صنعاءنيوز / -

نظرًا لأن العديد من المسلمين الأميركيين يعودون بأصول أسلافهم إلى أجزاء أخرى من العالم، فإن تقاليد رمضان في الولايات المتحدة متنوعة. وغالبًا ما يتذكر المهاجرون شهر رمضان الأول لهم في الولايات المتحدة باعتباره الوقت الذي تعلموا فيه عادات جديدة.

رضوان جاكا، مولود في شيكاغو وعضو في المجتمع الإسلامي لمنطقة دالاس (ADAMS) في منطقة واشنطن العاصمة، يلاحظ أن العديد من زملائه المصلين مهاجرون أو لهم إرث دولي مثله – فهو له جذور في الهند وباكستان والمكسيك. وبالتالي، يقدم المجتمع إفطارًا يوميًا يشمل قوائم طعام متناوبة بين مأكولات جنوب آسيا والشرق الأوسط والأطعمة الأفريقية والأميركية وغيرها.

شأنه شأن المسلمين في كل مكان، يبدأ جاكا، في 23 آذار/مارس، شهرًا من الصيام والصلاة وتلاوة القرآن والتصدُّق للجمعيات الخيرية وأداء الأعمال الصالحة والتجمع لتناول الإفطار. ويقول جاكا إن رمضان في الولايات المتحدة هو وقت الزمالة المجتمعية بالإضافة إلى النمو الروحي.

من جانبها، تقول سميرة جويد، التي هاجرت من باكستان في سن 29 عامًا، إنها تتذكر شهر رمضان الأول لها في الولايات المتحدة على أنه “مختلف تمامًا عن الطريقة التي كنا نحتفل بها في باكستان”. هناك، كانت أسرتها تحتفي بشهر رمضان في المنزل في الغالب، على حد قولها. اعتادت جويد في المركز الإسلامي في سينسيناتي الكبرى على الأنشطة الرمضانية التي تدور في المسجد. وتقول إن “هذا تقليد تنفرد به أميركا”.

تعترف جويد بتحدٍ واحد واجهته في الولايات المتحدة، ألا وهو التوقيت الصيفي. لأن الأميركيين يقومون بتقديم الساعة في فصل الربيع من كل عام بحيث يحل الظلام في وقت لاحق على مدار الساعة، “واعتمادًا على أوقات السنة والمكان الذي يعيش فيه المرء، يمكن أن يتراوح صيام رمضان في أي مكان من ثماني ساعات إلى 18 ساعة”، حسبما تقول. كان رمضان في الأعوام الأولى القليلة لها في الولايات المتحدة يحلّ خلال فصل الشتاء، عندما يكون غروب الشمس حوالي الساعة 5 مساءً. لكن في الصيف، يؤدي تغيير الساعة إلى دفع وقت الإفطار إلى ما بعد الساعة 9 مساءً، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة.

طارق رشيد، الذي وصل إلى الولايات المتحدة من الهند وهو شاب، يستمتع بالطريقة التي ينظم بها الأميركيون الأنشطة الرمضانية لجميع أفراد الأسرة. الآن يتذكر رشيد، الذي أصبح إمامًا بالمركز الإسلامي في أورلاندو، فلوريدا، شهر رمضان الأول له في الولايات المتحدة بأنه “مميز للغاية.”

وجبة إفطار رمضاني مع أشخاص يتناولون أطعمة متنوعة معًا على مائدة طعام عليها تمر كبير، وسمبوسة، وألو جوبي، ودجاج برياني، وشاي مغربي، وبالاك بانير، وخبز نان. [منظر من أعلى] (© Boontoom Sae-Kar/Shutterstock.com)
العديد من المساجد الأميركية تستضيف وجبات إفطار رمضاني تشمل مجموعة متنوعة من الأطباق العالمية، ولكن التمور (تظهر في أسفل اليسار) موجودة دائمًا في القائمة. (© Boontoom Sae-Kar/Shutterstock.com)
يقول رشيد إن المسلمين في المجتمع المحلي كانوا يتجمعون كل مساء. وكان أفراد عائلته “يصلّون معًا، ويفطرون معًا، ويلتقون بالآخرين، ويكوّنون صداقات جديدة في كل ليلة من الشهر المبارك”. في عطلة نهاية الأسبوع، يستضيف المسجد فعاليات رياضية بعد الصلاة، يشارك فيها كل من الرجال والنساء. ويقول: “كان كل هذا جديدًا بالنسبة لي”، مشيرًا إلى أنه في الهند، يحضر الرجال فقط إلى المساجد التي كانت “مكانًا للصلاة، وهذا كل شيء”.

وقد أعجبه أن المساجد في الولايات المتحدة غالبًا ما تكون محور الأنشطة الاجتماعية والدينية وحتى الرياضية.

اليوم، ينظم رشيد تجمعات للإفطار للمسلمين مع معتنقي الديانات الأخرى في مسجده، بمشاركة الكنائس والمعابد اليهودية المحلية. ويقول: “إن تجمعات الإفطار هذه هي أهم ما يميز شهر رمضان بالنسبة لي، لأنها تخلق صداقات قوية بين المجتمعات المختلفة.”

سبق وأن تم نشر نسخة من هذا المقال في 22 آذار/مارس 2023.