shopify site analytics
رئيس وزراء إيرلندا يفاجئ بايدن بدعم صريح للقضية الفلسطينية - يأمر بالبدء بالزحف الى الاقصى رسالة صوتية لقائد هيئة أركان الكتائب في غزة - 4 أسئلة عن اسرائيل يجب على اللاجئ العربي إلى ألمانيا الإجابة عنها - دخول سفينتين حربيتين روسيتين البحر الأحمر - نظرة على الدورة الخامسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان - القدوة يكتب: حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية - أياد راضي وعقدة جلد الذات - دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك" - منيغ يكتب: ليبيا شَظَايَا نَوَايَا (1من5) - العفو الدولية تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن لمنع “الإبادة” في غزة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
أعلنت الحكومة اليمنية مديرية عتمة 50 كم غرب محافظة ذمار محمية طبيعية عام 1999م

الجمعة, 02-يوليو-2021
صنعاءنيوز -

أعلنت الحكومة اليمنية مديرية عتمة 50 كم غرب محافظة ذمار محمية طبيعية عام 1999م، باعتبارها أول محمية طبيعية، وذلك بعد إجراء عدة دراسات من قبل مختصين من وزارة المياه والبيئة. 

حيث تم إعلان عتمة من أهم المحميات الطبيعية، انطلاقاً من تمتعها بتكوين طوبوغرافي خاص عزز من خصوصيتها المناخية وخصوبة تربتها وبيئتها المتنوعة والفريدة، كرس جمال طبيعتها النباتية والحيوية، وتفرد تلك الطبيعة بجبالها الشاهقة المزدانة بالمدرجات الزراعية الوفيرة بالمراعي، علاوة على تميزها بالغابات ‏الكثيفة والأحراش الواسعة والوديان الكبيرة والمنتشرة في معظم أجزاء المديرية، كذا الغطاء النباتي المتنوع من النباتات العطرية والسامة والطبية، ومنها ما تمثل هذه المنطقة موطنه الأصلي، وغيرها من العناوين التي نقرأ في تفاصيلها الكثير من أسرار جمال الطبيعة.

خلال الآونة الأخيرة طغت زراعة القات بشكل واسع ليصبح أحد أهم المخاطر التي تهدد بإخراجها من طور المحميات الطبيعية، بالإضافة إلى ظاهرة الاحتطاب جراء انعدام مادة الغاز المنزلي خلال السنوات الماضية.

تحقيق: فضل عيوه

تبلغ مساحة مديرية عُتْمَة حوالي 441 كم مربع، وقد يتجاوز عدد سكانها حاليا 250 ألف نسمة ، موزعين على خمسة مخاليف قبلية «سماه، حمير، بني بحر، السمل، ورازح»، تتكون المحمية من سلاسل جبلية تمثل امتداداً للمرتفعات الغربية المتجهة نحو المناطق السهلية الساحلية، والتي يتراوح ارتفاعها ما بين 920- 2800 متر عن مستوى سطح البحر.

تنوع زراعي 
يتميز مناخها بسقوط الأمطار في فصل الصيف بكميات وفيرة، وهو الموسم الوحيد الذي يعتمد عليه السكان في ري مزروعاتهم التي يعتمدون عليها في معيشتهم طوال العام، وبالتالي تمثل الجبال بمدرجاتها الزراعية أبرز معالم هذه المنطقة بما تحويه من أراض زراعية ومراعٍ وغابات وبينها الوديان المنتشرة.

ويزرع في وديانها ومدرجاتها القمح والشعير والدخن والبقوليات والذرة الشامية بنوعيها البيضاء والصفراء بالإضافة إلى أنواع من الخضار والفواكه إلى جانب البن ‏وغيرها من المحاصيل.

تمتاز المحمية وفق البيانات الرسمية المتداولة بغطاء نباتي واسع يغطي ما نسبته 90% من مساحة المديرية والمحمية، كما تمثل المدرجات ما نسبته 50- 60% ‏منها، والباقي تغطيه الأحراش والغابات والمراعي الطبيعية، والتي تمثل 30%.

أشجار معمرة ونباتات عطرية 
تضم محمية عتمة أنواعاً من الأشجار المعمرة والشجيرات والنباتات الطبية والعطرية النادرة، بالإضافة إلى كونها بيئة للحيوانات والطيور النادرة، كما تتميز بخصوبة التربة وإنتاجيتها الوفيرة، قد ساعد الناس هناك على زراعة محاصيل الحبوب وغيرها بما فيها المحاصيل النقدية بالإضافة إلى طبيعة المراعي وكثافة الغابات وكمية الأمطار الجيدة، كما ان دراسة علمية أولية في جامعة ذمار أكدت أن محمية عُتْمَة تحوي ما بين 600- 800 نوع من ‏النباتات الطبية والعطرية والسامة والأشجار المعمرة، التي يصل عمرها إلى ثلاثة آلاف سنة.

ووفق تلك المصادر فان دراسة بيئية أُجريت عام 2007م كشفت عن وجود 267 نوعاً نباتياً في أربع مناطق حددت ‏مبدئياً لنطاق الحماية البيئية من بينها عدة أنواع من النباتات النادرة وفي مقدمتها: نبات الرمان البري النادر، والزيتون البري أو ما يسمى تقليدياً (العُتم)، ولعل اسم المنطقة جاء من هنا، وهناك نباتات كثيرة وأعشاب عطرية وطبية متنوعة وثقتها دراسات.

تهديدات حقيقية 
من كل تلك المميزات لمحمية عتمة، انتشرت زراعة القات وبشكل مخيف في المديرية الأمر الذي يشكل كارثة بيئية بحق محمية عتمة.. الذي أرجعه الأمين العام للمجلس المحلي في مديرية عتمة، الشيخ أمين ضوره، إلى تراجع الوعي الشعبي في اتساع زراعة القات على حساب بؤر رئيسية في المحمية.

وأشار إلى انتشار حفر آبار المياه، الذي تسبب باستهلاك 90% من المياه الجوفية، بالإضافة إلى انتشار التحطيب الذي شكل تهديداً آخراً على محمية عتمة، جراء أزمات انعدام وارتفاع أسعار مادة الغاز المنزلي في المديرية.

وبين أن المواطنين عجزوا عن ترميم بعض المدرجات الجبلية والقلاع والحصون التاريخية التي تعرضت للجرف نتيجة السيول في مواسم الأمطار.

الحماية البيئية 
ولفت أمين عام المجلس المحلي ضوره، إلى أن الأهالي في محمية عتمة اتجهوا لرعي الأغنام والحيوانات الأخرى في نطاقات الحماية البيئية، في ظل عدم توفير البدائل وتقلص الكثير من الموارد الحيوية التي كان بوسعها الاهتمام بمجال ونطاق المحمية عبر الجهات المختصة الممثلة بوزارة المياه والبيئة جراء العدوان والحصار.

تراجع وتأثر
مختتما حديثه أن ما شهدته محمية عتمة من مواجهات مسلحة بين أطراف الحرب والعدوان على اليمن أدى الى هشاشة البرامج الحكومية في حماية المحمية في مختلف المجالات، فكل شيء تراجع وتأثر سلباً في مختلف مجالات العمل والإنتاج والحياة العامة لتضع محمية عتمة أمام تهديد حقيقي ومخاطر مختلفة.

تحديات خطيرة 
من جهة أخرى أوضح العاقل فارع الكبابي، أحد أبناء محمية عتمة المهتمين بوضعها وجهود الحماية فيها، أن المحمية تواجه تهديدات وتحديات خطيرة يجب الوقوف أمامها بجدية ومسؤولية كبيرة من قبل قيادة السلطة المحلية في المحافظة ووزارة المياه والبيئة. 
مبينا أن تمدد التأثيرات السلبية للحرب والعدوان الخارجي بالتأكيد انعكست على الوضع البيئي في كل مناطق اليمن. 
محذرا من المخاوف الحقيقية لاندثار المعالم التاريخية وتعرضها للخراب وبقائها دون ترميم في مختلف أرجاء المحمية.

اهتمام عكسي 
الزائر لمحمية عتمة لم يعد يراها كما كانت، طرابيل بيضاء تعم المدرجات الزراعية والأودية والسهول في منطقة ثلوث عتمة، تستخدم لتغطية شجرة القات وحمايتها من موجات البرد الشديدة. 

العجيبْ في الأمر أن هذا الاهتمام بتغطية القات بالطرابيل حماية له من البرد ومن الصقيع لا يصاحبه اهتمام بالأشجار المثمرة سواءً كانت فواكه أو خضروات مما يعني أن شجرة القات قد استفحلِ أمرها، وأضحت الشجرة الطاغية في بلادنا بلا منازع رغم الأضرار الكبيرة التي تتسبب بها بدأ من إهلاك المال وإهدار المياه التي تستحوذ شجرة القات على 90% من المياه التي تْستخدم في اليمن وانتهاءً بالإصابات المتتالية بالأمراض الخبيثة التي تقف في مقدمتها أمراض السرطان التي تنتج عن استخدام المبيدات في رش شجرة القات حيث وسوق المبيدات المحرمة والممنوعة في تزايدٍ يومي مستمر.

قيود صارمة 
يجب على المسؤولين في المديرية، وقيادة محافظة ذمار إدراك الخطورة التي تهدد محمية عتمة، والسعي لوضع قيود صارمة تحد من انتشار القات الذي يغزو مدرجات عتمة، التي ستقضي تدريجياً على المحمية الفريدة المميزة بينابيع الغيول والشلالات الطبيعية لتضعها في قائمة الضياع.. حينها لا ينفع الندم، وكما يقال» شر الإدراك هو الإدراك المتأخر».

آخر الكلام 
استدراك الخطر الذي يداهم محمية عتمة، لا يجوز الصمت حيال ظاهرة غزو القات لمحمية عتمة، إذ نناشد وندعو كافة الجهات المعنية إنقاذ محمية عتمة من تغيير هويتها الطبيعية أمام الزحف الواسع للقات من منطقة لأخرى. 

محمية عتمة التي تتعرض لتهديد من شجرة القات.. ظاهرة وقضية نضعها على طاولة وزارتي المياه والبيئة والسياحة للتدخل بقوة لمنع توسع زراعة القات، والاحتطاب في المديرية.
نقلا عن صحيفة 26سبتمبر
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)