صنعاء نيوز -
بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح- لبنان مفوضبة الاعلام والثقافة

في الوقت الذي تسعى فيه القيادة الفلسطينية لتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي المحتلة في الرابع من حزيران من العام 1967، وذلك من خلال الشرعية الدولية، ومجلس الأمن الدولي عبر الكفاح السياسي وتفعيل المقاومة الشعبية ضد الاستيطان والتهويد، والجدار، في هذا الوقت بالذات يصعِّد الاحتلال الاسرائيلي عدوانه اليومي والاجرامي على أهلنا في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية، وفي القدس، يتم ذلك كلُّه بغطاء كامل من الولايات المتحدة التي أجهضت مشروع القرار الرافض للاستيطان الصهيوني الذي تقدمت به المجموعة العربية، والتي تخلَّت عمَّا قاله أوباما في بداية عهده بأن الاستيطان غير شرعي، لكن الأولويات عند أوباما تغيَّرت تحت تأثير ضغوطات اللوبي الصهيوني، وأصبح الدعم المطلق للاستيطان في الاراضي الفلسطينية هو المدخل لتحقيق الولاية الثانية لأوباما.

إنَّ التصعيد الاجرامي والاستهداف المتعمّد للمدنيين الفلسطينيين في البيوت، والشوارع، والسيارات في مختلف محافظات قطاع غزة واستشهاد أكثر من عشرين شهيداً خلال يومين إضافة إلى عشرات الجرحى، وتدمير البيوت بشكل همجي لا يقيم وزناً للانسان، وإنما يعبِّر عن سياسة حاقدة تقوم على إبادة أكبر عدد من الشعب الفلسطيني وهذا ما ثبت في مختلف المجازر، والحروب التي شُنَّت وأبرزها العدوان الواسع على كل قطاع غزة العام 2008-2009 حيث استُشهد حوالي (1400) شهيداً من المدنيين، وجرح حوالي خمسة آلاف.

لقد لاحظنا أنه ومنذ أطلق الرئيس أبو مازن مبادرته بالذهاب إلى قطاع غزة لإنهاء الانقسام، وإتمام المصالحة، وتشكيل الحكومة الوطنية، منذ إعلان هذه المبادرة والكيان الاسرائيلي يتصرف بشكل جنوني وإجرامي من أجل الابقاء على الانقسام ومنع المصالحة الوطنية. وهو لا يكتفي بالقصف الوحشي على محافظات ومخيمات قطاع غزة براً وبحراً وجواً، وإنما يشنُّ حملات الاعتقالات، وإطلاق النار، وتشجيع قطعان المستوطنين للاعتداء على الأهالي وخاصة في محافظة نابلس، وما تشهده بلدة عورتا هو أكبر دليل على المؤامرة التي يتعرض لها شعبنا وحقوقه الوطنية.

في هذه الايام من شهر نيسان نستذكر هذا المسلسل الدموي الذي بدأ العام 1948 عندما ارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة دير ياسين وقتلت ما يزيد على مئتين وخمسين من أهلنا العزَّل من السلاح في سياسة متعمَّدة هدفها تهجير أهالي القرى والبلدات الفلسطينية، كما أننا نستذكر الجريمة النكراء التي ارتكبها باراك نفسه وفريقه من الموساد الاسرائيلي العام 1973 باختراق مدينة بيروت والوصول إلى بيوت ثلاثة من القادة التاريخيين الفلسطينيين واغتيالهم في بيوتهم وهم الشهيد كمال ناصر عضو اللجنة التنفيذية، والشهيد كمال عدوان، والشهيد أبو يوسف محمد النجار عضوا اللجنة المركزية لحركة فتح، إضافة إلى زوجة الشهيد ابو يوسف النجار. ولا ننسى الشهيد عبد القادر الحسيني الذي استُشهد في 9/4/1948 في بلدة القسطل المحاذية للقدس، عندما وقف مع مجموعاته مقاتلاً العصابات الحاقدة التي تقدمت لاحتلال القدس، استشهد رحمه الله وهو حزين على الأمة العربية التي رفض قادتُها مدَّه بالأسلحة، وأعادته خائباً ليقاتل بما لديه من ذخائر وأسلحة قليلة، لكنه أثبت بأنّ الفلسطيني لا يستسلم ولا يركع.

إنها عقلية الاجرام نفسها منذ بدأت العصابات الصهيونية تغتصب أرضنا الفلسطينية، وتقيم كياناً إسرائيلياً معادياً للإنسانية.

إننا في لبنان نستنكر ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من مجازر. ونطالب كافة القوى الفلسطينية التمسك بمبادرة الرئيس أبو مازن لإنهاء الانقسام لأنَّ الرد الحقيقي على المجازر الاسرائيلية لا يكون إلاّ بإنهاء الانقسام وإنجاز الوحدة الوطنية، والإصرار على الانقسام لا يخدم سوى العدو الاسرائيلي.



التحية إلى قوافل الشهداء

التحية إلى الجرحى... التحية للمعتقلين الابطال



وإنها لثورة حتى النصر