shopify site analytics
الدكتور الروحاني يكتب: (الكوتشينا).. على الطريقة الايرانية..!! - نادي وحدة صنعاء.. تجاوزات بحاجة الى تصحيح !!؟ - منتسبو مؤسسة الثورة للصحافة بصنعاء يناشدون السيد القائد التدخل العاجل - في أحسن فريق *الدراجة الهوائية*..ليست مجرد (لعبة و رياضة) - كتائب القسام أبو عبيدة يتوج بطلاً لدوري طوفان الأقصى - صوت الشباب - ماذا قال خامنئي للعمال خلال "أسبوع العمال"؟ (بمناسبة عيد العمال العالمي) - الشعب العراقي يطالب بطرد سفيرة الشذوذ والبغاء الأمريكية من العراق - هلع كبير على متن رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب - وطن على عجل في سطور -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - كتب الأستاذ صخر أبو فخر مقالا في جريدة السفير عن حياة المناضل والمؤرخ العربي الكبير محمد عزة دروزة يشيد فيها بتاريخ دروزة ونشاطاته السياسية والثقافية في خدمة القضايا العربية،

الجمعة, 24-يونيو-2011
صنعاء نيوز/د. محمد عبد العزيز ربيع -


كتب الأستاذ صخر أبو فخر مقالا في جريدة السفير عن حياة المناضل والمؤرخ العربي الكبير محمد عزة دروزة يشيد فيها بتاريخ دروزة ونشاطاته السياسية والثقافية في خدمة القضايا العربية، ويشير إلى مشاركة دروزة في نضال الشعوب العربية ضد الاستعمار الغربي بشقيه البريطاني والفرنسي. وفي سياق استعراض السيرة الذاتية للأستاذ دروزة، يأتي الكاتب على إسهامات المناضل في مجال الكتابة الصحفية وتأليف الكتب والروايات، ويعدد مؤلفاته السياسية والتاريخية: "مختصر تاريخ العرب والإسلام"، "تركيا الحديثة"، "القرآن واليهود"، "تاريخ بني إسرائيل من أسفارهم"، "جهاد الفلسطينيين"، "مأساة فلسطين" "تاريخ الجنس العربي"، و"العدوان الإسرائيلي القديم والصهيوني الحديث على فلسطين وما جاورها".

ومما لفت انتباهي في سيرة هذا المناضل أن محمد عزة دروزة ينحدر من عشيرة الفريحات التي تقطن في لواء عجلون في الأردن، وأن عائلته رحلت في عام 1887 إلى نابلس التي كانت في حينه تُلقب "دمشق الصغرى"، وهناك وُلد دروزة وبدأ حياته، وانطلق بعد الدراسة للمشاركة في نضال الأمة العربية. وخلال ترحاله أقام دروزة في أكثر من قطر عربي، وسجن في أكثر من بلد، وانتهى به الحال في دمشق حيث نضج فكره وكتب أهم كتبه وتوفي ودفن.

لقد عرفت دروزة من خلال كتاباته وأحاديث الأساتذة الذين تعلمت على أيديهم عنه، وخرجت بانطباع بأنه فلسطيني. لكن أبو فخر يقول بأن عائلة دروزة تنقسم إلى ثلاثة أقسام تقيم في الأردن وفلسطين وسورية. فهل كان محمد عزة دروزة فلسطيني أم أردني أم سوري؟ إن من حق كل فلسطيني وأردني وسوري أن يتبنى دروزة لأن الرجل كان كل هذا وأكثر بكثير.. كان عربيا مخلصا لأمته، ومناضلا في سبيل الحرية وتحرير الإنسان في كل مكان، ومكافحا بالفكر والقلم ضد الظلم والاستعمار والتبعية، وفوق ذلك، كان دروزة عالما سخر الكثير من وقته وملكاته العقلية في البحث عن الحقيقة. وإذا كان دروزة تبعا لأصله أردنيا، ولنضاله فلسطينيا، ولفكره سوريا، فإن مئات العائلات الفلسطينية والسورية والحجازية والأردنية واللبنانية والمصرية هاجرت من وإلى الأردن وفلسطين خلال القرون الأخيرة، من بينها عشائر المجالي والمبيضيين والحوامدة التي جاءت للأردن من منطقة الخليل.

في مقابل هذه الصورة الناصعة للمناضل المفكر محمد عزة دروزة الذي انتمى لوطن ولم ينتمِ لعشيرة أو لنعرة عنصرية بغيضة، نلاحظ وجود أشخاص موتورين في كل قطر عربي يروجون لفكرة الإقليمية ولديهم الاستعداد لتزييف الماضي لتبرير مواقفهم العنصرية. إن مثل هؤلاء الأشخاص يعانون من جهل وعقدة نقص، ولا ينتمون في واقع الحال لوطن ولا حتى لقطر، وإنما لمصالح وهمية قاصرة يقومون من خلالها بالتجني على الإنسان والوطن والمستقبل في آن واحد. إن من يقرأ مقال الكاتب صخر لا بد وأن يشعر بالاعتزاز والثقة بالمستقبل، وذلك لأن المقال يرفع معنويات كل إنسان ينتمي لوطنه العربي ويقدر تضحيات من ناضل بفكره وعمله دفاعا عن حرية أمته. أما من يرفع شعارات إقليمية وعنصرية فليس سوى إنسانا حاقدا وفاشلا يحاول إيجاد مبررات لفشله.. إنه إنسان متآمر على وطنة وتاريخه وأبناء شعبه واستقرار بلده ومستقبل أطفاله.

هل يدرك دعاة الإقليمية مثلا أن الأردن وفلسطين وسورية ولبنان كانت تسمى سورية الكبرى قبل قيام الاستعمار البريطاني والفرنسي بتجزئتها إلى دويلات واستعمارها، وأن كل من هاجر من هذه المنطقة قبل سقوط الإمبراطورية العثمانية إلى أمريكا كان يعتبر نفسه سوريا؟ وما هو موقف هؤلاء مثلا من جورج نايفة الأردني الأصل الذي ولد في أمريكا وكان بطلا أُطلق اسمه على بارجة أمريكية وقضى سنوات تقاعده يدافع عن قضايا العرب عامة وفلسطين خاصة. إن خليل جبران وميخائيل نعيمة وأمين الريحاني وكل أبناء جيلهم أعتبروا أنفسم سوريين وليس لبنانيين أو أردنيين، وذلك لأن لبنان والأردن لم تكن في تلك الأيام قد أصبحت بحكم قرار استعماري دولا مستقلة. هل يعلم أصحاب النعرة الإقليمية أن العربي، وحتى عام 1939 كان يسافر من موريتانيا في أقصى الغرب إلى عُمان في أقصى الشرق دون جواز سفر ودون تأشيرة دخول، وأنه كان يشعر بحقه في الإقامة في أية مدينة أو قرية عربية تروق له، وكان يجد دوما من يرحب به ويشجعه على ذلك؟ إن الهجرات المتلاحقة بين سوريا ولبنان والعراق ومصر، وبالأخص بين فلسطين والأردن تجعل كل أردني فلسطيني، وكل فلسطيني أردني، وكل من يرفض هذه الحقيقة يتنكر لشهداء الجيش الأردني وأبناء العشائر الأردنية الذين سقطوا على أرض فلسطين دفاعا عن القدس وغيرها من مدن فلسطينية. إن جدتي التي ولدت في فلسطين وتوفيت في السعودية ودفنت فيها تبنت فتاة من عشيرة العدوان وخاواها والدي وعمي وتوفيتْ وأنا أناديها عمتي حليمة.

إن اللهجة التي يتحدث بها الإقليميون في الأردن وفي بعض دول خليج تدعو إلى القلق وتنبئ بكوارث إذا لم يسارع الحكام العرب بإجراء إصلاحات جذرية تتجاوز الإقليمية والعشائرية وتقوم على المساواة الكاملة بين أبناء الوطن الواحد. إن السماح بتفشي روح التفرقة بين أردني وفلسطيني مثلا قد يقود في لحظة غضب إلى إنفلات زمام الأمور وإشعال نار حرب أهلية قد تُحول الأردن إلى ساحة صراع لا ينتهي. فكل الدول المحيطة بالأردن ستتدخل لحماية مصالحها، وفي مقدمتها إسرئيل التي ستحاول تحقيق حلمها في التخلص من الفلسطينيين، وستجد إيران والقاعدة فرصتها للتدخل أيضا، بينما ستقف أمريكا مكتوفة الأيدي، قلبها على الأردن وإرادتها مكبلة، وإمكانياتها مسخرة لخدمة إسرائيل والصهيونية التي استعمرت عقول الأمريكيين واشترت ضمائر قادتهم. إن العنصرية الإقليمية هي عنصرية لا تقوم على جنس أو دين أو تاريخ، بل على مصالح شخصية ضيقة تنطلق من نظرة قاصرة وفهم خاطئ للواقع والمستقبل وما يجري في العالم من تطورات اقتصادية وتحولات اجتماعية وثقافية. إن العولمة تتجاوز اليوم التكامل الاقتصادي إلى التلاقح الثقافي، وتقوم في الحالتين بتقويض أسس الإقليمية من خلال إضعاف الدولة القطرية، والغاء استقلالية الاقتصاد، وتفتيت خصوصية الثقافة والهوية السياسية.

إنني أكتب من بيتى في المهجر، بعيدا جدا عن الأردن وفلسطين، لكن حبي ووفائي وإنتمائي للأردن وفلسطين كلؤلؤتين من لآلئ الوطن العربي الكبير دفعني لكتابة هذا المقال.. وأعتذر لمن يختلفون معي في الرأي، فأنا أؤمن بأن كل الأقطار العربية وكل العرب "وطن واحد وشعب واحد".. التاريخ مشترك، والمصير مشترك، والواقع المؤلم مشترك، والأمل الذي فجرته ثورة شباب الأمة العربية مشترك أيضا. كما وأن الحب والعشق لا وطن ولا دين ولا عشيرة له على الإطلاق، فحبي لفلسطين والأردن، وعشقي لمصر والمغرب، وحنيني للكويت ولبنان وألمانيا لا يمكن لأحد أن يصادره ولا أن يسرق بريقه من عيني ما دُمت حيا.

د. محمد عبد العزيز ربيع www.yazour.com

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)