shopify site analytics
فنانة تونسية تعتذر لليمنيين بعد طرحها أغنية أثارت حفيظتهم - سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون - خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ "ستورم شادو" - بنك صنعاء المركزي يخطط لحل مشكلة العملة التالفة - إصدار أرقام جلوس طلاب الثانوية العامة للعام الدراسي 1445هـ - حديث لمنظمة العمل ضد الجوع (AAH) - كلا للإساءة ( للعگال والشماغ ) الجنوبي عنوان الأصالة والمقاومة - دُعاة الفن الرمضاني اسقطتهم شباك الشماغ الجنوبي - حال المرأة الموريتانية وواقعها في المجتمع الموريتاني - منصة "الأيقونة" الإعلامية تعلن عن تشكيل مجلس أمنائها -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - يواصل المجلس الأعلى للقوات المسلحة أعماله الباهرة، ويدخل التاريخ من أوسع وأنظف أبوابه،

الأحد, 03-أبريل-2011
مجدى حسين -
بقراراته ومراسيمه وإعلاناته المتوالية، وهو يؤسس بالفعل لمصر الجديدة التى طالما هفونا إليها وحلمنا بها، حقا إنها بركات ثورة الشعب المجيدة، ولكن فى أى بلد فى العالم قام الجيش بترجمة أمينة لمطالب الثورات الديمقراطية؟! إن جيشنا يتفوق على نفسه، فلا يكتفى بموقف حقن الدماء ورفض تنفيذ أوامر الطاغية المخلوع بإقامة المجازر، ولو اكتفى بذلك لكان حقيق عليه أن يتربع على عروش قلوبنا، ولكنه يأبى إلا أن يفعل ما لم يفعله جيش آخر فى العالم، ويقوم بنفسه بوضع أسس ديمقراطية رفيعة تضاهى أرقى ديمقراطيات العالم، بل وتتفوق عليها (التصويت بالرقم القومى غير موجود فى الولايات المتحدة التى ما تزال تعتمد على جداول ناخبين حيث يتعين على المواطن الأمريكى أن يتقدم لتسجيل نفسه وأن يقوم بنقل اسمه إذا انتقل من ولاية لأخرى. وهناك شكوى من عدم دقة هذه الجداول!!).
التصويت بالرقم القومى أعطى قيمة فورية لكل مواطن وجعل تصويته سهلا ميسورا وقضى بالضربة القاضية على لعبة تربيط الأصوات والبطاقات الانتخابية فى يد سماسرة الانتخابات، وحتى من يملك المليارات فكيف يستطيع شراء 42 مليون صوت؟ وحتى لو فتحت لمرشح ما خزائن الأرض فإنه لن يستطيع شراء أصوات المصريين بعد 25 يناير وقد تملكتهم العزة، والعزة هى مفتاح تقدم الأمم. وهكذا فإن التصويت بالرقم القومى ضرب عدة عصافير بحجر واحد. وآثرت أن أبدأ بهذا المثال الذى لا ينتبه إليه كثيرون، حتى استبعد من أذهانكم مظنة وقوعى فى النفاق أو المبالغة، وحتى لا يتصور متصور أننى تعبت من المعارضة وأريد أن استكين للموافقة!! فلا زلت والحمد لله مستعد للمعارضة فى الحق حتى الرمق الأخير من حياتى.

التصويت بالرقم القومى يبدو من التفاصيل، ولكن كما أن الشيطان يكمن فى التفاصيل كما يقول مثل غربى، فيبدو أن الملائكة أيضا تسكن فى التفاصيل! واللوحة الجميلة الرائعة قد تفسد إذا حدثت أخطاء فى رتوشها الأخيرة والتفصيلية. فقد تم استعباد الشعب المصرى وتزوير إرادته من خلال البطاقات الانتخابية الوردية اللعينة التى حارت فيها البرية!!

ولكننى لم أقصد ذلك أساسا بالحديث عن الخطوات المبهرة. وإنما أعنى سلسلة المواقف والمراسيم والقرارات انتهاء بالإعلان الدستورى. ولنا ملاحظات هنا وهناك حتى على هذه المراسيم والإعلانات والقرارات، ولكننى أتحدث عن الاتجاه الرئيسى والجوهرى لها. فهى مصاغة بلغة قانونية رصينة وتحوى جوهر قيم الحرية والديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان، وتأكيد سيادة الشعب. وليس بامكانى حصر كل هذه القرارات والمراسيم الآن فأنا أشبه بالبدوى أتنقل من أقاصى الصعيد إلى شمال سيناء أحمل اللاب توب تحت ابطى وهذا المقال أبدأه فى برج العرب وربما أنتهى منه فى الأقصر! ولكننى أذكر على سبيل المثال لا الحصر قرار حل اتحادات الطلاب المزورة وإجراء انتخابات طلابية رغم أن العام على وشك الانتهاء! ولو كنت أنا الشخص المسئول الأول لما فعلت ذلك ولقلت للطلاب اكتفوا هذا العام بتشكيل الأسر بحرية لحين إجراء انتخابات طلابية حقيقية فى العام القادم. قرار تغليظ العقوبة على البلطجة والذى أدى إلى تحسن كبير وفورى فى الحالة الأمنية. وهناك توجه لقرار مماثل فيما يتعلق بالتحرش الجنسى. قانون الأحزاب الذى جعل تأسيسها بالإخطار مع أخذ الضمانات الكافية للجدية، ولا اعتراض لنا على رفع عدد المؤسسين إلى 5 آلاف، فالذى لا يملك هذا العدد لا يستحق بالفعل أن يؤسس حزبا. ونحن مع إلغاء دعم الأحزاب الذى تحول لوسيلة للفساد ولإفساد الحياة السياسية. وإن كنت مع النظام السويدى الذى يربط الدعم المالى وحجمه للأحزاب بعدد مقاعدها بالبرلمان. أما عن تكلفة الإعلان عن المؤسسين فى الصحف فهذه قابلة للمناقشة بحيث تكون مجانا أو بأسعار معقولة. وهذا القانون الجديد يقضى تماما على الممارسات المريضة التى ما يزال يمارسها البعض دون أن يدرى أننا فى عصر جديد وقانون جديد. فالحزب الذى لا يرضى طموحاتك ولا يعبر عن مراميك وأهدافك ومبادئك يمكن أن تتركه بسهولة إذا عجزت عن إصلاحه من الداخل وتؤسس حزبا آخر. أما استمرار التنازع على رخصة الحزب فهو من التخلف العقلى أو من استمرار التأثر بممارسات أمن الدولة فى العهد البائد!! أما الإعلان الدستورى الأخير، فهو وثيقة رفيعة فى الحريات وحقوق الإنسان وألغى ما ورد فى التعديلات الفاسدة الأخيرة فى العهد البائد من إباحة مراقبة التليفونات!

ولنا ملاحظات عدة ولكننا نريد ألا نوقف المراكب السائرة، ونرى أن ملاحظاتنا يمكن معالجتها من خلال صياغة الدستور الجديد بإذن الله. كأسطورة 50% عمال وفلاحين والعمال والفلاحون منها براء، وسخافة كوتة المرأة وغير ذلك.

ولكن أهم ما جاء فى الإعلان الدستورى الجدول الزمنى الذى يشير إلى التطويح بانتخابات الرئاسة لأكثر من عام، وهو ما يشير إلى أن الموعد الذى تم نفيه هو الموعد التقريبى الحقيقى (يونيو 2012). ولا أرى أهمية كبرى فى التسلسل الزمنى لأنواع الانتخابات، المهم هو سرعة انتقال السلطة من العسكر للمدنيين المنتخبين. وقال المجلس أنه مع ذلك وأرى أنه صادق، فلماذا المطوحة إذن فى مواعيد الانتخابات خاصة الرئاسية. لا تفسير لذلك إلا بقايا الخضوع للنفوذ الأمريكى. فالولايات المتحدة موقفها معروف ومعلن فهى مع أقصى تأجيل ممكن لأى انتخابات، حتى تستعد لها!! أى حتى تخطط جيدا لإنجاح مرشحيها. وأكرر للمجلس العسكرى ما قلته من قبل: لا تعطوا أمريكا أكثر من حجمها الحقيقى، أمريكا فقدت السيطرة على معظم دول العالم خاصة فى أمريكا اللاتينية وآسيا، وهى لا تتحكم تماما فى المواقف الأوروبية، بل إن النفوذ الأمريكى تراجع بشدة فى منطقتنا على وقع أقدام الثورات العربية الكبرى وليس الثورة المصرية الكبرى فحسب. ومؤشرات التراجع الأمريكى بادية للعيان اقتصاديا وعسكريا وسياسيا. أقول ذلك قبل الإشارة لبديهية أن الشعب المصرى بعد ثورته المجيدة رأسه فى السماء (ارفع رأسك فوق أنت مصرى) ولا يقبل تدخلات أمريكية فى شئونه. وأقول للمجلس العسكرى المحترم وهو سيسمعنى فيما أظن بجدية ولن يصم آذانه كما فعل مبارك، أقول: إن سكوبى وكلينتون وحتى أوباما نفسه لن يغنوا عنكم من الله من شىء، وأنكم ستردون إلى عالم الغيب والشهادة وسينبئكم خالقكم بما كنتم تعملون، ولديكم الآن أمانة وسينظر الله ماذا تفعلون؟ واعلموا إن الخضوع مرة أخرى للنزوات الأمريكية هو الباب الرئيسى لانتكاس الثورة، والباب الرئيسى لتبدل حسناتكم سيئات عند الله والشعب، فلا تجعلوا للأمريكان عليكم سبيلا.

ويظهر هذا الخطر فى أشياء عدة كالتمسك بحواس بدلا من محاكمته على نهب وضياع الآثار، وعدم حبس ومحاكمة الطاغية المخلوع وزوجته وعزمى وصفوت وسرور ووالى وجمال وعلاء وشفيق. إذا لم تفعلوا هذا فقد اضطر آسفا لتنظيم حملة للإفراج عن حبيب العادلى وأحمد عز وأنس الفقى، لأننى أرفض سياسة أكباش الفداء المقيتة، فهذا ظلم وتضييع للعدالة واستخفاف بالشعب. نرفض محاكمة البيادق دون الملك. ونرفض وأنتم المقاتلون الأشداء أن تتشطروا على البردعة وتتركوا الحمار. وستكون كارثة عليكم إذا هرب واحد من هؤلاء عبر الحدود. أما استطالة البقاء فى الحكم، فهذا والله كأس مر فاشربوه وحدكم، فالأحمق وحده (وأنا أتحدث هنا عن المدنيين) هو الذى يتصور أن فى موقع الحكم الآن مغنما، فقد ترك الطاغية مصر محطمة وتحت الصفر وكذلك فإن الشعب لم يعد لديه صبر على أى ممارسات غير جادة، وسيهب فى وجوهكم، وانتم لستم متخصصين لا فى السياسة ولا فى الاقتصاد، ويحسب لكم أنكم تقرون بذلك. ومن ضرورات الإسراع بالعودة إلى ثكناتكم، ما يجرى حولنا، خاصة فى ليبيا، لأن جيش مصر كان هو المؤهل لمساندة الثورة الليبية، وأطالب ببيان رسمى هل حقا تم اعتداء واسع على أعراض المصريات على يد عصابات القذافى فى ليبيا؟ وهل إذا كان ذلك صحيحا؟ هل يمكن الصمت؟ ثم هل يمكن إنكار أن عشرات المصريين قد استشهدوا بالفعل على أرض ليبيا. من مصلحة أمريكا أن تشغلكم بشئون الحكم، ومن مصلحة مصر أن تنشغلوا بحماية الحدود والمصريين فى الخارج إذا تعرضوا لمذابح.

أنتم تصنعون التاريخ فلا تضيعوا ما صنعتموه وتصنعوه بعمل حساب للوشايات الأمريكية، وسيروا على بركة الله واعلموا أن وراءكم شعب مستعد الآن لحماية ثورته ومكتسباتها بكل ما يملك من قوة، إن الشعب الذى هزم جيش الأمن المركزى المليونى بأجساده العارية، إن الشعب الذى تحدى الرصاص والبلطجية والجمال والسنج والسيوف ببعض الحجارة، هو شعب لا يقهر بإذن الله, وإن أمة تتقدم مظاهراتها النساء هى أيضا أمة لا تقهر. رددوا هذا الدعاء القرآنى: (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

الخزى والعار للطاغية وأعوانه

النصر لشعب مصر وثورته المجيدة

مجدى أحمد حسين
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)