shopify site analytics
رئيس الجامعة يتفقد مراكز العزل والمرضى بمستشفى الوحدة الجامعي بمعبر - المهرجان الاول للمانجو - نزلاء الاصلاحية المركزية بالأمانة يقسو على اتحاد الشرطة - سماوي والجسار يؤكدان على أهمية تمتين الروابط الثقافية بين الأردن والكويت - ميدانية الحكيم في كل الأوقات - انتخاب “الحسين حنين” رئيسا للغرفة المغربية لمنتجي الأفلام - الزبيدي: استهتار بمعاناة الشعب أم جنون العظمة؟ - إختتـام اختبارات الشهادة الاساسية ومدير التربية يهنئ ابناءه الطلبة - السراي يكتب أنا غزة… فمن أنتم؟ - مشاركة القطاع الخاص في الاستثمار للطاقة في اليمن -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - أن الزواج ليس مصحَّةً نفسية!

خدعوك بقولهم: تزوج حتى ترتاح، وتجد لروحك المضطربة مرفأ وسُكنى!

الثلاثاء, 18-أكتوبر-2022
صنعاء نيوز/كريم الشاذلي -
أن الزواج ليس مصحَّةً نفسية!

خدعوك بقولهم: تزوج حتى ترتاح، وتجد لروحك المضطربة مرفأ وسُكنى!
غير أنهم لم يخبروك أن الزواج لا يحمل في طياته حلَّا سحريًّا للنفوس المظلمة، ولن يقدم يد العون لمن قرروا أن يطلبوا المدد من الخارج دون أن يبدؤوا في ترتيب أرواحهم من الداخل، ومعالجة ندوب القلب بأنفسهم!
خدعوك كثيراً حينما صوَّروا لك الزواج كأنه مشفى للعلاج، دون أن يٌفهموك أن الزواج رحلةً يجب أن تبدأها بوجدان سليم، ورصيد كافٍ من الأمل، والتفاؤل، والإرادة.

تقول الأم: زوجوه حتى يستقيم..!

ومن ثم تبدأ رحلة بحثها عن《الضحية》! ترتكب جريمة إنشاء بيت قائم على الاضطراب والقلق، دون أن تعي جيداً أن شروط دخول مصحة للعلاج غير شروط إقامة بيت وسكن، وأنها بهذا تسهم في توزيع التعاسة بدلاً من إسعاد ابنها وإصلاحه!

وتقول الفتاة: سأتزوج حتى أهرب من الجحيم الذي أنا فيه..!
وعليه تلقى بنفسها في أحضان أول مَن يطرق بابها، تمضي في رحلة حياتها مع شخص لم تختره بعقلها ولا قلبها، وإنما كان محركها الوحيد هو الخلاص من البيئة التي تضغط عليها، تذهب وفي ظنها أن هناك الراحة،والسعادة،والأمان وللأسف الشاطئ الآخر لا يكون آمناً على الدوام،خصوصاً حينما نذهب إليه متعثرين،قلقين،خائفين،خالي الوفاض من أي خطة أو برنامج غير اندفاع الهروب...

يقول الشاب: سأتزوج حتى أعيد ترتيب حياتي المضطربة..!

يهبّ من فوره في إجراءات تأسيس حياة على قواعد هشة،كل مايريده ويطلبه هنا أن تأتي فتاته ومعها عصا الساحر لتنظف فوضى الماضي، وترمي بمنديلها على أشتات روحه فتجمعها، تُنسيه خيبات الماضي، وتمسح بيدها على ندوب روحه فتشفيها.

هراٌء،وكذب،وجبن...
الزواج ليس عملًا سحريًّا.. إنه نقيض ذلك كله، إنه مشروع يحتاج إلى الاجتهاد في إنجاحه، مشروع يحتاج إلى روح سليمة،وذهن يقظ، ودوافع إيجابية، ونفوس مشرقة.

فإذا مانجح المشروع، كانت من فوائده توفير الرعاية الروحية للقائمين عليه، وتقديم العون لمن أسلموا في تأسيسه، ومداواة جروح أصحابه وعلاجهم.

الزواج ليس مستشفى ميدانيَّا مفتوحة أبوابه لصرعى الحياة الساقطين في اختباراتها،على العكس،الزواج أكثر هشاشة من ذلك، إنه كوخ من قش، قد يبدو ساحرًا من بعيد، غير إنه سيحتاج إلى عمل مستمر كي نصنع له القواعد،ونقويه، ونجعله قادرًا على حمايتنا وتوفير الأمن لنا، ومن ثم إلقاء أرواحنا المتعبة داخله باطمئنان، وطلب الرعاية ونحن واثقون بتوفرها.

خلاصةُ القول: لا تتزوج طمعًا،ولا تظن أن الزواج قادر على مداواة جراحات تجاربك، ولا معالجة أزماتك..لأنك ستفاجأ بأنك لم تقم إلا بمعادلة قسمة ظالمة،قسمة الشقاء على اثنين بدلًا من وجوده فقط بداخلك!

ولا تتزوجي هرباً من تعاستك الحاضرة فتصطدمي بتعاسة ثانية، قد تكون أقسى منها وأشد، غير أنكِ في الأولى كنتِ ضحية بيئة أو تربية أو ظروف قائمة لم تختاري أغلبها بإرادتك، بينما في الثانية ستكونين شريكة، وبالتالي ستتحملين جزءًا غير هيِّن من اللوم، والوجع، وتأنيب الضمير.

أعلم أننا بشر من لحم ودم، وأن لنا مطالب من خطوة الزواج وآمالًا، لا بأس في ذلك، سنعطي ونأخذ، نتحمل ونتدلل،نضحِّي ونخطئ،وكل هذا طبيعي وملائم للطبيعة البشرية بضعفها وقوتها.

لكن المأساة أن نَحْمل مآسينا،وتهورنا،ونزقنا واضطراب أرواحنا، ثم نجلس في《الكوشة》 راسمين إبتسامة مصطنعة، بذهن مليء بالسيناريوهات الخيالية عن السعادة المقبلة.

حسناً وإن لم يخبرونا بهذ، فعلينا معالجة أرواحنا أولًا قبل أن نتزوج..

وغير هذا.. جريمة مكتملة الأركان...!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)