shopify site analytics
المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ - وزير النقل يؤكد جهوزية مطار صنعاء الدولي لتفويج ضيوف الرحمن - ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح - عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح - إلى الداخلية وبرلمان العراق الابطال، لاشُلت أياديكم… - هل أصبح الرجال يرفضون فكرة الزواج - عمومية الحاضرين توافق على تزكية القاضي خالد هويدي - حكومة الاحتلال تنقل تكتيك حرب غزة للضفة الغربية - صداقات العالم الافتراضي وتأثيرها على الواقع..! - الدكتور قاسم لبوزة ومحافظي المحافظات الجنوبية يتفقدون المراكز الصيفية بمديرية ثلا -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - هنالك مثل عربي من المعتقد بأنه مصري الأصول، يقول " يقتل القتيل ويمشي في جنازته"، ومناسبة هذا الكلام ما قرأته في موقع بي بي سي العربي، عن وقوف أعضاء مجلس الشعب السوري دقيقة صمت أو حداد على "القتلى

الأربعاء, 30-مارس-2011
صنعاء نيوزرشيد شاهين -



هنالك مثل عربي من المعتقد بأنه مصري الأصول، يقول " يقتل القتيل ويمشي في جنازته"، ومناسبة هذا الكلام ما قرأته في موقع بي بي سي العربي، عن وقوف أعضاء مجلس الشعب السوري دقيقة صمت أو حداد على "القتلى" – هكذا وصفهم الموقع- الذين سقطوا في المواجهات التي جرت في العديد من المدن السورية خلال الأيام الماضية، هذا التصرف أو هذه الممارسة، أي وقوف أعضاء مجالس الشعب أو البرلمانات أو الحكومات او مجالس الوزراء، أصبحت ظاهرة تمارسها كل الدول العربية التي تعمها أو عمتها الثورات التي تطالب بإسقاط الأنظمة الدكتاتورية الظالمة وحكم العائلات والتوريث، وقد شاهدنا مثل ذلك – الوقوف دقيقة صمت أو تعزية الرئيس أو من ينوب عنه لأسر الضحايا- في مصر وفي تونس وفي اليمن وفي البحرين وأخيرا وبحسب بي بي سي، يتكرر المشهد في سوريا.

مشهد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء – هذا الوقوف الكاذب والمستهتر بعقول الناس وبأرواح الشهداء- ليس هو "الظاهرة" الوحيدة التي يتم تناقلها في الدول العربية، فهنالك ظاهرة أخرى تتكرر مع احتدام كل ثورة في هذا البلد العربي او ذاك، ألا وهي محاولة إلصاق التهم ضد الإسلاميين ومن انهم هم من يحرك تلك الثورات في محاولة للتخويف من هؤلاء، ومن انه إذا ما وصل هؤلاء الى سدة الحكم فلسوف يكون ذلك وبالا ليس على الشعوب العربية فقط، وإنما على السلام والأمن الدوليين او العالميين، في محاولة رخيصة للتضليل غير محكمة الإخراج.

محاولة إلباس الثورات الشبابية لبوسا أيديولوجيا إسلاميا، ليس سوى محاولة عقيمة يحاول هؤلاء من خلالها إيهام العالم بأن هذا الذي يحدث ليس سوى من صنع "شياطين القاعدة وعفاريت الإخوان المسلمين" وهذا يعني بالضرورة ان بقية أفراد الشعب هم في منتهى الرضا والسعادة في ظل تلك الأنظمة.

لقد أثبتت ثورات الشباب بشكل عام، ان لا علاقة حقيقة او مؤثرة للإسلام السياسي في تلك الأحداث، كما أثبتت الأحداث في مصر على الأقل ان الجماعات الإسلامية وبرغم كل ما يقال وبرغم كل محاولات التخويف من الإسلاميين، إن الجماعة لعبت دورا خبيثا خلال العملية المتدحرجة ضد النظام في مصر، وخاصة خلال الساعات الأخيرة، ودخولها في المفاوضات مع النظام المصري وحسني مبارك أو من ينوب عنة. هذا الدخول في المفاوضات، الذي أثار حفيظة شباب الثورة، مما اجبر الإخوان على التراجع عن تلك الخطوة بعد ان أدركوا أنهم بلهفتهم على التفاوض مع بقايا حسني إنما كشفوا عن تهافت بغيض على السلطة وعلى تحقيق اعتراف رسمي ومحاولة لحصاد ثورة لم يكن لهم فيها في واقع الأمر الشأن الكبير.

الموضوع الآخر الذي يمكن ملاحظته هو هذا الكم من التنازلات التي تبدأ تلك الأنظمة بتقديمها الى الشعوب الثائرة، حيث يخرج عليك بداية في بعض الأحيان ناطق رسمي باسم الحكومة، ليعلن عن استعداد حكومته او نظامه لإجراء كل الإصلاحات الضرورية او اللازمة، او تلبية جميع مطالب الثوار، وهذا ما يثير الأسئلة التالية بشكل مباشر، إذا كان الأمر كذلك، إذاً لماذا يتم الإعلان الآن عن استعدادات لإصلاحات واسعة وإشاعة للديمقراطية ورفع لسقف الحريات بشكل غير مسبوق؟، ولماذا كان على هذه الشعوب ان تعيش في أوضاع من القمع كل تلك السنوات؟، ولماذا لم تقدم تلك الأنظمة على القيام بتلك الإصلاحات خلال عقود من الاستبداد؟، وإذا كان الأمر بكل هذه البساطة، فلماذا كان على الشعوب ان تدفع كل هذا الدم من اجل مثل هذه الإصلاحات؟

وإذا ما استمرت الثورة، فان الصنم بنفسه، لن يتردد في الخروج الى وسائل الإعلام ليؤكد لشعبه ان الأمور سوف تكون على أفضل ما يرام، ويردد ببلاهة واضحة، "الآن قد فهمتكم"،او "الآن فقط فهمتكم"، ولا يتردد في ان يتحدث بلغة فيها من التهديد في البداية الكثير، ثم لا يلبث ان يغير تلك اللغة او اللهجة ليتحول الى ما يشبه الاستجداء ونبرات الهزيمة والجبن واضحة في كل كلمة يرددها، في محاولة أخيرة لاستجداء منصب بدأ يدرك انه لم يعد أهلا له، وانه لا بد من الاستعجال في البحث عن مفر يلجأ إليه، كما فعل بن علي وقبله شاه إيران وبعد هذا وذاك كان حسني الذي لا بد سيتبعه كثير من "الرفاق" الذين قبعوا على صدور الشعوب لعشرات السنين.

من الواضح ان الأصنام التي تتحكم في رقاب الأمة، لم تدرك بعد ان مزيدا من القمع لن يولد إلا مزيدا من الثورة، ومن الواضح أيضا ان هذه الأصنام، راهنت ولما تزل على ان بالإمكان ترويع الشعوب من خلال الاستخدام المفرط للقوة، وهذا بدوره يشير الى ان هذه الأصنام بعيدة عن نبض الشارع وهي أيضا بعيدة عن شعبها وضميره، الذي ما ان يتعرض إلى المزيد من القتل والمزيد من سفك الدماء، حتى يصبح لديه قدرة وإصرار على المزيد من التصدي والمزيد من المقاومة، وان الدم لا يجلب إلا الدم وانه كلما سال مزيد من الدماء فإنما تروي هذه الدماء نبتة الثورة لتزيدها تألقا وعنفوانا وغضبا ولن تجدي معها كل دقائق الصمت المصطنعة والكاذبة والمنافقة. وأن أرواح الشهداء التي وقفوا دقائق صمتهم نفاقا وكذبا عليها، سوف تلاحقهم في منافيهم هذا إذا ما توفرت لهم مثل تلك المنافي. فطوبى للشهداء وطوبى للأرواح الطاهرة التي أزهقتها أيدي الغدر والخيانة من أتباع أنظمة الردة.

29-3-2011
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)