shopify site analytics
الرويشان يكتب : قمة البحرين .. هوامش سريعة - الشاب عادل الماوري يودع العزوبية الثلاثاء المقبل تهانينا - العلي يحتفل الجمعة القادمة بزفافه بقاعة الفيروز بالحصبة - النوايا الحقيقية للولايات المتحدة من وراء الميناء العائم في غزة - روسيا تطور مادة لترميم كلي للعظام - العلاقة الودية بين بوتين وشي جين بينغ تمثل كابوسا استراتيجيا لواشنطن - 10 دول عربية تشارك بمسابقة ملكة جمال العرب بأمريكا - القدوة يكتب: المجتمع الدولي فقد في فلسطين مظاهر الإنسانية والحضارة - مساهمات أكاديمية قيّمة لباحثين في الشارقة بدولة الإمارات - اتفاق على تفويج الحجاج اليمنيين من 4 مطارات تشمل "مطار صنعاء" -
ابحث عن:



صنعاء نيوز -  
 اسرائيل لم تسحق غزة، التي قاتلت بشراسة. اسرائيل سحقت كرامة العرب، عرتهم امام العالم، وازالت ورقة التين، التي كانت تسترهم، وتحفظ ما تبقى

الثلاثاء, 23-يناير-2024
صنعاءنيوز / حسين علي يونس -


⁨23 يناير 2024⁩ بواسطة ⁨06⁩
 
 اسرائيل لم تسحق غزة، التي قاتلت بشراسة. اسرائيل سحقت كرامة العرب، عرتهم امام العالم، وازالت ورقة التين، التي كانت تسترهم، وتحفظ ما تبقى، من خزين كرامتهم، التي مرغت بقذارة الوحل، امام شعوب العالم، التي رفعت اصواتها، لتقول لا، لتلك الجرائم، التي تبنتها حكومات الغرب المتحضر الديمقراطي الذي كان يتغنى، بحقوق الانسان، والحيوان وغطاء الصواريخ.. بينما كانت ردود فعل الانظمة العربية الذليلة، مخجلة ووضيعة، يخجل منها حتى مرتكب الجريمة وحامل عار ثقلها. فما الذي فعلته غزة بالضبط، لقد ذكرت العرب، بكرامتهم المنتهكة، التي مرغت بالوحل مرارا وتكرارا وعلى مرأى العالم كله. احرجتهم غزة فرفعوا اصواتهم ليدينوها .. تركوا الضحية وتمسكوا بالجلاد، ليكمل سلخ ضحيته، مدوا له يد لامبالاتهم الثقيلة، ومنحوه صمتهم، ليكمل مهمته سريعا، من اجل تقليل زمن احساسهم بالعار.
 الغرب الذي يخجل من عار الا يكون انسانيا، ازال طلاء وجهه الانساني، ووضع نقابا لتغطية، جرائم صنيعته، لبس نقابا مجازيا، يحرمه على المسلمين الذين يقطنون ارضهم و بين ظَهْرانِيهم، مدوا من مساحة الحرب، وسمحوا لها ان تمتد زمنيا . سفنهم ومدمراتهم وحاملات طائراتهم، تحركت لتقاتل شعبا اعزل .اعادت معركة طالوت وجالوت، ووضعت قواعدا لبنية الصراع، وسمحت للمجزرة، ان تتسع على ارض المسيح، مهد الروحانية والقيمة الانسانية كلها. فمن اجل ماذا . سلخ الشعب مسلوب الحقوق والارادة . هل كان ذلك من اجل محاربة الارهاب حقا، ، ام من اجل جني المكاسب، وسرقة مصادر الطاقة، وادامة الاستعمار الهادئ وحصار الصين وروسيا البوتينية، التي انتفضت لكرامتها القومية والوطنية، و خنقتهم على حدود اوروبا.
الحقيقة ان عصر امريكا والغرب المتعالي افل نجمه، وغزة على صغرها كانت القشة التي قسمت ظهر( بعير العالم) احادي القطب غزة التي وضعت النقاط على الحروف لكل متشكك، مازال يؤمن بلمعة من انسانية الغرب المتحضر، الذي كان ميزانا للقيم في العالم، على سطح الارض، على مثقفينا وصانعي القرار العرب، ان يأخذوا هذه النقطة بحسابهم. اسرائيل اليوم ليست اسرائيل الامس، وامريكا اليوم ليست امريكا الامس، حاملة العصا الغليظة .
 اذا فرط العرب بقضية غزة اليوم، كما فعلوا من قبل، فسيحصدون غدا الريح، هذه حقيقة يجب ان تكون ماثلة امام اعينهم ويجب التعامل معها بحرص شديد . من الضروري اظهار المزيد من القوة، حيث لا ينفع الضعف، كما ثبت من التجارب الماضية . لقد اعادت غزة بصرف النظر عن تعاطفنا معها او كرهنا لها، القضية الفلسطينية الى الحياة مرة اخرى، اظهرت عورة اسرائيل وهشاشتها، ومنحت العرب وقتا اضافيا، من اجل ان يستعيدوا كرامتهم، التي اصبحت خبرا في كتاب عتيق .
يقول احدهم، ان حماس ورطت اهل غزة، بحرب كبيرة، لا طاقة لهم بها، وان ايران المارقة، ورطتها، رغم ان ايران ساعدتها لوجستيا وماليا ودبلوماسيا، ونحن نتساءل بدورنا، عن مثلبة ان تكون ايران قد ساعدتها و منحتها سلاحا لتدافع به عن نفسها من المحو. فما عيب ان تكون ايران قد وقفت مع الضعيف . لقد دفع العرب خارج التأريخ، وسلخوا عن حضارتهم لعدة قرون. دفعوا من الباب بيد ودماغ الغرب المستعمر الامبريالي، الذي يسعى منذ سنوات الى انسنة خطابه، في عهد (تغير ميزان القوى ) من باب الضعف والانتهازية السياسية، التي لا يجب اخذها بجدية .
مساكين اليمن الشجعان، وضعوا قوة الغرب وامريكا على المحك .ايران ومحورها بمعية الصين و روسيا ومعهما جنوب افريقيا والبرازيل .. نجحت في ذلك الى حد كبير، خلخلت اساسا النظام احادي القطب .وبقيت القفزة الاخيرة، ليدخل العرب الى بيت العالم الجديد، وهذه القفزة يجب أن يقوم بها العرب انفسهم، من اجل ان يحجزوا لهم مكانا، والا سيصبحون خارج العالم الذي خطته روسيا، في اوكرانيا وغزة في فلسطين، والذي ستغلقه الصين قريبا في الجزيرة المارقة تايوان ! .
بالحقيقة ان حما س ( الصوت المخنوق ) المكروه لدى طبقة من الطيف العربي (المثقف)، هو (صوت العرب)، وليس (صوت اهل غزة) التي تقاتل، من اجل حقوقها وحريتها، وكرامتها، غزة التي سحقت هي صوت الشعوب العربية المقموعة من قبل انظمتها، انظمتها التي تستمد الحياة والدعم، من خلال انابيب نفط، توشك على النضوب، عبر الحماية الغربية المشروطة. الشعوب العربية التي خرجت الى الشوارع، بكل طوائفها، لتصرخ معلنة دعمها لصوت غزة المقموع، المحظور، والمحارب، من قبل حكام العالم، الا تلك التي تسمي نفسها بمحور الممانعة ومعها دول قليلة، غزة المحقة تماما، حين تدافع عن نفسها وعن اهل فلسطين، بعد ان ضمرت حكومة القطاع وضاع صوتها عبر تخاذلها وانبطاحها، لليمين الاسرائيلي، الذي منحها قربا مثقوبة لتنفخ بها لعدة عقود، حماس وملحقاتها التي تقاتل معها، من اجل الحرية والحقوق، كانت ولاتزال ممثلة لسكانها، رغم انها ليست ديمقراطية كما يبدو ولا تمنح الحرية لشعبها الذي تحكمه، قد يبدوا هذا الموقف الملتبس غريبا وفيه الكثير من التناقض للبعض من الذين يطبلون للغرب و لثقافة التغريب من اصحاب نظرية “فصل الدين عن السياسة ” وهلم جرا .
لكن على متبني هذه الرؤى ان يمسكوا بكفتي الميزان، بموضوعية وان يزنوا بعدالة .اسرائيل دولة دينية ودولة فصل عنصري، ولا يحتاج توضيح ماهيتها الى اثبات، ومن يقف خلفها وهي تنمو بهذا الغطاء انما يتبنى وجهة نظرها، وبالتالي ليس من حقه ان يدين تشدد حماس وراديكاليتها . امريكا والمانيا وفرنسا وكندا تدعم هذه السياسة العنصرية الراديكالية المتطرفة، التي تمارس سياسة الفصل العنصري، وتتوسع على حساب جيرانها وعلى حساب غزة والقطاع، اما اكذوبة فصل الدين عن السياسة، فهذه مجرد اكذوبة تسوق الينا، من اجل تقليم اظافر الشعوب العربية والمسلمة بسبب من فعالية هويتها الكبيرة، التي تفتح لها الابواب كلما تم غلقها، وبالتالي فان هذا لن يصب في سواقي الغرب، الجشع . ببساطة شديدة، اليوم كل الاحزاب الفعالة في الغرب، المعارضة داخل الحكومات او التي تحكم، متطرفة ووطنية شيفونية، يحكمها الصليب والعرق، الجميع يعرف ان
الحزب الجمهوري الامريكي حزب يميني متطرف، وان خير من يمثله ترامب، اما الحزب الديمقراطي فحزب صهيوني تلمودي يعتمد على تجارة السلاح، و يوسع من دائرة الوهم لدى جمهوره، عبر منح الحريات واشاعة ثقافة الاستهلاك، والتوسع الامبريالي، وكذا حال كل الاحزاب الاوروبية التي تدير الحكومات، او التي تساهم في ادارة مجالس نوابهم، جلهم ينتمون الى احزاب يمينية قومية و دينية متطرفة، تتكون من مزيج قومي ديني، ربما تكون الاحزاب الشيوعية التي كانت مزدهرة في الماضي القريب على شيء من المصداقية، وقد تم سحقها لهذا السبب ولما تقدم ذكره، اما بقية الاحزاب فمجرد دكاكين تدار في الغرف المظلمة، يديرها رجال البنوك، واصحاب الشركات الاحتكارية، وتجار صناعة السلاح .بالحقيقة ان العرب حين يخذلون اهل فلسطين، فانهم يخذلون انفسهم، لأن دورهم سيأتي لا حقا. كان يفترض بالحكومات العربية ان تدعم غزة بصرف النظر عن ميزان الكره والمحبة، وان يكون موقفهم، اكثر قوة، لتحجيم دور دويلة اسرائيل التي ستأكلهم، في المقبل من الايام، اذا قدر لها ان تتبع خططها كما هو مرسوم لتقسيم دولهم الى دويلات صغيرة و مجهرية، تحت لافتة الديمقراطية وحقوق الانسان، من اجل وجودهم، الذي سيصبح في مهب الريح في المقبل من الايام . لهذا ولكل ما تقدم على حكام الدول العربية ان يتحركوا وان لا يتركوا ايران واذرعها المقاومة تدافع عن قضيتهم . حين يترك العرب مجالهم الاستراتيجي الحيوي بيد اسرائيل وامريكا واوروبا، سيذهبون الى فرن الموت حتما، طال الزمن ام قصر.. السؤال الذي يطرح نفسه هنا، الا يوجد لدى الحكام والملوك العرب من يقول لهم الحقوا دولكم و انفسكم، اخرجوا من جوف الفرن، طيب ما اهمية عمل مراكز الابحاث، التي يصرف عليها المليارات، التي لا تقدم و لا تؤخر والذي ينحصر عملها بتوافه الامور وزيادة الحروب الطائفية وتجميل القبيح وتقبيح الجميل .
حين تحصل ايران قريبا على القنبلة النووية، سيردع الغرب وسينتهي دوره و سيكون الوجود الاسرائيلي في مهب الريح، وعندئذ سيعاد ترتيب العالم من جديد، وتطوى صفحة، رجراجة من التاريخ، ارقت العالم وسيكون من مصلحة العرب الآن، مساعدة اهل غزة و الحوثيين، .. في حربهم مع امريكا، من اجل كسر عصا الطاعة، التي تستعملها امريكا بتربية الحكومات العربية، من اجل نيل استقلالها ومن اجل سيادتها، سيكون من الضروري الحد من هيمنة اوروبا وامريكا، وهذا شرط بالغ الاهمية للعرب ليحجزوا لهم مقعدا كقطب جديد يتحكم بثرواته بعيدا عن املاءات امريكا والغرب . لقد حان الوقت لتغادر هذه الحكومات كونها سوقا لتدخل في باب التنمية الفعلية، وان تستعيد امنها الغذائي، والمائي والصناعي ..وهذا ما لا تريد ه امريكا والغرب بالطبع، فمن مصلحتهما ان يظل الشرق صحراء، مصدرا للطاقة الرخيصة ليس الا، يستهلك نفايتهم، و ممنوع من ادامة التنمية .
اقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 الذي سيتم حتما بعد ازالة اليمين المتطرف في اسرائيل من الحكم وتقزيمه، لنصف قرن على الاقل، هذا لن يتم الا بمحاكمة رموز اليمين المتطرف، وبالموقف الصلب لحكام العرب، وقد اصبح هذا في متناول يد اليسار الاسرائيلي، بعد هذه النكسة التي صنعتها غزة ومن ثم فان ذلك سيؤدي الى تقليم اظافر هذه الدولة وتهميشها في محيطها، الذي سيؤدي بالنهاية الى اذابتها في وسط كبير، كان على مدى القرون هاضما للقوميات والاعراق، هذا الحل سيناسب العرب والمنطقة بشكل كبير، لأن بقية الحلول ستكون صعبة التنفيذ، ان لم تكن مستحيلة على المدى المنظور، يجب تقوية الحلف الايراني، التركي، العربي من اجل التصدي للأطماع الامريكية والغرب الذي باع لنا الوهم طويلا، و من ثم اعادة رسم خارطة العالم بعد ان” اصبحت هزيمة الغرب واقعا ملموسا” كما يقول المؤرخ الفرنسي ايما نوئيل توت الذي سبق ان تنبى بنهاية الاتحاد السوفيتي قبل انهياره، واليوم علينا نحن العرب ان نخرج من عبوديتنا وضعفنا وان نكثف من مجال رؤيتنا وان بمساعدة الآخرين، لنتتبع مصدر الضوء، في نهاية النفق، من اجل ملامسة نهار ايامنا الغابرة حالنا حال بقية الامم .
كاتب وشاعر عراقي*
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)