shopify site analytics
اجهزة الامن في تعز تبحث عن مسلحين هددوا زيد النهاري بالقتل - حادث جديد يضرب طائرة من طراز "بوينغ" أثناء تحليقها في السماء (فيديوهات) - شاهد.. لحظة اصطدام سيارة الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير وانقلابها - هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة - هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحال - مقتل 4 يمنيين وجرح آخرين في هجوم استهدف حقل غاز في العراق - تدشين إختبارات الثانوية العامة بمديرية عتمة بذمار - القحطاني يكتب: الوطن الذي نحلم به.. ليس انشودة وزامل أو شعار - إتلاف أكثر من طن ونصف من الأسماك الفاسدة في إب - مؤامرة استعمارية تهدف الي اشعال الحرب بين ليبيا وتونس -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - لم يُعد السيد كيث فاز رئيس لجنة الشؤون الداخلية في مجلس العموم البريطاني اختراع العجلة، ولا جاء بما لم تستطعه الأوائل، حين قرر في ختام زيارة له إلى صنعاء، أن أمن دول الخليج والمنطقة من أمن اليمن واستقراره، فتلك بديهية من البديهيات التي يعرفها الجميع، لا اعتبارات هو يدركا أكثر من غيره من حيث موقع اليمن الجغرافي كبوابة للجزيرة العربية حيث يقع على أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها إستراتيجية وحيوية (باب المندب وخليج عدن)، بل أيضا لعوامل الحضارة والتاريخ وترابط شعوب المنطقة أصولا ونسبا ولغة وثقافة ما يجعل الجميع في مركب واحد فيه نجاتهم جميعا أو -لا سمح الله- غرقهم جميعا لأن الأخوة في دول الخليج لا يعرفون خطورة اللعبة التي يمارسهما البعض في تغذيتهم لبعض عملائهم في اليمن لزعزعة الامن وقلاق السكينة ولكن نصيحة صديقنا البريطاني تاتي اليوم ببلاش .

الإثنين, 27-يوليو-2009
عبدالواحد البحري -

لم يُعد السيد كيث فاز رئيس لجنة الشؤون الداخلية في مجلس العموم البريطاني اختراع العجلة، ولا جاء بما لم تستطعه الأوائل، حين قرر في ختام زيارة له إلى صنعاء، أن أمن دول الخليج والمنطقة من أمن اليمن واستقراره، فتلك بديهية من البديهيات التي يعرفها الجميع، لا اعتبارات هو يدركا أكثر من غيره من حيث موقع اليمن الجغرافي كبوابة للجزيرة العربية حيث يقع على أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها إستراتيجية وحيوية (باب المندب وخليج عدن)، بل أيضا لعوامل الحضارة والتاريخ وترابط شعوب المنطقة أصولا ونسبا ولغة وثقافة ما يجعل الجميع في مركب واحد فيه نجاتهم جميعا أو -لا سمح الله- غرقهم جميعا لأن الأخوة في دول الخليج لا يعرفون خطورة اللعبة التي يمارسهما البعض في تغذيتهم لبعض عملائهم في اليمن لزعزعة الامن وقلاق السكينة ولكن نصيحة صديقنا البريطاني تاتي اليوم ببلاش .
ومع ذلك يبقى للسيد فاز فضل التذكير بتلك البدهية التي يبدو أن من أشقاء اليمن الأقربين من نسيها سهوا، أو تناساها لقصور في فكره ولعجز لديه عن التفكير الاستراتيجي وعن مد بصره إلى أبعد من موطئ قدميه، ومن ثم إيثاره الجلوس على الربوة متفرجا عما يجري باليمن من أحداث وما يتهدد مسيرته التنموية من تعثر جرّاء تضافر محدودية الامكانيات مع الأزمة الاقتصادية العالمية، ظنا منه أنه في منأى عن كل ذلك، وأن اليمنيين وحدهم من يسددون فاتورة ما يحيق ببلدهم من تهديدات الداخل والخارج.

لقد تُرك اليمن وحيدا يكابد دفق اللاجئين الفارّين من ساحات الصراع الدموي في افريقيا، ولا سيما في الصومال، والحال أنه لو لم يكن اليمن الذي واجه المشكل بما يستطيع من قدرات ذاتية وبعض الدعم الدولي الهزيل لكانت وجهة هؤلاء اللاجئين دول الخليج العربي ليتحولوا هناك إلى قنبلة ديمغرافية أخرى، وفي أبسط الأحوال إلى قضية إنسانية تسلط عليها أضواء الصحافة العالمية ومنظمات حقوق الانسان.

كذلك تُرك اليمن وحيدا يواجه معضلة القرصنة التي تمس الخليجيين في صميم اقتصادهم لأنها ببساطة تهدد طرق نقل بترولهم إلى الأسواق العالمية. وظلت القيادة السياسية في اليمن تطلق الانذار بعد الإنذار من خطورة الظاهرة إلى أن تم تدويل القضية وأصبحت مطية لتدخل قوى دولية متربصة في خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر.

ومن قبل تُرك اليمن وحيدا يواجه بقدراته الذاتية تمرد الحوثيين المتسلّح بأفكار من القرون الوسطى، في نفس الوقت الذي كان فيه يحاصر الظاهرة الإرهابية وهي تحاول أن تدمر مقومات تنميته وأن تنسف أكثر القطاعات الاقتصادية حيوية كالقطاع السياحي عبر استهداف ضيوف اليمن من السياح الأجانب، فضلا عن الفنيين والخبراء المتعاونين معه في عدة قطاعات.

وفي مقاومة الإرهاب بالذات كان اليمن سدّا حقيقيا حاميا لدول الخليج العربي، باعتبار الظاهرة لم تكن يمنية بالدرجة الأولى ولا كانت تستهدف اليمن لذاته بقدر ما كانت تريد أن تجعل منه قاعدة انطلاق لضرب دول في الخليج أثرى وأضخم مقدرات وأشد تأثيرا في السياسة العربية وأكثر حيوية بالنسبة للقوى الكبرى في العالم.

واليوم ها أن اليمن الذي تُرك وحيدا في كل تلك المعارك المصيرية.. ها أنه يُترك وحيدا في أشد المعارك ضراوة على الإطلاق وأكثرها مصيرية: معركة الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه بوجه أشرس هجمة انفصالية تغذيها أوهام بعض الحالمين بزمن "اليَمَنَيْن" الذي فيه وحده يستطيعون العودة إلى ساحة سياسية لفظتهم لضيق آفاقهم وتفاهة غاياتهم.

صحيح أن موقف جل دول الخليج العربي كان صريحا وواضحا من دعوات الانفصال، ومن قياداته التي خرجت فجأة من تحت ركام النسيان، وكأن أحدا ما أمرها بالتحرك الفوري فاستجابت للأمر دون تردد أو تفكير.. وصحيح أيضا أن من أشقاء اليمن من تجاوز الموقف اللفظي إلى اتخاذ إجراءات عملية حازمة تجاه تلك "القيادات".

غير أن كل ذلك -وإن كان يستحق التنويه- يظل غير كاف لأنه ظرفي ويكتسي طابع ردة الفعل، بينما ما يحتاجه اليمن من أشقائه اليمنيين هو الدعم الاستراتيجي ذو النتائج الآجلة ولكن المستدامة.

ما يحتاجه اليمن لتحقيق استقراره التام، ومن ثم اجتثاث شأفة الإرهاب منه، وإخماد أصوات الانفصال داخله والاقتدار على مواجهة معضلة القرصنة -وفي كل ذلك منافع مباشرة للخليجيين- هو الدعم التنموي لا عبر الهبات والعطايا ولكن عبر توجيه جزء من الأموال الخليجية الطائلة التي تتدفق بسخاء على الغرب للاستثمار في اليمن الذي تثبت شهادات مختصين عالميين في الاقتصاد أنه أرض بكر وميدان رحب لأنواع كثيرة من المشاريع والاستثمارات مضمونة الجدوى والمردودية.

إن الانفصالية كما القرصنة كما الإرهاب، هي جميعها فيروسات تجد تربتها الخصبة في ضعف التنمية وما يتبعها من فقر وفاقة.

وكما الفيروسات تماما لا تعترف هذه الآفات بالحدود ولا تحتاج لتأشيرات لعبورها.. ويمنٌ فقير غير مستقر يعني كذلك وبالنتيجة خليجا عربيا غير مستقر، والعكس صحيح أيضا، إذ يعني استقرار اليمن وازدهاره منعة الخليج العربي وحصانته ضد دواخل الإرهاب وشرارة الطائفية التي يعرف الخليجيون أنها ثاوية تحت الاستقرار والسلم الاجتماعية التي اجتهدوا لعقود في بسطها.

إن اليمن بلد محدود الامكانيات ولا يخجل بذلك طالما ظل يسطر السياسات ويضع المخططات للتخلّص من فقره، وفي ذلك ضمانة لأشقائه الخليجيين إذا أرادوا معاضدة مجهوده التنموي بجزء ولو يسير مما حباهم به الله من ثروات، إذ في اليمن سواعد وعقول وإرادة سياسية تريد فعلا محاربة الفقر والأمية وما يتبعهما من آفات اجتماعية، ولكنها كثيرا ما تصطدم بمحدودية الامكانيات.

وإن استثمار جزء من المال الخليجي في اليمن، والذي سيكون في مأمن من تقلبات الأسواق العالمية، على غرار ما حدث في الأزمة الراهنة، سيتجاوز بكثير ما قد يدره من عوائد مادية مباشرة، إلى ما هو أنفع وأبقى، وستكون من أعظم فوائده تصليب خاصرة عربية بوجه الإرهاب ومنازع الفتن والانفصالية.. وباختصار سيكون استثمارا في الانسان العربي وقبل ذلك استثمارا مباشرا في الأمن والاستقرار ومنعة الحدود وسلامة الأراضي العربية الإسلامية في الجزيرة والخليج.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)