shopify site analytics
بلاغ صحافي صادر عن نقابة الصحفيين - بعد ٣٠ عاما من المماطلة والتسويف القضاء يفشل في انصاف اعضاء الجمعية السكنية للاعلاميي - البرلمان المصري يحمل حكومة إسرائيل مسؤولية التصعيد الخطير في غزة - "كتائب القسام": اخترتم اقتحام رفح.. لن تمروا - الرئاسة الفلسطينية ترحب بقرار جزر البهاما الاعتراف رسميا بدولة فلسطين - الدبابات الإسرائيلية تتوغل في رفح - تم إبلاغ إسرائيل بخطورة التصعيد وجاهزية مصر للتعامل مع السيناريوهات - وصفها بالجريمة الآثمة والإعتداء الجبان - الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا - السيول تجرف المواطنين في اب -
ابحث عن:



الخميس, 26-مايو-2011
صنعاء نيوز فهمي شراب -
الولايات المتحدة وضرورة البحث عن وسيط آخر

المشكلة ليست مع ستة ملايين يهودي ولكن أضف إليهم 300 مليون دافع ضرائب



بعد دقائق معدودة تقدر بالعشرة، اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بما يسمى " إسرائيل"، الدولة التي استندت في إنشائها على قرار 181 كسند قانوني وذلك بفضل الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة على الدول التي كانت ضد القرار ومن ثمة بين 27-29 نوفمبر لعام 1947 غيرت موقفها وصوتت مع القرار، وقد اعترف وكيل وزارة الخارجية الأمريكية آنذاك ووزير الدفاع الأمريكي أيضا واصفا ما حصل من ضغوطات وخرقا للأعراف الأخلاقية والدبلوماسية بان ما حدث يرتقي لمستوى " الفضيحة". مما يدلل على حجم المؤامرة الكبرى على الشعب الفلسطيني وبأنه يواجه العالم كله مضافا إلى الخذلان العربي المحيط.

ولطالما أكد الرئيس الأمريكي الأكثر كذبا بين الرؤساء بوش الابن بان إسرائيل خلفها أمريكا بجميع مواطنيها الثلاث مائة مواطن ليدلل على حجم التعاون والترابط الشبه عضوي، وبأن أمن " إسرائيل" على أول سلم أولويات الأجندة الأمريكية بدعهما الغير محدود لها عسكريا وماليا وفنيا واقتصاديا الخ...

وهذا إن دل على شيء فانه يدل على مدى نجاح اللوبي الصهيوني في التغلغل في المؤسسة الرسمية والغير رسمية الأمريكية وإدراك بوش وخلفه اوباما بان اليهود يملكون ترجيح ميزان الأصوات في مرحلة الانتخابات، إما مع أو ضد، وبأنهم يمسكون بمفاصل اقتصاديات الولايات المتحدة....

ويتبين بعد خطابي اوباما الأخيرين ( الأول في مقر وزارة الخارجية الأمريكية والثاني أمام أعضاء الايباك) بان الشعب الفلسطيني لا يقاتل ستة او سبعة ملايين يهودي يقبعون في داخل حدود " إسرائيل" ولكن العدد يتجاوز ذلك ليشمل 300 مليون يقبعون خلف المحيط الأطلسي، هؤلاء هم الشعب الأمريكي ، وقد ذكر ذلك الرئيس السابق جورج دبليو بوش. أما اوباما فكأنه صادق في خطابيه على هذه المقولة، حيث جاء خطابه واضحا لا لبس فيه، ودالا على مدى التعقيد الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية، حيث التطابق في السياسة الخارجية الأمريكية والخارجية الإسرائيلية شبه تام، وحيث أصبحت على لسان اوباما بان " لإسرائيل حق الانتفاع بكل مصادر وموارد الولايات المتحدة، وامن إسرائيل مقدما على أي أمن، والتزام الولايات المتحدة فولاذي تجاه " إسرائيل" وأمنها ولا يمكن ان يتزعزع، وهذا ما جرأ نتانياهو على القول بان "إسرائيل لا يمكنها ان تعود إلى خطوط عام 67 التي هي غير قابلة للدفاع."

نستشف عدة عناصر هامة من خطاب اوباما منها: انه رافض بشدة مبادرات السلطة الفلسطينية نحو إعلان الدولة في ايلول (سبتمبر) أحادية الجانب، ويريد أن ترى الدولة الفلسطينية النور عبر مفاوضات تجري بين الطرفين ( الفلسطيني والإسرائيلي) لتفضي في النهاية إلى تشكيل الدولة الفلسطينية التي يريدها الطرف اليهودي حيث ستكون منزوعة السلاح ومتناثرة في كنتونات، ومنفصلة عن بعضها مع تبادل اراضي بين الطرفين وهذا ما سوف يشكل فتيل الاشتعال، حيث الى حين وصول الطرفين إلى تفاهم دقيق على تحديد حدود دولة الرابع من حزيران يكون الغراب قد ملأ الشيب رأسه فعلا.

كما وسوف يسعى اوباما جاهدا لبذل كل المحاولات للتصدي والالتفاف على للدبلوماسية الفلسطينية الساعية نحو انتزاع أغلبية ثلثي أصوات الجمعية العمومية للامم المتحدة وسيسعى للضغط على العديد من الدول من اجل عدم التصويت مع المبادرة الفلسطينية، ومع هذا التصور الأمريكي لتبني جميع الأفكار والمقترحات الإسرائيلية سوف نشهد ضغط على المفاوض الفلسطيني ومساومات ومحاولات لإخراج حركة حماس من الملعب السياسي طالما أنها تتمسك بعدم اعترافها بإسرائيل ونبذ العنف، والاعتراف بيهودية الدولة الأمر الذي سوف يعرقل العملية السلمية ان لم يكن هناك ضغطا عربيا جديدة واستخدام امثل للموارد والمصادر والثروات العربية التي لا تستطيع الولايات الأمريكية الاستغناء عنها، لأنه مطلوب تغير في شروط الرباعية الدولية، وهذا ليس مستحيلا، وليس قدرا ثابتا، فكثيرا ما قال الغرب وغير، وكثيرا ما أكد انه لن يتحدث مع مجموعة إرهابية وبعد ذلك يأتي ليخطب ودها ويحاول كسبها والتفاوض معها مثلما حصل مع منظمة ايتا الاسبانية والجيش الايرلندي.

إن خطابي اوباما وتوجهاته تشير إلى أن الفلسطينيين يواجهون وحدهم إعصارا كبيرا، فأمريكا قررت وعلى أوربا أن تتبع، وخاصة أن الموقف الألماني تم كسبه والموقف الفرنسي المتذبذب لن نستطيع أن نعول عليه، فلن تبيع فرنسا أمريكا لأجل موقف أخلاقي واحد مع القضية الفلسطينية. واقل ما يستطيعه الفلسطينيون أن يقفوا صفا واحدا لمواجهة هذا الصلف الأمريكي الذي يتحدث بلسان إسرائيلي.

ولربما تساءل احد القراء بان ليس كل الأمريكان مع الحروب ومع سياسة الرؤساء، فأقول بان دافعوا الضرائب التي تذهب لإسرائيل هم جميع الشعب الأمريكي ، وإذا كانوا يضربون المثل في الديمقراطية فأين أصوات المعارضين لسياسة الإدارة الأمريكية؟
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)