صنعاء نيوز -

يا طه المتوكل.. لو كان ابنك مصابا بسرطان الدم، هل كنت ستعالجه في مستشفى مثل مستشفى الكويت الجامعي؟
يا أمين الجنيد.. لو أن ابنك مصاب باللوكيميا، هل كنت ستسمح بأن يتم حقنه بدواء يُشترى على وجه السرعة من صيدلية؟ أو يتم صرفه بطريقة غير قانونية؟ أو تم تخزينه حتى انتهت صلاحيته، ثم استبدل بتأريخ جديد؟

أينك يا طه المتوكل، يا من ادعيت أنك وزير للصحة، وأنت مجرد آلة تحد شفرتها لقتل مرضاها؟ أينك من حقن 50 طفلا بدواء ملوث، منتهي الصلاحية، لا وكالة رسمية له في البلد، ويتم إدخاله بطريقة مهربة؟
أين دور الهيئة العليا للأدوية في فحص الأدوية الداخلة إلى البلاد؟ وكيف تعجز عن توفير علاجات بطريقة قانونية، وجودها ضرورة ملحة لإنقاذ حياة المريض؟
أين دور اللجان الرقابية، أم أنها مشغولة بالتهريب بدلا عن المراقبة؟
أين مدير الجرد والمشتريات في المستشفى؟ وكيف تنفد الكمية الأساسية والاحتياطية من الأدوية التابعة لقسم كامل، ولم يتم توفير كمية جديدة؟ أين موظف الجودة؟ أم لا يوجد هيكلة إدارية مثل هذه في مستشفى متهالك مثل مستشفى الكويت الجامعي؟ أم أن الدواء كان موجودا بالفعل في قسم التخزين، وانتهت صلاحيته وتم استبدال التاريخ، ولما حدثت الجريمة رُجِم بها صاحب الصيدلية؟
ولو افترضنا أن الدواء أُخذ من الصيدلية، فأيّ إهمال هذا، أن تأخذ مستشفى دواءً من صيدلية بدل توفيره مجانا لمشفى حكومي، من قبل الجهات المانحة والمسؤولة، أو أن يتم شراءه من شركات دوائية، خضعت كل أدويتها المستوردة للفحص الدقيق، والتأكد من سلامة وأمان المنتج؟
ثم أين أهالي الضحايا منذ 3 أسابيع، ولماذا لم يُسمع الخبر إلا منذ 3 أيام؟ أو بالأصح من الجهة المسؤولة عن هذا التعتيم الإعلامي؟ ولماذا تُكمم أفواه الأهالي؟
لو كانت ضحية واحدة نقول أن صوتها كان منخفضا؛ لكن 50 ضحية من 50 أسرة ربما!
من المسؤول عن قتل 20 طفلا، كما تقول آخر إحصائية، و30 آخرين يصارعون الموت؟
من المسؤول عن حقن 50 طفلا يعانون اللوكيميا بدواء منتهي الصلاحية، ضحى بعض الأهالي، ما لم يكن جميعهم بما يملكون، أملا في شفاء أبنائهم أو حتى تخفيف معاناتهم؟

هذه الجريمة لا تقل بشاعة عن جرائم القتل المتعمد بسلاح، وليست أول كارثة طبية يطير خبرها عن سوء الممارسة الطبية في مستشفى الكويت، ولن تكون الأخيرة إن لم يبت فيها قضائيا. إذ يجب إحالة جميع ملفات هذا المستشفى إلى القضاء، وتعيين لجنة تفتيش على جميع المعدات والأدوية، ومراقبة جميع الممارسات داخل المستشفى، والنظر في تسيير شؤونه الإدارية، والتأكد من جودة الخدمات المقدمة للمرضى، وتبديل الكادر الإداري والطبي باختصاصيين وذوي كفاءة ومسؤولية.
كما نطالب القضاء بمحاكمة جميع المتهمين ابتداء من طه المتوكل، ومدير المستشفى أمين الجنيد، وحتى أصغر موظف في السلك الصحي له علاقة بهذه المأساة الإنسانية، والبت فيها بطريقة قانونية عادلة.

هل يجرؤ المتوكل، ومسؤولو الاختصاص إصدار بيان رسمي، أو عقد مؤتمر صحفي، للاعتراف بجريمتهم، وتقديم اعتذارهم لأهالي الضحايا، وتقديم استقالاتهم، وتسليم أنفسهم للقضاء كأقل ما يمكن فعله لصيانة ماء وجوههم؟ أم أن وجوههم بات بلا ماء ولا حياء؟

على الأهالي ألا يصمتوا، ولا يقبلوا التنازل أو التعويضات الهزيلة، وعلى الرأي العام التصعيد في القضية، والضغط على القضاء بإسراع النظر في القضية. فاليوم هم وغدا أبناؤنا، وكل أبناء الوطن أبناؤنا.

رحم الله أطفالنا الذين قاتلوا السرطان بشجاعة لم نمتلكها نحن الكبار، وهرعوا إلى اليد التي ظنوا أنها امتدت لإنقاذهم، في حين أنها التفت عليهم لتقتلهم.
وشفى الله من ما زال يقاتل الموتين، موت السرطان، وموت الدواء، وأسأل الله أن يربط على قلوب جميع الأهالي بالصبر والثبات.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

#مستشفى_الكويت_تقتل_مرضاها.
#أطفال_اللوكيميا_ضحايا_إهمال.
#كارثة_مستشفى_الكويت.
#مستشفى_الكويت.
#أطفال_اللوكيميا.
#الأدوية_المزورة.
#أنا_طبيب_أنا_معك.