shopify site analytics
تسلحت بأحمر شفاه مسموم.. قصة أميرة مسلمة - إصابة 8 عسكريين في قصف إسرائيلي استهدف سوريا - المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد - بيان للسفير الأمريكي لدى اليمن - انتلجنس: الإمارات تجري مسحاً فضائياً لجزيرة سقطرى - لاخير في مجلسنا وبقيع إمامنا الصادق مُهدّم . - رئاسة مجلس الوزراء يكرم مدير عام مستشفى الامل العربي بالحديدة - سفرة إلى الماضي، بانوراما من وحي خيال الكاتب. - مسابقة أميركية تكرّم المصورين الصحفيين العالميين - الدشتي يكتب : خروج السفراء عن البروتوكولات الدولية "شذوذ" -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
تعود كابول للسقوط مجدداً في أحضان طالبان . ما يعني اعادة تدوير الحدث التاريخي

الإثنين, 30-أغسطس-2021
صنعاء نيوز/ حسن عبد الوارث _ من صفحته على الفيس بوك -


تعود كابول للسقوط مجدداً في أحضان طالبان . ما يعني اعادة تدوير الحدث التاريخي نفسه على صورته الثابتة لا المتحولة ، بغض النظر عن اللبوس - الهزلي أو المأساوي - الذي يتبدّى في هذه الصورة ، هذه المرة .
كان الصحافيون والمحللون السياسيون قد كتبوا وتحدثوا كثيراً - يوم دُحرت طالبان قبل عقدين من الزمان - معتقدين بأنها نهاية مرحلة وبداية أخرى ، وأن التاريخ سيواصل الخُطى على منواله الثابت كما رسمه الأمريكان على ذاك الصعيد . ولم يَدُرْ في خَلَد أحد منهم يومها أنهم سيضطرون الى استئناف الحديث حول الحدث ذاته ، بعد أن كانوا قد وضعوا نقطة ختام في آخر السطر ، أو سطّروا كلمة " النهاية " !
وها هي طالبان عادت اليوم للتصرُّف بمصير أفغانستان وشعبها ، وربما بعض البلاد والشعوب المجاورة ، على حسب معتقدها وهواها ، أو بحسب مخططاتها أو رغبات سواها . ومثل هذا الكلام يُقال اللحظة بغض النظر عمّا اذا ذاك التصرف سيكون مُطابقاً لما كان سائداً لدى طالبان حين أطبقت على عنق أفغانستان في المرة السابقة ، أم أن ثمة نسخة جديدة ومُعدّلة من هذه الجماعة تفرض عليها تصرفاً جديداً يلتقي الى حدٍّ ما مع ايقاعات الوضع الدولي والأقليمي الراهن ولو شكلياً أو ديماغوجياً .
ومهما كان ما سيحدث لاحقاً من ترتيبات سياسية أو مفاجآت سينمائية في هذا المضمار ، فان التاريخ قد قال كلمته مجدداً ، وكررها للذين لا يفقهون من المرة الأولى ، مؤكداً أنه دائرة متصلة الحلقات ، لا تنتهي أبداً ولا تنقطع البتة . ولا مجال للدهشة الفادحة قبالة أيّ مشهد يطرأ غداً في البانوراما الأفغانية .
وللتذكير فقط ، فان هذه الحقيقة ليست بنت اليوم الأفغاني أو الطالباني ، فقد سبق وعشناها - نحن اليمنيين - مرة ومرات حتى هذه اللحظة ، بارادتنا أم حتف أنوفنا ! ... وسأورد أمثلة على ذلك .

...

ذات يوم ، ظن الثوار اليمنيون ( في أكتوبر جنوباً ، وفي سبتمبر شمالاً ) أنهم يقطعون بشكل حازم جازم في تشكيل لوحة التاريخ السياسي اليمني الحديث والمعاصر .. غير أنهم كانوا مُخطئين تماماً .
فقد أعتقد أولئك الثوار ( ومعهم محمد محسن عطروش في عدن ، ومحمد البصير في صنعاء ) أنهم دحروا الانكليز والسلاطين وعملاءهم والاِمام وآله وعياله وأذياله ... الى غير رجعة ، وبالمطلق .
لكن في مكانٍ خفي من كواليسه المُعتمة ، كان التاريخ يتحدث لغةً لا يجيدها - بل لا يحب سماعها - كثير من البشر ، ليس لجهلٍ غالباً ، بل لمُكابرة !
وهذا ما يُحتّم على المرء اذا ما أراد الخوض في الحدث السياسي أو ما يشبهه من أحوال الحياة ، أن يُنهي حديثه بعبارة : ان شاء الله .. أو : والله أعلم . فلا يُجزم بأن ما يقوله قاعدة علمية مانعة لا تقبل النقض ، ولا ارادة ربانية قاطعة لا تقبل التأويل !

وكان أستاذ المادية الجدلية والتاريخية في معهد باذيب ( ومئات المعاهد مثيله في العالم ) يقول كلاماً لا يقبل بعده الرفض ولا النقض ولا حتى الرأي الآخر والجدل ، كمثال الزعم باستحالة سقوط الأنظمة السياسية الاشتراكية في أية بقعة في العالم وفي أية لحظة من الزمن . وأنا أتحدث هنا عن الأنظمة ، لا عن الأفكار .
وكنا مؤمنين بهذا الاعتقاد الراسخ حدّ الايمان المطلق ، حتى أننا كنا نردد دائماً ونحن نكرع كؤوس الفودكا ، واصفين هذه الخمرة الخارقة بأنها " نقية نقاء الأفكار الماركسية .. وقوية قوة السلطة السوفييتية " قبل أن نكتشف في وقت لاحق بأنه حتى الفودكا صارت مشروباً مغشوشاً ووارد جيبوتي ، ومثلها الأنظمة الاشتراكية التي تساقطت كأحجار الشطرنج أو الدومينو في رقعة السياسة الدولية !

أما أستاذ التاريخ - في المدرسة أو الجامعة - فكان على الدوام يؤكد على حتمية اندحار ظاهرة الاحتلال الأجنبي من الواقع اليمني ، مُستعرضاً ما حلَّ بصنوف وجنسيات الاحتلال الأجنبي المختلفة من فارسي وحبشي وبرتغالي وتركي وبريطاني وغيرها كثير .. غير أن هذا الأستاذ ، ونحن من ورائه ، لم نكن نعتقد يوماً - ولو من باب النكتة السوداء - أن اليمنيين سيتحدثون ذات يوم عن احتلالٍ سعودي أو اماراتي !
انما الأنكأ - في هذا الموضوع كله - أن عدداً من دكاترة المادية الجدلية والتاريخية ومُحاضري التاريخ والسياسة وعلم الاجتماع والفلسفة ، صاروا دكاترة في مادية الريال وجدلية العقال وتاريخ الارتزاق وفلسفة العمالة ، فاذا أنبرى أحد للهجوم اللفظي العابر على الرياض أو أبوظبي ، أحتشدوا له بسهامٍ مسمومة ورماحٍ مثلومة !

...

لم يكن اليمنيون يوماً عملاء حقاً ولا مرتزقة ، انما اليمني اذا ما سلكَ طريق العمالة ودرجَ في درب الارتزاق ، فانه يغدو بالغ الحقارة وشديد النتانة الى درجة لا يتصورها الأخ ابليس شخصياً ..
واذا كانت شعائر الحج والعمرة - ذات زمن وذات يمن - قد انقسمت بين الحرمين واللجنة الخاصة ، فان الغلبة كانت في غالب الأحوال للثانية .. وكان بعض اليمنيين يُودّعون محمداً في هذا الحرم أو ذاك ، ليُقبلون يد سلطان أو كمال أدهم في اللجنة ! .. وقد صارت ثمة لجان خاصة ، لا واحدة ، في معظم الأقطار الخليجية .
ولم يخسر اليمنيون هوياتهم قط ولا احترامهم لأنفسهم ، وهم ينقسمون بين معسكر أمريكي وسوفييتي وصيني .. ولا بين اتجاه تروتسكي وماوي وستاليني .. ولا بين انتماء يساري وقومي واخواني وشوفيني .. لكنهم اليوم باتوا مؤهلين للانقسام الحاد بين وطنيين واسرائيليين ، أو قوميين وصهاينة ، أو بين سعوديين واماراتيين .. وهذي لعمري نهاية التاريخ والهوية والآدمية في هذي البلاد !
أما الحج والعمرة فلن يكونا الى الحرمين ولا حتى الى تلك اللجان الخاصة قريباً جداً ، بل الى تل أبيب !

-----------------------
( مقالي في موقع : بلقيس )
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)