shopify site analytics
200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل - المملكة المغربية..أفول مغرب القرن التاسع عشر وبزوغ فجر عهد جديد!! - الأردن قلعة شامخة في الدفاع عن الأمة وفلسطين؛ ودوره لا يقبل المزايدة - كان طريق تحرير فلسطين مرورا بكربلاء شعارا - رسالة الله إلى العالم أن الثورة الايرانية جاءت لتبقى - بعد إشرافه على إيصال المساعدات إلى غزة - ترشيح مسؤول جديد للأمم المتحدة في صنعا - وصول 19 ضابطا إماراتيا وإسرائيليا إلى جزيرة عبدالكوري - اليمن تحتل المرتبة 6 بقائمة أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي - نقابة المحامين اليمنيين تدين تهديد المحامية نسيم حسين ملقاط -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - يحكى أن ل" سعيد و سعيدة" حكاية ظريفة و جميلة و سياسية و هي واحدة من الحكايات المتداولة  في الريف اليمني و تدور تفاصيل هذه الحكاية

الأربعاء, 05-مايو-2021
صنعاء نيوز/محمد العزيزي -
يحكى أن ل" سعيد و سعيدة" حكاية ظريفة و جميلة و سياسية و هي واحدة من الحكايات المتداولة في الريف اليمني و تدور تفاصيل هذه الحكاية ، أن الزوجين شغلا بمشاكلهما و قضاياهما اليومية المجتمع المحيط لهما من كثر ضجيج الزوجين و خلافاتهما المتصاعدة صباح مساء ، فلا يسمع الناس إلا ارتفاع أصواتهما و شجارهما حول قضايا خلافية و لا يفهم الأخرون الأسباب .
صباحا كان يتجه سعيد و سعيدة إلى العمل و المزرعة سويا و هما يتجاذبان الحديث و يضحكان و يحملان فطورهما ، يفترشان الأرض في الحقل و يتناولان الإفطار و يكملان عملهما و يحملان ما جمعاه من زروع و يعودان إلى المنزل عند الظهر ، يذهب سعيد للصلاة و تتجه سعيدة لإعداد الغداء ، و بعد الغداء يبدأ سعيد و سعيدة بافتعال المشاكل و يتعالى الصياح و تبادل الاتهامات لبعضهما البعض ، ومناقشة قضايا تافهة، و هما يتبادلان قصبة " المداعة " في سطح المنزل، أبناء القرية يحاولون تقديم وساطات لفض الشجار و حل خلافاتهما، لكنهما يعودان سريعا مساء للمشاكل من جديد و ترتفع أصواتهما و تعلو كثيرا حتى يظن جيرانهما أن الحرب الطاحنة أوشكت و لابد من انتصار أحدهما أو انفصالهما على الأقل، و ربما يقضى الأمر و يخلص أو يتخلص المجتمع من إزعاجهما و مشاكلهما و تهدأ القرية و البلاد من شرورهما و حكايتهما التي لا تنتهي .
وفي الصباح يتفاجأ الناس بأن سعيد و سعيدة متصالحان ، و يشربان القهوة ووجبة الإفطار و يتجهان نحو عملهما كالعادة مثل كل يوم، و بهذه الحالة ألفهم الناس و تعودوا على سعيد و سعيدة و حكايتهما و سلوكهما اليومي، و كلما ارتفعت أصواتهما وزاد شجارهما لا أحد يتدخل و الجميع يقول لا تصدقوا سعيد و سعيدة ليس بينهما مشاكل أو خلافات " "ساديين " .. تلك كانت حكايتهما .
حكاية" أمريكا و إيران " تتطابق تماما مع حكاية سعيد و سعيدة، تارة أمريكا تهدد بتحريك حاملات الطائرات ووصول طائرة B52و هي أضخم طائرة حربية و قاذفة القنابل و الصواريخ من مسافات بعيدة، و تارة أخرى تفرض عقوبات اقتصادية على إيران، و تارة أخرى تتفق أمريكا مع مجموعة (5+1) حول الاتفاق النووي الإيراني، أمريكا تنسحب من الاتفاق النووي.
من جهتها إيران تقصف القواعد العسكرية الأمريكية بالعراق بعد إبلاغ أمريكا بالعملية و لا يوجد إصابات، إيران تعترض السفن الحربية و التجارية الأمريكية في البحر، إيران ترفع تخصيب اليورانيوم من ٥٪ إلى ٦٠٪ .
أمريكا تعود للاتفاق النووي و تطلب من إيران العودة لالتزاماتها بالاتفاق النووي، إيران ترد بالرفض و تطالب أمريكا بالعودة أولا و أنها أي أمريكا تعرف طريق العودة و البدء أولا برفع العقوبات .
إيران ترفض طريقة العودة للاتفاق خطوة بخطوة، و تقول أمريكا هي التي انسحبت من الاتفاق و عليها العودة للاتفاق و رفع العقوبات أولا.. أمريكا بدورها ترفض طلب إيران بفرض شروط العودة.
أمريكا و إيران تتحاوران بطريقة غير مباشرة، إيران تعلن تقدم المفاوضات و بشكل كبير في إنجاز العودة للاتفاق، أمريكا ما يزال الطريق طويلا للعودة إلى الاتفاق النووي.
إيران تتهم واشنطن بمحاولة إضاعة الوقت في المفاوضات.
إيران متفائلون بنتائج المفاوضات و الوصول إلى حل مع واشنطن و نحن على بعد خطوة من الخروج من الأزمة النووية .
المجتمع الدولي متفائل من التوصل إلى اتفاق جديد و حل كل القضايا السياسية و تدخلات إيران في المنطقة .
أمريكا لابد من تعاون إيران في حل الأزمات في اليمن و لبنان و سوريا .
أمريكا حان الوقت لإحلال السلام في اليمن..
كل هذه المناورات السياسية التي تتناوبها أمريكا و إيران أليست تشبه ما حدث و يحدث في حكاية سعيد و سعيدة.
الصراع السياسي بين سعيد و سعيدة ، أقصد إيران و أمريكا و الضرر دائما يلحق بالآخرين، مشاكل إيران و أمريكا المتضرر الوحيد منها هي الشعوب العربية جراء هذا الصراع الناعم بينهما و نحن العرب من ندفع ثمنه في دمار البنية التحتية و حصار و قتل و تدمير الاقتصاد و تشرد الكثير من الناس، و تعليق القضايا اليمنية و السورية و اللبنانية بقضية الصراع الأمريكي الإيراني..
طيب ما دخل الشعب اليمني في هذا الصراع و الدمار ؟!! و هل فعلا يوجد هناك خلاف بين سعيد و سعيدة ؟!
أقول لا و ألف لا، ليس هناك خلاف بين أمريكا و إيران، بل خلافهما يحقق لهما مصالح اقتصادية لا تعد و لا تحصى، و لم تتضرر مصالحهما، و أمريكا بهذه الخلافات تحقق أضعاف المكاسب الاقتصادية و كذلك إيران.
مثلا إيران تبيع نفطها و طاقتها للعراق و تركيا بمبلغ خيالية، و مافيا التهريب تشتري نفط إيران عبر أوزبكستان و قرغيرستان و طاجيكستان و باكستان، عبر شركات تملك سفنا تحمل علامات تجارية و أعلام دول أخرى، تحت علم ومعرفة أمريكا، و بالتالي إيران مصالحها تسير على ما يرام و كذا أمريكا، إيران تخدم مصالح أمريكا و العكس و الأخيرة تصنع من إيران لاعبا رئيسيا و قوي و مرعبا في المنطقة و المتضررون هم العرب .
أمريكا حققت مليارات الدولارات كهدايا و مساعدات مقابل حماية أمريكا لدول المنطقة من عنتريات إيران، و شركاتها كسبت مليارات الدولارات من وراء بيع و شراء السلاح لدول المنطقة و تغذية الحرب و الصراع و مثلها مساعدات إنسانية و صحية تنفذها بالطبع شركاتهم، و العرب ما عليهم إلا يدفعوا، يدفعوا الثمن و هم يقبضون الأموال. إذا هنا نسأل من الذي يتضرر و يدفع الثمن في كل الاتجاهات ؟!
أمريكا و إيران تحققان مكاسب سياسية و اقتصادية و نفوذا و تتحكم بقدرات ومقدرات الوطن العربي عموما و هذا التحكم لا حدود له، بينما نحن الشعوب العربية ندفع الثمن باهظا نتيجة الخلاف المزعوم بين أمريكا و إيران و هما متصالحتان و تحققان أهدافهما و مصالحهما و نحن الضحايا من وراء كل ذلك وهذه الدوامة الخبيثة .
أخيرا ألا تشبه خلافات إيران و أمريكا حكاية و خلافات الزوجين سعيد و سعيدة، بالنسبة لي أنا أجزم و أحلف بكل الكتب السماوية أنه لا يوجد خلاف بين واشنطن و طهران البتة، و إن سمعنا ضجيجا فهو غير حقيقي و أنهما بهذه الخلافات التي " أدوشونا " و أزعجوا العالم بها يستخدمونها ضدنا، و أن ما يحدث هو حكاية مكررة من حكاية سعيد و سعيدة، و رفع الأصوات و المساجلات بالتصريحات و اصطناع الخلافات و المشاكل ما هي إلا لإيهام الآخرين أنهما على خلاف لتحقيق الأهداف المرجوة و امتصاص ثروات الأمة العربية، في الحقيقة أن واشنطن و طهران متفقتان حد التطابق على استغلال شعوب المنطقة و الشعب اليمني على وجه الخصوص باعتباره الضحية الجديدة في الصراع الأمريكي الإيراني، و.. سلاماتكم.!!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)