shopify site analytics
مالذي ينتظر اليمن؟ - ناصر خاتم في رحمة الله - الهجوم الإسرائيلي على أصفهان لم يكن بمسيرات أو صواريخ أرض جو - الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من العقوبات ضد روسيا - بيان مسيرة صنعاء: نؤكد موقفنا الثابت في مواجهة الظلم والوقوف مع اهلنا بغزة - نداء تحذير للمواطنين نتيجة التغييرات الجوية - الغراندي طوطو و ديزي دروس يشعلان حماس الجمهور بصورة غير متوقعة - الفنان غيث الهايم .. يهيم عشقاً في " روما " - القدوة يكتب: الموقف الأمريكي والاعتراف بالدولة الفلسطينية - معركتنا مستمرة حتى تنتصر غزة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز -  صنعاء نيوز/ عبد الواحد البحري

الأحد, 14-يونيو-2020
صنعاء نيوز/ عبد الواحد البحري -
من منا لا يعرف المربي والصحفي البكري ابن غزة الذي أختار صنعاء اليمن ليعيش فيها ويعلم أبنائها ترك اهله وأسرته في وطنه فلسطين ليأتي الى العاصمة صنعاء ليعمق بذلك اللحمة اليمنية الفلسطينية اللحمة اللفظ الذي أطلقه الشهيد ياسر عرفات رحمة الله عليه يوم اعلان الوحدة اليمنية عام 1990م حين حضر مراسيم أعلان الوحدة بقاعة فلسطين بالعاصمة الاقتصادية عدن وقال حينها الشهيد عرفات هذه ليست وحدة بين شعبين ولكنها عودة اللحمة بين الشعب اليمني الواحد الشعب الذي امتزج دمه بدم ابناء فلسطين.
واليوم ونحن بصدد الحديث عن ابن فلسطين الذي وهب حياته لليمنيين مربي الأجيال المعلم حسين جمال البكري أبن غزة الذي حمل قلمه من قطاع غزة بفلسطين العربية ليحط به المقام في صنعاء اليمن..
 لم يأتي الى اليمن غازيا كبعض بعران الخليج اليوم او مهاجرا بل جاء معلم يدرس التلاميذ ويمحي بقلمه أمية أبناء اليمن حيث كان مدرسا في عدد من مدارس العاصمة صنعاء منها على سبيل المثال مدرسة عمار بن ياسر عرفته معلما متميزا بثانوية عمار بن ياسر بصنعاء فقد كان المعلم البكري حديث طلاب مدرسة عمار بن ياسر بالعاصمة مثلما كان حديث طلاب العلم والمعرفة في المدارس كان أيضا حديث الشارع اليمني المتابع لكتاباته التنويرية المنشورة بصحيفة الثورة حيث كان كاتب وناقد ثقافي وتميزت كتاباته المعلومة والنقد الثقافي البناء..
عمل حسين البكري مدرس منذ مطلع الثمانينيات والتسعينيات لثلاثة عقود متتاليه وكانت له اسهامات تنويرية في العمل الصحفي كما ذكرت حيث كان له عمود صحفي ينشر بصحيفة الثورة اليومية وكان يأتي بنفسه ليحضر مواضيعه الصحفيه الى مبنى الصحيفة لا عبر البريد او عبر اشخاص.
استمر البكري معلما وصحفيا واضعا اولويات عمله قضية الأمة فلسطين على أجندة اهتمامه ومع وجود خدمة الانترنت كان البكري يفضل أن يحضر مقالاته بنفسه أيضا وكان يحظى باهتمام قيادة الصحيفة لما عرف عن المعلم والمربي والكاتب العربي حسين البكري ولما كان يتمتع به من أخلاق عاليه ويحبه الفني والمحرر والطباع وحارس المؤسسة الكل يعرف البكري ويقدره .


 وحين يغدر الزمان باحدنا يظهر الوفاء عند اهل الوفاء ويغيب عند ضعاف النفوس فقد تركته زوجته قبل سنوات بعد أن وهن حيله وبقى يربي طفلته مريم وهي أبنته الوحيدة التي اختار لها والدها حسين البكري بعل (زوج)  من ارض الرباط  فلسطين وباختياره هذا قد يكون مصيبا لكن شأت الاقدار ان تلتحق البنت بحزب والدتها هي الأخرى وتترك والدها الوحيد يصارع الحياة في غرفته (الدكان) والقريب من مبنى مؤسسة الثورة للصحافة بمنطقة الجراف بصنعاء.
عزة وكرامة مربي الأجيال أبى الا ان يكد ويعمل حتى يكسب رزق عيشه بنفسه دون الانتظار لمساعدة أحد وحيدا حيث كان يبيع في الدكان لعب للأطفال وهدايا بسيطة يقتات منها لقمة عيشه بعد ان تقطعت به السبل وانقطعت المرتبان ولم يعد معه اي مصدر للدخل ففضل ان يعاصر الحياة وحيدا بعيدا عن فلذة كبدة وهدية الحياة الوحيدة كما كان يصف  ابنته مريم التي كان يقول عنها أشعار وقصص لكل من يعرف المعلم والكاتب حسين البكري فقد كانت ترافقه في كل مشاويره وخرجاته وذهابه الى العمل وكان متعلق بها كثيرا ولكن سنة الحياة لابد من نهاية لهذا الحب والود بينه وبين رفيقته مريم أبنته .. مما حتم عليه أن يزوجها لشاب من ديرتهم ومن ارض فلسطين ونعم الاختيار لتكون حياتها هي الأخرى شبيه بحياة والدها الا أنه أخفق هذه المرة ولم يسايره الحظ لأن الناقد والصحفي البكري لم يتوقع أن تجافيه الحياة وتخذله وأن تجازيه أبنته بهذه القساوة ولكن هذه الحياة وما تخبئه لنا جميعا فمن يعلم كيف ستكون نهايته.
كان المعلم حسين البكري دائما ما يتردد على ادارة صحيفة الثورة وكنت التقيه ونتكلم عن صديقنا العزيز والصحفي الأخ / عادل السعيد - الذي هاجر مؤخرا الى امريكا وفجأة انقطع البكري عن زياراته لمبنى الصحيفة الزيارة الشبه يومية ولم نعرف ما سبب غياب الزميل البكري وكانت المفاجأة تعرضه لجلطة اقعدته في دكانه وحيدا قعيدا بسبب التواصل مع الزميل عادل السعيد الذي دائما ما يسألني عن رفيقه الاستاذ حسين البكري. مما دفعني للبحث عن البكري وقمت بالبحث عنه هذه الحادثة قبل عامين تقريبا واستعنت ببعض الزملاء منهم الزميل المصحح اللغوي مصلح المرهبي جار البكري سابقا وهو من دلني على الدكان (السكن الجديد) للأستاذ البكري الواقع بمنطقة الجرف ووجدته قريبا نوعا ما من  الدكان السابق ولكنه هذه المرة في الحارة وليس على شارع الاسفلت فدكانه هذه المرة خالي من الألعاب ومن الهدايا فهو لم يعد يقوى على البيع والشراء وكذلك الوقوف انتقل الى دكان اخر بدلا من الدكان السابق الذي كان فيه البكري بائع الالعاب قبل أن يصاب بالمرض الذي اقعده على الفراش..
وجدت البكري هذه المرة مقعد لايستطيع الحديث معي بسبب تعرضه للجلطة متعب جدا فقد نال منه المرض ولم يعد يقوى على الوقوف  والتنقل بين دكانه ودورة المياه فصورته أنبأتنا بذلك قبل لسانه المتعلثم .
وطلبت منه أن أخذ له صورة وأبعثها للزميل عادل السعيد ووقتها شعرت أنه يريد تغيير الفنلة السوداء التي يرتديها فقد كانت متسخة ولكني عمدت على تصويره بحالته وعملت حينها منشور عنه في الفيس بوك ومن وقتها بقيت اداوم من البيت ولم أتمكن من زيارته بسبب الحياة التي نعيشها والحصار والعدوان الجاثم على وطني من الأجيران وقطع الراتب الذي أعاق حركتنا ..
وفي الحقيقة انساني الشيطان ان الأستاذ البكري بحاجه لمن يزوره ولم أتوقع أن تقاطعه فلذة كبده مثلنا خاصة بعد توقف العمل واصبح الجلوس في البيت امر واقع.
 ذكرني بالأستاذ حسين منشور قرأته  على الفيس بوك للمربي الفاضل الاستاذ عبد الله الروني – مدير المنطقة التعليمية في بني الحارث الذي زار البكري هو والمربي القدير محمد علي الزهيري – مدير مدرسة عمار بن ياسر .. فقررت ان اعيد نشر البوست المتعلق بزيارة البكري وبعثته للزميل الاستاذ عادل السعيد الذي كلفني بزيارة البكري وبعث بمبلغ متواضع للبكري يعينه في شراء الدواء الذي يتناوله بصورة دائمة.
وهنا لابد من الوقوف مع المربي والصحفي البكري الذي تخلى عنه بعض ضعاف النفوس بعد تعرضه لجلطة في الدماغ وأعياه المرض وأقعده على فرشه المتهالك من الأسفنج على البلاط في غرفه بطول ثلاثة أمتار تقطع نصفها ستارة من القماش تواري فرشه المتهالك عن كرسيه الذي لايعينه على الحركة حيث لايستطيع رفع جسمه من على الكرسي او يعدل رجليه الغير قادر على تحريكهما وبدون كلام او حركة تشاهد القامة التربوية والصحفية تنتظر الموت وحيد .
الكلمة الوحيدة التي سمعتها من البكري في زيارتي الأخيرة له حيث التقيت المربي الفاضل عبد الله الروني والمربي الفاضل محمد علي الزهيري يزورانه قائلا: أنا في مرحلة الوداع فرديت عليه كلنا مودعين أستاذ حسين هذه سنة الحياة أستاذي.
حال الأستاذ حسين لايسر حبيب الزميل  يعاني من العجز في الحركة ويعاني من المرض أيضا ويمر بظرف قاسي جدا جدا لايجد من يوفرله المياه الى دورة المياه ولا من يشيله الى دورة المياه ولا من يسقيه او يعطيه الدواء الظرف الذي يمربه البكري اليوم والحياة التي يعيشها نحن معرضون لها جميعا فلا تبخلوا على من ترك وطنه فلسطين حبا في اليمن واهله وحضر ليعلم أبناؤنا ان يودعنا وحيدا..
الوجب علينا كصحفيين من زملاء البكري وأيضا أناشد أبناء البكري لا أقصد هنا مريم أبنته وبعلها الفلسطيني ولكن أبناءه ممن تعلمون على يدي البكري من أبناء ثانوية عمار بن ياسر وغيرها من مدارس العاصمة التي درس فيها البكري وكل من يعرفه أن يقدم ما يستطيع ولو بالزيارة فقط..
 لوتعلموا أيها الأحبه كم كانت سعادته بحضورنا وزيارتنا له شاهدت ذلك من خلال عيونه لانه لايستطيع الحديث بوضوح نتيجة تعرضه للجلطة الدنيا فانية والحياة زائلة ولن يدوم غير المعروف والعمل الصالح وكل واحدا منا معرض لما تعرض له المعلم والصحفي حسين البكري..
وهنا أسمحولي أن أدعو الأخوة في أنصار الله من لديهم القدرة ان يوصلوا معانات حسين البكري ابن فلسطين واليمن والى قيادة مؤسسة الثورة ممثلة بالاستاذ عبد الرحمن الأهنومي أن يتواصلوا مع منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وان يتم نقله الى فلسطين حتى يجد من يمرضه ويرعاه أن امكن مالم يحيطوه بالرعاية حتى لايموت ويعفن في دكانه حينها لن ينفع الندم فهذا المربي خدم اليمن أكثر مما خدموه أبناءه فهذه قضية فلسطين نبدأ ملحمتنا من دكان البكري أبن غزة الساكن في منطقة الجراف بشارع النصر بصنعاء.   
وفي هذا المقام لابد من توجيه الشكر والتقدير لكل الايادي التي امتدت لتساعد المعلم والصحفي البكري ربي يمده بالصحة والسلامة فقد كانت له قصة مع زواجته الرداعية التي انجبت له مريم الطفلة الوحيدة التي كانت ترافقه ايضا كلما زار مؤسسة الثورة للصحافة لتسليم مقالته .. والشكر موصول للاستاذ القدير والرجل النشمي محمد علي الزهيري الذي كان له اليد الطولى في عمل الخير وكشف معانات المربي الفاضل والصحفي العربي الذي افنى عمره وحياته في تعليم الاجيال ومحو اميتهم وانار بمقالاته الثقافية والأدبية والاجتماعية التي كانت تصب في معانات اهلنا في فلسطين والقدس المحتلة قضية العرب الاولى ومواضيع ومقالات عن الوحدة اليمنية وعن المؤامرات الغربية تجاه الأمة..
مازلت أتذكر تلك المقالات الصحفية الى اليوم حيث كنت اقرائها قبل النشر في صحيفة الثورة حين كنت اعمل في الأخراج الصحفي في الثمانينات من القرن الماضي ..
وتساؤلي اليوم اين الشعارات التي تعلمناها في الصفوف الدراسية .. قف للمعلم ووفه التبجيل ... الخ
فالمعلم الشمعة التي احترقت وأنارت دروب لأجيال هي اليوم بحاجة ماسة الى رد الجميل والوقوف الى جانبه حيث يعاني المعلم البكري من الوحدة بعيدا عن اهله واسرته في فلسطين فيا اهل الشهامة والنجدة لا تبخلوا على معلمنا ومربي الاجيال حسين البكري الذي ترك وطنه وفضل ان يعلم ابناء اليمن كونهم في حاجة لمعلم ينورهم بقدراته وثقافته وعلمه..




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)