shopify site analytics
اجتماع استثنائي بمركز الدراسات والاستشارات بجامعة ذمار - الميالي يكتب : سيكولوجية التهميش - السراي يكتب: إنها غزّة التي غزت غُزاتها - افتضاح صورة النظام الإيراني بعد إبادة غزة؟ - عقدة ماكرون في مكانة الامبريالية الفرنسية - قائد حراسة مدير أمن عدن يروع المواطنين ويهدد أفراد الحزام الأمني بالسلاح - اشتباكات مسلحة بين نقطة الحزام الأمني بالحسيني ومواطنين من أبناء الصبيحة - محافظ اب يتفقـد سير اختبارات الثانوية العامة والدورات الصيفية بجبلــــة - حفل تكريم لخريجي دورات قوات التعبئة العامة بمحافظة اب - مناقشة سبل تعزيز التعاون بين جامعة إب وكاك بنك -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
لأنه العيد، تموج في فضاء النفس خواطر أعياد مضت، ومن بين تلك تحضرني كلمات ربما صارت أشباهها مألوفة عندي اليوم

الإثنين, 15-أبريل-2024
صنعاءنيوز / -


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
[email protected] https://web.facebook.com/dghoughiomar1

لأنه العيد، تموج في فضاء النفس خواطر أعياد مضت، ومن بين تلك تحضرني كلمات ربما صارت أشباهها مألوفة عندي اليوم، لكنها إذ سمعتها ذات عيد لأول مرة استوقفتني كي أتأملها وأعيش حقيقة معناها، وهي اليوم تدعوني من جديد لأحفظ لها حضورها وتأثيرها، وفي الكلمات أن العيد مناسبة للفرح، وإظهار الفرح ليس مجرد استجابة لرغباتنا وميولنا، بل إنه يأتي في صميم الدين والشريعة.
والعيد إنه حقا كذلك، فإن أردنا التقرب إلى الله فلنعش هذا الفرح مع تكبيرات العيد، وإن سعينا إلى رضوان ربنا فلنزِح دواعي الحزن في هذا اليوم، ولنردد بألستنا وكل جوارحنا نشيد العيد، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
ومع التكبير والتهليل حري بنا أن نفرح ونسعد، إذ تنتعش الأنفس وترتقي الأرواح وتعلو الهمم مع تمجيد قيوم السماوات والأرض، والالتجاء إلى حمى مالك الملك.
ثم إنه حري بنا أن نفرح ونسعد، وقد وفقنا الله لنعيش في رمضان موسم طاعة وعبادة، اجتهدنا قدر طاقتنا أن نعطي الصيام حقه، وأن نستحضر في القيام حقيقة الوقوف بين يدي ذي الجلال والإكرام، وأن نحيا في رياض القرآن مع جمال ألفاظه وجلال معانيه؛ وسعينا جهدنا أن نؤدي حق الأخوة في الدين بشيء من البذل وشيء من الدعاء.
لن يدفعنا الغرور لتصور أننا أدينا ذلك كله على أتم صورة، فنحن نبقى مقصرين، ولكن حسبنا أننا اجتهدنا، وقلوبنا معلقة بخالقنا تدعوه أن يقبل منا جهد المقل.
والدعوة للفرح ليست دعوة لقتل المشاعر كي لا ترى الآلام، وإنما هي دعوة لنرى الصورة كاملة، ونبحث فيها عن الجوانب المشرقة، ولا شك أن جوانب الإشراق موجودة حاضرة، ولا ينكرها إلا جاحد.
لن نغفل عن حقيقة أن لنا في غزة أهل أثخنتهم جراح فوق الجراح، لكننا نوقن أنها أوجاع تهون على من أدرك حقيقة الدنيا، وجعل همه الآخرة، والحق أننا وجدنا الآلام تتصاغر عندهم أمام عظمة ما يرجونه ونرجوه لهم من أجر وثواب، وليس في هذا القول خيال، بل إنه عين ما رأيناه ونراه منهم، في رضاهم عن الله، وفي إقبالهم على السير في الطريق التي ارتضاها الله لهم، وفي يقينهم أنهم على خير، وأنهم فائزون، وإننا لنستذكر فيهم اليوم مشهد ذلك الصحابي الجليل الذي تلقى طعنة عدو غادرة، فما كان منه إلا أن قال "الله أكبر.
فزت ورب الكعبة"؛ كما نستذكر أصحاب الأخدود الذين لاقوا في ثباتهم على دينهم شيئا فظيعا من نار الدنيا وعذابها، ولكن الله أخبرنا عن مصيرهم الأبدي بعد ذلك في جنات تجري من تحتها الأنهار، وقال عنه {ذلك الفوز العظيم}.
وكما فاز أولئك السابقون، يجد أهل غزة أنفسهم سائرين على طريق الفوز، ولهم أن يسعدوا ويفرحوا، وأن يرددوا بهتاف أقوى مما كان في أي عيد مضى: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
حق على أهل غزة أن يفرحوا، ويحق لكل من آزرهم أن يفرح معهم، وحتى أولئك الذين تشوفوا لفعل شيء ينصرون به إخوتهم، ولكن سدت أمامهم السبل، وغلبتهم الحيرة فلم يجدوا ما يبذلونه إلا دعوة خالصة على ألسنتهم، وحرقة صادقة في قلوبهم، ومشاعر ولاء صافية تسري في نفوسهم.
أولئك لهم أن يفرحوا، وليوقنوا أن الله يعلم صدق نواياهم وأن لهم عليها الأجر والثواب، فليهنؤوا وليسعدوا، وليستبشروا مع غيرهم بنصر الله يتحقق على أرض غزة العزة، نصر يبدأ منها ثم يمتد ويتسع ليحطم آلة العدوان، ويكسر جبروته، فتتزلزل كراسي الطغاة الذين استمدوا قوتهم وأسباب وجودهم من أعداء الأمة، ليكون ذلك كله بشائر غد مشرق قادم، ترنو إليه الأبصار والبصائر، فتردد الألسنة بغبطة وسعادة: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
وما أحوجنا في العيد جميعا أن نعيش حقيقة أن الله أكبر، فلا بد للمتعب المهموم أن يجسد في وجدانه هذا المعنى، فيوقن أن الله أكبر من الآلام والأوجاع ومن الهموم والابتلاءات، ويبعد من نفسه خواطر اليأس والقنوط، ويذكرها بأنه لا إله إلا الله، وأن الخير بيديه، فينتظر منه فرجا قريبا، ويحمده من قبل ذلك ومن بعد.
ألا فافرح يا من أنهكته الفاقة، فإن بعد العسر يسرا. افرح أيها المأسور ظلما، فزنزانات الطغاة لن تدوم، افرح أيها المهجر إلى بلاد غريبة، وانتظر أن تعود قريبا إلى الوطن، افرحوا جميعا ورددوا بألسنتكم وجوارحكم: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)