shopify site analytics
الدكتور قاسم لبوزة ومحافظي المحافظات الجنوبية يتفقدون المراكز الصيفية بمديرية ثلا - وقفتان بجامعة ذمار دعماً لفلسطين وتضامناً مع طلاب الجامعات الغربية - رئيس جامعة ذمار.. يدشن الامتحانات النهائية بكلية العلوم التطبيقية - تدشين اختبارات الشهادة الثانوية العامة في مديرية جبن بمحافظة الضالع - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة الى اكثر من ٤٣ الف شهيدا - زلازل تضرب تايوان واليابان وإندونيسيا في يوم واحد - إسرائيل تنسق جيداً مع مصر والآن علينا انتظار رد حماس - القدوة يكتب: الحراك الدولي الرافض لجرائم الإبادة الجماعية - سنا كجك تكتب: إنه الشرف... لكل دولة عربية تستضيف قيادة حماس! - اجهزة الامن في تعز تبحث عن مسلحين هددوا زيد النهاري بالقتل -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - أدخله القمندان من الهند وتوسعت زراعته في لحج ثم وجدت تهامة أرضاً أوفر ماء فزاد توسعاً وتولع به الملايين وأصبح لسطوته العطرة سلطان على أهل هذا البلد ومن جاوره خاصة في فصل الصيف، حيث تنضح الحقول التهامية واللحجية بكميات كبيرة من عقوده المتنوعة بتنوع اغراضه واستخداماته في كل صيف، لاسيما مع حلول موسم الأعراس

الإثنين, 04-أبريل-2011
صنعاء نيوز -
الـفـل.. سفر المحبة في اليمن السعيد يتهافت عليه الخليج


أدخله القمندان من الهند وتوسعت زراعته في لحج ثم وجدت تهامة أرضاً أوفر ماء فزاد توسعاً وتولع به الملايين وأصبح لسطوته العطرة سلطان على أهل هذا البلد ومن جاوره خاصة في فصل الصيف، حيث تنضح الحقول التهامية واللحجية بكميات كبيرة من عقوده المتنوعة بتنوع اغراضه واستخداماته في كل صيف، لاسيما مع حلول موسم الأعراس وإجازة الصيف ابتداءً من شهر يوليو بالتحديد.. وللفل في اليمن حضور أيضاً في محافل الشعر والغناء وله حكايات وأسرار لعل هذا التحقيق يكشف العبق المخبأ للوجه الآخر لتهامة ولحج.

الفل والفن فتيات يرتدين عقود من الفل
ورد ذكر الفل اليمني في الأدب اليمني الحديث حيث تغنى به الفنان المرحوم علي بن علي الآنسي من كلمات الشاعر الكبير المرحوم عبدالرحمن الآنسي الذي عاش فترة كبيرة من حياته في تهامة ومن أبياته عن الفل:
وابيض الفل ذاك الأزهر
شبيه ثغر الرشا الأغرّ
من رصف زهرة ومن تمشقر
ورصفه ساعة السمر
وغير هذه الأبيات الكثير من الأشعار المغناة كان أجملها الحوارية الرائعة بين الورد والفل التي غناها الفنان الكبير الاستاذ محمد مرشد ناجي حيث يدافع الفل عن نفسه من ملاسنة الورد له بـ: «الفن لي والتفنان...نشوتي ليل داني...مسكني في خدود البيض من جنب الآذان يشهدوا لي الغواني.. أنت ياورد ياأحمر: ليس في الحمر إحسان خل عنك التماني..شوف أنا مكتسي طول الزمان وأنت عريان فوقك الشوك باني...إلى آخر الأبيات المغناة. الفل

تهامة...لحج
يختلف ويتنافس بائعو الفل التهامي واللحجي على إثبات وإقناع الآخرين بأيهما سبق الآخر في الزراعة وأي النوعين أوفر كمية في الأسواق للاستهلاك المحلي والتصدير إلى دول الجوار.
يقول الأخ جمال سالم أحد باعة الفل في شارع جمال بمدينة تعز: إن وادي تهامة هو الأغنى حيث يغذي معظم أسواق المدن الهامة كصنعاء العاصمة والحديدة وتعز وإب ويصل أيضاً إلى عدن ويضيف :إن الكمية التي تصل إلى هذا السوق في هذا الصيف تبلغ حوالي مائة وخمسين ألف وردة فل وفي الشتاء حوالي«50» الفاً فقط.

عمالة وتجارة الفُل
يتوزع بائعون من هذا السوق في «جولات » مرورية عديدة في المدينة بحيث يشغل الفل في تعز فقط أكثر من «30» شخصاً ما بين بائع وفني أو حرفي يقوم بصف ورود الفل على شكل عقود مختلفة، وبهذا يتضح أن هذه الزهرة الطيبة «الفل» إلى جانب ما تنشره من روائح زكية فهي تسهم في تشغيل مجاميع كبيرة من الأيادي العاملة...
فيقول الشاب محمد ناصر أحد باعة الفل بأنه يبيع في اليوم ما بين «5ـ10» عقود من الفل متفاوتة الأحجام ويجني ربحاً صافياً حوالي «2000ـ3000» ريال في اليوم وهو يفضل تنقله في جولات «المسبح ـ المرور ـ الحوض» أفضل من بقائه تحت رحمة متنفذي البلدية في السوق المركزي من شارع جمال.

موسم الصيف
«علي جرادة» هو شاب آخر يبيع الفل في جولة «الحوض» يفضل بيع الفل في فصل الصيف وإن رخصت فيه عقود الفل ذات المترين طولاً إلى ثمانمائة ريال ، مقارنة بأسعارها في الشتاء حيث يصل سعرها إلى أربعة آلاف ريال ويزيد ويقبل عليها المضطرون في الشتاء خاصة ميسوري الحال.
وهكذا فإن أصغر عقود الفل يصل طوله إلى نصف المتر يتناقص سعره في الصيف إلى مائة ريال عادة ما يشتريه السائقون خاصة سائقي الأجرة من فئة الشباب لإضفاء رائحة عطرة على مركباتهم والتمتع بالنشوة والمرح أثناء العمل، أما في فصل الشتاء فيحتكر بيع الفل على أشخاص قلة وفي أماكن قليلة بسبب جفاف آبار الري وشحة مياه وادي زبيد.

الشك
الشك هنا ليس مرادفاً للريبة بل يأتي بمعنى «نظم» ورود الفل البيضاء بعضها ببعض في خيط متين على هيئة عقد يحلى به جيد المرء.. ويؤكد الأخ فؤاد عبدالقادر «مدرس لغة عربية» أن كلمة «شك» عربية قديمة بمعنى «نظم» ورود الفل بالإبرة والخيط. وحول المهارة في شك أو نظم عقود الفل يقول الشاب جمال سالم إن عملية شك الفل تتطلب مهارة فائقة وسرعة أيضاً ،وتجنب شك الورود المتفتحة بين عقد الفل «المطبق» كي لا تصيب العدوى باقي العقد إثر تسلل دود تلك الوردة المتفتحة إلى من يجاورها فتتفتح الزهرات وتذهب رائحة الفل في الهواء قبل بيعها إلى المستهلك وإذا ما حدث، ذلك فإن سعر عقد الفل يهبط إلى أقل من ربع القيمة وأحياناً لا يجد من يشتريه أما طريقة شك الفل فلها قانون حيث يتكون عقد الفل من عدة طبقات دائرية كل منها مكونة من خمس إلى سبع زهرات من الفل حسب طلب الزبون فكل بسعره...!
كما يتخلل تلك الطبقات أو حلقات الفل الأبيض زهرات بنفسجية اللون يسمونها في تهامة «الزنط» كما يسمون الفل عامة بـ «الزهر» في جنوب تهامة وفي شمالها يسمونه «القريشي».

زراعة وقطف الفل
تنتشر وتتوسع زراعة الفل بواسطة نقل شتلات الفل بشرط ألاّ يمضي يوم على نقل الشتلة وإلا ماتت بذرة الفل فيها وبحسب ماقال الحاج مرعي «بائع فل» فإن زراعة الفل ليس بالأمر الهين نظراً لحساسيتها الشديدة للبرد وتعرضها للأمراض النباتية ويشترط في زراعتها ألاّ تزيد المسافة الفاصلة بين الشجرة والأخرى عن المترين.
وعندما يحين وقت الإزهار ـ بكسر الهمزة ـ تترك شجرة الفل بلا ماء لتتساقط أوراقها لمدة شهر ثم يعاود المزارعون سقيها ثم ترش الشجرة بعد السقي بيومين بالمبيدات لتقاوم الحشرات وتتفتق الأزهار وتظهر بحجم كبير.

يسر الناظرين
أما أوقات قطف أو جني الفل فيقول الحاج مرعي :إن الخيوط الأولى من الفجر هي موعد بدء قطف الزهر ويستمر القطف إلى وقت الضحى ثم يوزع صاحب المزرعة ـ عادة ـ على العمال كمية من الفل كأجور لمجهودهم يقومون ببيعها في السوق العام للفل، وهكذا فمنذ الصباح الباكر يتوزع العمل بين الذكور والإناث فمنهم من يجني ومنهم من «يشك» أو ينظم الفل على شكل عقود وآخرون يمضون به بعد قطفه مباشرة إلى الأسواق ويحفظونه في «برادات» بين الثلج ليحتفظ بطراوته ورائحته ويتخللون أوقات البيع في السوق بنظم حبات ورد الفل حسب طلب السوق.

دفعات
وعند التقائي بباعة الفل في شارع جمال كانت الساعة الواحدة ظهراً حينها لم أجد عقداً من عقود الفل المعلقة معروضاً للبيع، تساءلت عن السبب فقيل بأن الفل يأتي من تهامة إلى السوق في تعز على دفعتين الدفعة الأولى تصل في الحادية عشرة صباحاً على هيئة حبات الفل غير المنظوم والدفعة الثانية والأخيرة تصل عند الثانية ظهراً على هيئة عقود الفل مختلفة التصاميم كالكبش والهمش والشرديخة والحارثي والسنيدار والهندي وسرد تفصيلاً لتلك التسميات ويرى جمال وزملاؤه في السوق أن بيع عقول الفل يبدأ من بعد العصر حيث يبدأ المقيل ومراسيم الزفاف والمناسبات المختلفة وعند المساء لايخلو يوم من «بوار» بعض العقود فيحفظونها للعرض في صباح اليوم التالي وتقبل أحياناً صانعات البخور من الصوماليات خاصة لشرائه وإن كانت وروده قد تفتحت ليطحن بعد جفافه مع البخور.

تصدير الفل
نظراً لقرب المناطق التهامية الشهيرة بزراعة الفل من حدود المملكة العربية السعودية فقد تحولت منطقة «جازان» المحاددة لبلادنا إلى سوق رائج لبيع الفل وتصديره إلى بقية أراضي المملكة والخليج بل إن مساحات شاسعة من «جازان» أضحت تزرع الفل ذا البذرة التهامية وسمعنا في نشرات الأخبار أن العاهل السعودي يرعى المزارعين هناك بسخاء لكن فل «جازان» يغطي الاستهلاك في المملكة بنسبة 20 ـــ 30% فقط وبقية النسبة مازالت تعتمد على الأراضي التهامية الغنية بالفل اليمني فقد ذكرت احصائية مؤخراً أن ما قيمته «45» مليون ريال سعودي من الفل اليمني يباع سنوياً فقط في موسم الصيف.

أشكال الفل ودواعيه
حسب خلاصة كلام باعة الفل في شارع جمال بتعز اتضح أن عقد الفل المسمى بـ«الكبش» هو الأكثر مبيعاً خاصة للعرسان حيث يصل طوله إلى مترين أو عدة أمتار لكن طول المترين هو المرغوب ويتكون ويعلق على رقبة العريس أو العروس ويتدلى إلى الأمام ويتخلل طبقات الفل تلك الزهرات المسماة بـ «الزنط» ذات اللون البنفسجي كما أسلفنا والنوع أو الشكل الآخر من أشكال الفل هو «الهمش» وهو عقد صغير من الفل منه ما يتوج به الرأس من الأمام وآخر يعلق خلف الرأس تكون عدد زهراته أقل من الـ«همش» الأمامي.
وهناك نوع ثالث من أشكال الفل ويسمى بـ«العكاوة» ويتكون من عدد من الطبقات تفصلها عقد الخيط ليتسنى إدراجها بين خصلات شعر العروس من الأمام ونوع رابع اسمه «المشهد» شبيه من عقد سابقه لكنه يتداخل مع ضفائر شعر المرأة يعطره ويزينه، ويزداد جماله حسب براعة ناظمه وهي نظامة الفل بتسمية أهل تهامة كمرادفة لـ«المُـسرحة» وآخر أشكال الفل هو «الشرديخة» وهي مزيج بين تشكيلتين العكاوة والمشهد مع إضافة حبكة في جميع خصلات وضفائر الشعر من الأعلى والأسفل والخلف والأمام لتظهر العروس كباقة ورد تسبي العقول، ويفضل أبناء تهامة تزيين العروس على هذا النحو أفضل من «التسريحات» المستوردة للشعر المليئة بالمحاليل الكيميائية والأصباغ والعطور ، ليس في حفلات الزواج فحسب بل في مناسبات الخطوبة وعقد القران والأربعين والسابع و...الخ لدى النساء.
وحتى لاتستحوذ المرأة فقط على حديثنا حول الفل فيجدر الإشارة إلى أن الشباب أيضاً سواءً كانوا في زفة العرس أو في محفل النجاح والتفوق العلمي نجدهم يتلقون مفردات التهاني الصارخة على هيئة عقود الفل الصامتة.
وكم هي سعادة الأزواج العائدين من الخليج خاصة وهم يعبرون أسواق تهامة «الزيدية ـ بيت الفقيه ـ الجراحي» ويشترون أجمل عقود الفل لترافق مشاعرهم الجياشة للقاء زوجاتهم فيقال إن للفل سراً باتعاً في ساعات الليل خاصة إذا ما نثرت حباته على الفراش الزوجي «وقلد الله» الراوي.
وعلى كلٍ يظل للفل حضور حسي ومعنوي صامت يفوق ماعجزت عنه الأنامل والمفردات.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)