shopify site analytics
اجتماع استثنائي بمركز الدراسات والاستشارات بجامعة ذمار - الميالي يكتب : سيكولوجية التهميش - السراي يكتب: إنها غزّة التي غزت غُزاتها - افتضاح صورة النظام الإيراني بعد إبادة غزة؟ - عقدة ماكرون في مكانة الامبريالية الفرنسية - قائد حراسة مدير أمن عدن يروع المواطنين ويهدد أفراد الحزام الأمني بالسلاح - اشتباكات مسلحة بين نقطة الحزام الأمني بالحسيني ومواطنين من أبناء الصبيحة - محافظ اب يتفقـد سير اختبارات الثانوية العامة والدورات الصيفية بجبلــــة - حفل تكريم لخريجي دورات قوات التعبئة العامة بمحافظة اب - مناقشة سبل تعزيز التعاون بين جامعة إب وكاك بنك -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - منذ الصغر كان لدي ولعٌ بفهم كيف يمكن أن يصبح صغار أضعف الأسر الفقيرة كباراً في مجتمعهم ، عظماء في أوطانهم

الخميس, 30-سبتمبر-2021
صنعاءنيوز / أنور العنسي _ من صفحته على الفيس بوك -

منذ الصغر كان لدي ولعٌ بفهم كيف يمكن أن يصبح صغار أضعف الأسر الفقيرة كباراً في مجتمعهم ، عظماء في أوطانهم ، لا بالوجاهة ، ولا الوراثة ، ولكن بالنباهة وصناعة مجدهم بجدهم واجتهادهم.

أحد من لفت إنتباهي إلى هذه المسالة كان محمد سعيد العطار ، نجل المهاجر الفقير ، والمولود في بلد إفريقيٍ بسيط مثل جيبوتي.

المدهش في قصة العطار أنه أتقن الفرنسية أكثر من العربية ، وتحدث الإنجليزية كالفرنسية ، وإنتقل للدراسة والعيش في فرنسا والتخرج بدرجة امتياز من السوربون ، وتولي مناصب دولية عليا ، قبل العودة إلى اليمن.

لكن العطار إشتغل على معرفة اليمن عن بْعد بشكلٍ أفضل مما لو كان في اليمن ، وأصدر أفضل كتبه عن اليمن وهو خارج اليمن.

بلغ العطار أفضل المناصب في أهم المؤسسات العالمية بفضل ما سعى إليه من علم ومعرفة ، ولم تكن دولته وراء الدفع به لتبوء أيٍ من ذلك.

أهم من هذا أن كل الحكومات اليمنية لم تكن لتحترمه لولا أن حكومات في كبرى دول العالم كانت تحترمه.

الأسوأ من هذا أنه عندما عاد بعد ثورة سبتمبر 1962 ببرنامج للاقتصاد والتنمية تعرض لأبشع حملة تشويه من قبل قوى تقليدية متخلفة بلغت حد اتهامه بعدم الإلمام بالدين والقرآن ، والتشكيك في أصله العائلي ، والتندر بطريقته في الكلام وغير هذا .. صحيح أنه لم يكن يتقن قواعد النحو والصرف لكنه كان يتكلم العربية على نحو مفهوم ومقبول.

في زيارة له إلى صنعاء عندما كان أميناً مساعداً للسكرتير العام للأمم المتحدة لشؤون جنوب غرب آسيا أرسلتني صحيفة (الثورة) إلى مقر إقامته في فندق (دار الحمد) وكانت تلك أول وأهم مقابلة صحفية أجريها في حياتي.

كنت متهيباً للغاية .. أحد أسباب هذا أنني لم أكن أعرف أن العطار في الأساس (يمني) إلى جانب أنني لم أتوقع حينذاك أن يمنياً يشغل موقعاً دولياً في ذلك الوقت من أواخر سبعينيات القرن الماضي بهذا المستوى.

أجمل مما فعله العالِم العطار أنه جعلني أتحول خلال دقائق إلى صديقٍ له .. لم أعد أتذكر كيف حدث كل هذا ، ما أتذكره أنه فتح حقيبة ملابسه وإنتقى كرافتة وقنينة عطر باريسيتين ، وأهداهما إلي.

منذ ذلك الوقت ألغى العطار كل مسافة بيني وبينه ، بل وبين السربون وباريس والعالم ، بعث في داخلي قدراً من القدرة على التحدي لا يمكن وصفها إزاء كل ما يمكن اعتباره مستحيلاً في الحياة.

هذا بالطبع (قليل) من (كثير) يمكن روايته عن الرجل ، ولكنه فقط لمحاولة شرح كيف حاول العطار ، إبن المهاجر الفقير ، المظلوم ، حفيد المظلومين أن يضع بلده على خارطة العالم ، في كل مراحل حياته ، سواء عندما كان طالباً ، باحثا ، دبلوماسيًا ، ورئيساً للوزراء لكن بلده ، وظروف بلده خذلته!"
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)