shopify site analytics
أسماء الأسد؟ وما إمكانية التعافي منه؟ - بلينكن: لسنا حزينين لوفاة رئيسي - المدمرة "يو إس إس كارني" الأمريكية تعود إلى امريكا - القدوة يكتب: مجلس الأمن الدولي وحماية الشعب الفلسطيني - إيران.. ضربة استراتيجية لنظام ولاية الفقيه! - هانم داود تكتب : قلق الامتحانات - مجلس جامعة إب يعقد إجتماعه الرابع للعام الجامعي ١٤٤٥هجري - الوحدة اليمنية وحدة الشعب،،!! - الدكتور عصدة يكتب: اليمن المنحوس والانفاق المظلمة - الدكتور الجوفي يكتب : اليوم الوطني 22 مايو -
ابحث عن:



صنعاء نيوز -  أدلى السيد (أحمد قطان) وزير الدولة السعودي للشؤون الأفريقية حاليًا، والسفير السعودي السابق لدى مصر والمندوب السعودي السابق

الثلاثاء, 09-مارس-2021
صنعاء نيوز/ يحيى حسن عمر -
(1)
أدلى السيد (أحمد قطان) وزير الدولة السعودي للشؤون الأفريقية حاليًا، والسفير السعودي السابق لدى مصر والمندوب السعودي السابق في الجامعة العربية، بتصريحات تليفزيونية يوم الإثنين 1/3/2021، لبرنامج (في الصورة) في قناة (روتانا خليجية)، كان أقل ما يقال فيها أنها تصريحات من العيار الثقيل سياسيًا، فقد كانت كاشفة وصادمة ومليئة بالأسرار بشكل لا يتصور صدوره من مسؤول سعودي بدون إذن من قيادته السياسية، فلا يمكن لمسؤول سعودي في موقعه – أو حتى بعد تركه لموقعه – أن يتفوه بكلمة دون الحصول على إذن، فكيف وهي كلمة مسجلة وليست وليدة الخاطر على الهواء، مما يؤكد أن جميع ما ذكره (قطان) كان بعلم القيادة السياسية السعودية، بل نقول أن القيادة السعودية كانت بوضوح وراء هذا الحوار التليفزيوني، ولمن يعرف طبيعة العمل داخل الحياة السياسية السعودية يدرك أن هذا الإستنتاج يكاد يرقى إلى درجة البداهة السياسية.
(2)
وكانت أهم النقاط التي ذكرها السيد أحمد قطان في حديثه ما يلي:
الرئيس مبارك ماطل كثيرًا في إعادة جزيرتي (تيران) و(صنافير) إلى السعودية، ولم يحل الأمر إلا على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي جمع المسؤولين وأكد لهم سعودية الجزيرتين وحسم الأمر.
كانت وثائق سعودية الجزيرتين واضحة، وقد إقترح علينا د. مصطفى الفقي أن نلجأ للأمم المتحدة للحصول عليهما.
قابلني الدكتور محمد مرسي قبل الجولة الثانية من الإنتخبات الرئيسية، وقال: لو فزت في الإنتخابات – وسأفوز بها – فإن أول دولة سأزورها هي المملكة العربية السعودية، وقد قام بذلك بالفعل.
بعدما تولى محمد مرسي الرئاسة تعددت لقاءاتنا، وكانت علاقتنا جيدة جدًا، وكنت أقول له: يا فخامة الرئيس، السعودية قدمت لمصر مساعدات تقدر بأربعة مليارات دولار، منها 2.9 مليار دولار لم تستلمها مصر بعد، فهي في رصيدكم، وللعجب أن ظلت إلى خلع مرسي لم تسحب، فلما جاء د. حازم الببلاوي رئيسًا للوزراء وأخبرته عنها الأستاذة لميس الحديدي قام بسحبها (في ثواني).
إستدعاني سمو الأمير سعود الفيصل لمقابلة مع السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية بعد تولي مرسي للرئاسة، وقلت لها: أنا متأكد أنهم لن يستمروا في الحكم، فالجيش المصري كما أعلم عنه لا يمكن له أن يتركهم في الحكم.
ولما سأله المذيع إن كانت السعودية قد ساهمت في إسقاط مرسي إبتسم إبتسامة صفراء طويلة أجابت الإجابة كلها، ثم قال ببطئ: هذا أمر حساس ولا نستطيع التدخل في إزاحة رئيس مصري (وإبتسامته المستمرة تكذب لسانه).
الفائز الحقيقي في إنتخابات الرئاسة كان هو الفريق (أحمد شفيق)، وقد أُبْلِغنا بذلك قبل أن يتغير الأمر ويتم إعلان فوز مرسي بالرئاسة !!.
قام الرئيسي السيسي بتكريمي بإهدائي (وشاح النيل)، وقد إستئذنت الديوان الملكي أولًا على العادة، وقد طلب مني الرئيس أن أحضر والدتي وزوجتي وإستقبلتهما زوجة الرئيس، ثم جلسنا جميعًا حيث أطال فخامته اللقاء، وكلما إسئذنت منه حرصًا على مشاغله رفض حتى قال لي: إذا أردت أن تذهب إذهب أنت وأترك معنا الوالدة، ثم قام بتوصيلها حتى باب القصر، وقبل رأسها، فقبلت رأسه، ولا أنساها له أبدًا !!.
أمين عام الجامعة العربية يتقاضى سبعين ألف دولار شهريًا.
(3)
كل نقطة من النقاط السابقة كانت تكفي وحدها لتكون مفاجأة، فكيف وقد خرجت جميعها في لقاء واحد من صندوق (أحمد قطان) السحري، الذي لا يفتح إلا بمفتاح ملكي، فإذا كان في تكريمه الشخصي قد إستئذن من الديوان الملكي وذكر أنه لابد من هذا، فكيف بنشر أسرار سياسية قال عن بعضها المذيع نفسه: أنت تلقي علينا قنبلة الآن !!.
(4)
أكد أحمد قطان أن مبارك ماطلهم طويلًا – رغم متانة علاقته بهم وقد أشار إليها أحمد قطان وذكر أنه لا ينسى مواقفه مع المملكة – ومع ذلك رفض إعادة الجزيرتين وقاوم كل الضغوط، وما كان ذلك إلا لإيمانه بمصريتهما، أو في أقل الأحوال لإقتناعه بأهميتهما الإستراتيجية لمصر، فلما جاء لسيسي قام – جزاه الله خيرًا – بالتخلي عنها بكل سرور، بل وبالضغط على المسؤولين المصريين لتحقيق ذلك، فهو طعن خطير في شرعيته، ليس من جهة النتيجة فكلنا رآها، ولكن من جهة لكواليس التي تمثلت في تمنع مبارك الطويل ثم إقبال السيسي (العريض) !!.
(5)
وكما غمز قطان وطنية نظام الحكم المصري فإنه ضرب أيضًا في أساس شرعيته، فإذا كان الفائز في الإنتخابات هو الفريق (أحمد شفيق) فإن المسؤول الأول عن تغيير النتيجة هو المجلس العسكري الذي كان السيسي يشكل أحد أهم أعضائه، وكذلك النظام القضائي الذي أشرف على الإنتخابات، فهذا التصريح هو ضرب للمجلس العسكري وللقضاء، وهما ركيزتا حكم السيسي، وضرب للحاكم نفسه وشرعيته، فإذا كان شفيق هو الفائز الحقيقي للإنتخابات (على حد زعم قطان)، فلماذا ببساطة لا يعود الحق لأهله !!.
(6)
واستمر قطان يشكك في أمانة المجلس العسكري فقال أنه قال لوزير الخارجية الأمريكية أنه متأكد أن الجيش لن يترك الإخوان في الحكم، وهو بهذا يؤكد أن الإنقلاب – ببساطة – كان مبيت النية ولم يكن وليد أخطاء الإخوان ولا أخطاء عهدهم، وأن هذا التنكر لإرادة الشعب عبر صندوق الإنتخابات كان مبدئيًا ومحتمًا !!.
(7)
ثم كانت إبتسامته الصفرء التي أجابت عن التدخل السعودي للمساهمة في إزاحة الرئيس مرسي، الذي ذكر هو أنه عامل العلاقات السعودية بكل إحترام، فزار السعودية، وأكرم سفيرها، ولم يُخضِعْها لللإبتزاز كغيره، بل تعفف عن مساعداتها، ومع ذلك تآمروا عليه منذ البداية وحتى النهاية، شارك قطان نفسه في هذا، فواجه إحسان الرئيس مرسي إليه بالإساءة والجحود، ثم عاد يكررها مع السيسي الذي أكرمه ووالدته، ثم هاهو يخرج ليسدد له سهام المكر المسمومة الفاضحة، وصدق الله العظيم ” الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا “.
(8)
وهكذا كان هذا الحديث التليفزيوني المدوي لا نقول بمثابة شدة أذن مؤلمة للنظام الحاكم في مصر، بل هي كما نقول بالعامية المصرية (تمليصة) أذن، أي ليس فقط شد الأذن، بل إمساكها بكامل اليد ثم عركها عركًا لإيقاع أشد الألم، ويرى كثير من المراقبين أنه بمثابة الرد السعودي على تقاعس السيسي عن دعم النظام السعودي أمام تصريحات بايدن الخطيرة، وفي أوقات المنعطفات السياسية الحاسمة لا مجال للتخاذل ولا للتغابي وإمساك العصا من المنتصف، ومن لم يكن معنا وقتها فهو علينا، فكان عليهم أن يذكروا النظام المصري بما قدموه له وما (يمسكونه عليه)، عله يرعوي .
(9)
ولكن هل هي قطيعة تامة، الإجابة بالنفي من وجهة نظري، فهم ما زالوا بحاجة للنظام المصري الحالي، [واللي تعرفه (وماسك عليه كتير) أحسن من اللي ما تعرفوش (ونظيف)]، لكنها كانت صفعة إفاقة ليعرف كل واحد قدره، ويلزم كل طرف غرزه، وحتى يعلم النظام المصري أنه ليس من السهل بيع النظام السعودي عند أول بادرة سوء أو خوف مع البلطجي الأمريكي الجديد، فعلى النظام المصري أن يحسبها ألف مرة قبل أن يقدم على ذلك.
(10)
وإذا إختلف الساسة وإختلفت الأنظمة ظهرت الأسرار !!…وهكذا ساق الله الرزق للمؤرخين الذين سيتناولون تلك الفترة لاحقًا… فبمثل هذه الصناديق السحرية المفتوحة فليفرح المؤرخون.
كاتب سياسي مصري وباحث في التاريخ
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)