shopify site analytics
فضيحة عصابة أشهر tiktokers يغتصب الأطفال تهز الشارع اللبناني! - تحسين اوضاع الصحفيين وزيادة مستحقاتهم هدف رئيسي لقيادة مؤسسة الثورة للصحافة - تفجير معسكرات أمريكية في دولة خليجية - اطلاق الرصاص من قبل قوات صهيونية على الحدود المصرية - الكشف عن كلمات كلوب التي أغضبت صلاح قبل مشادتهما الشهيرة (فيديو) - كولومبيا تقرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل - ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﻮﺳﻒ ﺷﺎﻛﻴﺮ يعود الي الفضاء - قيادات الدولة وحكومة تصريف الأعمال يستقبلون المعزين في وفاة المناضل احمد مساعد حسين - فرض جبايات جديدة على هذه السيارات لأول مرة في اليمن - فتح مكتب للقنصلية الهندية قريباً في عدن، -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بقلم: عمر دغوغي الإدريسي

الخميس, 23-يوليو-2020
صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -




صعود وانهيار أنماط الإنتاج المتعاقبة:

الحقيقة التاريخية التي لا جدال حولها هي إن جميع الحضارات القديمة بدون استثناء تعرف مرحلة من الصعود والازدهار قبل أن تعرف مرحلة الانحطاط والاندثار، وقد سبق لابن خلدون إن استعرض في مقدمته أسباب قيام الدول وانهيارها في منطقة شمال إفريقيا والتي أقامها على أساس نظريته السياسية حول العصبية القبلية والأصل الشريف والأيديولوجية الدينية، أما كارل ماركس فقد ذهب بعيدا في تفسير أسباب صعود وانهيار أنماط الإنتاج المتعاقبة والتي بنيت الحضارات القديمة على أساسها.

يقول كارل ماركس في مقدمة كتابه "مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي" ما يلي:

" عندما تصل قوى المجتمع الإنتاجية المادية إلى درجة معينة من تطورها تدخل في صراع مع علاقات الإنتاج القائمة أو بالتعبير القانوني مع علاقات الملكية التي كانت تعمل في ظلها حتى ذلك الوقت.

وتتغير هذه العلاقات التي هي قيد على الأشكال التطورية من القوى الإنتاجية،وفي هذه اللحظة تحل حقبة من الثورة الاجتماعية.

فتعديل القاعدة الاقتصادية يجر في أذياله قلبا سريعا بدرجة أكثر أو أقل، لكل الصرح العلوي الهائل.
وعند دراسة الانقلابات التي من هذا النوع يجب دائما أن نفرق بين القلب المادي الذي يحدث في علاقات الإنتاج الاقتصادية والتي يمكن تقريرها بدقة عالية، وبين الأشكال القانونية والسياسية والدينية والفنية والفلسفية أو بكلمة واحدة الأشكال الأيديولوجية التي يدرك الناس في ظلها هذا الصراع ويجاهدون في سبيل فضه".

وتلخص مقولة كارل ماركس منهجيته المادية التاريخية وهي المنهجية التي أحدثت ثورة في العلوم الاجتماعية والتاريخية والسياسية والاقتصادية، وتمكننا هذه المنهجية من تحليل ما يحدث محليا وعالميا، في الزمان والمكان. كما تؤكد هذه المنهجية بأن جميع الحضارات المتعاقبة قامت على أنماط إنتاجية معينة تقوم على ركيزتين في تطورها.

فهناك من جهة قوى الإنتاج أي الوسائل المادية الطبيعية والإنسانية والحيوانية والتكنولوجيات ومن جهة أخرى هناك علاقات الإنتاج أي طبيعة العلاقات الإنتاجية الطبقية بين من يملك ومن لا يملك.

فصعود الحضارات تتم من خلال توازن قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج وما تحققه من تراكم وتطور مادي على جميع الأصعدة، لكن هذا الصعود ينتهي حتما بتعفن علاقات الإنتاج وبانهيار التوازن بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج، مما يكون له تأثير حتمي كبير على توقف عملية التراكم، وبالتالي يؤدي إلى انهيار البناء الاجتماعي وكل ما تحقق من تراكم مادي واجتماعي على جميع الأصعدة، ففي هذه المرحلة من التعفن والانهيار الحضاري والتي تتزامن معها عادة، انتشار الحروب والأوبئة وتراجع أعداد السكان، وتبدأ مرحلة من الثورة الاجتماعية، التي تستمر إلى حين انهيار الحضارة القائمة وقاعدتها الإنتاجية وحلول أخرى مكانها.

ويقدم كارل ماركس في مقدمته المشار إليها أعلاه، أشكال صعود وانهيار الحضارات المتعاقبة التي قامت على تعاقب نمط إنتاج الاستبداد الشرقي ونمط الإنتاج العبوري ونمط الإنتاج الإقطاعي والذي وصل اليوم إلى نمط الإنتاج الرأسمالي. ومن خلال دراسة كل نمط إنتاج على حدة تبرز أشكال تملك وسيطرة القوى المهيمنة على قوة العمل الإنساني، وأن تعفن أشكال السيطرة يؤدي إلى تحلل النظام الاجتماعي القائم والى انهياره.

3 – صعود وانهيار نمط الإنتاج الرأسمالي:

إن ما جرى للأنماط الإنتاجية القديمة والحضارات السابقة نراه يحدث اليوم أيضا لنمط الإنتاج الرأسمالي وما يسمى بالحضارة الرأسمالية والتي لن تسلم من قانون الانهيار الحضاري التي عاشتها أنماط الإنتاجي السابقة.
فنمط الإنتاج الرأسمالي الذي عرف بداياته الأولى في القرن الثالث عشر، تطور في ضل الانحطاط التدريجي لنمط الإنتاج الإقطاعي، الذي انتهي إلى الانهيار التام في القرن الثامن عشر، وبالتالي هيمنة الرأسمالية الواسعة سياسيا واقتصاديا.

وقد عمل كارل ماركس لما يزيد عن عشرين سنة لفهم وتفكيك نمط الإنتاج الرأسمالي، فلسفيا وسياسيا واقتصاديا، وقدم لنا صورة واضحة عن القوانين المتناقضة التي تحكم أسلوب عمل هذا النمط، والتي قادت في مرحلة أولى منذ القرن الثالث عشر إلى تطور الحضارة الرأسمالية، وهي القوانين التي قادت حتما في مرحلة ثانية منذ بداية القرن العشرين نحو تعفن هذه الحضارة وانحطاطها التدريجي الذي لا زلنا نعيش تمظهراتها إلى اليوم، رغم كل المحاولات اليائسة لانقادها.

وقد قسم كارل ماركس في الفصل السادس من رأس المال الذي لم ينشر مع المجلد الأول، المراحل التي يمر منها نمط الإنتاج الرأسمالي.

وقد وصف ماركس المرحلة الأولى التي تشهد صعود نمط الإنتاج الرأسمالي بمرحلة الهيمنة الشكلية لرأس المال على العمل، نظرا لأن رأس المال كان عليه أن يتعايش إلى جانب الأنماط الإنتاجية السابقة التي دخل في صراع معها، لذلك لم تكن هيمنته على العمل كاملة بل شكلية فقط وحيث كانت الدولة الوطنية أداته الأساسية لهذه السيطرة.
ومع بداية القرن العشرين وما سماه لينين بمرحلة الامبريالية كأعلى مراحل الرأسمالية، أصبح العالم بأكمله خاضعا لنمط الإنتاج الرأسمالي الامبريالي وهي المرحلة التي بدأت تتحقق فيها الهيمنة الفعلية على العمل، بل وهيمنة رأس المال المالي الدولي بشكل مطلق على كافة الدول التي فقدت شخصيتها المستقلة وتخضع لمصالح رأس المال والسلع الرأسمالية.

وفي نفس الوقت التعمق التدريجي لتعفن نمط الإنتاج الرأسمالي من خلال التناقض الحاد المزمن بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج، وهو ما قاد إلى حربين عالميتين وحوالي 130 حرب محلية منذ بداية القرن العشرين ذهبت بأرواح أزيد من 150 مليون نسمة أغلبها من القوى العاملة، كما صاحب تطور هذه المرحلة ثورات اجتماعية متواصلة شكلت الثورة البلشفية في روسيا سنة 1917 منطلقها ولا زالت متواصلة مع تزايد تعمق تناقضات النظام.

وتؤكد قوانين نمط الإنتاج الرأسمالي المتناقضة التي أبرزتها دراسات كارل ماركس حتمية الأزمة العميقة لهذا النظام التي تدفع نحو الأزمة الثورية والى الثورة البروليتاريا العالمية.

ثانيا: تناقض القوانين الرأسمالية:

هناك قوانين متعددة تحكم عمل نمط الإنتاج الرأسمالي الذي هو قبل كل شيء عبارة عن روابط اقتصادية واجتماعية وقانونية وسياسية طبقية معينة موروثة، تطورت نحو أشكالها الاستبدادية الجديدة منذ القرن الثالث عشر، كإرث تاريخي عن الأنظمة الطبقية البائدة السابقة التي كان آخرها نمط الإنتاج الإقطاعي. وتقوم هذه القوانين بالضرورة على قانون الملكية الخاصة الذي يضمن استمرار تشكل العلاقات الطبقية والهيمنة على قمة العمل الإنساني وعلى الإكراه المادي والإيديولوجي الذي تمارسه الدولة كأداة طبقية قمعية لضمان استمرار اغتراب الطبقات المحكومة واستغلال قوة عملها.

من بين القوانين الرأسمالية الأساسية التي تناولها كارل ماركس في تحليله لكيفية اشتغال نمط الإنتاج الرأسمالي هناك ثلاث قوانين أساسية ذات مفعول اقتصادي واجتماعي حركي، تشكل القلب النابض لهذا النظام وأساس تطوره، كما تشكل سبب تعفنه وإقباره عند بلوغ أزماته مرحلة متقدمة.

وتتمثل هذه القوانين الثلاثة في قانون القيمة-العمل وقانون التراكم وقانون اتجاه معدل الربح نحو الانهيار.

ودون الدخول في التفاصيل التي عرضها كارل ماركس في مؤلفاته الشهيرة حول رأس المال، سأتناول في ما يلي دينامكية هذه القوانين والنتائج التي تسفر عنها والتي تفسر لنا تاريخ النظام الرأسمالي بأكمله وكذلك مصيره المحتوم، كما تفسر لنا أيضا ما حدث في ظل الأنماط الإنتاجية الطبقية السابقة التي انتهت إلى الانهيار ... يتبع.


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية. [email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)