shopify site analytics
محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ - بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل نتنياهو - " بالأدلة".. فوائد ممارسة العادة السرية للرجال! - سيف المنشطات مسلط على عنق الصين - جامعة الدول العربية تتدخل في تشكيل الحكومة في ليبيا - شحنات المبيدات كحرب إبادة لليمنيين وكقضية وطنية ؟! - الإفراط في استخدام المبيدات وسوء استخدامها في ورشة عمل بذمار - 200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل - المملكة المغربية..أفول مغرب القرن التاسع عشر وبزوغ فجر عهد جديد!! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بمناسبة السنوية الأولى لحادثة مرفأ بيروت:
أنا فيروز، واسمي نهاد وديع حداد، قلتم عني أيقونةٌ من أيقونات الزمن الجميل، سبقتني أيقوناتٌ كبرى

السبت, 07-أغسطس-2021
صنعاء نيوز/ قيس شقير -





بمناسبة السنوية الأولى لحادثة مرفأ بيروت:
أنا فيروز، واسمي نهاد وديع حداد، قلتم عني أيقونةٌ من أيقونات الزمن الجميل، سبقتني أيقوناتٌ كبرى من بلدي لبنان، ومن بلادي العربية كلها: وديع الصافي، ونصري، وشحرورة الوادي، وأم كلثوم، وعبد الوهاب، والسنباطي، وفريد، وعبد الحليم، وغيرهم كثير…
أكتب لكم، وأتذكر، رغم أني لم أنس، أذكّركم بلبنان، رغم ثقتي أنكم لم تنسوه، فهوعصيٌ على النسيان. أكتب لكم لا لنتحسرعلى لبنان وأيامه، بل لنتدارك خطبًا حلَّ به. فكلنا نحب لبنان، لبنان الذي كان “سويسرا الشرق” في ستينيات القرن الماضي، وسيظل…
كنا في بعلبك، أنا وعاصي ومنصور، نُلهب مدرجاتها بموسيقى، قيل عنها أنها أحدثت ثورةً في الموسيقى العربية، وكان المهرجان في هذه المدينة القديمة، أجمل مكانٍ نعلن فيه الثورة والتجديد، وهذا شأن لبنان، قديمٌ قدم التاريخ، وفتيٌّ لا يشيخ، عظيمٌ عظمة أجداده الفنيقيين الذين جابوا البحار منذ آلاف السنين، مبشّرين بحضارتهم، ينهلون من ثقافات غيرهم، لتكون المحصلّة هُويةً حضاريةً أنسانيةً تتجاوز الزمان والمكان، في بوتقة لا يمكن أن تكون إلّا لبنانيةً فحسب.
هذا لبنان الذي يسكنني وأسكنه، لبنان ميخائيل نعيمة، وجبران، وسعيد عقل. لبنان الجامعة الأمريكية”الكلية البروتستانتينية السورية”، منارة العلم منذ بداية القرن الماضي حتى منتصفه. فما من سياسيٍ في بلاد الشام إلّا وتخرّج منها. لبنان الجمال والطبيعة الساحرة، محجُّ الزائرين والمصطافين، لبنان العلم والعلماء، لبنان التاريخ، فمن يجرؤ على تخطّي عتبة لبنان إذا ما رام الغوص في تاريخنا، وتاريخ بلاد الشام، وبلادنا العربية؟
لبنان الذي أتذكّر هو العصيُّ على العدوان منذ الأزل، هو من غنيت له من لحن العظيم فيلمون وهبي “إسوارة العروس”، “وبحبك يا لبنان” يوم طردنا المعتدي، وأعدنا بيروت عاصمةً عربيةً للثقافة والفن والجمال بعد كبوة شبح الحرب الأهلية. لبنان الذي أتذكّر هو من غنيّت فيه لمكة: ” غنيّت مكّة أهلها الصّيدا، والعيد يملأ أضلعي عيدا” وهي من أجمل ما قيل في أم القرى على لسان سعيد عقل شاعر لبنان العظيم، والتي يصف فيها أهل مكة بأنهم كرماء يتصيدون الضيف حتي يقروه، وهذا معنى ” الصّيدا”. وغنيّت للقدس زهرة المدائن:


لأجلك يا مدينة الصّلاة أّصلّي “

لأجلك يا بهيّة المساكن

يا زهرة المدائن

يا قدس يا قدس يا قدس

يا مدينة الصلاة أصلّي

عيوننا إليك ترحل كل يوم

ترحل كل يوم

تدور في أروقة المعابد

تعانق الكنائس القديمة

وتمسح الحزن عن المساجد

يا ليلة الإسراء
يا درب من مرّوا إلى السماء
عيوننا ترحل إليك كل يوم
وإّنني أصلّي
من لحن عاصي وكلمات منصور، قصدنا منها مداواة بعضٍ من جراحات الانكسار عام سبعةٍ وستين وتسعمايةٍ وألف. وغنيت من كلمات سعيد عقل أيضًا: “أردنُّ أرض العزم أغنية الظّبا، نبت السيوف، وحدُّ سيفك ما نبا”. وغنّيت وغنّيت، غنّيت لبردى، ولشط اسكندرية، غنّيت ” شام يا ذا السيف لم يغب”، وغنيت ” مصر عادت شمسك ذهبًا”. غنيت في كل البلاد العربية، ولها جميعًا، فكلها بلادي؟
وكنت أحرص أن أردد ترانيم عيد الميلاد وعيد الفصح من كنائس لبنان، حتى غدت أنشودة ” ليلة عيد، ليلة عيد، الليلة ليلة عيد” أنشودة العالم العربي في تلك المناسبات.
هذا هو لبنان، هو ليس متفرًدًا بألقه، بل كبيرٌ بأشقّائه ومحبّيه. لم يكن عنا بعيدًا محمد عبد الوهاب بموسيقاه وألحانه، كان يأتي كل سنةٍ إلى لبنان ليصطاف، وليسمع موسيقاه من الرحابنة، ومن زكي ناصيف، وقد غنّيت من ألحانه ومن شعر جبران “سكن الليل”، و” سهار بعد سهار تا يخلص المشوار”. وغنًت أم كلثوم من شعر اللبناني جورج جورداق ” هذه ليلتي”، وقالت فيها: ” بعد حينٍ، يبدل الحب دارا، والعصافير تهجر الأوكارا، وديارٌ كانت قديمًا ديارا”. واستقر في لبنان فريد الأطرش لسنواتٍ، ومات في بيروت، لتنطلق منها أكبر جنازةٍ عرفناها لفنان. هذا هو لبنان، ويا ليت المقام يتسع للبوح أكثر.
ولبنان اليوم، ما اختلف عن الأمس، هو الإرث ذاته، والروح ذاتها، فحريٌ بنا أن نقف ونفكر بحق هذا البلد العظيم، أعرف أن القلوب كلها معه، لا أحد يرجو له مكروهًا، كلنا يستشعر ألمه، وكلنا يحسّ بوجع اللبناني الذي ما عاد يقدر حتى على العيش. ولبنان يستصرخكم، دون أن يتكلم، ففي قلب كل لبناني يقينٌ بأنكم تحبونه، وترجون له عودة العز والألق.
هذه هي رسالتي من لبنان إليكم، علّها تصلكم؟
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)