صنعاء نيوز/ م/ يحيى محمد القحطاني - "
تحتفل الأمة العربية والإسلامية، في مشارق الأرض ومغاربها، بعد أيام بمولد الرسول العظيم سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، هذه اﻹحتفاﻻت السنوية، هي مناسبة دينية وتاريخية عظيمة، قد تعيد لهذه الأمة مجدها وتاريخها الحضاري، القائم على العمل والعلم والعدالة والرحمة ..
وتأتي إحتفاﻻتنا لهذا العام 1442 هجرية، بالتزامن مع إحتفالات شعبنا اليمني، شماله وجنوبه شرقه وغربه، بمناسبة الذكرى الـ 58 لثورة السادس والعشرون من سبتمبر الخالدة، والذكرى ال 57 لثورة الرابع عشرمن اكتوبر المجيده ..
نحتفل هذا العام بالمولد النبوي، وسط زخم كبيرمن الأحداث المؤلمة، اجتاحت العالم العربي والإسلامي، تأمر ضد بعضنا البعض، تأجيج الخﻻفات المذهبية، إشعال الحروب على أسس سنية وشيعية، وتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، من قبل حكام دويﻻت البعران الخليجية والسودان ..
وحرب إجرامية وهمجية، على اليمن أرض وإنسان، منذ أكثرمن 2000 يوم، يتم تمويلها بالمال اﻹماراتي والقطري والسعودي، سفكت الدماء، وهدمت المدارس والطرقات والجسور، والمستشفيات والجامعات والمطارات، والمباني والمساجد تاريخية وغير تاريخية ..
وحصار مطبق من البر والبحر والجو، منعوا الغذا والدواء، وخروج الجرحى واﻷمراض للعﻻج في الخارج، هذه اﻷعمال اﻹجرامية، مخالفه للقرآن وتعاليم رسولنا الكريم، وترفضها كل الشرائع السماوية، ومواثيق اﻷمم المتحدة ..
يارسول الله: في حين يطبق الغرب قيمنا الإسلامية، في الحكم والإدارة والسياسة، وبقيم الرحمة للفقير، بينما حياتنا تفنى، بين إرهاب وحرب وموت وبطالة وفقر مدقع، رغم أن لدينا وطنآ يمتد من المحيط إلى الخليج، وكم هائل من الثروات الطبيعية والبشرية ..
يارسول الله، دول العالم قد غزو الفضاء، وغاصو في أعماق البحار، وتطورو علميا وثقافيا وإقتصاديا، بينما نحن المسلمين نبقى مرتهنون في كل جوانب الحياة، للشرعنة الدينية وفكر الفتوى، وذهنية التحريم، وعلم السواك وجهاد النكاح، وعلم الفرقة الناجية داعش والقاعدة ..
يقوم بعض المتطرفين، في الدول الغربية من وقت إلى آخر، بنشر الرسوم الكاريكاتورية، التي تسيء إلى رسولنا الكريم، وإلى مقدساتنا اﻹسﻻمية، ولم نرى أحداً ممن يسمون أنفسهم علماء، يستنكر أويصرخ ضدهم، كما نسمعهم يصيحون ويصرخون ويكفرون، من يحتفل بذكرى ميلاد الرسول الكريم ..
الأمر الذي يجعلنا اليوم، في أمس الحاجة، أكثر من أي وقت مضى، للاحتفال بذكرى ميلاد الرسول الكريم، وإيصال رسالة بحقيقة الإسلام وصورته الصحيحة، إلى العالم الغربي وغيره، لكي يعرفوا الجوانب المشرقة، من سيرة الرسول الكريم، ومن حياتة وشمائلة وخصائص نبوته ..
هذا الرسول العظيم، الذي بعثه الله رحمة للعالمين، جمع في صفاته بين بشرية الإنسان وعظمة القائد، وأمانة الرسول المبلغ، وكان خلقة القرآن كما قال تعالى﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وقال جل شأنه(فَبِمَارَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْكُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْلَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) ..
وكان يحاور الذين يخالفونه في الرأي، من المسلمين وغير المسلمين، ويقبل مخالفتهم، ويحاججهم بالحوار: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن)، ويوصي بهم خيراً: "أوصيكم بأهل الذمة خيراً" ويقوم لجنازة يهودي فيقال يارسول الله إنه يهودي فيقول: "أو ليست نفساً بشرية" ..
ومع كل هذا تبقى، يا سيدي يارسول الله، لجميع المسلمين نبع مسيرة النهر المستمرة، ويبقى أتباعك الصادقين، المخلصين من أمتك، يهتدون بهديك إلى يوم الدين، وسوف يكون النصرلليمنيين، أهل الحكمه واﻹيمان، كما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم، والله من وراء القصد ..!! |