shopify site analytics
تسلحت بأحمر شفاه مسموم.. قصة أميرة مسلمة - إصابة 8 عسكريين في قصف إسرائيلي استهدف سوريا - المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد - بيان للسفير الأمريكي لدى اليمن - انتلجنس: الإمارات تجري مسحاً فضائياً لجزيرة سقطرى - لاخير في مجلسنا وبقيع إمامنا الصادق مُهدّم . - رئاسة مجلس الوزراء يكرم مدير عام مستشفى الامل العربي بالحديدة - سفرة إلى الماضي، بانوراما من وحي خيال الكاتب. - مسابقة أميركية تكرّم المصورين الصحفيين العالميين - الدشتي يكتب : خروج السفراء عن البروتوكولات الدولية "شذوذ" -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - أعترف بشجاعة أنني نصفين ، نصفٌ يمنيٌ خالص كمنتج جيني لأسرةٍ يمنية ، ونصفٌ مصريٌ بحكم التعليم

الأربعاء, 25-أغسطس-2021
صنعاء نيوز/ أنور العنسي -



أعترف بشجاعة أنني نصفين ، نصفٌ يمنيٌ خالص كمنتج جيني لأسرةٍ يمنية ، ونصفٌ مصريٌ بحكم التعليم الذي تلقيته بمزيج عربي معقد ، ونصف النصف الآخر إنجليزي بمقتضى اللغة التي احتجت إلى اتقانها لضرورات مهنية ، وفرنسي بأسباب الثقافة الناتجة عن كثرة القراءات المكثفة لآداب هذا البلد .. هكذا كان قدري في الحياة ، ولا أرى البتة أي عيب في الإقرار بكل هذا مما قد يكون هناك فيه خلل يراه غيري ولا أراه كذلك.

أحد من دفعوا بي في الإتجاه لأكون صحفياً هو المصري محمد حسنين هيكل.

قرأت بكل حواسي لمصريين كثر وبلا حدود ، ولدرجة لا يتوقعها الكثير من المصريين والعرب ، بل كدت أعرف على سبيل المثال كيف تشكلت كل قصة لكل أغنية لأم كلثوم ، أو لحنٍ لمحمد عبدالوهاب ، أو شجنٍ لعبدالحليم حافظ وغيرهم ، غيرهم.

لا داعي أن يناقشني أحد في ما قرأته للعقاد وطه حسين والشرقاوي ، وغيرهم .. الأمر مفروغ منه تماماً ، ولا ينبغي أن يكون موضوع استطراد أصلاً.

أكثر من استوقفني من أساتذتي المصريين من ناحية منهجه في التفكير ، وأسلوبه في البحث ، وطريقته في مواجهة الرأي العام ، كان هيكل.

إبتداءً كان يرفض هيكل أي وصفٍ لإسمه سوى أنه (صحفي) رغم دوره السياسي البالغ الأهمية خلال عهد جمال عبدالناصر ككاتب لأكثر خطاباته أهمية .. هذه مسألة تعني الكثير مما تعنيه.

ثمة ما يمكن التوسع فيه للحديث عن هيكل ، لكن لي زاويتي الخاصة في الحديث عنه.

كان هيكل صحفياً عبقرياً لامعاً ، واسع الشهرة ، بل ربما الباحث الأنجح في التاريخ الإعلامي العالمي في الوصول إلى مصادر المعلومات بتدقيق الخبر وتحرٍ المعلومة واستقصاء شديد من منابعها الأساسية ببصيرةٍ وتبصر!

لكنه في المقابل كان الأكثر غروراً ، بل ربما وضع في أفواه بعض العظماء الذين التقاهم ما أراد أن يقوله هو وليس بالضرورة ما قالوه هم ، ولا بالمعنى الذي فهمه عنهم.. في نظري كان لا يقل أهميةً ومستوى في موازاتهم .

بالتأكيد أنه لم يكن بالمطلق يعرفني من بين الملايين من قرائه ، ولكن بالمنطق الفيزيائي لم تكن تعجبني في لغة هيكل كلمة (أنا) وهو يتحدث عن تاريخ ضيوفه فهو في الأساس هو ، ولكن كيميائياً كان يأسرني ، بل يذيبني في عالمه ويعجنني به ، لدرجة أنني كنت اتهرب من لقائه رغم الفرص الكثيرة التي كانت متاحةً لي للقائه ، فالهاجس الكبير الذي كان مسيطراً عليَّ هو هل سيأتي يوم للفصل ما بيننا والخروج من عباءته ، يوم أصدر فيه عن نفسي فقط ولنكون في حالة ، يفترض أن يكون فيها هو هو وأنا أنا؟

حاولت في مرات عدة أن أقارن بين ماكتبه عن بعض من التقاهم وما تركه هؤلاء ، ولم أجد قدراً عالياً من الدقة في ما نقله عنهم .. كأنه كان اهم منهم في التعبير عنهم.

هذه ناحية ، الناحية الاخرى أنه لم يكن متحدثاً جيداً مثلما كان كاتباً كبيراًً.

حزنت كثيراً عندما تابعته في حلقات لإحدى القنوات وهو يجهد نفسه لتفسير ما قاله في كتبه، وبقفزات غير منطقية ولا موضوعية ، المهم كان الأمر على ما يبدو إنتاجاً لبرنامج تليفزيوني مقابل مبلغ من المال .

لم يكن هيكل في الاساس بحاجة إلى مال ، ولا إلى شهرة إضافية وهو من هو ، الرجل الذي إنتشل مؤسسات صحفية من السقوط والإفلاس ، بل وضع دولاً وزعماء في الشرق والغرب على الواجهة بفخامة وأناقة.

كان هيكل يجلس على موائد أعظم الرؤساء وأغنى الملوك مثل طاووس فما حاجته لإضاعة وقته في نقاش تافه أمام مذيع في محطة تليفزيون.

التفسير الوحيد لدي هو أننا في العالم العربي نحتاج عندما يحين الوقت للخروج من دائرة الضوء أن نحصل على دورات تدريب لإعادة تأهيلنا لاستئناف حياتنا الطبيعية بين عائلاتنا ومجتمعنا ومحيطنا الاجتماعي ببساطة وتواضع لنكمل رحلة الحياة ، وأنه لا ينبغي أن نردد ما قلناه حتى آخر رمق!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)