصري والطائفي القذر هو الذي يفتك اليوم باليمن واليمنيين وليست الوحدة .

- والمشاريع الصغيره والفاشلة هي التي جلبت العدوان على اليمن وليست الوحدة ..

- الارتهان للمشاريع الاقليمية والعمالة للاجنبي هي التي أضاعت الدولة واحلت محلها الفوضى وليست الوحدة.

- تسيد الجهلة والاميين وسيطرة البندقية على العقل هو الذي افقد اليمنيين معاشاتهم ومصادر رزقهم وجلب لهم الأمراض والفقر والمعاناة وليست الوحدة.

فالانفصال إذن, لا يمكن أن يكون هو الحل .. لأن المشكله ليست في الوحدة بل هي في السمسرة بقضاياها, وصدقوني أن المحافظه على الوحدة هو السبيل الوحيد لقطع الطريق على تجار الحروب وأصحاب المشاريع الصغيرة, لانها ببساطة مصدر أمان وقوة لشعب يدفع ثمن مغامرات الاقزام.

* رئيس مركز الوحدة للدراسات الاستراتيجية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)