shopify site analytics
ارتفاع حصيلة ضحايا غزة إلى 111724 شهيدا ومصابا - اغلاق قصر معاشيق عدن - القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ استهدفت سفينةً نفطيةً بريطانيةً - رمز المواجهة بين الطبقة العاملة وراس المال بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي - القدوة يكتب: حرب الإبادة وانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى - القحطاني يكتب: من آمن العقاب.. أساء اﻷدب - مدير عام مديرية بيحان يعزي في وفاة الشيخ مسعد البجاحي المصعبي - حشود مليونية بالعاصمة صنعاء في مسيرة "مع غزة العزة.. تعبئة واستنفار" - زيارة معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار/ العراق بغداد - قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - عبد الرحمن الغابري

الثلاثاء, 25-أغسطس-2020
صنعاء نيوز/ عبد الرحمن الغابري ، من صفحته على الفيس بوك -

لم اعرف نوع الحُمّىَ التي اجتاحتني ليلة امس إلاّ حين تذكرت ان اساتذة مدرسة الايتام الشعبية منتصف عام 1966م اسعفوني أنا وزملاء كُثر الى مستشفى ( سوق البقر ) الواقع في حارة طلحة صنعاء القديمة إثر اصابتنا بالتيفوئد !!

كُنّا نمرض جماعيا ونُشفى جماعيا ونأكل وننام جماعيا ونحب بعضنا كاخوة واسرة واحدة !!
كلنا من الصف الاول حتى السادس الكبير يرعى الصغير كانت مدرسة هي اكثر من جامعة اليوم واقوى منهجا من كل الجامعات وثانو يات اليوم كانت مدرسة وبيت وأم رؤم
الصغير بحب الكبير كاخ واب وام
كنا أيتاماً من ناحية الاباء والامهات لكنا تعوضنا بزملاء لنا واساتذة محترمون .. كانوا يحمّموننا في حمام الميدان اسبوعيا وعلى حساب المدرسة .. ومدير المدسة التربوي العظيم عبد الله الذماري (يفلّي) رؤسنا ويزل البراغيث والقمل منا ..
الا استاذ واحد كان قاسيا علينا مع ان الاستاذ والاب عبد الله الذماري كان يؤنبه ..
الاستاذ( فتحي) شخص طويل معمم ومتوّز عابس
الهيئة والوجه كأنه قرميد خرج للتو من جوف لهبة النار ..هو سبب اصابتنا ب(التيفوئد )

كان يرغمنا ان نذهب الى ارضيته وبيته ومزرعته في (شعوب) والا فلن ننجح في مادته (الاسلامية )
نشقى نحرث ونعمر حتى اننا نزيل روث الغنم والبهائم الاخرى من الاسطبلات ونجمعها في شوائل لتكن سمادا لمزرعته ..
وعندما كانت الاغنام والبهائم رايحة وغادية كنا ننضف كل مخلف جديد من الروث !! هن ينمن بهدوء ونحن نحتك عرض الجدران .
هنا اصبنا بالتيفوئد جماعة ..البراغيث (القُمّل )
غزتنا بشكل مخيف لم يستطع المربي الفاضل عبد الله الذماري القضاء عليها من رؤسنا فقد سكنت وتمتعت بدمائنا في الاعضاء الحساسة في اجسادنا
ليس من المعقول ان يُخلّسنا ابونا ومربينا الفاضل عبد الله الذماري ملابسنا ويكشف عوراتنا في باب مكتبه .كلنا نعم كلنا كُنّا نحتك عرض الجدار حكوك
ونتفاقد(كُعلنا ) ومؤخراتنا واأبطتتنا وحتى ادبارنا التي تنخرها البراغيث..أما اذاننا فكانت تلعب داخلها البراغيث وتحدث ضجيجا والما شديدا ..يبدو ان الاستاذ فتحي كان وهن متفقين فبدلا من يكفنا هو بقوة في (صوابرنا) كان يسخر البراغيث لتقوم بماهو اشد ايلاما من الكفوف الحامية .
اصبحت اجسادنا ملطخة باللون الاحمر من جور الحكوك والهرش واللسع المستمر ..اصبحت اجسادنا كاهم لون علم الجمهورية (الاحمر )

ليلة امس تذكرت تلك الحمى وتذكرت مستشفى(سوق البقر ) في صنعاء القديمة (حارة طلحة ) تحديدا ..
تذكرت الطبيبة العظيمة والفنانة الكبيرة زهراء طالب ❤❤🙏🙏 كم احببت واستمتعت بوخز حقن الدواء الذي كنتِ يا زهراء تمنحينا اياها ... اللحظات التي كنتِ تتداوينا وتمنحينا العافية والسعادة وانتِ ترتدين بالطو ملائكة الرحمة ومنديلٌ شامخ فوق شعرك المنساب على اكتافك وصدرك كغيم مشبّع بالغيث وكشجرة عملاقة مثمرة بجميع الفواكه .

زهراء التي اصبحت فيما بعد صديقة وفنانة كبيرة ورائدة للمسرح اليمني هي من منحتنا الشفاء والسعادة وهي من تعلّمنا فنون المسرح من شخصيتها وثقافتها وموهبتها ..

يا زهراء اين انتِ ليلة اأمس لقد تذكرتك وهطلت دموعي مخلوطة بعرق الحمئ الغزير
تذكرتك يا زهراء ناديتك يا زهراء كان لساني ليلة امس لا يكف عن مناداتك ورغم ان الحمى جعلتني اهذي إلا انني كنت مركّز بعقل كبير ! كنت ابكي كطفل افتقد أمه و(ضروعها ) اثدائها وهو في المهد ..
اين انتِ يا زهراء ليلة امس ؟
لا زلت حتى اللحظة أناديك يا زهراء طالب ..
هل تسمعينني وانتِ في الأجداث ؟ لا اشك في ذلك
انتِ يا زهراء نبع حياة ...
ها انا انتعش وانتعشت لأنك كنتِ بجانبي تداويني ببسمة بضحكة وبمزحة ( اصبر يا جنّي) لوخز الابرة ..
ومن قال لك يا زهراء انني أتألم وتألمت من حقنك ؟
لقد كانت حقنك بلاسم يا زهراء
وذكراك دواء مزيل لكل الاسقام يا زهراء .

ولن تغيبي ابدا يا زهراء طالب .. مهما تقادمت الايام والسنون .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)