shopify site analytics
نجوى كرم تثير الجدل بـ"رؤيتها" - بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار! - فريق جامعة ذمار يحقق فوزاً جديداً في كرة القدم - الخميسي يكتب: مات ساجداً ..! - رئيس وزراء إيرلندا يفاجئ بايدن بدعم صريح للقضية الفلسطينية - يأمر بالبدء بالزحف الى الاقصى رسالة صوتية لقائد هيئة أركان الكتائب في غزة - 4 أسئلة عن اسرائيل يجب على اللاجئ العربي إلى ألمانيا الإجابة عنها - دخول سفينتين حربيتين روسيتين البحر الأحمر - نظرة على الدورة الخامسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان - القدوة يكتب: حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - من الحجاب بالإكراه إلى الفكر بالإكراه.. ملالي طهران يصرون على نهج العبودية

الإثنين, 30-يناير-2023
صنعاءنيوز / د.محمد الموسوي / كاتب عراقي -
من الحجاب بالإكراه إلى الفكر بالإكراه.. ملالي طهران يصرون على نهج العبودية
إنها العبودية يا سادة ..إنها العبودية يا دعاة حقوق الإنسان... إنها العبودية ايتها الأمم المتحدة... إنها عبودية معاصرة في إيران الملالي
إن أشد الدول إستعبادا واستغلالا للبشر بمفهوم العبودية المعاصرة هي الأنظمة الدكتاتورية وخاصة الدينية منها وذلك بفرضها مفاهيم ونمطية تسلب الإنسان إرادته وكرامته ووعيه، أو تجعل حياته وكرامته رهينة بأمر ما، هذا بالإضافة إلى نزع خياراته في ذلك الإتجاه ونسب وربط كل ذلك بالدين زورا وبهتانا.
سلب الإرادة هو صلب العبودية التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان، فلم يعد مفهوم الرق هو ذاك المفهوم الذي عرفته البشرية قبل الإسلام، و قبل قرن ونصف من الزمان؛ وتسود العالم اليوم عبودية أخرى منمقة تسلب الإنسان إرادته وكل خياراته أو أغلبها وتساومه على حريته وقوته (رزقه) وفرصه بالحياة بل قد تساومه على روحه ووجوده أيضا.
كانت البشرية قبل الإسلام سادة وعبيد، لكن مفهوم العبودية على الرغم من قسوته كان أكثر وضوحا حيث كان المملوك عبدا وكانت الممالك المهزومة المحتلة من قبل المنتصر عبيدا أو شباه عبيد، وجاء الإسلام ليحرر البشرية من العبودية ويمنح للإنسان كامل إرادته وكرامته حتى فيما يتعلق بالإيمان بالإسلام ونبيه، وجاء القرآن ليثبت مفاهيم الإسلام بالبينات فيقول الباري عز وجل (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) وفي آية أخرى يقول (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وتركوك قائما)، وهنا لم يبين الإسلام أنه لا إكراه في الدين فحسب بل حدد كيفية التعامل مع الغير بما في ذلك الدعوة إلى الله.
لم يستولي ملالي إيران على السلطة فيها وكان أهل كفارا أو جهلة في دينهم والعياذ بالله، فقد كان الشعب الإيراني من أطفاله إلى شيوخه ومسنيه ومن نسائه إلى رجاله أهل دين وحياء وحشمة وذوي غيرة وحمية على دينهم وقيمهم وتراثهم وإلا من أين خرج هذا الكم الكبير من العلماء في شتى المجالات ومن بينها علوم الدين، لكن الملالي من فئة السلطة أي(وعاظ السلاطين) كما أسماهم دكتور علي الوردي رحمة الله عليه وكفروه في حينه.. كان وعاظ السلاطين هؤلاء نوعا آخر من البشر يجيدون التسلق ويبيحونه حتى لو كان على حساب الدين وقيمه وثوابته من أجل بلوغ غاياتهم، فكانوا تحت سلطة الشاه الدكتاتورية في حينه أعوانا للسلطة رغبة في إمتيازاتها وعطاياها، ولما سقط الشاه وطغيانه بثورة الشعب ركبوا موجة الدين من أجل السلطة فسطوا عليها وانتزعوها من يد الشعب بالحيلة والخداع ثم بعج ذلك بالحديد والنار والدم والإكراه ونسوا أن أحد أهم الأسباب التي قامت لأجلها ثورة 1979 كان الإكراه.
مارس الشاه الإكراه لكنه لم يدعي الدين ولم يرتدي رداء الدين ومعداته السحرية التي يرتديها ملالي الجهل والتي لم يعد لها سحر ولا جاذبية فأربعة عقود ونصف من الخداع والكذب والقتل والسلب والنهب والإغتصاب كافية لكسر أكبر تعويذة لأكبر معدات دينية وأكثرها هيبة، وقد كان مبدأ لإكراه الذي يقومون به والعنصرية التي أسسوا وأداموا حكمهم عليها إضافة لخروجهم عن الدين كان القاعدة التي أبطلت شرعيتهم فإن قالوا إسلاميين فالإسلام يقول لا إكراه في الدين وقد فعلوه، وإن قالوا أنهم على نهج وخطى آل البيت فقد خرجوا خروجا كليا تاما لا بل شوهوا وأساءوا لآل البيت بسوء فعالهم التي لا تحصى ولا تعد، وإن قالوا أنهم وطنيين إيرانيين فلماذا إضطهدوا غالبية الشعب الإيراني وأوصلوه إلى الجحيم، ولماذا قتلوا الوطنيين الإيرانيين على آرائهم، ولماذا فرقوا بين الناس وجعلوهم فرقا ومنازل وأجحفوا بحق من اختلف معهم في المذهب والدين والفكر والرأي، وجعلوا من إيران دولتين دولة السلطة ومن يواليها ولهذه حقوق وامتيازات، ودولة لمن يختلف مع السلطة في مذهبها وعقيدتها وفكرها ولهؤلاء أعدوا الجحيم والعذاب الشديد والذل.
في الجانب المقابل من المعادلة نجد النضج لدى الشعب الإيراني في ثورته الجارية الذي لا يزال مرحلتي الشاه والملالي معا في آن واحد من خلال إستخدامه لشعار لا للشاه ولا للشيخ وضعت أدبيات هذه الثورة الشاه والملالي الحاكمين في خانة واحدة وهي خانة الظلم والإجرام والخيانة، وما يتحلى به الشعب من وعي اليوم لا يمكن أن يجعله يعود إلى الوراء.
لم يكتفي الملالي بسياسة الإكراه المتعلقة بالملابس في المجتمع بل حركوا أجهزتهم القمعية من أجل إبادة كل من يختلف معهم بالرأي ويقول لا أو يكون حتى له رأي، ولما تأججت إنتفاضة الشعب من جديد وتوسعت بكل المحافظات والمدن وفشلوا في قمعها وانكسروا أمامها علقوا المشانق وأعدموا، ومارسوا سياسة الإغتيال والتنكيل بجثث ضحاياهم لإشباع رغباتهم بالإنتقام من أبرياء عزل ولما وجدوا أن ذلك لن يطفئ من نيران الإنتفاضة توجهوا إلى تحريك فرق خفافيش الظلام من قوى الأمن واستخبارات الحرس والمخابرات للسطو على بيوت الشعب فجرا وخطف أبنائهم من بين أيديهم كنهج أقذر عصابات المافيا في تاريخنا المعاصر.
وسيلة بشعة أخرى للقمع والإكراه والإستعباد
لم تقتصر أساليب ملالي الجهل على ما أسلفنا من الإجرام بل ابتدعوا وسيلة جديدة بشعة أخرى للقمع والإكراه والإستعباد وهي ممارسة سلب الفكر والإرادة على السجناء وترويضهم للسير في نهج وفكر ملالي السلطة، وقد تحلى ذلك في أحكام القضاء الذيم يحكمون على النخب من السجناء إضافة للحكم بالسجن والجلد أحكاما إضافية أخرى بالحرمان من الوجود الإجتماعي والحرمان من وسائل الإتصال والتواصل، والأهم من هذا كله أمرين آخرين في غاية الخطورة وهما الأولى (الحكم على السجين بكتابة أبحاث كبيرة وفق فكر الملالي حول جوانب مختارة يختارونها لكسر كبرياء وإرادة السجين وإذلاله وفرض حالة من الكآبة والأمراض النفسية عليه منتهاها الإنهيار العصبي أو الإنتحار) والثانية هي (الحكم على السجين بالإضافة إلى ذلك أيضا بالعمل سخرة بالإكراه إكراه القانون كالعبيد في مجالات عامة تحت سلطتهم وهو أمر أكثر خطورة وإذلال والفارق بينه وبين العمل الطوعي أنه بالإكراه لكن العمل الطوعي برغبة وتطلع الفرد الذي يسعى إلى ذلك من تلقاء نفسه وينفق عليه من ماله الخاص أيضا إيمانا بخدمة المجتمع)، وهذا هو ما وصل إليه ملالي طهران اليوم من إستعباد فاق العبودية ذاتها.. وبدلا من أن يتعظوا من تجربة الإكراه والإضطهاد في الحجاب والملابس والرأي ها هم يكرهون الناس على فكرهم وكتباتهم المريضة والسخرة البشعة المشينة التي لا تليق ببشر سوي ... إنها العبودية يا سادة ..إنها العبودية يا دعاة حقوق الإنسان ... إنها العبودية ايتها الأمم المتحدة... إنها عبودية معاصرة في إيران الملالي.
د.محمد الموسوي / كاتب عراقي
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)