shopify site analytics
القدوة يكتب: غزة تعيش كارثةً صحية غيرَ مسبوقة - بنك اليمن الدولي ينفي اشاعات أفلاسه - المواصفات تعلن عن وصول أحدث أجهزة فحص وتحليل الذهب - هانم داود تكتب: رضوى عاشور - الحردول يكتب : منير الحردول - قيادي في الحراك الجنوبي يتلقي تهديد بالتصفية الجسدية - المنشد المجاهد عدي السفياني الليث اليماني في محراب الذود عن الوطن - هل ماتزال السيارات والعمارات عالقة في مياه البحر المتوسط في ليبيا - هيئة التأمينات تصرف النصف الثاني من معاش سبتمبر 2020 للمتقاعدين المدنيين - تفاعل كبير مع فيديو أسر مجندات إسرائيليات -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
أزمة مجتمعات اليوم أنهم يريدون الحل الآن، وأحياناً يعشقون من يكذب عليهم بوعود زائفة أكبر من المسئول الذي يواجههم بالحقيقة كما هي.

الأحد, 29-أغسطس-2021
صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -


أزمة مجتمعات اليوم أنهم يريدون الحل الآن، وأحياناً يعشقون من يكذب عليهم بوعود زائفة أكبر من المسئول الذي يواجههم بالحقيقة كما هي.
يقول الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: "رضا الناس غاية لا تدرك، فتحر الخير بجهدك، ولا تبالِ بسخط من يرضيه الباطل".
ولأن رضاء الناس، كل الناس، هدف يكاد يكون مستحيلاً في علاقة الرسل والأنبياء في زمانهم، أو الحكام منذ بدء التاريخ حتى يومنا هذا، فإن الحكم الرشيد، والحاكم العصري يرتضي برضاء الأغلبية، ويسعى دائماً إلى زيادة أعدادهم ومستوى رضائهم وفي الوقت ذاته يسعى إلى تخفيض عدد منتقديه ومعارضيه بإقناعهم واستمالتهم، ونقلهم إلى معسكر حلفائه.
هناك استحالة نسبية بين إرضاء متناقضين متعارضين تماماً، بمعنى: إذا أردت زيادة الموارد السيادية فلا بد من ضريبة القيمة المضافة.
هناك استحالة لإرضاء الضحية والجاني في آنٍ واحد، أو بناء دولة عصرية بلا موارد سيادية، أو إرضاء المحتل بقبول احتلاله، أو إرضاء المعتدي بالانصياع لمطالبه.
هناك فارق جوهري في «التوفيق» بين الأطراف بهدف منع اشتعال الصراعات الحدودية أو الطبقية الاجتماعية، و«التلفيق» بهدف «تظبيط» الأزمات بأي ثمن بإعطاء عقاقير مغشوشة لمجتمع مريض، وإيهامه بأن الشفاء قادم، ثم ينتهي الأمر بالمريض إلى دخول غرفة العناية المركزة.
أزمة مجتمعات اليوم، ومعضلة النخبة في عالمنا العربي أنهم يريدون الحل الآن، الآن وليس غداً، وأحياناً يعشقون من يكذب عليهم بوعود زائفة أكبر من المسؤول الذي يواجههم بالحقيقة كما هي.
لا يوجد جيل مستعد لأن يضحي من أجل جيل يأتي من بعده تحت شعار: «لماذا أدفع أنا الثمن؟، أنا أريد حقي الآن وفوراً، ولا أريد أن أنزف حتى يشفى غيري من بعدي.
لا يمكن أن تكون السلطة، أي سلطة، عمياء صماء عن صراخ الناس ومطالبهم المشروعة، لكنها في الوقت ذاته يجب ألا تنفذ سياسة ما يطلبه المتظاهرون.
دائماً الحل طويل الأمد يزعج، والرؤية الإستراتيجية المكلفة متعبة، والوجع الحالي أكثر إيلاماً من تصدير المشكلة لعقود آجلة.
الأخطر من نفاق الناس للحكام والسلاطين والزعماء، هو نفاق الساسة وأصحاب القرار، أي أن يقولوا لهم ما يريدون، بصرف النظر عن صحة ذلك.
تخيلوا لو وصف الطبيب الدواء للمريض على هواه، وشخص له مرضه بالشكل الذي ينفي عنه صفة المريض، ماذا كان حال المرضى في المستشفيات؟
إرضاء الناس واجب ورسالة نبيلة، لكن خداعهم وتزوير الحلول لهم هلاك وقلة ضمير.



بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية. [email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)