صنعاء نيوز/ عبد الرحمن الغابري- من صفحته عللا الفيس -
وكأنه اليوم يردد هذ المثل الشعبي ذو الدلالة القوية على الهلع للمال على حساب القيم لدى النّهابة الذين اعترضوا مواطنا يبيع مأكولات شعبية ... حكايته طويلة ربما يعرفها العديد من الناس الكبار .
في نهاية هذا الشهر ستحل ذكرى وفاته ال21 .. انهدم منزله البسيط العتيق في بستان السلطان او ما يسمى حارة المنصور صباح اليوم ..
اذكر أنني حضرت أنا والصديق الشاعر محمد القعود تسوية شراء المنزل لتحويله الى متحف يتبع وزارة الثقافة حين كان الدكتور عبد الله عوبل وزيرا للثقافة ..كان الورثة كُثر موجودون في المكتب ، حررت مذكرة لجهة الاختصاص بتوفير مبلغ خمسين مليون ريال ليتوزعها الورثة !!!
كان ذلك عام 2012م
لا اتذكر أن الاستاذ العظيم عبد الله البردوني ذكر احد من الاقرباء له سوى اخته.
ولا افهم سر اختفاء دواوينه وكتبه من المكتبات في انحاء الجمهورية !!
ولا ادري هل توزع الورثة المبلغ كما يدعون
او ان المبلغ صرف ام لا وهل اصبح فعلا يتبع الثقافة ؟
اذا كان كل ذلك تم ام لم يتم فلماذا تم اهمال المنزل من قبل المنتفع به ايٍ كان ؟
ألحقارة أن المنزل ترك مهجورا دون عناية او اهتمام .
كان الاستاذ عبد الله البردوني لا يملك شياء في هذا المنزل سوى كتبه واقلامه ولوحة الفلاحة بالحمير اهداها له حبيبه وحبيبنا الفنان العظيم
هاشم علي ( ضاهر جزء منها في إحدى الصور )
وفراش صوف الغنم و( جَرْمٍ ) يقيه من البرد وراديو( ابو شمس او كعكة ) وثلاجة حافظة للشاي وعلبة (الشّمّة ) و(متفل ) و رائحة وذكرى زوجته الاولى المتوفية بنت الحمامي ..
مخز جدا ومعيب وعار على الجميع أن ينهار منزل اهم مفكر وشاعر عظيم بسبب اشكالية لمن يؤل سواء للورثة أو للدولة .
لم يخلف البردوني ابناء لأن الشعب اليمني كافة هم ابناءه واخوانه واحباءه ..كان يملك اصدقاء ومحبين عددهم قليل اولهم هذا الانسان الرائع محمد الشاطبي (كان يناديه الاستاذ (العزّي)
هذه الصور للأستاذ وصديقه في هذا المنزل الذي سقط اليوم وانهار ربما محتجا وغاضبا وحزينا على صاحبه ولأنه يأبى ان يسكنه احد سوى البردوني ..وفضّل اللحاق به الى باطن الارض ليشعرا بالسكينة والهدوء من ضجر وضجيج وجنون وهلع وطمع عالم اليوم .
الصور نهاية السبعينات اسود وابيض .
صورة المنزل الحزين المغبون الشهيد من صفحة الشاعر الكبير يحيى الحمادي |