shopify site analytics
المنشد المجاهد عدي السفياني الليث اليماني في محراب الذود عن الوطن - هل ماتزال السيارات والعمارات عالقة في مياه البحر المتوسط في ليبيا - هيئة التأمينات تصرف النصف الثاني من معاش سبتمبر 2020 للمتقاعدين المدنيين - تفاعل كبير مع فيديو أسر مجندات إسرائيليات - من حضر ومن مثّل الزعماء العرب في وداع الرئيس الإيراني الراحل - مواقف روسيا والبحرين متقاربة إزاء العديد من القضايا الدولية - الاتحاد الأوروبي يهنئ اليمنيين ويؤكد التزامه بوحدة اليمن - الحسني يشن هجوما لاذعا على الانتقالي الحنوبي - عيدروس الزبيدي يدعوا إلى تقسيم اليمن والسعودية تلتزم الصمت - افراح ال المصنف بصنعاء -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
الحواجز كثيرة، تلك التي تقف أمامنا منذ ولدنا. لك أن تعددها. مثلا عتبة المنزل، كانت حاجزا للكثيرين منا في عمر السنتين، أو النزول

السبت, 13-مارس-2021
صنعاء نيوز/ وميض شاكر .. من صفحته على الفبس بوك -

الحواجز كثيرة، تلك التي تقف أمامنا منذ ولدنا. لك أن تعددها. مثلا عتبة المنزل، كانت حاجزا للكثيرين منا في عمر السنتين، أو النزول من على الفراش كان حاجزا هو الآخر ونحن في عمر أقل، ثم خيوط الحذاء، ولعبة المكعبات، الأضواء المطفأة، قصص الجن، الشاهي الساخن، أحيانا شهر رمضان، الواجبات المدرسية، وعصا الاستاذ.
حينها، لم نكن جيدين في الكلام، كنا صغارا، إلا أن الكلام لم يعتبر يوما حاجزا بالنسبة لنا، لقد قلنا الكلمات كلها، وصرخنا الصراخ إلى أعلى درجة في السلم الموسيقي. قلنا كل ما بحوزتنا من كلمات، وصرخنا بكل مالدينا من أحبال صوتية، حتى أن كلماتنا كانت تفجر الضحك أو البكاء لمن يسمعها، وغالبا لكل واحد منا عبارة خلدت، وما كان لكلماته أن تخلد وإن كانت قصيدة إذا قالها وهو انسان راشد.
عندما كبرنا، كثرت الكلمات معنا، وكبرت حبالنا الصوتية، وقل الكلام، لدرجة أنني أشعر أن كثيرا جدا من الكلمات في داخلنا سيعطب يوما ما بسبب التخزين السيء، أو قلة الاستخدام.
التواصل هو حاجزنا الأصعب ونحن على هذه الهيئة. يهاجمنا عدم القدرة على الكتابة كريح عاتية تمنع سيرنا نحو كتابة رسالة على الواتس، سيحدث لنا هذا كثيرا، وسنلام على فعله، لكننا لا نستطيع، لا نستطيع. سنجر اصابعنا جرا نحو الكيبورد من أجل الضغط على أعجبني، وسيأخذ الأمر منا الكثير من الوقت والتفكير لكتابة تعليق هنا أو هناك، وسننسى تماما أمر كتابة المنشورات، وكأن "ما يخطر ببالك؟" أمرٌ لم يكن.
منا من يشعر بصخرة، لا تقف أمامنا كحاجز هذه المرة، ولكن تجثم فوق رؤوسنا، ذلك ما يحدث عندما نضطر للحديث أمام أطفال يتشاجرون، ولسوء الأقدار أصبحنا وسطاء لفض النزاع بينهم سلميا! أو عندما نستقبل مكالمة من أحدهم يسألنا فيها "كيف الحال" فنغلف الجواب، أو حين يوجه الينا صديق كلمات شكر أو اعجاب، وآخر كلمات دافئة، فنستثير الرد ونوقظه. سنتمنى حينها أن تحمل الريح سيقاننا إلى مكان بعيد عن الكلمات التي أصبحت تؤلم فكينا. سنتمنى لو أن الكلمات كانت تخرج من غير الفكين، أن تخرج من العيون مثلا، أو فتحتي الأنف، أو من بين الأصابع، خروج الكلمات من بين الشفايف مؤلم أحيانا.
هناك كُتّاب حول العالم يعانون من حاجز الكتابة، تلك ظاهرة نفسية. هم لا يستطيعون كتابة مقال أو رواية مثلا، هؤلاء يذهبون لطبيب نفسي ويشروحون له معاناتهم التي- من وجهة نظري- تشبه معاناة أحدنا مع الرازم في اليمن. سيقولون له أن الكتابة تقرع باب غرفتي، لكننا لا نستطيع القيام من فوق الفراش وفتح الباب مهما حاولنا، سيساعدهم الطبيب على القيام وفتح الباب، على التغلب على هذه العقبة المعضلة، على النهوض، على تخطي الحاجز.
ماذا عننا؟ هل هناك أي مقال أو رواية؟ هل هناك من طبيب؟ ربما! لكن ما هو حقيقي هو كومة رسائل الواتس غير المقروءة، وحزمة التعليقات المؤجلة، وبعض اتفاقيات السلام الهشة. وهناك طبيب ربما، لكن ما هو حقيقي، أن لا حواجز ترى، لا بيبانا تقرع، أو حتى صريرا لمقبض باب قديم يُسمع، أو ضلفة شباك مخلوع يئز، رغم عُتي الريح في الغرفة!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)