shopify site analytics
ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح - عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح - إلى الداخلية وبرلمان العراق الابطال، لاشُلت أياديكم… - هل أصبح الرجال يرفضون فكرة الزواج - عمومية الحاضرين توافق على تزكية القاضي خالد هويدي - حكومة الاحتلال تنقل تكتيك حرب غزة للضفة الغربية - صداقات العالم الافتراضي وتأثيرها على الواقع..! - الدكتور قاسم لبوزة ومحافظي المحافظات الجنوبية يتفقدون المراكز الصيفية بمديرية ثلا - وقفتان بجامعة ذمار دعماً لفلسطين وتضامناً مع طلاب الجامعات الغربية - رئيس جامعة ذمار.. يدشن الامتحانات النهائية بكلية العلوم التطبيقية -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - *للكاتب الصحفى عبد الناصر سلامة رئيس تحرير جريدة الأهرام السابق كتب مقالا جريئا

الإثنين, 25-يوليو-2022
صنعاءنيوز / عبد الناصر سلامة -

*للكاتب الصحفى عبد الناصر سلامة رئيس تحرير جريدة الأهرام السابق كتب مقالا جريئا.. غريبا .. عجيبا ، كتب الأستاذ عبدالناصر سلامة:*
*المهنة معرّص !!*
———————
*بصراحة ، وبعد ٤٠ سنة خدمة في البلاط ، أستطيع القول ، بل والتأكيد على أن أكثر ما يمكن أن يمثل خطراً على أي مجتمع ، هو التعريص ، آه التعريص ، هو أخطر بكثير من الخيانة ، والمعرص أخطر على المجتمع من المعرص له ، وهناك فرقاً شاسعاً بين التعريص والنفاق.*
*النفاق قد لا يخرج عن مجاملة ذلك الشخص المريض نفسياً الذي يحتاج إلى مجامله في الشياكة رغم إنه ردئ المظهر ، مجاملة في الأداء رغم انه بليد الفكر ، مجاملة في الأخلاق رغم انه وضيع السلوك .. أما التعريص فهو تزيين كل الممارسات على أنها عين العقل يافندم ، حتى لو كانت تنازلاً عن أرض أو عرض ، أو خيانة أو عمالة ، أو اتخاذ قرارات من شأنها دمار المجتمع ، هي إشادة عفوية بكل شئ وأي شئ دون تكلف ، ذلك أنه يصبح سلوكاً طبيعياً نتيجة جينات متوارثة ، واكتساب مهارات في الوقت نفسه بمرور الوقت.*

*أيضاً الخيانة تمارَس في السر ، وحين يُكتشف فاعلها سوف توضع رقبته على المقصلة ، أما التعريص فيمارس جهاراً نهاراً وعلى مدار الساعة ، دون أي مساءلة ، لا في الحاضر ولا في المستقبل.*
*التعريص أصبح مهنة ، تتبارى فيها النخبة المعرصة ، ليس ذلك فقط، بل تعمل على تنشئة أجيال جديدة من كوادر يتم تدريبها في مراكز إعداد ، سوف تكون هذه مهنتهم التي يقتاتون منها في المستقبل ولا شي غيرها.*

*المعرص يمكن أن يؤكد مثلاً أن جزيرتي تيران وصنافير برازيليتان ، مادام المعرص له يريد ذلك ، وسوف يضيف أنه رأى بعينيه بيليه ورونالدينيو يلعبان هناك.*
*المعرص سوف يؤكد أن سد النهضة أكثر فائدة لمصر من السد العالي ، وقد رأي في المنام الست الوالدة تؤكد له ذلك.*
*المعرص سوف يؤكد أن حقول نفط الغاز بالبحر المتوسط من حق اليونان وقبرص وإسرائيل ، وقد وجد ورقة في جيب بدلة جد جمال عبدالناصر بهذا المعنى.*
*المعرص سوف يؤكد أن زيادة الديون على مصر بشرة خير للأجيال المقبلة ، وسوف يستشهد في ذلك ببيت شعر لوزير المالية يقول : اصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب.*

*المعرص سوف يؤكد أن شقة ٦١ متراً في العاصمة الإدارية سعرها ١،٨ مليون جنيه ، فيها بركة عن شقة في أي مكان آخر ، وسوف يستشهد بمقولة لوزير الأوقاف في هذا الشأن.*
*المعرصين في كل الأحوال يزينون للحاكم مايريد ، من ديكتاتورية ، وفساد ، وجهل ، وفرعنة، وخرافات ، إلى أن تسقط الدولة ، أي دولة ، في قاع الجب، في الوقت الذي تنتظرهم فيه حساباتهم السرية في بنوك العالم، وعقاراتهم في عواصمه ، واستثماراتهم حتى داخل أوطانهم التي باعوها بالبخس.*

*لذا لا عجب أن نجد مذيعاً ينبح طوال الليل من داخل وطنه ، لحساب دولة أخرى دون حياء أو خجل ، لا عجب أن نجد صحفياً يروج طوال الوقت لسياسة هذه الدولة أو تلك ، في غيبة من أجهزة الوطن الذي يعيش فيه ، لا عجب أن نجد سياسياً عاش حياته كلها مع كل الانظمة يحترف مهنة التعريص ، إلا أن الدولة لا تستطيع الاستغناء عنه نظراً لخبراته المتراكمة في هذا الشأن ، لا عجب أن نشاهد تنفيذياً لا يستطيع أن يتخلى عن هذه الآفة حتى في أحلك اللحظات التي يمر بها الوطن ، وهم هنا يرددون مقولة غريبة جداً وهي : نحن لا نتغير وإنما الأنظمة هي التي تتغير*
*لا عجب أن نجد استسلاماً تاماً من كل الشرفاء لذلك الذي يجري، وحين يستيقظون يكون قد فات الأوان ، ذلك أن أجيالاً جديدة من المعرصين تحت التمرين تتسلم المسئولية من المعتزلين، ولا عزاء للمعترضين.*
*أيها السادة ، إذا أردنا الخير لهذا المجتمع ، فالبداية من هؤلاء ، لابد من اجتثاثهم أولاً ، حين ذلك سوف يرتدع الجميع ، السياسيين والفاسدين والمترهلين والفاشلين ، لأنهم لن يجدوا من يزين لهم سوء أفعالهم ، البداية من المعرصين لسبب واحد ، وهو أنها أصبحت مهنة بأجر ، لا يمتهنها الإعلاميون فقط ، أو البرلمانيون فقط، وإنما أصبحت هناك كتائب ولجان متخصصة في الترويج للتعريص ، هذه هي مهنتهم ، هي إذن أخطر من مهنة الدعارة والقوادة ، لأنها سوف تفسد المجتمع بأكمله ، سوف تساعد على ضياع حقوقه ومقدراته.*
*نحن إذن أمام مشكلة وجودية ، نكون أو لا نكون ، ليكن هاشتاج المستقبل:
---------------
وعلى ذلك
فإن المعرصين لدينا اصبحوا كثر وقد اخذوا دكتوراة في التعريص .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)