صنعاءنيوز / / بقلم: أمال غزافي -
تعلمنا إستقلالية الإعتماد على أنفسنا في كل شيء ،فبعد مرحلة الإعتماد على الأبوين او الأشخاص المحيطين بنا وصلنا لمرحلة النضج أن نعتمد على إستقلالنا الذاتي ونثبت لأنفسنا أننا لا نحتاج لاحد بجانبنا لأننا ننتقل من مرحلة اعتمادية الطفولة الى مرحلة الاعتمادية بين الاخرين، واننا قادرين على النجاح والوصول .
فمصطلح الإستقلالية مفهوم متعدد المفاهيم فعندما نقول أن كل شخص مستقل بذاته هنا تطرح علامة الاستفهام حيث يختلف الاستقلال عند أي شخص بإختلاف المستويات الإجتماعية والثقافية والإقتصادية فهناك من يرى إستقلاله عندما يتزوج ، وهناك من يرى إستقلاله في الوظيفة ، وهناك من يرى إستقلاله في الأشياء المادية، وكم يمتلك من أموال في رصيده ، وهناك من يرى إستقلاله في نجاحه في جميع المجالات لأنه وصل لمرحلة يثبت فيها لنفسه وللأخرين أنه قادر على إدارة حياته والإستقلال بها بعيدا عن أسرته، فالحياة تختلف من شخص لشخص وكل له مبادئه الخاصة وقناعاته التي تربى عليها .
نحن مختلفون عن بعضنا البعض ففي الاختلاف تكمن القوة ،وفي الاختلاف تكمن الاستمرارية ، لان كل مجتمع له أعرافه وتقاليده , لكن ما لبثت هذه الأعراف والتقاليد تبخرت والمجتمع تغير وتغيرت معه أساسياته وأنماط مختلفة تختلف ليس للأحسن لكن للأسوء ،لان ما نراه يتجلى في مجتمعاتنا من اندثار للأخلاق ، وظهور حب الأنا والتغلب على الأخر واستغباء البعض للأخرين كأنهم من كوكب مجهول لا اسم له ، يمكن لنا ان نختلف لكن هذا لا يعني نسيء لبعضنا البعض ، ونخدع بعضنا البعض لماذا كل هذا العناء ، وهذه الكراهية والحقد ، لماذا الضمائر منعدمة تفعل كل ما تفعله من اجل ارضاء تلك الانا التي بداخلها وتدميرها لمن حولها ولا يهمها خسائرهم ولا أحزانهم ولا آلامهم ، اين هي الانسانية؟ هل ماتت تلك الانسانية التي تربطنا ببعض ! هل تخليتم عن الأخلاق التي أوصى بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،للأسف نتأسف على كل ما نراه كل يوم في حياتنا اليومية، نعيش في حلبة صراع يومية والضعيف هو من يسقط ارضا ولا يستطيع النهوض رغم مقاومته ، هل هكذا نعبر عن إستقلالنا بفرض السيطرة على الأخر والتحرر من عقدة النقص كيف ذلك ، كيف تعبر عن استقلاليتك لذاتك وتحررك من سجن حياتك التي كنت تعيشها مع أبويك من أجل ملئ تلك النواقص التي تعانيها والتفريغ تلك التراكمات والعيش صراعات مع الاخر ، ألا يكفي تلك الصراعات التي نعيشها هنا وهناك متفرقة بين دروب الحياة وازقة الشوارع وبين ممرات الطريق ومصاعب الحياة .
|