shopify site analytics
انطلاق بطولة الجمهورية "طوفان الاقصى" - محافظ شبوة اللواء العولقي يعزي في وفاة الشيخ سعيد الذنابة بن نمران المرادي - الشيخ منقذة البرلماني المحنك ورجل السمات الانسانية والخيرية...!! - القدوة يكتب: غزة تعيش كارثةً صحية غيرَ مسبوقة - بنك اليمن الدولي ينفي اشاعات أفلاسه - المواصفات تعلن عن وصول أحدث أجهزة فحص وتحليل الذهب - هانم داود تكتب: رضوى عاشور - الحردول يكتب : منير الحردول - قيادي في الحراك الجنوبي يتلقي تهديد بالتصفية الجسدية - المنشد المجاهد عدي السفياني الليث اليماني في محراب الذود عن الوطن -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
عندما اعتمد الناتو في قمة مدريد ٢٠٢٢ مفهومه الاستراتيجي الجديد للعقد الحالي الذي ينتهي في ٢٠٣٠ ظهر واضحا تراجع موقع الشرق في سلم الاهتمام الأطلسي لتتقدم عليه

الإثنين, 18-يوليو-2022
صنعاء نيوز/ -








امين محمد حطيط- البناء- بيروت - 2022‏-7‏-15

https://www.al-binaa.com/archives/343416

عندما اعتمد الناتو في قمة مدريد ٢٠٢٢ مفهومه الاستراتيجي الجديد للعقد الحالي الذي ينتهي في ٢٠٣٠ ظهر واضحا تراجع موقع الشرق في سلم الاهتمام الأطلسي لتتقدم عليه كل من روسيا و الصين باعتبارهما يشكلان لأميركا و للناتو حسب رؤيته بالعين الاميركية يشكلان مصدر الخطر الاستراتيجي الاول الذي يحدق بالغرب ، لكن هذا التراجع لم يعن ان الشرق الاوسط فقد أهميته الاستراتيجية في عين الأطلسي ، بل ان من يدقق في الامر يجد ان الأطلسي و على راسه اميركا لا يجد نفسه مضطرا لتخصيص جهده الأعظم لمسائل الشرق الاوسط و ان بإمكانه اعتماد أساليب جديدة تؤدي الى الاقتصاد بالجهد مع القدرة على تحقيق المطلوب .

و انطلاقا من هذا التصور و بهذا الفهم يبدو ان استراتيجية الغرب للتعامل مع منطقة الشرق الاوسط في العقد الحالي ارسيت علي اركان ٥ خمسة أولها دمج الاتباع و الحلفاء في مكون استراتيجي او مجموعة واحدة تقودها إسرائيل بأشراف أميركي و الثاني ضمان التحكم بالمعابر المائية و استمرار تدفق النفط و الغاز الى الغرب و الثالث حصار الخصوم و الأعداء ومنعهم من استثمار ثرواتهم و مواصلة الحرب الاقتصادية عليهم ،و الرابع التخدير و المماطلة و التسويف وعدم الاستجابة لأي مطلب او حق او مصلحة للطرف الاخر و أخيرا التحضر للعودة الى الميدان بحروب شاملة وواسعة اذا فشلت استراتيجية الإهمال و التسويف ،

و تنطلق اميركا في فرضها العمل بهذه الاستراتيجية من تصور تراه هي انه حقيقة قاطعة مفادها ان خصومها في المنطقة سيستسلمون لاستراتيجيتها لعجزهم عن الذهاب الى الحرب لكسر خططها ضدهم ، و ترى ان الحصار و الحرب الاقتصادية التي فرضت عليهم مترافقة مع الحرب الإرهابية لتي تستمر ضدهم منذ نيف و ١١ عاما ، افقدت مجتمع الخصوم قدرته علي تحمل أعباء أي حرب قد تفكر قيادته بها و بات هذا المجتمع كما تراه اميركا لا يعبأ بقضية وطنية او قومية لان همه بكل مكوناته رغيف الخبز و حبة الدواء و صفيحة المحروقات أي ان همومه المعيشية حجبت كل شأن اخر او أي اهتمام وطني او قومي او حتى ديني ، و لذلك اطلقت اميركا في التعامل العام و في التعامل مع لبنان بخاصة نظرية ملخصها " لا اهمية لما تملك من حق او يكسبك القانون من حق ، انما الاهمية هي لما تتمكن من الحصول عليه مما تدعيه حقا لك ".

و في التطبيق العملي للمفهوم الاميركي الاستعلائي تصرف هوكشتاين بكل صلافة و استخفاف بلبنان و بسياسييه و بحقوقه في ثرواته البحرية و اعتبر نفسه في زيارته الأخيرة للبنان انه اسقط المطالب اللبنانية بالخط ٢٩ و اخرج حقل كاريش من منطقة التنازع و ضمن احجام لبنان عن استعمال القوة في مسالة الترسيم البحري او الاستخراج النفطي و الغازي من البحر و بالتالي ضمن لإسرائيل مصالحها و ترك لبنان يتخبط في تنازلاته و صراعاته و فقره الذي قادته اليه الحرب الاميركية الاقتصادية التي شنت عليه منذ ٣ سنوات بمقتضى خطة بومبيو .

و تم التأكيد على الاستخفاف بلبنان و بحقوقه من خلال ما اعلن او ما تسرب عن برنامج عمل بايدن في زيارته للمنطقة تلك الزيارة التي تنفذ من اجل امن اسرائيل ودمجها في المنطقة وتنصيبها في موقع القيادة الاقليمية بأشراف اميركا عبر.ارساء نظام اقليمي عسكري - اقتصادي- سياسي لمواجهة مثلث الصين روسيا ايران و أخيرا لا بل اولا لضبط تدفق النفط والغاز الى الغرب ليسد الفراغ الناتج عن الحرب الاقتصادية ضد روسيا و ايران ، و لم يذكر لبنان الا بجملة واحدة تضمنت القول انه في حال عدم استقرار .



في ظل هذه الاجواء الكالحة السوداوية اطلق الأمين العام مواقف وطنية أعقبت مهمة مسيرات الرسائل و اكدت على مضمون تلك الرسائل التي حملتها و اضافت اليها الكثير مما قلب الطاولة وفاجا الاميركي و الإسرائيلي لما تضمنته من مفاهيم و مبادئ تعتمدها المقاومة او تعدلها او تطورها لأول مرة في تاريخ مسيرتها الذي تحتفل في هذه الايام بالسنوات الأربعين منها ، و من يتفحص مواقف سيد المقاومة يقف عند صور جديدة بالغة الاهمية و الخطورة ، منها ما يتعلق بماهية المقاومة و طبيعتها و منها ما يتصل بالنظرة للحرب و أسس المواجهة و اهدافها ، و نكتفي هنا بذكر ٤ عناوين أساسية ستشكل براينا محلا للدراسة و التحليل من قبل العدو على النحو التالي :

أولا في ماهية المقاومة : بعد ان كانت المقاومة قد اطلقت من اجل تحرير ارض لبنانية احتلتها إسرائيل في العام ١٩٨٢ ، ثم تطورت بعد التحرير لتصبح مقاومة من اجل منع تكرار الاحتلال و العدوان ، فان الوظيفة او الشكل الجديد الذي تتمظهر به المقاومة اليوم و بوضوح كلي في كلام سيد المقاومة ، هو انها باتت مقاومة من اجل المحافظة على الثروة اللبنانية و تمكين الدولة من استعمالها لسد حاجات الشعب و دفع الفاقة و الفقر و الجوع عنه ، انها مقاومة من اجل الانسان و حقه بالعيش الكريم

ثانيا في إرساء معادلة التوازن في الاستثمار النفطي و الغازي ، و هنا نذكر بان المقاومة الي ابدعت في رسم معادلات الردع و الدفاع و حماية السكان بدءا من تفاهم نيسان ١٩٩٦ الذي حمى المدنيين وصولا الى معادلة الردع الاستراتيجي المتوازن الذي منع الحرب و قيد العدوان الإسرائيلي على لبنان ، ان هذه المقاومة تطلق اليوم معادلة التقابل في مسالة النفط و الغاز بين لبنان و العدو إسرائيل معادلة تقول : اما استخراج من قبل الطرفين او منع الطرفين من الاستخراج ،

ثالثا في مسرح العمليات البحرية و مساحته ، كانت الأجواء السائدة قبل كلمة السيد تشي بان على إسرائيل ان تمتنع عن العمل في المنطقة المتنازع عليها المحددة برسالة لبنان الى الامم المتحدة و المعممة في ٢٢٢٠٢٢ بين الخطين ٢٣ و ٢٩ ، اما الان فقد انقلب المشهد و باتت معادلة التوازن في الاستثمار النفطي تتعدى في اعمالها المنطقة تلك لتشمل كل استثمار إسرائيلي بما في ذلك المنطقة بعد كاريش و ما بعد بعد كاريش أي انها تشمل أي استثمار بحري إسرائيلي و ربط الامر بالوضع في لبنان دون ان يقتصر على مسالة الترسيم فحسب بل يشمل أيضا التمكين من الاستخراج أيضا و من هنا يفهم ان كل المنطقة الاقتصادية لفلسطين التي تحتلها إسرائيل باتت وفقا للموقف المقاوم الجديد مشمولة بالتحذير و تشكل بنك اهداف بحرية تمكنت المقاومة من تحضيره لتعامل معه عند الاقتضاء ،

رابعا في ماهية الحرب و ضرورتها و اللجوء اليها ، هنا يمكن القول بان سيد المقاومة احدث انقلابا استراتيجيا في هذه الموضوع ، حيث ان المقاومة كانت تشدد دائما على انها لا تخشى الحرب لكنها لا تسعى اليها ، اما اليوم و بعد هذا التطوير في الموقف فقد باتت المقاومة في موقع قد يسعى الى الحرب من اجل منع الموت جوعا حيث انها اذا خيرت بين ان يموت مجتمعها جوعا او يهدد بحياته في الحرب فأنها ستختار الحرب لأنها السبيل الاشرف . و في هذا رسالة قاطعة لأميركا و إسرائيل بانها لن تترك تعبث بلقمة عيش اللبناني و تحاصره و هي امنة و تستفيد من الثروات ، و عليها ان تنتظر انفجارا يدمر الهيكل على راسها و يمنعها من تحقيق أهدافها .

و عليه نقول بان مواقف السيد التي اطلقت مع اليوم الاول لزيارة بايدن للمنطقة ، ستكون عاملا فاعلا في احباط و افشال هذه الزيارة و ستجهض خطة العدوان الاميركي على لبنان وفقا لما ينفذه هوكشتاين و ستضع المنطقة امام خيارين : خيار العقل والاستثمار المتوازن الذي تتراجع اميركا و إسرائيل فيه عن خططها و استراتيجيتها الاستعلائية و التهمشية لمصالح لبنان و حقوقه ، او خيار التعنت و الجنون الذي يقود المنطقة الى الحرب التي ستكون للبنان سبيلا كريما ينتزع به حقوقه و يمنع الاستخفاف به ،

و قد تكون اميركا اقرب للخيار الثاني طالما انها لن تشارك بجنودها فيها ، لكن إسرائيل و في واقعها السياسي و العسكري و الاجتماعي و الاقتصادي القائم لن تكون مرحبة بخيار الحرب الا اذا الزمتها اميركيا بها و عندها ستتكرر مشهدية ال ٢٠٠٦ و بشكل اكبر و افظع ، المشهدية التي حتى اللحظة نستبعدها لكن لا نسقطها من بيان الاحتمالات الجدية و تبقى الايام ال ٤٥ الاتية هي التي تحمل الجواب الحاسم .

العميد د. أمين محمد حطيط--
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)