shopify site analytics
كلية المجتمع.عمران تحتفي بتخرج الدفعة الثالثة بكالوريوس محاسبة - قبائل اليمن تستنكر محاولة اغتيال رئيس اللجنة المركزية لحل قضايا الثأر الشيخ الزلب - نماء للتنمية والتمويل واللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة (الاسكوا) توقعان اتفاقية تعاون - الدكتور الروحاني يكتب : الوحدة في مفهوم المنظمات ..!! - طبعة إنجليزيّة لـ "تقاسيم الفلسطيني" لسناء الشّعلان (بنت نعيمة - الإفراج عن 113 محتجزًا بدعم من اللجنة الدولية في اليمن - ماسك وساكس ينعيان الأسلحة الحالية ويكشفان عن سلاح حروب المستقبل - بايدن يعلق على تسلم بلاده أخطر مجرم على الإطلاق - جندي اسرائيلي يظهر في فيديو ويدعو للتمرد على الجيش - اتلاف كمية من الأدوية والأغدية المهربة والفاسدة بصنعاء -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - م/يحيى القحطاني

الإثنين, 25-ديسمبر-2023
صنعاءنيوز / يحيى محمد القحطاني -


قبل أيام كنت في تعز، في مبنى مكتب الجوازات والهجرة، لغرض قطع جواز سفر، لكي أتمكن من السفر إلى الخارج للعﻻج، رغم أن جواز السفر السابق لم تنتهي صﻻحيته بعد، لكنه موديل ماقبل 2011م، وشرعية الغاب والفوضى، التي تتحكم بمصير شعب بكاملة، تأبى إﻻ أن تزيد من معانات الناس في سفرهم ومعيشتهم، ومرضهم، وحصارهم، وهجرتهم.

فتقوم بتضييق سبل العيش اﻷمن والكريم عليهم في كل جوانب الحياة، المرتبات مقطوعة، التوظيف موقف، البطائق الشخصية وجوازات السفر، التي تقطع من صنعاء ملغية، سواء القديم منها أو الجديدة، وحتى مشاريع البنك الدولي والمنظمات اﻹنسانية، تحولت إلى توزيع مواد غذائية وأدوية منتهية الصﻻحية.

و عندما تضيق باﻹنسان ظروف العيش، وتضيق به رحابة الزمان والمكان، ويعجز الوطن عن توفير اﻷمن واﻷمان، ولقمة الخبز اليابسة له وﻷبنائة، يصبح الرحيل والهجرة إلى أي مكان هو الخيار المتاح، حيث كانت وﻻ زالت الهجرة والرحيل من اليمن لليمنيين، طوق نجاتهم اﻷوحد، رغم قساوة الظروف التي قد تواجه المهاجر او المغترب اليمني، إلى جانب المعاناة اﻷليمة الدائمة، التي يتكبدها المغترب اليمني.

إﻻ أن المواطن اليمني المظلوم دائما، بعيشة وسكنة في حله وترحاله، كان يجد بعضا مما يحفظ ماء وجهة، من الحياة الكريمة والأمنة في تلك الديار البعيدة التي هاجر إليها، بينما المغترب اليمني، يهان ويذل ويستعبد ويزفر، بعد نهب امواله وحقوقه في دول الخليج العربي، وحاله كما يقول الشاعر مطهر اﻹرياني في ملحمتة الشعرية "البالة":-
خرجت انا من بﻻدي في زمان الفنا..
أيام ما موسم الطاعون قالو دنا.
بكر غبش.. أين رايح؟ قال أرض الحبش..
بكرت مثله مهاجر والظفر في البكر.
وأبحرت في ساعية تحمل جلود البقر..
والبن للتاجر المحظوظ والطاغية.

ولذلك فقد قررت بيع المنزل الذي أسكن فية مع عائلتي، ومن ثم السفر والهجرة، إلى أي بلد أستطيع العيش فيه بأمن وأمان، وتم إختياري لمدينة تعز لقطع جواز السفر الجديد، ووصلت تعز بعد رحلة طويلة وشاقة أستمرت 16ساعة، وفي اليوم الثالث وجدت نفسي وسط الزحام بين الرجال والنساء واﻷطفال في مبنى الجوازات، منتظرا ﻹستﻻم جواز السفر، والعودة إلى صنعاء سالم وغانم، بجوازالسفر الذي ﻻ يمكن للمواطن اليمني المحاصر السفر إﻻ به، بإعتبار هذا الجواز "ﻻ يأتيه الباطل من بين يديه وﻻ من خلفه".

فجأة سمعنا اصوات كثيفة للرصاص، وكان مصدر تلك الضخات من الرصاص من خارج المبنى، فأتجهت مع جميع من كانوا داخل المبنى إلى جهة الباب، وبين صياح وصراخ النساء والأطفال، أغلق باب المبنى، بينما أصوات الرصاص تزداد لعلعة في الخارج، في تلك اللحظات اﻷليمة، كنا نقوم بطمأنة الأطفال والنساء، الذين كانوا يصرخون خائفين و مذعورين، من لعلعة الرصاص والصياح في الخارج.

وبعد نصف ساعة بالتمام والكمال، تم فتح الباب ودخل شخصين ملثمين مسلحين كل واحد منهما، يحمل في خصره قنابل وخزنات للرصاص، و في يد كل واحد منهم آلي موجه ناحية الرجال والأطفال والنساء، وعل أكتاف أحدهم علم السعودية، واﻷخر علم اﻹمارات، بدﻻ من الرتب العسكرية، وعلى صدر أحدهم صور لتوكل كرمان، والأخر صور لحمود المخﻻفي، بدﻻ من الأوسمة والنياشين العسكرية.

بعد ذلك حاول المواطنيين المتواجدين داخل المبنى، أن يمسكوهم لكنهم فشلوا، وبعد مفاوضات مضنية وجهود مجتمعية كبيرة، تم اﻹمساك بهم وتوقيفهم، من قبل أفراد حراسة المبنى والجيش، وبعدما هدأت اﻹمور داخل المبنى تسألنا ما السبب، ولماذا كل هذا الرصاص، وكأننا في جبهة مواجهة للحرب، فقالوا لنا مافيش حرب وﻻ شي، هؤﻻء المسلحين من المقاومة حق تعز، جاءو لقتل غريمهم في المكتب، عملية ثارات قديمة كانت بينهم حسب إفادتهم، أما بواطن اﻹمور فالله أعلم.

وكما يقال الطبع غلب التطبع، فقد قمت وصرخت بهم جميعا، وقلت لهم يأهل تعز، من خمسين سنة وانتوا تقولوا لنا أنكم أهل علم وريادة، وتعز مدينة الحلم والعلم والثقافة، واليوم فعلتوا كل هذا الخوف والهلع للأطفال والنساء، أهكذا أصبح الموت والدم في مدينة تعز، رخيص إلى هذه الدرجة، كيف ضاعت الثقافة والريادة، وفقدت كرامة الإنسان وقيمة الدم والموت بهذه المدينة؟، بعد أن كنا نسمع عنها انها مدينة السﻻم والمحبة، والتعايش السلمي المجتمعي.

وبعد توقيف المعتدين هدأت اﻹمور وعاد الموظفين إلى مكاتبهم، بينما المواطنين من الرجال والنساء واﻷطفال، كانوا يلعنون ويشتمون من أسقط الدوله وهيبة الدولة في تعز، وحولوها إلى مدينة مليشيات وإرهاب، وقتل ونهب وفساد وإفساد، وامراض طائفية ومذهبية ومناطقية، وجميعهم قالو بصوت واحد، كان أيام زمان في هذه المدينة أمن وأمان، وكانوا ﻻ يشاهدون مسلحين في الشوارع، وﻻ بﻻطجة وﻻ مليشيات، إلا العسكرى صاحب البدله الرسمية.

أما الأن فكل سارق وقاتل أصبح يرتديها اليوم، في دولة خﻻفة حمود سعيد، وتوكل كرمان، وأبو العباس، والقعقاع، والصعاليك، الذين أهانوا مدينة تعز، وأهانوا البدله العسكرية، التي كانت بدلة الشرف والنظام، وأصبحت اليوم بدلة الجيش واﻷمن، رمز للخوف ولنهب والبلطجة، وقال الجميع رحم الله السنين السابقة، كنا نرى العسكري في الشارع، ونشعر بالأمن والأمن، بيوتنا مؤمنة أطفالنا في المدارس والشوارع أمنين، واليوم نصبح ونمسي برعب وخوف وموت، واصبح حال المواطنين في تعز، كما قال الشاعر سلطان الصريمي في قصيدته"نشوان":-
حسك تصدق عجائب طاهش الحوبـان..
ولاتـصـدق عصـابـة عـمـنـا رشوان.
ولا تصـدق حكايـة بنـت شيـخ الـجـان..
أصحابهـا ضيعـونـا كـسـروا المـيـزان.
باعوا ألأصابـع وخلـوا الجسـم للديـدان..
وقطّعـوهـا عـلـى مايشـتـهـي الـــوزّان.

فهذه تعز التي كان أهلها يسمونها بالحالمه، ومدينه الأدب والثقافة، وكان سﻻحها العلم والقلم والتجارة والمطاعم والبوفيات، قد تحولت إلى مدينة لﻹرهاب والمعرادة والبلطجة، وباﻷخير أقول وقلبي يتفطر دما والم، آﻻ لعنة الله على من سعى وخرب واسقط، الدوله في اليمن بشكل عام، وفي محافظة تعز بشكل خاص، وحزني على اليمن كله وعليك يا تعز، وصبرا جميل ﻹخواننا في تعز، وفرج الله قريب علينا وعليهم بإذن الله تعالى، والله من وراء القصد..!!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)