shopify site analytics
لاصحة لما يشاع عن عطل في طيران اليمنية - جامعة إب تدشن الموقع الرسمي لمجلة الباحث الجامعي - قمم عربية ليس لها اي قرارات... - عجلة طائرة اليمنية لم تفتح بعدن كادت ان تقع كارثة - انشطة بحثية زراعية في مديرية بني الحارث - 13 دولة تحذر إسرائيل من الهجوم على رفح - مصطفى بكري يكشف سرا عن سيارات العرجاني - لماذا لم يلق الأسد كلمة في قمة المنامة؟ - الأمم المتحدة: نقص التمويل كارثي في السودان - تحذير بوتين للغرب يثير هلع الامريكان -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - في وسط المدينة ميدان شهير، اشتق اسمه من اسم شاعر البسطاء ونصير الفلاحين ياكوبا كولسا (Yakoba kolasa) .. يدخل في فضائه ويعبر منه واليه لومونوسوفا (Lomonosova) شارع العشاق - كما يسميه البلاروس.

الأحد, 09-أكتوبر-2022
صنعاء نيوز/ كتب/ الدكتور/ د. عبدالوهاب الروحاني -
في وسط المدينة ميدان شهير، اشتق اسمه من اسم شاعر البسطاء ونصير الفلاحين ياكوبا كولسا (Yakoba kolasa) .. يدخل في فضائه ويعبر منه واليه لومونوسوفا (Lomonosova) شارع العشاق - كما يسميه البلاروس.
لومونوسوفا (ميخائيل فاسيليفيتش)، هو شاعر وكاتب وموسيقي وعالم روسي شهير، عاش في النصف الأول من القرن الثامن عشر، قدم مساهمات مهمة في اللغة والأدب والتعليم، والعلوم التطبيقية، وله نظرية في ظواهر الغلاف الجوي وتفاعلاته الكيميائية.

من لومونوسفا، كان الشباب يستمدون عشقهم للحياة والعلم والجمال .. هناك في شارع العشاق يكون الملتقي .. ويكون للورود التي تزرع وترسم بعناية على جزره وجوانبه في فصلي الربيع والصيف جاذبية وألوان مدهشة.

في تلك الفناءات الجميلة بمدينة الفن والثقافة والموسيقى والتاريخ والادب، كنت وصاحبي محمد اتجول في لحظات امتاع نفسي وروحي مبهجة .. صور وذكريات ومشاهد (قديمة جديدة) تتداخل في سياقات متناغمة .. تتبدى من ثناياها لوحة سريالية في منتهى الإبداع والجمال.. ‏

في منسك .. المدينة، التي لم تفارقني يوما، ‏ تتزاحم في الذاكرة أجمل لحظات العمر التي قضيتها مع أناس احبونا واحببناهم .. في الشارع والجامعة، والمسرح، والمسبح، ورحلات طلابية وتجوال، ومشاكسات مع زملاء واصدقاء روس، ولاتين، وعرب، وافارقة، وأكراد، وافغان.. بانوراما رسمت لوحة زيتية اصيلة في وجدان الناس وجدار التعايش..

مبدعون:
في مينسك .. مدينة الرشاقة والامان والبيئة النظيفة التي احببت، تتجلى ‏روعة المشهد في ديناميكية المؤسسة والناس، وحيوية ‏اساتذة كبار ومدرسين اكفاء:
• "نينا الكسندروفنا" الأكثر جدية وصرامة.
• ‏"الكسندر بالاش" الأكثر مودة وبساطة.
• ‏الدقة والتواضع عند استاذ التصوير، ورائد اللقطة الخاطفة..
• ‏عبقرية وفهم وتلقائية استاذ الاقتصاد الزراعي "يوشكيفتش".
• ‏"نتاليا" قاموس اللغة الروسية المعاصرة، ثم روح الطرفة واللياقة والاناقة ‏"ايفان ايفانوفيش".

جميعهم كانوا مدرسين ولكن (أباء وامهات) .. تركوا اثرا في القلب والذاكرة، ووضعوا فينا لمسات انسانية، وبصمات في العلم والحياة، لن تنساها الايام .

‏اتذكر ربيع مينسك وابتسامات الناس .. رحابة صدورهم، كرمهم مع القادم الجديد ..ثم سحر الطبيعة وغنائها.. نهر سفيسلوتش (Svisloch-Свислочь ) الذي يحيط المدينة ويمنحها الرخاء والأمان..

عينان زرقاوان:
‏ في لحظات اغراق في زمن الدراسة والزملاء والاصدقاء وعنفوان الشباب وروعة الحياة .. وتأملات في جزر الورد والنوافير البرونزية الملونة والمجسمات الجمالية، التي تتوزع بعناية وإتقان في فناءات وزوايا المكان ..كانت عينان زرقاوان تتفحصا خطواتنا من بين النوافير وشلالات الورد ..

قلت لصاحبي:
• اتلاحظ الفاتنة هناك ؟! زرقة عيناها تخطف الابصار .. وفي لحظة تجل بديعة .. وبينما كنا نسير بخطى هادئة متأملة واذا بالفتاة تقترب مع امرأتين في الخمسين من العمر، فسألت احداهما بينما الفتاة تبتسم:
- هل تكرهون اسرائيل ؟!
قلت: وكيف عرفتي اننا نكرهها ؟!
قالت: انتم عرب اليس كذلك ؟!
قلت: نعم نحن عرب
قالت: ولكن .. هل تكرهون اسرائيل؟!
قلت : لو انت وصديقتك استضفتماني وصاحبي هذا في منزلكما لمدة اسبوع او شهر او سنة، وبعد ان اكرمتمانا وكنتما معنا في غاية الود والكرم ادعينا ملكيتنا للمنزل ، واخرجناكما بالقوة .. فهل ستكرهوننا ..؟!!

كانت المرأتان في إنصات تام، وما ان اكملت حديثي بالسؤال حتى تمتمتا بكلمات خافتة وذهبن لشأنهما .. بينما العينان الزرقاوان لم تفارق..

ووجدت نفسي اردد لبدر شاكر السياب رحمه الله:

عينان زرقاوان.. ينعس
‏فيهما لون الغدير

أرنو فينساب الخيال
‏وينصب القلب الكسير

و أغيب في نغم يذوب..
‏و في غمائم من عبير ‏

د. عبدالوهاب الروحاني
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)