shopify site analytics
انتهاكات السعودية لحقوق العمالة اليمنية: معاناة تتصاعد في ظل الحرب - القدوة يكتب: اجتياح رفح واستمرار المجازر وسفك الدم الفلسطيني - اجتماع استثنائي بمركز الدراسات والاستشارات بجامعة ذمار - الميالي يكتب : سيكولوجية التهميش - السراي يكتب: إنها غزّة التي غزت غُزاتها - افتضاح صورة النظام الإيراني بعد إبادة غزة؟ - عقدة ماكرون في مكانة الامبريالية الفرنسية - قائد حراسة مدير أمن عدن يروع المواطنين ويهدد أفراد الحزام الأمني بالسلاح - اشتباكات مسلحة بين نقطة الحزام الأمني بالحسيني ومواطنين من أبناء الصبيحة - محافظ اب يتفقـد سير اختبارات الثانوية العامة والدورات الصيفية بجبلــــة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - تونس اسيا العتروس  يقولون لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة و نقول مطلوب امرأة بحجم و كفاءة و قدرة ميركل فقد نفلح معها في تجاوز النفق الخانق … لقد شهدت الايام القليلة الماضية

الأربعاء, 29-سبتمبر-2021
صنعاء نيوز/اسيا العتروس -

تونس اسيا العتروس يقولون لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة و نقول مطلوب امرأة بحجم و كفاءة و قدرة ميركل فقد نفلح معها في تجاوز النفق الخانق … لقد شهدت الايام القليلة الماضية تواتر الاحداث التي رافقت افول او صعود قيادات و شخصيات و احزاب او حركات تعزز القناعة بان للسلطة سحرها و اغراءاتها الى درجة الغواية و الهلاك , وان كرسي الزعامة داء يمكن ان يصيب صاحبه بالغرور و الاهتراء فلا يتركه الا مكرها فينتهي به الامر منفيا او معزولا او سجينا او مطرودا أو يصيبه بدلا من ذلك بالحكمة ووضوح الرؤية و هذانادرا ما يحدث ’ فيختار المغادرة في كرامة وشموخ بعيدا عن شماتة و تشفي الشامتين .. والحقيقة ان احداث كثيرة باتت تدفعنا الى تحليل عقلية الحاكم في الانظمة العربية والاسلامية و السلطة ..و الامر ربما لا يتوقف عند حدود تلك الصورة المهينة لرئيس مجلس نواب الشعب المجمد راشد الغنوشي في باردو وهويقف أمام باب البرلمان يستجدي الجندي لفتح الابواب الموصدة أمامه , مشهد سيعود بقوة مع تواتر عشرات الاستقالات من النهضة ممن تمردوا على سلطة زعيم الحركة و حملوه مسؤولية الفشل الذريع للحركة وللحكومات المتعاقبة في تونس و للبرلمان المجمد و هي بالتاكيد ليست الصورة الوحيدة في المشهد المتناقض في بلادنا بعد ان منح رئيس الجمهورية نفسه كل الصلاحيات للتفرد بالحكم او هذا على الاقل ما يبدو حتى الان طالما ظل الغموض سيد المشهد ..
والحقيقة انها ليست تونس وحدها التي تقف في هذا المشهد فقبل ايام ودعت الجزائر الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي سيظل برغم ما قدمه للجزائر قبل و بعد الاستعمار وبرغم انه من حقق للجزائر السلم الاجتماعي بعد العشرية السوداء فقد سجل التاريخ انه صاحب العهدة الخامسة والرئيس المريض الذي لم يتردد في تغليب نهمه من اجل السلطة والخضوع للحاشية التي تمكنت من اغراءه بالبقاء في موقعه الى ان اطاحت به الحركات الاحتجاجية الشعبية …والامثلة طبعا كثيرة قبل وبعد موسم الربيع العربي التي كشفت عقلية الحاكم المستبد…و لواننا تاملنا سنجد ايضا في عودة حركة طالبان
المريبة الى السلطة بعد عشرين عاما في الجبال و المغاور وما رافق ذلك من قراءات و تاويلات لهذه العودة التي لم تتضح خلفياتها ولكن انعكاساتها باتت واضحة في المشهد الاقليمي والدولي ..وبين مختلف هذه المحطات و حتى غيرها تبرزصورة امرأة امتهنت السياسة و ترفعت عن لعبة المصالح وفرضت صورة استثنائية للمرأة القوية التي جمعت كل شروط الزعامة فلم تخن ناخبيها ولم تخذل انصارها بل انها كذبت تلك الافكار الزائفة و المترسخة بانه “لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة “فقد افلحت ميركل هذه المرأة التي جمعت كل صفات الزعامة لتنافس غيرها من قادة العالم من الذكور والذين ازعجهم ظهورها و صعودها بعد ان كسبت اختبارات السلطة و قادت شعبها باقتدار وتجاوزت الازمات التي صادفتها منذ توليها السلطة في 2005 فكانت الزعيمة الالمانية والاوروبية والسياسية و الانسانية التي مارست السلطة دون ان تتنكر للاخلاقيات السياسية و القيم التي تميز الزعماء الاصليين عن المزيفيين …
لا خلاف انه من شأن الاخراج الاستثنائي الذي اعدته المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لمغادرة المسرح السياسي ان يعزز الالقاب المستحقة لهذه المرأة التي تفردت على مدى سنوات بلقب اقوى امرأة في العالم وهي التي اختارت ترك عالم السياسية في الوقت الذي كان بامكانها بعد ستة عشرة عاما في قيادة المانيا في مرحلة لم تخل من الازمات و الاهتزازات ..
ستطوي المانيا صفحة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بعد ان تنتهي المفاوضات لتشكيل الحكومة القادمة و قد يكون حزبها المسيحي الديموقراطي الذي تراجع في الانتخابات خارج السلطة و يكون من مكونات المعارضة و لكن الاكيد انم يركل استطاعت ان تفرض موقعها وأن لها موقع في تاريخ زعماء بلادها و في العالم و هي التي حددت بدقة موعد خروجا من اوسع الابواب قبل ان تضطر الى ذلك ..
لا شيء كان يمنع ميركل من الترشح و الفوز بولاية جديدة و هي التي تتمتع بشعبية واسعة بين ناخبيها فالدستور الالماني لا يحدد عدد الولايات التي يمكن ان تترشح لها و مع ذلك فقد اختارت عدم التنكراو التراجع عما سبق لها ان اعلنته في الانتخابات السابقة عندما اكدت انها لا تسعى للترشح لولاية جديدة مكتفية بستة عشرة عاما من المستشارية بعد ان خلفت معلمها هلموت كول الذي كان وراء اقتحامها باقتدار عالم السياسة و الاكيد ان انهيار جدار برلين كان اللحظة التي اخرجت هذه العالمة الباحثة في الفيزياء من المخابر المغلقة الى المخابر السياسية لتجعل من المانيا الموحدة الشرقية و الغربية قوة اقتصادية اوروبية يحسب لها الف حساب ..يقول المقربون من ميركل انها تكره الثرثرة و انها دقيقة جدا في عملها و لاتدخل اجتماعا الا و قد استعدت له جيدا ..و نحن نقول لعل عقلية العالم و الفيزيائي هي التي صنعت تفوق هذه المرأة الاستثنائية
تترك ميركيل السيدة الحديدية التي تفوقت على مارغريت الحياة السياسية دون خوف او خشية من مقاضاتها او ملاحقتها او النبش في سيرتها وملفاتها …
كاتبة تونسية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)