صنعاء نيوزعبداللَّه حزام -

{ تتحدث (المعارضة) هذه الأيام وبجرعات زائدة عن تشكيل مجلس انتقالي وكما لو أنه حديث في برنامج (كلام نواعم) على إم بي سي .. وليس حديثاً عن خطأ عظيم قد يقود إلى سيناريو(جماعة) بنغازي!
فهل يا ترى جماعتنا في حلم أم في علم؟ لا ندري، لأن الصورة مشوشة لديهم .. لكن احتمال تسجيل خطأ إعلان المجلس وارد في حسابهم وسيتحملون الإثم العظيم إذا ما تم ذلك .. وليس لدي من نصيحة إلا قول غاندي : "تحيا الأخطاء عارية من أي حصانة حتى لو غطتها كل نصوص الكون المقدسة".
في هذه القضية تحديداً لا تستقيم معها طريقة "جنان يخارجك".. كما يتوهم بعض المغامرين.. لأنها إذا ما تمت ستخرجنا جميعاً عن بر الأمان والحوار والسلمية المفترضة وستتفلت جمرة الحقيقة من بين أيدينا.. في وقت نمتلك فيه أكثر من مخرج سلمي وصولا إلى التغيير المنشود.
قاتل اللَّه (خدارة) القات الصوطي ولا نظنها - إلا - كذلك التي استلهمت فكرة المجلس الانتقالي من بنغازي الليبية دون التفات إلى أن ليبيا خالية الوفاض من دستور مكتوب أو معارضة حتى ربع فاعلة أو مجتمع مدني أو إعلام حر فيما نحن لدينا دستور محترم وابن ناس عمدته أصابع اليمنيين بحبر الشرعية في كل جبل وسهل .. واستنساخ الطريقة (البنغازية) بتلك الفجاجة لن يوازي كارثة قذيفة (العيب الأسود) الصاروخية على دار الرئاسة فقط حد تعبير (صادق الأحمر)، ولا أدري ربما المسألة لها علاقة بالألوان أكثر من الأعراف القبلية .. لكنها ستكون خطوة أشد وطأة لأن مطيتها الشباب الحالم بثورة تغيير سلمية وليس بالانقلاب العسكري كما يخطط له المشايخ والعسكر!
عجيب أمر بعض المعارضة حين تفكر ككائنات فضائية ولا تفكر بطريقة عبدالملك الحوثي - مثلا - حين رفض تشكيل مجلس انتقالي في صعدة وطالبها بتشكيل مجلس في صنعاء وعمران أولاً؟
وعجيب اكثر إنجرارها إلى ذلك المنحى الشمولي الذي يديره العسكر والمشايخ وهي تملك من أدوات السياسة المدنية والسلمية الكثير؟ ودأبها على إثبات نظرية (الجذام السياسي) على نفسها والتي حتماً ستؤدي إلى تآكلها في حال عدم تناولها مضادات التخلف وكبسولات المدنية.. أربع مرات في اليوم.
حسناً حتى - لو - سلمنا بسماع الفكرة .. هل يعي من يتشيع للمجلس الانتقالي ماذا يعني تشكيل مجلس في الظروف اليمنية؟ أم أن القضية فقط سيرا على الأقدام إلى الحتف؟ وهي كذلك بالفعل بالنظر إلى طامعين كثر من أصحاب القوة المادية لديهم قدرات خارقة وانفصالية مستعدة أن تحكم حتى في أرضية على شارعين!!
وما دام الأمر كذلك ليس مستحيلاً أن نسمع من جهابذة الكلام الإنشائي والمنمق وغير المباح من سيحلف بحياة المجلس الانتقالي، وأنه أحسن (حل) في الدنيا وليس مستبعداً أيضاً أن تُدبج في شرعيته وبالاسم أحاديث وآثار نبوية وما عليكم هذه الأيام إلا سماع تحليلات ما بعد حقبة (عزمي بشارة) التي شاخت وشغلت (الجزيرة) فراغها بأبطال ديجتال من بلادي السعيدة.. وستسمعونهم من خلال وصلة إنشاد واحدة : "الشعب يريد مجلس انتقالي".. وكم سيتحمل هذا الشعب المسكين (غلاسة) المتحدثين باسمه خاصة عندما يأتي الحديث من علامة فهامة دون قبع وعمامة!!
أين سرحت (بلهجة تعز الحبيبة ) تجليات الحكمة اليمانية التي لا تنقلنا اليوم إلا إلى مربع العنف؟ أم أن أصحابنا بانتظار أن تدب "النخوة العربية في أوصال حلف الأطلسي "كما حدث في ليبيا بسبب (سماخة) الجماعة في بنغازي؟ مع أن "توفير الدماء كان ممكنا "لو أمنوا بالحل الوطني "ولم يطلقوا صيحة وامعتصماه لأكثرهم نخوة الرئيس ساركوزي".
يجب أن يعي الجميع أن الخيط الأبيض لن يتبين من الخيط الأسود إلا بعد عودة الرئيس - شفاه اللَّه - والذي بدونه لا يمكن تمرير أي تسوية من دون رعايته لها والقول بغير ذلك نوع من الاستهبال المرضي.. ولا داعي للتكهن بخروج المجلس المنتظر من أقبية (تبة) الفرقة أو من (بدرومات) الحصبة.. لأن الجهتين هما معضلة الشباب.!!
وإني من هذا المنبر أقول : تعالوا نقلد شباب مصر بس ليس استنساخاً لأن الشباب (السلفي) هناك يطالب بعد الثورة بتنفيذ حملة لإطلاق "مليون لحية "قبل رمضان.. ونحن يكفينا (شحططة) طوابير البنزين وهجر الكهرباء وأسعار الغاز ووايتات الماء وتعالوا نطلق حملة لتوفير مليون دبة غاز قبل رمضان أو 100 ألف وايت ماء أو مليون دبة بنزين أو 100 ميجا كهرباء تضاف الى الـ400 ميجا الموجودة التي تسرج كل البلاد بـ (الدهف).. وفوق ذلك نعتدي عليها بغبائنا.
أما إنجاز مشروع التغيير فلا يوجد قفل من دون مفتاح فقط نطرد الأفكار الشيطانية .. ونُحكّم العقل .. لأن "العقل إذا تم نقص الكلام"!!