shopify site analytics
رئيس وزراء إيرلندا يفاجئ بايدن بدعم صريح للقضية الفلسطينية - يأمر بالبدء بالزحف الى الاقصى رسالة صوتية لقائد هيئة أركان الكتائب في غزة - 4 أسئلة عن اسرائيل يجب على اللاجئ العربي إلى ألمانيا الإجابة عنها - دخول سفينتين حربيتين روسيتين البحر الأحمر - نظرة على الدورة الخامسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان - القدوة يكتب: حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية - أياد راضي وعقدة جلد الذات - دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك" - منيغ يكتب: ليبيا شَظَايَا نَوَايَا (1من5) - العفو الدولية تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن لمنع “الإبادة” في غزة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - الدكتور عادل عامر

الثلاثاء, 26-يناير-2021
صنعاء نيوز/ الدكتور عادل عامر -


تعاني القضية الفلسطينية، اليوم، من خطر عظيم، في ظل تحول الحكومات العربية للهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، في حين يجد هذا الكيان، نفسه، أمام فرصة سياسية قلما تعوض يحاول الاستفادة منها لتثبيت مشروعه الاستعماري الإحلالي الاستيطاني من ناحية، ومصالح رعاته الغربيين وداعميه الجدد من الأنظمة العربية المطبعة من ناحية أخرى.

وجوهر التطبيع، بالنسبة للكيان الصهيوني؛ بمساراته واشتراطاته، هو تصفية وليس لتسوية القضية الفلسطينية، وتوفير اللحظة التاريخية التي يتحول فيها الفلسطيني من المقاومة إلى التسليم والقبول بالمعروض كما تحاول صفقة القرن. كما أنه يحقق للكيان الصهيوني فوائد عدة أخرى؛ بخلاف فرض الرؤية الصهيونية في تسوية الملف الفلسطيني، منها: السماح لهذا الكيان بالاستفادة اقتصادياً من محيطه العربي، وتحسين مكانته الدولية بين الدول، خصوصاً الداعمة للقضية الفلسطينية؛ وفي القلب منها الدول الإسلامية غير العربية، كل ذلك من دون أن يضطر إلى تقديم أية تنازلات.

وتقوم استراتيجية التطبيع الصهيوني، على إدراك جيد للمشهد العربي الراهن، ومحاولة استغلاله من أجل تحقيق الأهداف السابقة. ف”التطبيع” الصهيوني، يهدف إلى التعامل مع قضية غير استراتيجية(السلام مع الدول العربية)، للوصول إلى الهدف الاستراتيجي الصهيوني في الهيمنة على العرب.

سعى الصهاينة ومن يدعمونهم من القوى الغربية(بريطانيا ثم الولايات المتحدة الأمريكية)، منذ بدايات الهجمة الصهيونية على فلسطين وإلى اليوم، لمحاولة تطبيع العلاقات مع العرب، لتحقيق أهدافهم في المنطقة من خلال غرس هذا الكيان الاستعماري الإحلالي الاستيطاني واعترافنا بوجوده داخل منطقتنا العربية. وقد كان هذا السعي لتطبيع العلاقات مع العرب، سعياً مخططاً يخضع لاستراتيجية طويلة المدى، واستخدم آليات متنوعة.

والاستراتيجية، هي رؤية شاملة نابعة من عقيدة، لتحقيق أهداف محددة على مدى زمني من خلال مجموعة من الآليات والبرامج باستخدام المصادر المتاحة الاستخدام الأمثل في البيئة التي تعمل من خلالها. ويمكن تعريفها، من الناحية الإجرائية- بأنها “عملية التخطيط اللازمة لتعبئة الموارد والإمكانات، وتوجيه السياسات، واستخدام الأدوات والوسائل المتاحة، من مرحلة لأخرى، لمواجهة موقف معين، من أجل تحقيق أهداف محددة”

والتطبيع، لغة: إعادة الشىْ إلى طبيعته، أما اصطلاحاً: فهو مصطلح صهيوني، ظهر لأول مرة في المعجم الصهيوني للإشارة إلى يهود المنفى، حيث طرحت الصهيونية نفسها على أنها الحركة السياسية التي ستقوم بتطبيع اليهود، أي إعادتهم إلى “طبيعتهم” كأمة واحدة بدلاً من جماعات قبليه منتمية إلى أمم متعددة. ومع الهجمة الصهيونية المتدثرة بالإمبريالية الغربية، تم تعدية المفهوم لوصف العلاقة مع العرب، ليعني، الاعتراف بوجود الكيان الصهيوني، وقبوله كحقيقة واقعة في المنطقة العربية وإن كان انتماؤه وولاؤه غربي، من خلال: الاعتراف الكامل بشرعيته الاستعمارية الاستيطانية، وشرعية مشروعه ودولته اليهودية الخالصة، وانهاء المقاطعة الاقتصادية، والثقافية والدبلوماسية، وإيقاف النشاط المعادي في المؤسسات والمنابر الدولية، والتعاون الإقليمي والثنائي

أولاً: جوهر الاستراتيجية

تقوم الاستراتيجية الصهيونية للتطبيع، على مسلمة رئيسية لم يتغير، وهي أن العرب لا يمكن أن يطبعوا علاقتهم بهذا الكيان إلا في حالات ضعفهم، أو ذوبان شخصيتهم القومية والدينية، وهو أمر يكاد يدخل في نطاق المستحيل.

ومن هنا كان جوهر استراتيجية التطبيع مع العرب، مبنياً على اعتبار الأمن وتحقيق التفوق الصهيوني الشامل والدائم للكيان الصهيوني عليهم، ومحاولة تغيير الصورة الذهنية للصهاينة من أعداء إلى شركاء، وإعادة تركيبها لتتوافق مع فكرة وجود وشرعية واستحالة زوال الكيان الصهيوني.

ثانياً: أسس الاستراتيجية

تقوم الاستراتيجية الصهيونية للتطبيع، على أساس رؤية محددة للصهيونية في علاقتها باليهود والعرب وبفلسطين وبالعالم الغربي، ومن خلال اكتشاف المتغيرات الحاسمة في التاريخ، واستغلال القدرات والآليات المتاحة لديها تعمل-مع الوقت- على أن تجعلها مقبولة مصدقة منهم جميعاً. وهذا التصور يقوم على الأسس التالية:

1-اختلاق واقع تاريخي، يناسب الرواية الصهيونية لأسباب الصراع العربي معها، يلغي الرواية الحقيقية لأسباب الصراع، من خلال الادعاء أن فلسطين أرض يهودية، فهي أرض الأجداد وأرض التوراة ووطن جميع اليهود في العالم. وأن الصراع بين العرب وإسرائيل ليس سببه احتلال فلسطين، لكنه يعود إلى رفضهم وجود الكيان الصهيوني داخل المنطقة العربية العرب. وأن الصراع، سينتهي فقط عندما يقتنع العالم العربي بأسره، وكذلك إيران غير العربية، بأن إسرائيل حقيقة قائمة.

2- تفسير الحاضر على الاختلاق السابق، من خلال عرض خاطئ ومضلل للحقائق، وترويج ذلك بما يجلب له دعم القوى الإمبريالية صاحبة المصلحة في وجوده واستمراره، والمضللين بدعاياته أو المؤمنين بها من معتنقي المسيحية الصهيونية.

3-اعتبار العقبة الرئيسية أمام التطبيع، هي الرأي العام في العالم العربي-وفي القلب منه الشعب المصري بثقله العربي والإسلامي-، الذي يحركه الدين والقومية، مما يستلزم مواجهة خطاب الحركات الإسلامية والقومية بخطاب منافس يعيد تشكيل منظومة القيم والمفاهيم العربية بكل السبل الممكنة. وإحداث اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية، تؤدي إلى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي داخل المجتمعات العربية، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً ومنقسمة إلى أكثر من شطر, ولكى يعجز أي نظام في معالجة الانقسام والتخلف والوهن. 4-اعتبار أن السلام بين مصر وإسرائيل هو حجر الزاوية في عملية التطبيع مع العرب.

ثالثاً: آليات الاستراتيجية

1- التطبيع السياسي والأمني مع الحكومات العربية، والعمل من خلاله على عزل القضية الفلسطينية عن عمقها العربي والإسلامي والإنساني.

2-التطبيع الثقافي، من خلال تطوير قنوات للتواصل مع الجمهور العربي لتغيير صورة الكيان الصهيوني العدوانية.

2-التطبيع الاقتصادي، من خلال الترويج لنظريات “السلام الاقتصادي” ورشوة الفلسطينيين ببعض الإغراءات الحياتية الاقتصادية، في مقابل تخليهم عن حقوقهم الاقتصادية التاريخية.

4- التطبيع الإعلامي، من خلال تصوير الصراع العربي “الإسرائيلي” على أنه صراع فلسطيني “إسرائيلي.

5- التطبيع التكنولوجي، من خلال الترويج للتعاون التقني الذي تتفوق فيه إسرائيل وما يحققه من مكاسب للأنظمة الحاكمة العربية ، وخصوصاُ البرمجيات التي تمكن هذه الأنظمة من البقاء، حيث يشكل بقاؤها مصلحة استراتيجية لإسرائيل

رابعاً: الاستراتيجية الصهيونية للتطبيع اليوم

دخلت استراتيجية التطبيع، في العام الحالي 2019م، مرحلة جديدة لن تقتصر على الجانب السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي والإعلامي والتكنولوجي بين الكيان الصهيوني والعرب، بل طالت ثوابت الأمن القومي العربي والموقف من فلسطين. وذلك نتيجة لعدة معطيات جديدة، تتمثل في:

1- فشل ثورات الربيع العربي، وعودة الاستبداد كأقوى ما يكون في غالب الدول العربية، في ظل حالة انقسام الفلسطيني متزايدة.

2- أصبحت غالبية الدول العربية، ترى أن تهديدات إيران، والقوى الإسلامية المعارضة في الداخل، أهم من “الصراع العربي- الصهيوني”. وأن هذه التهديدات، تهدد الكيان الصهيوني أيضاً، مما يدفعهم إلى رؤية إسرائيل كحليف استراتيجي للحفاظ على أنظمتهم السياسية من الانهيار، خاصة مع وجود نوع جديد من القيادات داخل تلك الأنظمة ترفض رؤية الصراع باعتباره صراع وجود، وترى أن إسرائيل وجدت لتبقى، بل إن بعضها يروج لحقوق يهودية في فلسطين.

3- رئاسة ترامب للولايات المتحدة الأمريكية، حيث انتقلت إدارته من الانحياز لإسرائيل إلى الشراكة الكاملة والتماهي مع المشروع الصهيوني، وضغطها المباشر على الدول العربية التابعة له، للمضي قدماً بمشروع التطبيع الكامل مع دولة الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية. 4- التوافق الكبير داخل الأحزاب السياسية الصهيونية، على أن الفرصة سانحة للوصول إلى دولة يهودية خالصة تنعم بالأمن، بين جيران يبحثون عن تحالف معها يساعدهم على البقاء في الحكم ويفتح لهم من خلالها أبواب واشنطن.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)